2016/01/15

سلسلة الحب والرعب سالي عادل عن المؤسسة العربية الحديثة






سلسلة الحب والرعب
سالي عادل
عن المؤسسة العربية الحديثة

"كنت أود أن أقول:
من قال أن الحب ليس مرعبًا؟ أنت فتىً كبير ومسئول فهل تستطيع رعاية من تحب!؟ هل تستطيع أن تنقذ فتاتك من الأوغاد واللصوص وقطّاع الطرق!؟ هل تستطيع أن تجنّبها السيارات المسرعة والأمراض والكوارث!؟ هل تستطيع أن تحميها حتى من نفسك!؟ أنت تنظر للباكين من فراق أحبائهم وترتجف خوفًا أن تهجرك، أنت حتى لا تفكّر أن ثمة اختراع يسمى ’موت‘ يتسبب في فراق الأحباء! هل تخاف أن تتركك وتموت، هاه!؟ إذًا، كيف يكون شعورك.. لو تركت الموت، وعادت إليك!!؟
فقط، كنتُ أتساءل."

العدد الأول
العطايا السوداء 
كل الناس يسعدون بتلقي هدية، ولكن ماذا لو تحولت الهدية إلى لعنة تُزهِق روحك ذاتها؟ أنت تظن أنك تأخذ في حين أنك تمنح أغلى شيئًا في حياتك ذاتها.. ماذا ستفعل حينها؟ هل ستتقبل حقيقة أنك تموت، أم هل ستقاوم بعض الشيء؟
"هذا ليس عادلاً" ستصرخ، وهؤلاء الذين وضعوا القواعد سيجيبونك: "نعم، ليس عادلاً أن نأخذ روحك في مقابل عطية، فما رأيك بخمس عطايا كاملةً؟"
لو كنتُ مكانك، لفكرت في شخص ما أمرر له العطايا.. هذا ما فكرت به "ليلى". لم تخطط، ولكن بعد استبعاد مجموعة من الوجوه، وجدت أنها تمرر العطايا لزوجها "كامل" مع معرفتها بأنه سيموت. قبل بداية هذه اللعنة، لم تكن تظن بأنها قادرة على القتل.
على أي حال، هو لم يمت، وهل تظن بأن "كامل" كان سهلاً إلى هذا الحد؟ ماذا لو أنه عرف بتدبير زوجته له، ماذا لو قرر أن يأخذ ثأره، كيف ستبدو الحياة الزوجية تحت سقف هذا البيت؟ إنها مثل مباراة، من الطراز المميت: خمس عطايا سوداء مني لك، تفضل / خمس عطايا سوداء منك لي، شكرًا لك. 2/1 لـ "ليلى"، 3/2 لـ "كامل". من الذي سيربح؟ آه.. فقط عندما أتذكر تلك الأيام الخوالي حين كانا يظنان أنهما يتبادلان الحب!
"لأني الأكرم:
أمنحك خمس عطايا، مقابل روحك
وإن كنتَ الأكرم
فلتمنحني خمس أرواح مقابل عطيتي!"
أو

العدد الثاني
كاهنة التيتانيك

"مبارك! تم قبولك متسابقًا في مسابقة الأدباء الشبان لأدب الرعب. تسأل لماذا اخترناك؟ أخشى أن الأمر أوضح من أن نخبرك. تسأل لماذا نقيم مسابقتنا في عرض البحر؟ أخشى أنه ليس من شئونك أن تتدخل. تسأل لماذا يطلب الرجل الوحيد في الكافيتريا فنجانين من الشاي؟ أخشى أن هذا الأمر ليس محوريًا. تسأل لماذا يصرخ الطفل المنغولي كلما رأى السيدة العجوز؟ أخشى أننا لن نتوقف لنجيب على كل سؤال عابر. تسأل لماذا تدّعي المرأة العجوز أنها الكاهنة التي أغرقت التيتانيك؟ أخشى أنك بت تدس أنفك بأكثر مما يحتمله الأمر. تسأل لماذا لا أجيب على أية أسئلة؟ أخشى أن أسئلتك قد فاقت الحد ألا تستحي من نفسك!؟"
أو

العدد الثالث
أمنيات أبدية

"وقد استجاب أخيرًا، أجلسني على مقعد، واقترب مني حاملاً المثقاب، أفكر أنني في اللحظة التالية لن أملك عينيّ الخضراوين، أفكّر أنه لا بأس فهما أصلاً لستا عينيّ. أفكّر أنني لن أرى الموجودات، أفكّر أنه لا بأس طالما أنها بنفس القدر لن تراني. أفكّر أنه من غير الممكن أن أعرف إن كانت ستراني أم لا تراني مادمتُ لن أراها وهي تراني. أفكّر أنها تتلاشى من أمامي، أفكّر أنها تفكّر أنني أتلاشى من أمامـ...."

العدد الرابع
الوصول إليك

"أنا أحكي لك يا (فانتوم)،
دومًا أحكي لك،
واليوم، لن أحكي لك.

لن أحكي لك،
عن الحب،
الذي يترك بك أثرًا مدى الحياة،
كضربة مطواة.

لن أحكي لك أنت،
سأحكي..
لهذا الحب."

العدد الخامس
شايب بالأحكام

" لماذا في أوقات المرح في رحلتنا الجامعية لا نلعب الشايب بالأحكام؟
لماذا لا نحكم على (عبد العال) قصير القامة بأن يردد: "أنا مش قصيّر قزعة، أنا طويل وأهبل"، وعلى (رفاعي) النحيف بأن يردد: "أنا قد الفيل، وأوزن برميل"، أما (قاسم) الوسيم فسنزّفه بـ: " اللـ اللـ الـ يا ميمون.. وكمان الـ للـ أكون ممنون"!
ثم لماذا في الصباح لا نندهش حين نجد (عبد العال) وقد صار أطول، و (رفاعي) وقد صار أسمن، أما (قاسم) فسنوجد الاختلافات بينه وبين القرد!"

العدد السابع
سأقول سأقول

"عن الصوت المجروح ذي اللكنة الأمريكية، عن الغائب في عالمه حاضرًا في عالمي، عن الرجل المشنوق الذي عشقته / عن فستان للبيع بداخله امرأة، وسكّاتة يجيئ معها الطفل، وكاميرا وفوقها مصوّر / عن الشروط غير العادلة للحياة، وحبيب تحبه أنت ويتزوجه غيرك، ونصيب تركض منه فيركض خلفك. / عن شخص لا يستحق الموت، وشخص لا يستحق الحياة، وقدر لن تعجبه فلسفتك. / عن امرأة تخطف حبيبي، وهذه المرأة قتيلة، وأنا قاتلتها. / عن اختيارات نختارها والسكّين على رقابنا، وألعاب نلعبها رغم أنوفنا، ثم ندفع حياتنا ثمنًا للفوز. / عن حكايات لم تُحكَ، وديون لم تُسدَّد، ومصائب تحل لا تدري من أين!"


العدد السابع
عُد لزيارتنا

"ركضَتْ (ريم) إلى (باسم):
-   (باسم)! ابنة الرجل الميّتة تريد آيس كريم!
-   احضري لها.
أمسكت ياقته وأعلت صوتها:
-   أقول لك: ميّتة! ميّتة!
انتبه جميع الرواد، علت الهمهمات.. أنزل يديها وأخفض صوته:
-   لا تقطعي عيشنا يا (ريم). أية ميتة، وأية خرافات! دعي اليوم يمر بعدها نتحدث.
زفرَتْ في يأس. انتقلت إلى (دليلة)، جاءتها من الخلف إذ تميل لتقدم الطلبات:
-   ابنة الرجل التي تجلس هناك يا (دليلة) ميتـ...!
قطعت عبارتها. سرت القشعريرة ببدنها حين رأت ذلك الزبون الذي مالت (دليلة) لتقدم له الطعام. لم يكن أكثر من قط. قط أسود منتصب وعلى صدره منشفة بيضاء."


العدد الثامن
حب مستحيل
روح تبحث عن جسد +
جسد نفذت روحه =
حتى وإن كانت مخالِفة، ولكنها صفقة عادلة.

حبيبة بلا روح +
حبيب بلا جسد =
حتى وإن كان حبًا مستحيلاً، يكفيك شرف المحاولة.

(يصدر العددين السابع والثامن من سلسلة الحب والرعب في معرض الكتاب 2016 إن شاء الله عن المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر)

لمزيد من القصص المرعبة
مدونة قصص رعب:

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

شكرا جزيلا على النشر أستاذ أحمد
سالي عادل