عمر الفيومي يحتفي بنساء المدينة
شيماء عبد الناصر حارس

في معرضه الذي أقيم بجاليري مصر يحتفي الفنان عمر الفيومي بنساء المدينة
فنساء الفيومي أهل مدن معاصرات حاضرات بأسمائهن ووجودهن، حقيقة أن عيونهن هي عيون
عمر الفيومي القادمة من وجوه الفيوم المعروفة، ولكن هن بشر أحياء نعرف بعضهن
معاصرات، نراهن في طرقات المدينة والعمل، مدنيات واحدة فقط تغطي رأسها، ينظرن
مباشرة في عين الناظر إليهن، كأنهن يقلن: نحن هنا موجودات وأنت ترانا، حضورنا طاغي
ونحن نراك، نحن منفتحات على الدنيا.
فهنا نجد تلك المرأة التي تكشف عن نفسها وحياتها وطبقتها من خلال النظرة
والملابس، هذا الحضور الطاغي لها تصفع به وجه المجتمع الذي يحاول جرجتها إلى
الخلف، تذكره أنها موجودة وأنها على الساحة، تصنع الحياة ببهجتها وطبيعتها الخاصة،
وتصنع المستقبل، لا تخاف من الآتي، هي صريحة وجريئة وعفوية، متعلمة ومثقفة وتسعى
للعمل وللحياة وتخوض كل المجالات، تراها بكل الصور، الرقيقة الهادئة، المفكرة،
الشقية، الصاخبة، صور المرأة الحية، التي تضع بصمتها واضحة في المجتمع والحياة
وعلى من حولها.
والثقة هي الملمح الأكبر في وجوه نساء الفيومي التي تظهر من خلال نظرات
النساء أو جلستهن، فالعيون مفتوحة وتنظر مباشرة والوجه كله مرفوع لأعلى ينظر بثقة
متناهية.
ولأن الفن يعكس الحياة بتفاصيلها، فقد عمد الفنان إلى إعطائنا زاوية من زوايا
الحياة، زاوية خاصة تتحدث فيها الشخصيات عن نفسها، وتحكي قصتها بنفسها، فأعمال
الفنان كأنها تسجيل مباشر لشخصياته النسائية تعرض كل واحدة فيه حياتها من خلال
اللون والتفاصيل والخطوط.
فنحن نرى المرأة المثقفة، المنفتحة على الحياة، المشرقة، ينطق وجهها بملامح
بيئتها، فهي لا تعاني الكثير من المشكلات هادئة البال، لا تلمس الصراع الدائر في
عوالم أخرى، وهي أيضًا تحتفي بنفسها، تشعر بذاتيتها وتفردها، ويظهر ذلك من خلال
نظرتها المباشرة، فهي قوية وتحب نفسها ولا تخاف أو تحاول الاختفاء أو الاحتجاب عن
الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق