2018/11/29

حالة ليست بالخطيرة.... بقلم: عبدالقادر رالة

حالة ليست بالخطيرة....
    بقلم: عبدالقادر  رالة
 تغير كلية بسبب أن الأطباء قالوا بأن حالته ليست خطيرة، فهو لا يحافظ  على صحته، يمشي لمسافات  طويلة، يأكل بشراهة والمفزع أنه لا يمتنع عن القهوة السوداء الثقيلة، والعنب اللذيذ والبطيخ الحلو...
  كلنا يحترمه ، ويحبه ، أما الصغار فيخافونه كثيرا رغم أنه صامت أغلب الوقت ، ومنذ ثلاث أشهر تغيّر فجأة ، إذ  خرج من عزلته وصمته ،و صار يتحّدث إلينا بل ويمازح الجيران ،يحي كل من يمر عليه ويلاعب الأطفال!...  
وفي الأسبوع الأخير توعّك وجميع سكان مدينتنا الصغيرة عادوه ، الصغار قبل الكبار وكان حينا أكثر حزنا وتعاطفا مع ولده.... فهو مثل والده طيب ،بشوش واجتماعي ، وتقبل تعاطفنا بقلب كاسف ولسان شاكر...
وأدخلوه المستشفى ، وجاءه الأطباء مرارا وأكدوا أن حالته الصحية جيدة ولا داعي للقلق فأسعده ذلك أما نحن فكنا أكثر فرحاً.....لكنه لم يرد الإنصات إلينا لما نقول له بأن ينتبه الى صحته! فيصرخ فينا :
ــ لا استطيع.. فيقول أصغرنا : ــــ نحن لا نريد سوى راحتك ولا نريدك أن تتعب ....
ـــ التعب يا أولادي لما أرغب في التنزه ولا استطيع .....التعب لما أشتهي فنجان قهوة وتمنعوني...
 سمعت ابنه  يقول له  :
ــــ ألم تسمع ماذا قال زهير الممرض؟....وهو ابن جارنا ولا يمكن أن يخدعنا... قال بأنه يجب أن لا تجهد نفسك....وأن لا تغادر فراشك....
 ينظر إلينا ثم يبتسم قائلا : ــــ تقولون نفس الكلام....
    ثم يضيف موجها الكلام الى أصغرنا :  ـــــ لماذا تنظرون إلي هكذا أيها الأولاد الأشقياء ؟ أنتم لا تفهمون ، والطامة أن الكبار أيضا لا يفهمون أني أكره الجمود....

ليست هناك تعليقات: