2018/08/08

الثقافة الجماهيرية على أعتاب النماء أم الإنتهاء بقلم: محمود عبدالمعطي

الثقافة الجماهيرية على أعتاب النماء أم الإنتهاء
بقلم: محمود عبدالمعطي

هل يولد الابداع إلا من رحم التجربة ؟
وهل تقوم التجربة إلا على فكرة أو مجموعة من الأفكار ؟ أفكار قابلة للتغيير والتعديل والتطوير . قابلة للعقل والجنون
والمألوف وكسر المألوف والتمرد والتجريب
أسئلة تتخبط في رأسي تكاد أن تحدث فيه بركان
ففي ظل أننا في بلد يحكمه الدستور الذي يعترف بالحريات وحرية الرأي والتعبير وحرية الفن والإبداع . يطالب الفنان اليوم بأن يحصل على موافقة رقابية حتي ولو كانت التجربة مجرد فكرة . وغير مسموح للعروض المسرحية نتاج الورش الفنية بالعرض إلا بعد الإجازة بموافقة الرقابة والإدارة العامة للمسرح
بمعنى أن يقوم الشاب القائم على التجربة الفنية بإعداد وطباعة ثلاثة نسخ من مشروعه الفني على حسابه الشخصي متوجها إلى الإدارة العامة للمسرح بخطاب من قصر الثقافة التابع له ويعود لينتظر الرد بموافقة الإدارة على مشروعه أو رفض المشروع ( وموت يا حمار ) وإذا كان المشروع غير مجاز من الرقابة فسيكون عليه إحضار الإجازة الرقابية وانتظار الموافقة أيضا على مشروعه ( ودوخيني يا لمونه )
فهل إدارات المواقع الثقافية بأقاليم مصر كانت تدار في الأزمنة الماضية بدون رقابة ؟
وهل ستطبق نفس السياسة في المستقبل القريب معي كشاعر قبل صعودي لألقي قصيدة شعر ؟؟؟
وهل دائرة الحرية والإبداع التي عشنا ندافع عنها ونتمتع بها داخل مؤسساتنا الثقافية خلال العصور الماضية سقطت هالتها وتتحول الآن لمشنقة ظلام تلقي بشبابنا فرائس سهلة المنال ما بين الجهل والتطرف
وفي ظل تعليمات صريحة ومحاولات جاده لتحويل الثقافة الجماهيرية إلى مؤسسة ربحية عن طريق تحصيل رسوم من جماهير الفنون المختلفة
الأمر جد خطير وأنا واحد ممن تربي ونشأ في كواليس مسارح الثقافة الجماهيرية وأندية الأدب منذ ثلاثين عاما . أصبحت أرى القادم مظلم وقد يصل بنا الأمر للقضاء على مستقبل فنوننا مسارحنا في أقاليم مصر . فبهذه السياسة سوف ينتهي مشروع التجارب الفنية التطوعية والأعمال نتاج الورش الفنية فهل وصل الأمر إلي تسييس دور الثقافة الجماهيرية والانجراف بها بعيدا عن احتواء الشباب بطاقاتهم وأحلامهم وطموحهم المشروع في محاولات التعبير عن الذات
الثقافة الجماهيرية كانت بمثابة المتنفس الحقيقي في أحلك الظروف السياسية والدكتاتورية بمصر للتعبير عن الرأي بالفن والإبداع وليس بالإجرام والبلطجة . كانت لها دورا هاما ومحترم وكان القادة والمسؤولون يفهمونه ببساطته تاركين للمبدع ( على الأقل ) تعليم الجمهور كيفية المعارضة ونقد سلبيات الواقع بأساليب فنية لا تضر بمصلحة الوطن
في القريب العاجل سوف تتحول قاعات مسارحنا لدور سينما من أجل تحقيق ارباح مادية وإن تزايدت الأرباح وتزايد الإقبال صارت حفلة العرض السينمائي حفلتين أو أكثر وبالطبع تتآكل أوقات البروفات وتتضائل العروض تدريجيا إلى أن ...... .....
يا مولانا القابع على رأس هيئتها العامة لقصور الثقافة . لا خاب من استشار . فهناك أهداف وسياسات للإبداع في هذه الهيئة شارك فيها العديد من المثقفين المناضلين والمبدعين المتحققين وساهموا في إعلاء دورها التثقيفي والتنويري بين جمهور العامة والبسطاء في أقاليم مصر فأطلقوا عليها ( الثقافة الجماهيرية )

ليست هناك تعليقات: