2017/12/11

« في علم اجتماع الفرد: خمسون حديثا عن اللغة واللامعقول والواقع » ، للكاتب والأديب "وديع العبيدي"

« في علم اجتماع الفرد: خمسون حديثا عن اللغة واللامعقول والواقع » ، للكاتب والأديب "وديع العبيدي"
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر كتاب « في علم اجتماع الفرد: خمسون حديثا عن اللغة واللامعقول والواقع » ، للكاتب والأديب "وديع العبيدي".
الكتاب يقع في 340 صفحة من القطع الكبير، ويتضمن سبعة أبواب تضمُّ خمسين مبحثا.
تشكِّل النقلة الألفينية والعولمة وما بعد الحداثة المحور الرئيس لمقالات الكتاب ، وانعكاساتها على منطقة الشرق الأوسط، على مستوى الفرد والمجتمع. حيث يرى المؤلف أن الفرد بالمعنى العام أولاً، والفرد الإنسان بالمنظور القيمي ثانيًا؛ هو الهدف/ العدو والضحية الأول والأخير لعمليات العولمة وجوهرها الفكري والفلسفي المتمثل بما بعد الحداثة.
منهج الكتاب يربط بين الإنسان والواقع، ويرفض أن يكون الإنسان جزءًا/ تابعًا من صيرورة الواقع، فالإنسان مركز الوجود، ومبدع لحظته الآنية/ التاريخية. ومنذ طفولة الإنسان، نجح بعقله ومجهوده الفردي في الخروج من البرية الى القرية، ومن الغابة الى المدينة، وهو ما يتعارف عليه بالحضارة التي هي منتوج بشري. فالإنسان هو الصانع والمبدع والمنتج والمستهلك والمجدد والساعي للجديد والأفضل دائمًا. وبحسب مستوى منتوج الإنسان وسعيه العقلي، يكون مستوى الواقع وطبيعته. الواقع الغربي غير الواقع العربي، ومجتمعات الشمال غير مجتمعات الجنوب. العقل الخامل ينتج واقعًا خاملاً متخلفًا ورجعيًا، والعقل المبدع ينتج واقعًا متقدمًا وخلاقًا. الانتاج يساعد في تحقيق الاكتفاء الذاتي والسيادة وتحقيق التراكم والسيطرة، بينما الخمول والكسل التاريخي ينتج حالة الطفيلية والتبعية وثقافة الاستهلاك والحاجة الانتهازية والعبودية.
ولمَّا كانت فلسفة العولمة تقوم على ترويج وتدويل المفردة الإعلامية والمصطلح وتسخيرها لإيقاع التأثير والمنفعة السريعة، يستخدم الباحث في الخمسين حديثا من كتابه مراجعة تلك المصطلحات في منظور علم اجتماع؛ المصطلح وتطبيقاته العولمية المنافية لمعانيها الحداثية الأصلية، فاصطلاحات الثقافة والحداثة والديمقراطية والدين والعنف والإرهاب والعمل والأخلاق، لا تعني اليوم نفس المعاني التي عرفها جيل الآباء، قبل نصف قرن مثلاً. ويعاني جيل المخضرمين وكبار السنّ اغترابا فكريا اجتماعيا من جرّاء ذلك.
كتاب [علم اجتماع الفرد] يعيد صياغة المنظومة الاجتماعية وبلورتها في حالة الإنسان/ الفرد، مفترضًا فيه تكامل بناء الذات وفاعليتها الإبداعية. إن مركز علة الشرق هو ثقافته القطيعية المعرقلة لخروج الفرد على منظومتها، أو الانفراد بذاته خارج السرب/ بيت الطاعة. وفي مواجهة كل من الإرث التقليدي وتشظيات العولمة، يدعو المؤلف للاهتمام ببناء الذات الفردية وتحصينها لتكون كفئا لوظيفتها الاجتماعية التاريخية، بعيدًا عن نُظم الوصاية والتأثير عن بعد.

ليست هناك تعليقات: