2016/07/04

توظيف ميت.. قصة بقلم: محمد نجيب مطر



توظيف ميت
محمد نجيب مطر
هرول إلى عمله الجديد مبتهجاً بالوظيفة المحترمة التي تمناها، كاد أن يطير من الفرحة وهو يقفز درجات الدرج إلى مدخل الشركة.
سأله موظف الاستعلامات ببرود: أي خدمة؟ أجابه في ثقة : الموظف الجديد.
طلب منه الانتظار لأن أحداً لم يخبره بالتعاقد مع موظف جديد بالشركة، اتصل بمسئول التوظيف فأخبره بأنه لا يدري، اتصل بمسئول العلاقات العامة وفوجئ بالرد نفسه، أخيراً اتصل بصاحب الشركة فلم يجد إجابة شافية .
أخبره الموظف الجديد أن شخصاً اتصل به من الشركة وأعطاه موعداً للقائة الساعة الثانية عشر ليلاً، وأن بالفعل قابله في غرفة مكتبه بالدور العلوي واتفقوا على شروط العقد ووقعه بالفعل، وأخبره أن مكتبه سيكون معداً من صباح اليوم التالي.
عند وصول تلك المعلومات لصاحب الشركة أبلغه أنه سوف يأتي بنفسه لمعرفة تفاصيل الموضوع.
بعد وصول صاحب الشركة سأل الموظف الجديد عن الغرفة التي تمت فيها المقابلة وتوقيع العقد، فصعد به إلى الدور العلوي، وأشار إلى غرفة رئيس مجلس الإدارة، وبعد فتحها وجد بالفعل قرار موقع بتعيين الموظف.
وعندما نظر الموظف خلفه شاهد صورة من تعاقد معه وعليها خطان أسودان مائلان، أشار إلى صورة من عينه، فأخبروه أنها لرئيس مجلس الإدارة المتوفي من شهران.
المهمات التي طلب المرحوم إنجازها في لقاء الأمس، بالفعل مطلوبة بشدة، وعدم إنجازها يعرض الشركة للشرط الجزائي.
سألوه كيف قدم طلب التوظيف فأجابهم بأنه قدم أوراقه منذ مدة طويلة، وفوجئ بتليفون الشركة بالأمس، وأعطاه المتصل هذا الوقت الغريب لإجراء المقابلة، فاعتقد أن الموعد المتأخر ربما يعود لنظام العمل خلال شهر رمضان المبارك.
تم تعيين الموظف بالفعل بعد تزكية المرحوم له في طلب التوظيف، وبالفعل قام بأداء كل ما هو مطلوب في سرعة لم يسبق لها مثيل، وبجودة لم تشهدها شركة الإعلانات من قبل.
عرف الموظف في الشركة باسم واسطة المرحوم، وصار الجميع يتندر عليه، وهو لا يهمه الأمر في شئ طالما أنه يأخذ الراتب الذي اتفق عليه.
انتهى العمل المطلوب في وقت قياسي، واختفى الموظف فجأة كما ظهر فجأة، اتصلوا على أرقام التليفونات التي دونها في طلب التوظيف، رد أحدهم بأن المذكور متوفي منذ سنين.
في النهاية اكتشفوا الحقيقة الغريبة، أن المرحوم قبل موته نجح في عمل برنامج يدعم تقنية تجعل الأحياء قادرين على التحدث مع الأفراد حتى بعد وفاتهم، من خلال إبقائهم على قيد الحياة من خلال الواقع الافتراضى، تسجل التقنية شخصية وذكريات المتوفى لتتفاعل مع الناس مثلما كانوا على قيد الحياة.
يتم بث صورة ثلاثية الأبعاد بنفس والملامح بأشعة الليزر للمتوفي ليتمكن الناس من رؤيته، ويصبح قادرا على التواصل معهم كما لو كانوا موجوداً، دون أن يفطن أحد أنه يتعامل مع صورة وهمية.

ليست هناك تعليقات: