2011/05/19

الطفل والحرب في الأدب العبري

الطفل والحرب في الأدب العبري

لن يمكن فهم الشخصية الإسرائيلية ولا مكوناتها العنصرية من دون هذا الكتاب الذي جعل منه السيد نجم مرجعا متميزا بغناه وشموليته ودقة استنتاجاته.
لقد استعان السيد نجم، الروائي والكاتب المصري المعروف، بحزمة ضخمة من المراجع والمصادر من أجل أن يحلل ويستكشف واحدة من أفضل الخلاصات في دراسة الشخصية الإسرائيلية.
والكتاب هو أول كتاب بالعربية يتناول ثقافة الطفل العبري، سواء فى الجانب الأدبي (الشعر والقصة والرواية)، أو الجانب التعليمي (المناهج الدراسية من المرحلة العمرية من 3 إلى 18سنة)، أو الجانب التثقيفي للطفل. وعلاقة تلك المعطيات فى تشكيل فكر ووجدان الطفل العبري.

لقد اهتم المؤلف بالتركيز على محور علاقة أدب وثقافة الطفل العبري بالحرب.. وكيف أن تلك المعطيات الأدبية والثقافية تشكل الطفل العبري وجدانيا وفكريا على تأجيج الصراع والعدائية مع الفلسطينيين والعرب.
وبعد تمهيد تاريخي بالتعرف على الأدب العبري، يقع الكتاب فى قسمين:
الأول: حول تعليم وأدب الطفل العبري..(الأهداف المعلنة وغير المعلنة – المراحل العملية للتعليم العبري على الأرض الفلسطينية– إطلالة على المناهج التعليمية: التربية الدينية – التاريخ – الجغرافية- اللغة العبرية)
ثم تناول أدب الطفل العبري.. (ماذا يريد الكاتب العبري من أطفال بلاده؟ - عرض وتحليل قصة "الأمير والقمر"- وقفة مع أهم السلاسل القصصية العبرية – هل نجح أدب الأطفال العبري؟)
ومجمل أهداف التعليم والأدب الموجه للطفل.. (تزكية الروح الدينية – إحياء اللغة العبرية – تشويه صورة العرب – توقير العمل اليدوي – غرس مفهوم القومية اليهودية – تمجيد فكرة البطل اليهودي والاسرائيلى)
أما الثاني: حول أدب الحرب العبري.. (ملامح التجربة الحربية.. تجربة الأسر في التجربة الحربية العبرية.. تجربة الطرد أو التهجير في التجربة الحربية العبرية.. ملامح الفترة من حرب48 حتى أكتوبر73.. ملامح الفترة من أكتوبر73 إلى ما بعدها.. ملامح مشتركة للفترة من سنة 48 حتى أكتوبر73م.)
مع قراءة عامة لأدب الحرب العبري.. وتأثير اتفاقية السلام مع مصر وانعكاساتها على الأدب العبري.
وأخيرا ملحق (تعريف ببعض أدباء العبرية وأفكارهم)

يعد هذا الكتاب واحدا من أبرز محاولات التعرف على ملامح الأدب العبري، من خلال فحص الرؤية الإبداعية، بالاطلاع على بعض النماذج منه، وقراءة معطياتها. وذلك بالنظر فيما يقدم للطفل، باعتبار الطفل هو الرؤية المستقبلية، وجماع أفكار أية جماعة.. بمتابعة التعليم والكتب الدراسية ثم القص الذي يعد من أكثر الفنون تشويقا للطفل. ثم فحص أهم التجارب المعاشة في الأدب، فى الأدب العبري، ألا وهى التجربة الحربية، لما لها من تأثير واضح في كل المجالات هناك، ومنها تأثيرها في مجال الثقافة، ومجمل التوجهات الأخرى.
يقول الكاتب فى المقدمة:
"بدأت المحاولة منذ سنوات، لم أكن أظن أن الأمر هكذا شاقا، ويحتاج إلى الكثير من الصبر والمتابعة. يرجع ذلك إلى عدة أسباب: منها قلة المتاح الورقي من المادة الأصلية- أعنى المواد الإبداعية- سواء رواية أو قصة قصيرة. القصور الشديد في ملاحقة المنتج الابداعى العبري المعاصر، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين.. مع قلة الترجمات للأدب العبري المعاصر إلى العربية".

بعمله المتميز هذا، وضع السيد نجم بين العديد من الأسماء العربية اللامعة من أصحاب الجهد المتميز في دراسة ومتابعة وتحليل الأدب العبري مثل، عبدالوهاب المسيري، إبراهيم البحراوي، فؤاد عبدالواحد، حسن ظاظا، أنطوان شلحت، فايز أبو شماله، رشاد الشامي، غانم مزغل، رفعت فوده، علي صالح الخيتي، نعيم عرايدي، سيد سليمان عليان، سامية جمعة، سناء عبداللطيف .. وغيرهم.
الكتاب هو الخامس في أدب المقاومة للدكتور السيد نجم وصدر رقميا بدار أي-كتب بلندن.

ليست هناك تعليقات: