2017/05/08

مجلة آفاق أدبية في عدد جديد وملف عن أدب المراسلات المتبادلة



مجلة آفاق أدبية في عدد جديد وملف عن أدب المراسلات المتبادلة
محمد رسن
تصميم الغلاف: عمار صباح
ان ما يلفت النظر في المشهد الثقافي لمجلة (آفاق أدبية) هو ما تمخضت عنه وما عززته بحضورها وما بلورته لنفسها من مناخ لا يتسنى لغيرها انجازه او الارتقاء اليه بأثر ما قدمته وناقشته من أبواب ومضامين شكلت اثراً عميقاً على نحو يمكن ان تشهد له وعليه بقوة مكوناته لإنعاش الفكر الثقافي الراهن وذلك من مبدأ المضي في مشوارها الذي اخذ على عاتقه تحرير مناطق ومساحات ضيقة ابان سيادة الثقافة الخاملة لتدخل الى مناطق البعد الاوسع الذي بات جزءاً من الفهم الرصين للحياة الفكرية الواعدة عبر احتضان وتبني التجارب الإبداعية للشباب ايضاً في صفحات المجلة ضمناً ومتناً وضمن مضامين تتوخى وتستقرأ بنهم الروائع الأدبية والفنية وتحافظ على قيمة دائمة وعلى سحر مستديم يواكب الوعي ويوخي ما بين الاداب دون انعزال او تشتت عن مواكبة مسيرة الواقع المتجدد وبعيداً عن تحديد مسار التفكير والابداع. من هذا المنطلق نشيد بصدور العدد الجديد (الأول / 2017) من مجلة آفاق أدبية التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة وكان محور العدد (صناديق الكلام) الباحث في مفهوم أدب الرسائل المتبادلة بين المبدعين رفقة مواضيع أخرى في مجال الشعر والنقد والقص والفكر والترجمة والسيرة والمتابعات الثقافية تضمن الغلاف الداخلي الأول للمجلة (مفكرة) سياحة فنية معمقة عن تجربة الكاتبة ومصممة الأزياء هناء صادق تحت عنوان (ما كتبته الإبر في حرير العبر) وهي إضاءة جادت بها هيئة تحرير آفاق أدبية وكان الغلاف الداخلي الأخير من نصيب الشاعرة ميمي أوديشو ضمن قناديل مع (أشور الشعر وشام المشاعر) وزينت الإضاءة بمقتطفات من شعرها وقد تعطرت المجلة بافتتاحيتها المعهودة ضمن سياقات مميزة فجاءت تحت عنوان (مكتوب في زجاجة) بقلم رئيس التحرير الشاعر سلمان داود محمد جاء في خلاصتها: ثمة انقلاب ازرق أطاح بزاجل البريد وسعادة المكاتيب والـ (طارش) المضمخ بعطر (الخط) فلم يعد رفيق ذلك الطائر الأمين العابق بحبر الرسائل ووميض الابراق الا في ذاكرة راقدة على ريش مراسل عاطفي كان وتوارى بين كثافة الأشجار وتهديد من صيادين هواة.... ولم يعد ذلك (البوسطجي) الساعي على دراجته الهوائية سريعاً وقد توشح بحزام الأمان او بعروة جعبته المكتظة بالاشجان والشؤون، لم يعد يبق منه سوى أصداء ذكرى شجية في مسامع مدن حزينة ومنتظرات خذلها المبردون... انقلاب فاتح الزرقة يتطاير من صناديق حياتنا الالكترونية الان ذلك المتمثل بالايميلات ورسائل الـ sms والمحادثات الرقمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي العابرة للارجاء وسواها ليس من شك حتماً في كثافة هذا الانقلاب وضرورته في حياتنا الراهنة وقدرته على اختزال الوقت والمسافات وتغذيتنا المعلوماتية بالعواجل الانبائية العمومية منها والخاصة على مدار الساعة والبوصلات غير ان لهذه المنظومة مثالبها ايضاً فهي خالية من حميمية وفاترة عموماً... بعد هذه الخلاصة تنتقل بنا (آفاق أدبية) الى بابها الأول وهو محور العدد (صناديق الكلام) الذي شارك فيه كل من الأستاذ محمد خضير والأستاذ ياسين النصير والأستاذ جواد الحطاب والأستاذ حسن عبد الحميد والأستاذ سعد سعيد وقد احتفت منصة العدد بـ لطفية وهي تتسامى ملحمياً وتراجيدياً في روايتها (سيدات زحل) بقلم خضير اللامي، اما باب مراى فكان من نصيب الأستاذ مزاحم الجزائري وفي باب الاخر الثقافي نطالع ما كتبه الادباء د. شاكر الحاج مخلف وساناز داود زاده فر.
اما باب تفكر الذي عودنا على الولوج في ذاكرة المشتغلين في حقل الكتابات الفكرية بلغة تحليلية زودنا بدراسة ثرة كتبها أ. د. عبد العظيم رهيف السلطاني، وبعد تلك الرحلة تأتي رحلتنا المضيئة مع باب (ضوء على اثر) أضاءة د. شجاع العاني والأستاذ عبد علي حسن ود. خضير درويش ود. لقاء موسى الساعدي وأ. د. علي حداد والأستاذ ناظم السعودة باب (شبان في وضع السرد) فكان من جهد رنا صباح خليل وزيد مظفر الحلي إضافة الى (اضاءة) من جهد اسرة تحرير المجلة وتبهرنا المجلة في باب (نصوص) بقصائد زينت هذا الباب شارك فيه الشاعر منذر عبد الحر والشاعر ريسان الخزعلي والشاعر علي حيدر والشاعرة رذاذ يوسف خطاب والشاعر فراس اموري، وبانتقالة الى عالم الحكايات يهل علينا باب (سرود) بقصص ننهل منها رؤى وعمقاً ادبياً وفنياً لـ رجاء خضير العبيدي وعبد الكريم الساعدي وعبد الرضا صالح محمد ورضي جواد باقر اما ما اختتم به هذا العدد من (آفاق أدبية) فقد انطوى على بابين مهمين كان الأول (قراءة في سرود العدد الفائت) من نصيب د. فاطمة بدر، أما الباب الثاني (قراءة في نصوص العدد الفائت) من حصة الأستاذ معين جعفر محمد.   

ليست هناك تعليقات: