2010/10/23

بعد‮ ‬12‮ ‬عاماً‮ ‬من نظر القضية‮:‬خوسيه ثيلا سارق أدبي

بعد‮ ‬12‮ ‬عاماً‮ ‬من نظر القضية‮:‬خوسيه ثيلا سارق أدبي

‮ ‬أخيراً‮ ‬جاء هذا الأسبوع الحكم النهائي المتعلق بقضية السرقة الأدبية المتهم فيها كاميلو خوسيه ثيلا،‮ ‬الحائز علي نوبل،‮ ‬لصالح الكاتبة ماريا دل كارمن فورموسو،‮ ‬بعد‮ ‬12 ‮ ‬عاماً‮ ‬من بقائها في المحكمة‮. ‬وكانت الروائية الإسبانية قد لجأت للمحكمة لتثبت حدوث سرقة أدبية في رواية"صليب سان أندريس‮" ‬التي فاز بها ثيلا‮ ‬بجائزة بلانيتا عام‮ ‬1994،‮ ‬ورأت محكمة برشلونة رقم‮ ‬2‮ ‬أن هناك أدلة ظاهرة تثبت وقوع جنحة ضد الملكية الفكرية،‮ ‬وبما أن المؤلف قد توفي عام‮ ‬2002‮ ‬،‮ ‬فالمتهم الوحيد في القضية هو خوسيه مانويل لارا،‮ ‬المستشار المنتدب لمجموعة بلانيتا للنشر،‮ ‬المسئول أيضاً‮ ‬عن انتشار الرواية‮. ‬وحكمت المحكمة علي لارا بدفع كفالة تصل إلي‮ ‬533‮ ‬ألف يورو‮.‬
بينما رأت النيابة طوال السنوات الماضية أنه لم يحدث أي جنحة،‮ ‬ولو استقر الحكم علي حبس لارا فليس ذلك إلا بسبب إلحاح ابن الكاتبة ماريا دل كارمن فورموسو،‮ ‬صاحبة رواية"كارمن،‮ ‬كارميلا،‮ ‬كارمينيا‮"‬،‮ ‬التي تقدمت بها أيضاً‮ ‬إلي نفس الجائزة وفي نفس عام1994‮. ‬ابن الكاتبة هو أيضاً‮ ‬محاميها الذي رفع الدعوي وخلال فترة التحريات القضائية اتهم لارا بتوجيه الإهانة له والبلاغات الكاذبة والتهديدات والوشاية المزيفة‮.‬
وفي أبريل عام‮ ‬2009‮ ‬استندت القاضية علي دليلين،‮ ‬أولهما‮: ‬أن رواية فورموسو"كارمن،كارميلا،كارمينيا‮" ‬تقدمتْ‮ ‬للجائزة يوم‮ ‬2‮ ‬مايو،‮ ‬بينما تقدم ثيلا في‮ ‬30‮ ‬يونيه،‮ ‬وهو آخر يوم في التقديم‮. ‬ثانياً‮: ‬أن تقرير الخبير الذي أعده لويس إيثكييردو،‮ ‬أستاذ الأدب الإسباني بجامعة برشلونة،‮" ‬توصل إلي أنه حدث نسخ،‮ ‬ولو بشكل جزئي،‮ ‬من العمل الأصلي إلي رواية ثيلا الفائزة‮".‬
‮ ‬وتري القاضية بناءً‮ ‬علي ذلك أن رواية"صليب سان أندريس‮" ‬تضم"العديد من التشابهات‮" ‬مع رواية فورموسو،‮ ‬وأنه‮ "‬كي يحدث هذا النقل،‮ ‬فلابد من تسهيل وصول رواية رافعة الدعوي إلي يد ثيلا حتي يقيم روايته علي أساسها أو يستغلها بشكل فني‮". ‬وأضافت القاضية‮:"‬بهذه الطريقة حوّل ثيلا رواية فورموسو إلي عمل مختلف جمالياً،‮ ‬ووضع لها طابعه الخاص،‮ ‬وبتقدمه لنفس الجائزة،‮ ‬حازت الفوز‮".‬
‮ ‬وجاء الحكم ضد لارا وحده،‮ ‬حيث اعتبرته القضية شريك في جريمة السرقة‮. ‬وكان لارا قد أدين في‮ ‬2001،‮ ‬كذلك ثيلا قبل وفاته‮. ‬
خلال وقت الدعوي والاستئناف،‮ ‬كانت النيابة ضد التهمة،‮ ‬حتي أنها قرأت العملين وطالبت بحفظ القضية،‮ ‬مؤكدة أنه‮" ‬هناك اختلاف جذري بينهما،‮ ‬وهو ما يقضي علي أية احتمالية لوقوع سرقة أدبية‮". ‬وأضافت النيابة أن‮" ‬التقنية السردية والبناء مختلف في كلتا الروايتين،‮ ‬ففي رواية فورموسو نجد الراوي العليم،‮ ‬الذي يحكي حكاية تسير في خط مستقيم ومرتب زمنياً،‮ ‬بلغة واقعية ووصفية؛ أما في رواية ثيلا،‮ ‬فنجد راويين،‮ ‬يسردان بالضمير الأول،‮ ‬وتُستخدم تكنيكات مفككة،‮ ‬مكثفة،‮ ‬وتزامن،‮ ‬وعدم ترتيب زمني‮".‬
‮ ‬وفي النهاية،‮ ‬جاء حكم القاضية بعد الاستئناف الذي أقامته مجموعة بلانيتا،‮ ‬وأُدين ثيلا بالسرقة الأدبية‮.‬

نقلا عن أخبار الأدب

ليست هناك تعليقات: