2010/12/14

التخبط سيد الموقف و"الأنترنت"أكبر تحد في ملتقى الرواية العربية

التخبط سيد الموقف و"الأنترنت"أكبر تحد في ملتقى الرواية العربية
عدة أسماء أبرزها الطحاوي مرشحة لنيل جائزته


القاهرة - دار الإعلام العربية
في أجواء غلب عليها التخبط والتشتت وتضارب الفعاليات، يواصل ملتقى القاهرة الدولي للإبداع الروائي العربي فعالياته التي تختتم الأربعاء 15-12-2010، والتي تتمحور حول مستقبل الرواية العربية في ظل تطورات عديدة طرأت عليها، أهمها دخول التكنولوجيا والإنترنت كأداة من أدوات الكتابة، فيما ترددت عدة أسماء للفوز بجائزة الملتقى على رأسها الروائية المصرية ميرال الطحاوي.

الملتقى الذي اتخذ من "الرواية العربية إلى أين؟" عنواناً له قال بعض المتابعين إن على من يريدون المشاركة في فعاليات، الحصول على دورة في فنون السيرك والرياضات الحركية حتى يمكنهم التنقل الفوري بين العديد من الندوات المتزامنة والتي تحمل عناوين مغرية يصعب تفويتها.

وكما لاحظت "العربية نت" تتضمن أجندة الملتقى عقد كل ثلاث ندوات في توقيت واحد، ما يجعل المتابعين من الأدباء العرب والمثقفين والإعلاميين مشتتين ما بين ندوة وأخرى، أو الهرولة من قضية إلى أخرى، وهو ما أدى إلى أن تسود الجلسة التي أدارها الروائي بهاء طاهر عزوفا كبيراً من الحضور والإعلاميين، وأيضا تسبب في وقوع العديد من المشاحنات بين الأدباء، أحدها أثناء مناقشة قضية "الرواية بوصفها حرية بديلة" في المائدة المستديرة التي أدارها الأديب المصري إبراهيم عبدالمجيد، فقد انفعلت وخرجت عن هدوئها الأديبة المصرية راضية أحمد عندما وصفها بعض المشاركين بأنها من الكاتبات اللواتي استهلكن أنفسهن في الكتابة عن الجسد.

الأمر الذي أثار غضب الكاتبة، ونفت هذه المزاعم كلية، وشنت هجوما قاسيا على الحضور، كان أقلها أن وصفت الأديب جار النبي الحلو بأنه يسكن في برج عال، ولا يعرف ما يدور بالوسط الثقافي، فضلا على محاولة بعض الأدباء مساومة الأديبات.

الأدب النسائيأما الكاتبة الليبية رزان مغربي فقالت إنه وحتى وقت قريب، كانت بعض الأديبات الليبيات يكتبن رواياتهن بأسماء مستعارة؛ لأن السرد في الرواية بالنسبة للمجتع يعتبر ما يكتبنه بمثابة تجارب ذاتية عاشتها الكاتبة بنفسها، خاصة لو تضمنت الرواية مشاهد جنسية.

بينما أكدت الكاتبة هويدا صالح أن السياسيين ليس لديهم وعي بالرواية ويخشونها؛ لأنها تعريهم أمام القارئ، موضحة أن التاريخ في مجمله كاذب، والرواية تستطيع أن تقول ما لا يستطيع أن يذكره التاريخ.

وردا على أحد الحضور الذي هاجم فكرة الكتابة النسائية وأن نزار قباني استطاع أن يعبر عن المرأة أكثر مما فعلت، قوبل هذا الرأي برد عنيف من الحضور خاصة من النساء، حيث أضافت هويدا أنه من المستحيل تساوى رجل وامرأة في مسألة الكتابة النسائية.

بينما أوضح الأديب السعودي يوسف المحيمد أنه لا توجد حرية للروائي فيما يتناول من موضوعات، وأن هناك أكثر من رقيب عليه كالناشر والسلطات والمجتمع، وأضاف: "نحن لا نكتب كل ما نريد أن نقول، ففي السعودية على سبيل المثال لا أستطيع أن أنشر رواية تناقش جسد المرأة، وهو ما يحدث في بيروت ببساطة شديدة، لكن هي الأخرى أصبح عليها رقيبا".

التحدى التكنولوجي وكان اليوم الثاني من الملتقى قد شهد العديد من الجلسات ناقشت قضايا مهمة كالجلسة التي أدارها الأديب جمال الغيطاني حول مستقبل الرواية العربية في ظل تطور وسائل الاتصال، حيث أوضح الأديب عبدالرحيم الكردي أن من يتتبع الإنتاج الروائي في البيئة العربية حاليا ويوازنه بالإنتاج الروائي في النصف الثاني من القرن العشرين يلاحظ أنه يتسم بصفتين متقابلتين، الأولى تتمثل في هذا الكم الهائل من الكتابات المنشورة التي توصف بأنها روايات، أما الثانية فهي الندرة الشديدة في الأعمال الفنية الجيدة أو الأعمال الروائية الخالصة، وهذا الإغراق الذي حدث في سوق الرواية يعود أكثره إلى اليسر المفرط الذي أحدثته وسائل الاتصال الحديثة بلا ضوابط أو أي من أشكال الانتخاب الفني.

التنافس على الجائزة ميرال الطحاوي أبرز المرشحين للجائزة قبل يوم الاختتام، تتابعت التكهنات حول الشخصية التي ستقتنص جائزة الملتقى، والتي تضمنت العديد من الأسماء تصدرها اسم الروائية المصرية الشابة ميرال الطحاوي.

"ميرال" التي فازت قبل أيام قليلة بجائزة نجيب محفوظ للأدب العربي لعام 2010، عن روايتها "مرتفعات بروكلين"، التي ترعاها الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ولدت في محافظة الشرقية لأسرة بدوية من قبيلة الهنادي، وحصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة عام 2006 وتعمل أستاذا مساعدا للأدب العربي بجامعة نورث كارولينا الأمريكية منذ سنوات.

وقد تصدرت "ميرال" الأسماء التي رشحتها التكهنات لنيل جائزة ملتقى الرواية والتي تبلغ قيمتها نحو 20 ألف دولار أمريكي، كما رشح المشاركون في المؤتمر أسماء عديدة للجائزة وجد بعضها استحسان المبدعين، بينما هناك أسماء حدث حولها جدل صاخب حسب حجم الشخصية ونتاجها الأدبي وتأثيرها على الساحة الثقافية.

ويبقى النصيب الأوفر من هذه التكهنات من نصيب الطحاوي خاصة مع احتفاء الملتقى في دورته الحالية بالإبداع النسائي، وحتى لا يقتصر الأمر على الرجال فقط، حيث ذهبت الجائزة في أولى دورات الملتقى للروائي السعودي الراحل عبدالرحمن منيف عن ثلاثيته (مدن الملح).

أيضا نالها الروائي المصري صنع الله إبراهيم عن روايته (تلك الرائحة) غير أنه رفض تسلمها، وألقى بيانا سياسيا أدان فيه النظام الحاكم وقتها.

وفي الدورة الثالثة للملتقى حصل عليها الروائي السوداني الراحل الطيب صالح عن روايته (موسم الهجرة إلى الشمال).

وعلى الرغم من أن هناك تقليدا متبعا في الملتقى بشأن جائزته الرئيسية، وهو أن تفوز بها شخصية مصرية في دورة ثم شخصية عربية في الدورة التي تليها، ونظرا لأن الذي فاز بالجائزة في الدورة الماضية للملتقى هو الروائي المصري إدوار الخراط عن روايته (ترابها زعفران)، إلا أن أغلب التكهنات تدور حول منحها لأحد الروائيين المصريين في الدورة الحالية ومن بينهم الروائي خيري شلبي وجمال الغيطاني وبهاء طاهر وإبراهيم عبدالمجيد.

لكن هذه الترشيحات ليست حاسمة، فهناك من الأسماء العربية من حملتهم التكهنات إلى المشهد، فقد طرحت عدة أسماء لها تاريخها الأدبي المعروف يأتي في مقدمتها الجزائري واسيني الأعرج والليبي إبراهيم الكوني واللبناني إلياس خوري والسوري حنا مينا.
العربية نت

ليست هناك تعليقات: