2011/01/03

بهاء طاهر: الشرطة المصرية تخاف حتى من الشموع!

بهاء طاهر: الشرطة المصرية تخاف حتى من الشموع!

الورداني: لا بد من تغيير الخطاب الديني
عبد المجيد: الإسكندرية كانت رمزا للتسامح
منعت الشرطة المصرية وقفة احتجاجية كان عدد من الأدباء والفنانين يعتزمون تنظيمها في القاهرة تضامناً مع ضحايا كنيسة الإسكندرية. وندد عديد من المثقفين بهذا التفجير وطالبوا باتخاذ خطوات واضحة للتغلب على الاحتقان الطائفي.

قرر عدد من أدباء وفناني مصر تنظيم وقفة احتجاجية صامتة بالشموع والشارات السوداء في ميدان طلعت حرب في قلب القاهرة تضامنا مع ضحايا حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية الذي وقع في الدقائق الأولى من العام الميلادي الجديد وراح ضحيته 21 قتيلا وخلّف عشرات الجرحى. غير أن الشرطة المصرية قامت بإغلاق منطقة وسط القاهرة بالسيارات المصفحة المدججة بقوات "مكافحة الشغب".

ووفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فقد حدثت مشادات كلامية بين عدد من الفنانين والأدباء وقوات الشرطة التي أخبرتهم أنه غير مسموح لهم بالتظاهر. وتشاجر الروائي الكبير بهاء طاهر مع عناصر من الشرطة، وكاد يشتبك معهم بالأيدي نتيجة إصراره على الاستمرار في الوقفة الاحتجاجية. وقال بهاء طاهر لوكالة (د.ب.أ) "جئنا لتنظيم وقفة صامتة بالشموع فمنعونا، لقد أصبحت الشرطة تخاف حتى من الشموع".

عبد المجيد: الإسكندرية كانت رمزا للتسامح

وكان الكاتب الإسكندراني إبراهيم عبد المجيد أحد الذين ينوون أن يشاركوا في الوقفة الاحتجاجية. وعبّر عبد المجيد لـدويتشه فيله عن حزنه الشديد لما حدث في الإسكندرية، وقال بحسرةً: "لقد تغير شكل الإسكندرية في الثلاثين عاماً الأخيرة، مثلها مثل باقي المدن المصرية. لم تعد الإسكندرية كوزموبوليتية، بل أصبحت وهابية. تُركت المساجد لشيوخ ووعاظ لا هم لهم سوى سب المسيحيين كل أسبوع في خطبهم".
ويضيف عبد المجيد في حديثه لدويتشه فيله "إن تزايد مناخ الأسلمة في مصر، من حجاب ونقاب ودعوات إلى جلوس المرأة في البيت، كل ذلك يملأ شوارع الإسكندرية، وخاصة المناطق الشعبية". هذا التغير – يرى عبد المجيد – أصاب "بنية الإسكندرية وروحها". ويؤكد صاحب رواية "لا أحد ينام في الإسكندرية" أن هذه التغيرات أصابت كافة المدن المصرية، غير أنه يلاحظها أكثر في الإسكندرية "لأنها كانت مدينة تتسم بالتسامح البالغ". ويذّكر عبد المجيد بأن الإسكندرية كانت هي "المدينة التي احتضنت الديانة المسيحية عندما جاءت إلى مصر، ودفعت ثمن ذلك آلاف الشهداء، من القرن الأول الميلادي وحتى القرن الرابع الميلادي عندما تم الاعتراف بالديانة المسيحية".

الورداني: لا بد من تغيير الخطاب الديني

الروائي محمود الورداني يرى أن خروج المثقفين في وقفة احتجاجية لم يكن "ابن اللحظة"، معتبراً أن المثقفين تقاعسوا كثيراً. ويقول الورداني في حديثه إلى دورتشه فيله: "لقد تجاهل الجميع الفتنة التي كانت تطل برأسها بين الحين والآخر، وكان الأمر ينتهي دون إيجاد أي علاج". ويرى صاحب "رائحة البرتقال" أن السؤال الموضوع على المحك الآن هو: "هل الدولة المدنية في مصر حقيقة أم وهم؟".
 ويعرب الورداني عن اعتقاده بأن الكلمات الطيبة وإظهار التضامن والتعبير عن الغضب لا يكفي، بل يجب القيام بخطوات محددة لإزالة الاحتقان السائد في مصر بين المسلمين والمسيحيين. ويضيف الروائي المصري قائلا: "لقد تركنا هذا المناخ من الكراهية يتصاعد"، ولذلك لا بد من تغيير في مناهج التعليم "المليئة بالتطرف". كما يقترح الورداني إضافة مادة للوحدة الوطنية بين "عنصري الأمة المصرية". "ولا بد من تغيير الخطاب الديني في الإعلام، والتأكيد على الدولة المدنية في الدستور. ينبغي إيقاظ الدولة المدنية لكي تقوم بدورها." وينهي الورداني كلامه محذراً: "لقد نخر السوس من تحت وليس من فوق".

ويتفق عبد المجيد مع الورداني في أهمية تغيير المناهج التعليمية والخطاب الديني الإعلامي، ويقول: "لا بد أن نستغل ما حدث لإعادة صياغة الحياة السياسية والإعلامية والاجتماعية في مصر". ويطالب عبد المجيد بوضع حد لما أسماهم "المشايخ الذين يبثون أفكاراً هدامة"، كما طالب بمنع "التفرقة بين المسلمين والمسيحيين في المدارس".

الروائي محمد البساطي يشدد في حديثه لدويتشه فيله أيضاً على أهمية التغيير، وبخاصة تغيير "الوضع السياسي الحالي". ويضيف مؤلف رواية "جوع": "لا بد من وجود ديمقراطية حقيقية للوصول إلى مناخ آخر. إن المناخ الذي ساد في مصر قبل الانتخابات هو الذي أفرز حادثة مثل حادثة الإسكندرية".
سمير جريس
مراجعة: احمد حسو
المصدر:دويتشه فيله
http://www.dw-world.de/dw/article/9799/0,,14749965,00.html

ليست هناك تعليقات: