2010/10/30

أصدقاء ..وأخوات ، قصة جديدة لأشرف نصر

أصدقاء ..وأخوات
قصة: أشرف نصر

كانت بلدتنا صغيرة مهما حاولنا أن تبدو غير ذلك ..كنا أصدقاء ثلاثة والفتيات أخوات ثلاثة ..أولنا مهندس تخرج في العام الماضي يحب الأخت الكبرى ..وثالثنا يتعثر في كلية التجارة تعشقه الوسطي ..والأخت الصغرى صغيرة حقا ..حين يداعبونها
- من ستتزوجين ؟!
تضحك ببراءة وتشير نحوي :
- سأتزوج الأستاذ .
كنت صديق العائلة وعدم قبولي للأجر يُشعر الأب بالامتنان نحوي ..أنتهي من درس الصغرى لأشرح للكبرى وخاصة وأنها ستصير بعد عامين مدرسة مثلي ..وإذا سمع الأب صوت الوسطي يرن في حجرة الدرس يعلم أنها تريد حل عقدتها في عبور أولي ثانوي .. وكنت أنهي اعتذاره ببساطة أنهن كأخواتي..حين علم صديقاى بأني سأشرح دروس الصغرى بدت السعادة عليهما وقضينا وقتا مرحا ..لكن فسد اليوم حين المح طالب التجارة بأنني سأصير رسول غرام وحاولا باعتذارهما فك تقطيبه وجهي دون جدوى ..ساعات الدرس تطول كل مرة عما يسبقها ..ترهقني الكبرى في سؤالها الدائم عن استعداد صديقي المهندس للزواج ..وأمل من كثرة شرح ظروف وفاة والديه ..وعن مكافحته لظروفه وحده ..أما الوسطي تبدد إرهاقي بصخبها وحين يرتفع صوتها وتطل الأم علينا برأسها تصرخ فيها لتعود للمطبخ :
- لم أقتله بعد ..فلا تخافي..
وتنهي ضحكنا بقولها المتشكك عن صديقي الطالب ..
- لابد أن زميلاته أجمل مني !
يتباعد لقائي بأصدقائي وحين نلتقي تكون كلماتنا قصيرة متوترة نتحسس أبعاد حروفها..ويكثرون السؤال عن أحوالي فأجيبهم بما لا يروي ظمأ أحدهم فيزداد سخطهم علي..صرت روتينيا منذ عملي بالتدريس ..من بيتي إلي المدرسة إلي بيت الفتيات في أيام الدرس ..كلما تراني الوسطي تترك زميلاتها وتعبر الشارع لتسلم علي وتسأل عن أخباري ..لألف دافع كنت اشرح مزايا أصدقائي واشرح عشقهم وأمنياتي لهما بسعادة دائمة ..
وأظل اسمع من الفتاتين عن عشقهن وعذابهن وعن أحلامهن .. كان اعتذار الكبرى عن مضايقتها لي بما تبوح وسؤال الصغرى لماذا اخفي اسم فتاتي أكثر ما يشعل غضبي ..ورغم تحكمي في أعصابي لكنني كثيرا ما أثور وثورتي دائما ما تنصب علي البنت الصغرى ..وحين أرى دموعها الرقيقة تلمع في عينيها الصغيرتين اشعر بالذنب ..ويضيع اليوم في إرضاءها اعتدت الذهاب لنادي البلدة مع الأب ..يتغامز الجالسون يلعبون الطاولة والدومينو عن جلستنا وحدنا ..وحين ألح علي وافقت علي دعوته بالذهاب معهم في فسحتهم في شم النسيم ..بعدها تهامس من في النادي عن علاقة تربطني بالوسطي..في زيارتي الأخيرة كان الجو متوترا وعصبية الأب الظاهرة لم تفلح الأم بهدوئها المتصنع إخفائها ..كلماته القصيرة غير المترابطة وكلمات الآم التي تحمل اكثر من معني أفهمتني حرج موقفي ..أكثر ما أثارني ما وشي به أصدقائي للأب ..حين خرجت كانت أكبري في الصالة تمسك بفم أختها الوسطي التي تدافع عني ثائرة ..والصغرى تنشج دون أن تفهم سبب ثورة أبيها علينا ..
كانت بلدتنا صغيرة فاستطعت بصعوبة أن انتقل لمدرسة أخرى في مدينة كبيرة تجاورنا ..في آخر يوم لي كان المطر يغرق شوارع البلدة ..وسائق عربة نقل الأثاث حانقا من إصراري علي الرحيل في ذلك الجو السيئ .

 

هناك 5 تعليقات:

أحمد طوسون يقول...

تنويه:

كنت نشرت قصة لأشرف نصر بعنوان منظف زجاج لكن حدث تداخل بين فقرات القصة غير متعمد بسبب تنسيق النص لذا لزم التنويه والاعتذار

غير معرف يقول...

كيف إني أسألك لمزيد من التفاصيل؟ عظيم آخر في حاجة الى معرفة المزيد...

غير معرف يقول...

لقد تم البحث على شبكة الإنترنت في محاولة للعثور على أفكار حول كيفية الحصول على موقع بلدي بلوق شخصية مشفرة ، وطريقتك في الحاضر وموضوع بشكل رائع. هل هذا رمز نفسك أو هل توظيف المبرمج لانجاز ذلك بالنسبة لك شخصيا؟

غير معرف يقول...

وكانت هذه المادة مثيرة للاهتمام للغاية ، وخصوصا أنني كنت تبحث عن أفكار يوم الخميس الماضي هذا الموضوع.

غير معرف يقول...

لطيف آخر. شكرا