2014/01/24

جديدُه في دار نعمان للثقافة موريس النجَّار "يقولُها شعرًا"

جديدُه في دار نعمان للثقافة
موريس النجَّار "يقولُها شعرًا"
صدر عن دار نعمان للثقافة مجلد جديد أنيق للشاعر موريس النجَّار، يقعُ في 512 صفحة من الحجم الوسط، وهو ديوان يحمل عنوان "وقلتُها شعرًا". تصميم الغلاف للفنانة التشكيلية لارا موريس النجَّار، وإهداؤه إلى الذين "رحلوا، تباعًا، فالمرابعُ، بعدهم، أقاح كئيب، وَالعمرُ هُنيهات حنين، وذكرياتٌ تُرجِعُ، للحنايا، بعض دفئها القديم!. إلى أرواح أمِّي، وأبي، وأخي فيليب، هذه الصفحات، أُعيدُ، فيها، غيضًا من إرث حميم، لهم، في خزائني الكنينة!".
وأمَّا المقدِّمة التي هي بعنوان "الشعر معه صنعة حاذق"، فبقلم الأديب الدكتور ميشال كعدي، وجاءَ فيها: "نجرَ غزَّارةً له، وذكَّاها بالنُّبل وَالمَحتِد الأَصيل، ثمَّ رصف على شَقِّها أَزاميلَ تُقصِّب الشعر وتنحتُه بريقًا في العيون، وعبيرًا في الشَّميم، ونورًا في الفكر وَالعلم، وهمسًا نلمُّه عن الشِّفاه وريش القشاعم، حتى إذا قالها شعرًا، جعلها لفتةً صَيداءَ في وعد المناسبات.
     "لست أدري عن أَيِّ حُسنٍ أختارُه فيه لأتكلَّم عليه، وقد تساوتِ المَلَكاتُ عنده في الحُلى والأواني والخزف المشغول بالوشي، والكلام المَرقوم على النَّغمات، والقرارات الذوقيَّة.
       "الشاعر موريس النجَّار صائغ مُترف، يُعكِّف الجواهر في مداقِّ الطِّيب، ثمَّ يُبعدها عن القول الجَهيض، وإذا رَقَّ أفصحَ اللِّينَ وَاحلَولى، وإذا صلُبَ صلصلَ السَّيفَ وتصلصلَت اليواقيت، وإذا لامس المُطَوَّلات التي يُوظِّفها للمناسبات، فخيولٌ عِطاشٌ ضُمُرٌ، حتى إذا جاور المحبَّة المعهودة فيه صنَّف اللِّقاء وفاءً، والوعدَ إشراقًا، والعودةَ أحلامًا وقبلةً ومُصلَّى".
       وأمّا موريس وديع النجَّار فأبصرَ النور، أول مرَّة، في الثالث من تشرين الأول من العام 1945 في قرية دارشمزِّين، من قضاء الكورة، شماليَّ لبنان. إنتزع الدَّهرُ منه والده، يومَ كان عوده طريًّا، فشفَّت روحه، وتمكَّن الألمُ منه.
تلقَّّى دروسه الابتدائيَّة والتكميليَّة في بلدة أميون، من قضاء الكورة، وَالثانوية في مدينة طرابلس، والتحق، بعدها، بالجامعة اللبنانيَّة حيث نال الإجازة في الرياضيَّات، ومارس تعليم هذه المادَّة في العديد من المدارس  الثانويَّة الرسميَّة والخاصَّة.
ولم يستطعِ الرَّقمُ، والمُعادلاتُ الجافَّة، التلطيفَ من هوى روحه للأدب والشعر؛ فبقي الكتاب خِدْنَه، وَلَصِيقَه، إليه يعود، والشَّوق على تَلَظٍّ، كأنَّه الحَبيب المنشود، وإليه ينهدُ، والذَّائقةُ الجماليَّةُ في أُوارٍ دائم. كتب الكثير، في مراحل حياته، منذ البدايات، فلمَّا أحسَّ بقلمه أثبتَ، وأنضجَ، في الشعر، أطعمَ النَّارَ معظمَ ما كتب لِما وجد فيه من بصمات النَّزَق، وتهويمات المراهقة.
من أعماله المنشورة، إلى ديوانه الحالي، ديوان "نجوَى المُنحَنى" الصَّادر أيضًا عن دار نعمان للثقافة العام 2011، وديوانُ "ثِمَار في الظِّل"، عن دار بشاريا، العام 1993، وديوان "في خِدر الشَّمس"، عن مؤسَّسة رعيدي  للنشر، مطلع 2001. وسيوزَّع له قريبًا مجلَّد "على مَتن القلَم" (مقالات نثريَّة) عن دار نعمان للثقافة. وللنجَّار إسهامات عديدة في أكثرَ من مجال، وكان قد كُرِّم في "لقاء الأربعاء" (صالون ناجي نعمان الأدبي الثَّقافي) العام 2010.
ومن "وقلتها شعرًا" نقرأ شعرًا له في الطفلة "ماريَّا"، يقول:
رَقَصَتْ طُيُوْفُ السِّحْرِ فِي أَهْدَابِهَا، وَلْهَى، وَفَاحَ المَهْدُ مِنْ أَطْيَابِهَا
يَا طِفْلَةً أَلَقُ الصَّبَاحِ بِحُسْنِهَا، وَعَبِيْرُ مُخْضَلِّ الرُّبَى بِإِهَابِهَا
جِئْتِ!. فَآمَالُ الأَحِبَّةِ أَنْ تَرَى فِي الدَّارِ أَعْرَاسًا تُنِيْرُ قِبَابَهَا
هَلاَّ نَظَرْتِ!. أَلاَ تَرَيْنَ الأَهْلَ قَدْ عَشِقُوْا الحَيَاةَ بِيُسْرِهَا، وَصِعَابِهَا
مَا دَامَ مِنْ حِضْنِ الغُيُوْبِ عَطِيَّةٌ سَتُعِيْدُ لِلأَيَّامِ زَهْوَ شَبَابِهَا
قَدَرٌ رَمَى!. يَا نِعْمَهَا مِنْ رَمْيَةٍ؛ بَعْضُ الجِنَانِ دَنَا، لَنَا، بِصَوَابِهَا
يَا "حَازِمًا"!. هَذِي عَطِيَّةُ خَالِقٍ؛ فَاجْعَل سَنَاهُ رَاسِخًا بِكِتَابِهَا
نَادَيْتَ تَحْنَانَ السَّمَاءِ، فَعِمْ.. لَقَدْ جَادَت، وَهَاكَ سَخَاؤُهَا بِجَوَابِهَا
رُحْمَاكَ رَبِّي!. لا تَضُنَّ بِمُنْيَةٍ تَرْجُو، وَزِدْ صَفْوَ الهَنَا بِحِسَابِهَا
وَبِفَائِحِ النِّسْرِيْنِ زَيِّنْ جَعْدَهَا وَاجْعَلْ زُهُوْرَ اللَّوْزِ مِنْ أَثْوَابِهَا
وَانْثُرْ وُرُوْدًا حَيْثُمَا حَلَّت، وَلا تَأْذِنْ بِغَيْرِ الطُّهْرِ فِي جِلْبَابِهَا
جَاءَت "مَارِيَّا"!. يَا جَلالَ الإِسْمِ كُنْ يُمْنًا يَجُرُّ الفَجْرَ فَوْقَ شِعَابِهَا،
فَتَكُوْنَ زَهْوَ أَحِبَّةٍ، وَقَرَابَةٍ، وَحَمَامَةً بَيْضَاءَ فِي أَسْرَابِهَا
جَاءَتْ عَلَى اسْمِ نَقِيَّةٍ بِكِتَابِنَا؛ طُهْرُ الشَّمَائِلِ مِنْ عَبِيْرِ نِقَابِهَا
هلاَّ مَشَتْ نَشْوَانَةً فِي دَرْبِهَا لِتَفُوْزَ، إِنْ وَافَى اللِّقَا، بِثَوَابِهَا!.

ليست هناك تعليقات: