2013/06/14

"زينب البحراني" في حوار مع روز اليوسف: الثورات العربية حرمت الناس الشعور بالأمن والاستقرار ولم تحقق مبتغاها




الأديبة السعودية "زينب البحراني" في حوار مع روز اليوسف:

الثورات العربية حرمت الناس الشعور بالأمن والاستقرار ولم تحقق مبتغاها

صحيفة روز اليوسف اليومية- مصر- 15مايو 2013م


حاورها: خالد بيومي

الأديبة زينب على البحراني مبدعة سعودية ترى أن الإبداع لا يعرف حدود الأشكال الأدبية، لا يهم إن كان شعرا أو نثرا، المهم أن يعبر عنها وينقل أفكارها، ترى «الألم» باعث و«الحزن» بحارا لا يجففها إلا الكتابة، التى تمثل مخدرا روحيا لذيذاً، أكدت فى حوارها معنا أن الإبداع مثله مثل باقى حركات التنمية الإنسانية؛ لا ينمو أو يتطور فى بيئة تخلو من الأمن والاستقرار والحرية، عن هذه القضايا ورأيها فى ثورات الربيع العربى دار هذا الحوار...

■ تكتبين القصة والرواية والمقالة .. هل هذا ثراء أم تشظى فى الموهبة؟

- سؤالك هذا ينفض الغبار عن ذاكرتى ليذكرنى بسؤال مُشابه وجه إلى الفنان المصرى «سمير صبري» أثناء لقاء شيق أجرى معه على شاشة الفضائية المصرية قبل أعوام طويلة؛ فأجاب حينها: «حين أقدم البرامج وأمثلوأغنى فأنا أؤدى دورًا واحدًا هو دور الـ «فنان» ومهنة الـ «فنان»، ولو كنت أعمل مدرسًا، وطبيبا، وضابط شرطة، وغيرها من المهن فى الوقت ذاته كان يمكن القول أننى أشتت طاقتى فى أكثر من مهنة ومهمة».

وأنا أقول بدورى أنه مثلما يُمكن اعتبار الفن وحدة لا تتجزأ إذا تمكنت الموهبة من احتوائه؛ فالأدب أيضا وحدة لا تتجزأ إذا تأسس على أساس قوى من الموهبة والثقافة.

■ أين تجدين نفسك أكثر؟

- أعشق الرواية لأنها تسمح لروحى بالعيش فى أجواء استثنائية حين تتقمصنى شخصياتها وأغوص فى أحداثها كبطلة، فأنسى حياتى والعالم من حولي. ثم أعشق من بعدها المقالة لأنها توصل فكرتى سريعا بكلمات قليلة إلى أكبر شريحة من الناس عبر الصحافة التى مازال حضورها الإعلامى أوسع انتشارًا من الكتاب، لا سيما مع صعوبات النشر والتوزيع والتسويق فى الوطن العربي.

■ هل المرأة لديك هى التى تحاول الخلاص من قيود اجتماعية؟أم المستكينة التى تجد راحتها فى سلبيتها ولعب دور الضحية؟

- بل المرأة الجديدة التى تكتشف أن وصولها إلى حريتها الروحية والمعنوية هو الخطوة الأولى، وربما تكون الخطوة الأصعب، فى رحلة الوصول إلى التحرر المسئول من قيود الأعراف المُجتمعية غير المرتبطة بالدين، أو جوهر الأخلاق والفضيلة، ربما لأننى شخصيًا لا أطيق النساء الكسيرات المهزومات، مثلما لا أطيق أولئك اللاتى يحاولن باستمرار إثارة أعاصير الثورة على المجتمع فى فنجان صغير، وبشخصيات هشة غير مؤهلة لا إنسانيًا ولا فكريًا لهذا الدور الكبير.



■ ما الذى يدفعك للكتابة: الألم أم الأمل؟

- أعترف أن دافعى الأول هو «الألم»، الكتابة مُخدر روحى لذيذ، وبحار الأحزان التى فى أعماقى لا يقوى على تجفيفها إلا الكتابة، ثم الكتابة، ثم الكتابة بلا توقف.

■ الحس الشعرى عال فى قصصك .. هل هو شغف بالقصيدة؟ أم وعى بانهيار الحدود بين القصة والشعر؟

- دخلت عالم الكلمات الجميلة باب القصائد قبل أن أهجرها إلى النثر حين تجاوزت مرحلة المراهقة البيولوجية والسيكولوجية، وأعتقد أن الحس الشاعرى لم يُغادرنى لهذا السبب حتى بعد هجر كتابة الشعر.

■ هل تعانين من الرقيب أم أنك عنيدة؟

- نحن فى عصر الفضاء والإنترنت، ووجود الرقيب على النصوص المقروءة صار تقريبًا «شكليًا» ومن باب «رفع العتب» ليس أكثر، وحتى ما لا يمكن نشره ورقيًا فى بلد عربى يمكن نشره بكل سهولة فى بلد عربى آخر.

■ كيف تفسرين ظاهرة الانفجار الروائى النسوى فى السعودية واقتحام التابوهات فى مجتمع محافظ؟

- أعتقد أن عدد المبدعين من شعراء وروائيين وقصاصين فى أى بلد عربى يتناسب طرديًا مع معدلات الحزن والحرمان الإنسانى فيه وإن لم تبدُ تلك الحقيقة ظاهرة لبصيرة المواطن العربى فى بلدان أخرى، وهذا ما يحدث لدينا فى السعودية.

■ كيف تتأملين ثورات الربيع العربي؟ وتأثيراتهاعلى الحركة الإبداعية العربية؟

- الحركة الإبداعية كمختلف حركات التنمية الإنسانية؛ لا يمكنها أن تنمو وتتطور فى ظل بيئة تخلو من الأمن، والاستقرار، والحرية.. وكم من المؤسف أن تلك الثورات حرمت الإنسان العربى فى مناطق عديدة من الشعور بالأمن والاستقرار، ولم تصل به حتى اليوم إلى الحرية التى كان ومازال يرجوها، ومازلنا نترقب ما يخرجه المستقبل من قبعته الواسعة.



ليست هناك تعليقات: