2014/08/20

خمسة وأربعون على حرق الأقصى هل بعد بكاء .. تستفيق الأمَّة ؟ بقلم : خالد اغبارية



خمسة وأربعون على حرق الأقصى
هل بعد بكاء .. تستفيق الأمَّة ؟
بقلم : خالد اغبارية
يصادف كل عام في 21\8 ذكرى حريق المسجد الأقصى ،والذي تم حرقه على يد المجرم (دينيس روهان) صاحب الجنسية المزدوجة الإسرائيلية والأسترالية ، حيث تم الحكم عليه بالنفي الى استراليا بعد اتهامه بالجنون ،وتمر علينا هذه الأيام الذكرى الخامسة والأربعون ، ذكرى الجريمة التي بدات في الحادي والعشرين من شهر أب 1969م ، حيث بات الحرم القدسي أكثر استهدافا ، من أي فترة مضت ، واستمرارية الحفريات الصهيونية تهدد انهياره بالكامل.
الجريمة مستمرة ولم تنقطع لحظة، فالسياسة الصهيونية الرسمية بدعم من دوائر أمريكية صهيونية تسعى لتهويد القدس بالكامل ، وفق برنامج مخطط ومدروس بعناية وبدعم مالي لا يُقدَّر من هيئات عالمية صهيونية.
يمر كل عام ونبكي ذكراه والصهاينة مستمرون في خططهم الشيطانية لنسف الأقصى، بحفرياتهم الرهيبة أسفل المسجد وحوله، ويخدعوننا باوهام السلام وقصصه الوهمية ، والقدس باتت المشروع الاستيطاني الاول للصهيونية وتهويد ما تبقى من أرض حولها، هذا إن بقي . وتدمير كل معلم اسلامي من قبور وتراث اسلامي .
نعم هناك مهرجانات ( القصى في خطر) والذي تقيمه كل عام الحركة الإسلامية في الداخل ،لدعم القدس وأهلها وتنبيه الأمة العربية والإسلامية للخطر المحدق بالقدس والأقصى، لكن لا حياة ولا حتى إشارة وكأن الكل يخطط لمآربه ، والخطط الصهيونية تجري مبرمجة لإخفاء معالم الأقصى وتعجيل انهياره عبر الحفريات من جهة، وطرد كل القيادات الإسلامية والسياسية الفلسطينية الفاعلة والتي تقف لهم بالمرصاد ، خارج الأقصى ومحيطه لمنعهم من فضح مخططاتهم وقرصنتهم المجنونة.
ان بداية التهويد للأقصى بدات مع احتلاله ، وبعد خمسة ايام من بدء حرب 1967 قام بني صهيون بهدم حراة المغاربة الملاصقة للحائط الغربي للمسجد الأقصى ، وطرد سكانها مع سكان حارة الشرف التي أطلق عليها قيما بعد "حارة اليهود" وبذلك استولى الصهاينة على الحائط الغربي للمسجد (حائط البراق) وأطلقوا عليه بهتانا (حائط المبكى) .
ومنذ احتلال المدينة عام 1967م تم هدم جميع البنية اإسلامية والأثرية من حول المسجد الأقصى، بهدف تغيير المعالم الإسلامية التي تتصف بها القدس العربية،
لم تتوقف اعتداءات الصهاينة على المسجد وتعرض لعدة اعتداءات ، كوضع حجر الأساس لهيكلهم المزعوم ، وافتتاح كتيس الخراب الذي يطل على الأقصى من الجهة الغربية، والتي تعد اول مؤشر وميقات يهودي صهيوني على العد التنازلي لهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم. وسيطرة الصهاينة على أبواب المسجد وعمليات اقتحام ممن يقولون عنهم متطرفون لساحات المسجد وتأديتهم طقوسهم الدينية وشربهم للخمر، ما هو الا نوع من التحدي وفرض الأمر الواقع ، زد على ذلك اقتحام القوات الشرطية والجيش للمساجد المسقوفة ، كقبة الصخرة والمسجد القبلي والتجول داخله .
فالقضية لم تعد التحمل أكثر، وذلك بعد بناء كنيس تحت الأقصى والمسلمون غافلون ، واستمرار خلق واقع جديد على الأرض في ظل قوة احتلالية ، وقد تكررت مؤامرات حرق وهدم المسجد الأقصى مرات عديدة، ففي عام 1980م تآمر اتباع ( عصبة الدفاع اليهودية) بقيادة (مئير كهانا) ، وفي سنة 1982 خططت جماعة سرية صهيونية بقيادة (يهودا عتسيون) لنسف الأقصى ،وهناك العديد من المخططات الصهيونية الفردية والرسمية لهدم الأقصى ، وأحدث المؤامرات الصهيونية هي النية المبيتة لتقسيم الأقصى للصلاة بين المسلمين واليهود كما هو الحال في المسجد الابراهيمي في الخليل، والعمل على ادخال اليهود للصلات وخلق امر واقع جديد يدفع اليهود للبقاء داخل المسجد والعمل على بناء كنيس يهودي .
عندما حُرق المسجد الأقصى قالت غولدا مائير :
" لم أنم ليلتها وأنا أتخيل العرب سيدخلون اسرائيل أفواجاً من كل صوب لكني عندما طلع الصباح و لم يحدث شيء أدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه أمة نائمة " !
فهل تستفيق الأمة ؟؟؟؟


ليست هناك تعليقات: