2012/06/08

ترجمة عربية لديوان "الكوغر الغاضب." عن الربيع العربي للشاعر السويسري برينو مرسييه



ترجمة عربية لديوان "الكوغر الغاضب." عن الربيع العربي للشاعر السويسري برينو مرسييه
  صدرت عن دار نشر كراس المتوحد مؤخرا ترجمة عربية لديوان الشاعر السويسري برينو مرسييه تحت عنوان: الكوغر الغاضب. قدم الديوان ضمن فعاليات الدورة 26 لمعرض الكتاب والنشر بجنيف والذي كان المغرب ضيف الشرف.
نظرات متشابكة:
برينو مرسييه شاعر سويسري ولد عام 1957. يشم عوالم شعره طابع إنساني، تتوجه دعوة للتسامح والإخاء. يستثمر الشعر تقنية التصوير الفوتوغرافي؛ يتشظى الضوء داخل النص. ينفتح النص على مجال الآخر، ويتبنى رؤيته للعالم. ينتمي الشاعر إلى تلك الفئة من الكتاب الذين يؤمنون بدور الكلمة في الدفاع عن حقوق الشعوب والمضطهدين. يكتب مرسييه القصيدة الحرة بلغة شفافة مباشرة: الكتابة بهذا المعنى شهادة عن الأحداث البارزة: يكتب قصيدة الحدث. يقول الشاعر في وصف تجربته: القصيدة هي الحياة ذاتها، تكشف القصيدة صمت الأشياء. ينكشف آنها كل ما يستره الظاهر. القصيدة وسيلة للتواصل وسفر نحو الآخر. تتماهى داخل الشعر ثقافتان أساسيتان: تصطحب علامات الشرق كلمات الغرب. يشتغل النص ضمن أفق ثقافة متحولة. وقد منح ذلك التمازج الحيوي للنص إمكانات عدة لكشف ما تستره الأشياء. ينفتح الشعر على الرسم ويتداخل الهنا بالهناك. يدعونا الشاعر وكذلك الفنان كي نكتشف عبر حوار مفتوح بين ثقافتين ولغتين فنيتين تجليات الهوية والتعدد: نقصد تلك النقاط الجامعة بيننا والفاعلة أيضا في تميزاتنا. يضم الكتاب قصائد شاعر ورسومات فنان تشكيلي، تجمع بينهما نظرة إنسانية للكون. تمكننا هذه النظرة من تجاوز صورة الراهن وكذا الحلم بعالم جديد.
 يدخل مشروع الكتاب ضمن برامج وأهداف منظمة اليونسكو العالمية. يسعى هذا المشروع إلى: دعم تعدد اللغات داخل الإبداع الشعري. والمشاركة في القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. ودعم إقامة حوار بين الشعر والفنون الأخرى؛ مثل المسرح والرقص والموسيقى وكذلك الرسم.
ضياء الفتيني، فنان تشكيلي مغربي ولد بمراكش عام 1985. بدأ الرسم منذ طفولته المبكرة: كان يداوم على رسم شخوص الرسوم المتحركة. تتميز أعماله الفنية بصباغتها المائية وألوانها البراقة. رسام البورتريهات والمآثر التاريخية، يعرض بشكل رسمي في جنان المنارة، السياحي.  يتميز عمله الفني بطابعه الخاص، يجسد هنا باللون والخط تصورات الشاعر.  والديوان من ترجمة الباحث المغربي المبارك الغروسي.
يقول الباحث والناقد الفرنسي جان فرانسوا كليمان مقدمة للديوان جاء فيها: إن أول ما يقابل المرء عند قراءة أشعار قصائد الكوغر الغاضب هي تلك الصيغ التي تلعب على تلاقي الكلمات. تلك الجناسات التي تلعب دور العلامات المكلفة بإبراز الاتجاه الذي يجب قصده لمن يبتغي بناء المعنى.
يتم تقديم سبب هذا الجنون على أنه خارج عن ذات المتكلم بما أنه يعتبر متضررا ويذكر بالدور المدمر للمال ولظواهر التعرية المالية.. لكنه بالنسبة إليه كمحب للحياة وملذاتها يظل هناك أمل و"حلم خلاص" وهو هنا الجعة البلجيكية والمؤسسات المنتجة لها..
لكن قراءة إشارية لا تثير الانتباه إلا إلى ما هو جوهري، أما قراءة أشمل فيمكن أن تكون أكثر اقتحاما واستقصاء للنصوص. لأنه ما هو الشعر في نهاية المطاف ؟ أليس هو انتزاع الكلمات من معانيها أو من خطاباتها التي تفقدها كثيرا من قيمتها. والشاعر هو من يستجلب إكراهات عادة ما تكون غائبة في كتابة النثر.. فهنا تغيب القواعد التقليدية  للنظم الشعري الفرنسي . يفلت برينو مرسييه من شبكات المفروضات الواجبة التي كانت تعرف الشعر على أنه ترابط محصور إلى حد ما بين جملة احتمالات. فلم يعد هناك أي حساب للأبيات كما أن القوافي فقيرة وهي في الحقيقة سجوع ليست كلماتها ذات أصوات متماثلة، والكلمات كاملة التطابق الصوتي نادرا ما تحضر. طول أبيات الشاعر في هذا الديوان يتفاوت، وتكون دائما أصغر من البحر الفرنسي الطويل (l’alexandrin) ما عدا في قصيدة "خديجة". أما تأثيرات تجاوز جملة البيت الشعري إلى لاحقه (enjambement) مثله مثل الوقف في منتصف البيت (césures) قلما تعتمد في هذه الأبيات البسيطة التي يتغير طولها باستمرار، والتي تنفصل أيضا تبعا لوحدات المعنى، وهو ما يوافق  في نفس الوقت نظاما في التعبير عن المعنى وفوضى في الشكل المعروض، أي نفسا غير منضبط لقياس هو دون شك علامة على نوع من القلق غالبا ما نجده عندما يتم اختيار بحور شعرية متنوعة ومختلفة كما  عند شعراء مثل ملارميه وميلتون وشلييه..
والشعرية هنا تكمن في استعمال كلمات قلما تتداولها اللغة المعهودة، كلمات مختارة بعناية في المعجم الشعري القديم وكذلك في صيغ تركيبية وجمل تضمر بعض مكوناتها.. فتجد تلك الكلمات غير المألوفة تتزاحم وسط الأبيات وبذلك يصير الشعر هو ما يقرأ بالاستعانة بالمعاجم أو في حالة غياب الإرادة في العودة إلي تلك المعاجم فيكون ما يسمع بنفس اغترابي يشير إليه الاقتراب من الأدب الاستشراقي ومعجمه ذي اللون المحلي مثل "العود، بيصارة، ملحون، قصيدة، بوسبير، بوسمارة مبروك، الحافة، دار البيضاء، وسام"، كلمات قد تبدو مألوفة للقارئ المغربي، وإن كانت تثير دهشته حين يشبه الملحون مثلا برقصة، لكنها غريبة على من لم يستأنس بالمجتمع المغربي..
يفرض الشاعر على نفسه إكراها آخر: تفكيك الجملة وبترها، أو نوعا من الخروج عن القاعدة يصل حد جعل اللازم متعديا.. واعتماد الإضمار وترتيب كلمات وجمل دون ربط. وتلكم كلها أشكال تكثيف غالبا ما تتضمن مجانسات صوتية.
 لكنه برينو ميرسيه لا يمضي إلى حد الفصل بين أجزاء الكلمة وحروفها.. وهي المسالك المعتمدة لديه لتصريف استعارات عدة في حين يراهن الشعر المعاصر على اختفاء الاستعارة.. وهي استعارات تضاف إلى تلك التي تعبر عن ذاتها في الأبعاد الصوتية المنطوقة. ومعلوم أن اختيار الحروف الصامتة في اللغة الفرنسية يختلف بين النصوص النثرية والنصوص الشعرية. ولعل تردد حروف مثل  T (1025 مرة في الديوان) و R (1225 مرة ) بالمقارنة مع حروف مثل L (1129 مرة ) و M (555 مرة ) قد تحمل في طياته معنى من المعاني. فإذا كانت المجموعة الأولى تتفوق على الثانية، سيدرك المستمع ربما ما هو جوهري أي نوع من التوتر لا يمر عبر النص بل عبر رنين صوتي متميز كان بالإمكان أن يكون رنينا مغايرا.
إذا كانت الشعرية لا تحتل إلا شطرا في الديوان فلأن الكتابة النثرية مهمة كثيرا. فبماذا تخبرنا تلك الكتابة؟ إنها تخبرنا بدوافع الرحالة والسياح، خصوصا منهم من يقصدون المغرب حيث تثبت الدراسات المتوفرة أن دوافعهم متنوعة، تزداد وتنقص سلبا وإيجابا حسب الحالات؛ منها المادية البحثة من حيث البحث عن رغد المقام بأرخص الأثمان ومنها ما يرتبط باقتفاء أثر أحاسيس وانفعالات قوية كالقطع مع المعيش اليومي والحياة العادية التي سرعان ما يتم العودة إليها بعد ابتعاد مؤقت. كما أن هناك السفر للقاء أناس آخرين ومشاهد ومناظر مغايرة بالنسبة للجوالين المتأملين، وهناك كذلك ممارسة الرياضة وبعض الأنشطة الثقافية التي تعد دافعا أيضا لبعض الممثلين المستهلكين، هي أشبه بتأمين ما هو كامل الأمان..
 لكن لا تحضر أي من تلك الدوافع في هذا الديوان الذي موضوعه الرئيس هو انتظارات رحالة. والسؤال المركزي هو لماذا يهرب "سويسري سعيد" عاش "طفولة سعيدة"  من خلال التلفاز نحو إيسلندا، وليبيا والعراق وهايتي، ومن خلال السفر نحو كرواتيا وفلسطين ومصر وإيطاليا .. والمغرب (حيث يزور مدن طنجة وشفشاون والعرائش والبيضاء والجديدة والصويرة، ويخص كل واحدة بقصيدة).
والجواب واضح جلي: لم يعد الشاعر يجد نفسه في جنة بلد طفولته فيقوم راحلا هاربا.. فسويسرا اليوم "مجتمع مأزوم قاتم الأمد" يعيد "لعبة مأتم طائرة" ولا يوجد بها غير"الفارين من الكنائس الباردة الحزينة ومن أجراسها الصامتة" فهذا عالم يرشح برائحة الموت. وبالتالي يقول الشاعر: " أريد هجر مستنقعات الأرض سجينة عقول تعبد المادة".
ولماذا التوجه بعد كرواتيا وإيطاليا نحو الشرق الجديد في فلسطين ومصر والمغرب؟ يأتي الجواب كالتالي:"كان الأمل يأتي من إفريقيا.. بعيدا من أكواخ الحضر القذرة." وهذا الأمل يكمن في إمكان تذوق متع يسيرة آنية من شرب لسجائر الماركيز والنرجيلة أحيانا وبعض النبيذ وكحول أقوى (الويسكي)، ولقاء بعض الوجوه الأنثوية وسماع عود وسام وصوت فيروز حين لا يكون هناك صوت آذان المؤذن للصلاة...
هذا الجواب خطير لأنه إذا كان الرحالة يهرب من مدن الشمال فإن ما يجده في الجنوب هي مدن أخرى في أوج تطورها "تولد محطات ركاب جديدة" ومعها كما يبدو في أحد القصائد أشكال حكم متسلطة يسميها الشاعر استبداد "الضفة الجنوبية" متضمنة " قوانين الملالي!" وهناك حركات احتجاج تسمى هنا أيضا "ربيع العرب" يمكنها أيضا البروز في هذه البيئات الجديدة " لضيق العيش". هناك خطر أن يتم تحطيمه بسرعة.
إن ما يجعل الحلم قائما هو غياب التحليل السياسي. إنه يحمل فقط طوبى حالمة: " لاشك أن العمال منتصرون" وأن يوما ما ستقام " أمة حرة". لكن الأمر ليس اعتمادا لطوبى كارل ماركس لأن الثورة هنا لن تكون في المدن، لكنها على غرار ماو في بلدان يفترض أنه ما زالت تطبعها الصبغة القروية. ويضيف الشاعر انه لحسن الحظ هناك فكر جان جونيه  :"لطريق الشعوب منير مثل منارة أنا عليها حارس أجير." فهو يعطي لنفسه دورا كما لو أنه يبرر شعره:" يمزج القصيد صوتينا ولغتينا على أنغام العود". إن الشاعر يغدو في إدراكه لذاته "منارة مؤذنة حية". ويشير أنه مفتتن بالإسلام لأسباب جمالية محضة لان المنارة التي "تجعل المسجد غاية في الأنوثة، فتنتني بحسنها." وينتهي في الأمثولة المؤسسة من خلال تحوله إلى إسماعيل جد العرب مؤسسا بذلك للمذهب الإسلامي المسيحي، إلى جانب مذهب اليهودية-المسيحية.
ولمواصلة هذه التحاليل التي قمنا هنا فقط برسم خطاطاتها العامة والناتجة عما يسميه جيرار جينيت الانتباه الجمالي بعبارة معرفية، فلا بد من قراءة الديوان. إن ما يكشفه طلب الرحيل الذي نجده فيه هو أهمية الحلم في خلق علاقة جديدة بالعالم الماضي أو الآتي أكثر منه بالفضاء المغربي. ونفهم أهمية نصوص مثل هذه التي سنطالع من أجل تدبير أكثر عقلانية للتسويق السياحي في المغرب، بما أننا أمام نص يحثنا على جعل التصنيفات الحالية معقدة ومركبة، تلك التصنيفات المؤسسة فقط على عروض تخص الجسد أو الفكر أو العلاقات الاجتماعية أو تأملات المجال.  ورغم أن الطلب المعبر عنه هنا هامشي فمن الواجب بناء منتوجات للاستجابة له. ولمن سيكلف نفسه عناء القراءة ليس الشعر دائما شعريا جدا. وفي الأساس هذا هو السبب الذي يجعله يمنح متعة حقيقية بل وربما أعمق الانفعالات مما لا يمكن لمن يجعلون العقل مقابلا للإحساس أن يفهموه.
نصوص شعرية من الديوان:
أسامة
أنت الصديق، عيناه تلمعان
من بريق معلم الصقل الفنان
أنت الصانع من رقت له اليدان
الأخ الماهر، زهرة اللوتس

من تضاعف المرايا
بسمته أضعافا لا تعرف نهاية
تقبل منا دموع  الفتوة
وأحفظ أرواحنا بجوارك في الجنان.

رحلت، يا شهبا هاربا في السماء
مختلسا بلا ظل ولا وداع للخلان.
مثل واجهات زجاج يتيمات حزان
تركت رفاقك الذين جمعتهم كل الأحيان.

وإذ هم يقرؤونك سلام التكريم
يضعون ألماسة قلبك الحليم
في مجوهرة ألمنيوم
على لوحة من زجاج سليم.

(تكريما لأسامة الذي يظل وجهه ولطفه وكرمه محفورة في القلب ما دام فيه حياة. إلى علاء، وزهرة وكل أصدقائه الذين أحبوه. رحمة من الله على روحه).




نمر من الورق

بركان إسلندا
يتقيأ البركان سواد رئتيه:
قوس ريش من الرماد،
طبقات رقيقة دقيقة من ثوب مواج،
يدفع الغيم في صخب هياج.

شظايا بلور الصوان وصدأ حديد رنان
هي تآكل النقود والأرض الحنون.
ثوران شقوق قشرة المعمور،
تعذيب! مشهد دراما يبدأ بالظهور.

هضبة سويسرا
دون السحب البيض للبحر الأزرق عبير،
يوم هادئ خلف عمادات المنجم الكبير.
على وقع صمت الزفت المقفر،
تعاد لعبة مأتم طائرة سويسر إير.

مغشيا عليه يقلب عينه برج الرقيب، 
 يتم نقل من شل كالكسيح
إلى الرصيف حيث النعش كبير فسيح.
لا طيران هناك تحت الرياح الناشفة.

هياكل طائرات عند منتهى المسار،
جمع طائر الحزين شاحب ملق بطنه أرضا،
ترى في سراب المداخن
نمرا من ورق زجاج!

يذكرك النمر بالغضب الرمد
لمجتمع مأزوم قاتم الأمد،
جسد الإنسان وكوكب الأرض يتحدان في الخطيئة،
نذير الألم في الأيام المجيئة...

بلل أزرق
غيوم نيزكية، طوق سماوي،
تلامس السقوف عند المدار،
ترخي حلبة جليدها في الأمطار،
تفاجئها العجلة في أزقة ثملة،

مصيبة واجهات زرقة المحيط مبللة،
وللجبل توجه نظرة متحدية.
مداخل المباني تحمي بعض المجانين
الغارقين لقطف الآن  والحين،

جمال حياة روح دون تزيين
خيال إنسان متخفي
نبع فوق سور بالجير مطلي،
هي ساعات يوم كامل في شفشاون...


الغرفة 229
طنجة زوبعة في المضيق
عاصفة الغرفة إثنين إثنين تسعة،
مركز متقدم حيث تنكسر السيوف.
متدفقة على واجهة بحر من زجاج،
ريح نوء تفكك أحلامي.
مستسلما للأرق، أنتظر
غارة أمواج جوف الليل.
محملا على مركب مقهى الحافة،
مقهى شبح في المياه مغمور..
تسيل المياه فوق رأسي،
لكن أمواج البحر،
والأمر سر محير،
وتعيدني عبر كهف هيرقليس الشهير.
Zocco-chico
حساء يسمى البيصارة،
هو للفول عصارة
وبزيت الزيتون يجارى.
البساطة،
السعادة بين الجميع مشاطرة،
حول الطاولة الكبيرة تشكل دارة
من أهل المكان والحارة
في الخارج غيوم
تتراكم جرارة
وعلى المدينة العتيقة
تنزل نزول الحجارة.


أرسم لك منارة

لا، إيماننا ليس للفارين رهينة
من الكنائس  الباردة الحزينة
ومن أجراسها الصامتة!
أعِني على قهر الفضيحة..

أنا المسيحي السويسري والأخ الشريك،
أرسم لك منارة
هي حزمة أشعة لايزر،
فوق موضع صلاتك.

معمم الرأس بالغيوم،
يتوج المسجد بتاج من النجوم،
حيث ينفجر طيف قوس قزح
محيط أنوار برج الأبراج.

ستنحني حتى الأرض،
سأظل واقفا قريبا منك
سأكون منارة حية
عند أقدام جسدك الساجد.

سترى رمز الإسلام،
زهرة ملتفة نحو الإله،
ووردة نار منتصبة على السقف،
قلم الرصاص وبسمتي.



مازغان
الزمن، ساعة رملية هادئة
أسماء أربعة لذات المدينة
في المرسى العتيق للجديدة
نوارس تؤثث رأس النخيل..

أكتب من الغرفة المشتركة
في فندق المغرب أو فرنسا
وشارع السويس أو سويسرا...
يا بهجة الإشاعة تسري بين الناس!

تغرق الريح بين الأزقة.
أراقب مقنعي التحصينات،
شواء السردين المصطفين على الرصيف
يرضعون خزانات الماء البرتغالية.

مثل النوارس الساخرة
قبل إقلاع مركب صيد الساحل،
رجال يبيعون في المزاد
صناديق أسماك فضية.

تغسل الأمواج وجه
عفاريت القلعة.
متنكرا في حوض الوضوء
بحر المحيط  يغمر المدينة.
أبطال الكربون
على الزعماء المستنبتون في السلطان،
وكل طاغية في ضفة الجنوب
أن يوقفوا وهمهم أن الشعب المتلاحم
يرضخ لضيق العيش مدى الحياة!

غليان الشوارع المدخنة، الحشود
تثبت كالمسامير علامات التمني المأمول،
بدقات الواجب والمفروض
بضرورة سقوط وتنازل، الجرذ!

الكتلة الذرية لطلبة
يبكون بطلا من كربون
تنتصب يوم الرحيل.
 حلمها: شغل وخبز.

على سكة صحراء خصوب
يقفز شباب في قطار سريع,
ثورة الياسمين
تضع أساس أمة حرة.

تكريما لشعوب تونس ومصر والجزائر والأردن واليمن وليبيا المنتفضة من أجل الحرية.

عرعر سيرين
(ربيع@ الع@رب)
بك للوحة المفاتيح يا فتى لاسلكيا!
الموقع الاجتماعي يناديك.
إلحق بنا بمقهى الانترنيت،
ستبحر عبر الأقمار صرخاتك.

يستنفر المنتدى الافتراضي:
مواكب المتظاهرين،
سيول البشر المتولدة من الفأرة،
 تلوح بالإعلام وبالقبضات المرفوعة.
 
يا حامل الحاسوب في حقيبة،
ولمحركات البحث دائما مصاحبا،
ولفوران المواقع ناصبا،
وفي هوج انفعال الإبحار غائبا..
يا طالبا خذ حذرك من قوانين الملالي!
 
تتخم من أخبار غوغلك،
وترمي نرد قدرك
وسط ساحات خراب العجز
لنظام نخره الفساد حتى النخاع.
 
لا تخف بعد اليوم
 فملقمك العنكبوتي يملأ شراع شبكته
برياح الانفتاح الهشيشة.
الحرية، نجمتك التي تلتمع مع بحر النقرات الليلية...
 ينشر صوت فيروز الأمل
فيما يهز صوت القذائف
أوراق الأثل الوردية
وحرج عرعر سيرين.

ليست هناك تعليقات: