2015/02/17

في ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة علا حسان : خطاب الأنا الممزوج بخطاب الوطن في رواية الست زبيدة لنوال حلاوة



في ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة
 علا حسان : خطاب الأنا الممزوج بخطاب الوطن في رواية الست زبيدة لنوال حلاوة
             الست زبيدة هي نموذج لكل امرأة فلسطينية عانت هجرة الوطن

 أقيمت ندوة عن رواية " الست زبيدة" للكاتبة والصحفية نوال حلاوة في قاعة المؤتمرات  بالمجلس الاعلى للثقافة بمشاركة الدكتور شريف الجيار رئيس الإدارة المركزية للنشر بالهيئة العامة للكتاب والدكتورة علا حسان أستاذة النقد الأدبي الحديث.. وأدارت الندوة الناقدة القاصة منى ماهر...
وتم عرض فيلم تسجيلي للمخرج ياسر شبانة بعنوان " ستر الحياة" وفيلم وثائقي لمدة خمس دقائق عن الكاتبه والروائية الفلسطينيه نوال حلاوة.
كما قامت الدكتورة علا حسان بعرض نقدي متكامل للرواية على شاشة القاعة slide show بتقنية برنامج power point ، مع قراءة نصية الرواية أمتعت الحاضرين وأثارت فيهم الأسى والحزن على ضياع فلسطين فى غفلة من الزمن. وقالت علا حسان في تحليلها النقدي: رواية الست زبيدة رواية تجسد سيرة وقصة عائلة فلسطينية شخوصها هم أفراد العائلة. لذا تأتي رواية الست زبيدة مترعة بالحياة وبنبضها، وتجسد معاناة الذات المنبثقة من معاناة الوطن.
 والنص دائري دائريته تبدأ من عتباته الاولى بالإهداء لفدوى طوقان وبالاختتام بفدوى طوقان وبشعرها عن فلسطين.
وعن التقنيات المستخدمة في النص قالت علا حسان: تقنية النص هي تقنية التقطيع الرقمي وكأنه رمز أيضا لتقطيع الوطن وتمزيقه ومرجع ذلك إلى طبيعة المراحل التي عاشتها البطلة وأن استعادة الحياة ليست استعادة كاملة بل هي لقطات تقتحم الذاكرة فتعايشها الساردة مشهدا مشهدا.
لذا تعتمد الرواية تقنية التقطيع الرقمي الذي يشمل كل أبعاد حياة الست زبيدة من الطفولة إلى الصبا والشباب والامومة تمر بتجارب المحنة والموت وتتقاطع كلها مع تجربة الوطن الذي بدأ معهم في الطفولة وفقدوه في صباهم وشبابهم فيقيت ذكرياته معبقة ببيارات البرتقال وعبير الاقحوان ، ورائحة النعناع ومفردات اللهجة الفلسطينية التي لن تندثر أبدا مهما حاولت آلة الصهيونية البغيضة طمس معالمها.
وتابعت حسان: اعتمد النص أيضا تقنية الاسترجاع والاستباق وتداخل الماضي في الحاضر في بوتقة واحدة فالساردة تستعيد الماضي بسعادته وأمنه في الحاضر القابع في الشتات والمهجر فمهما هاجر الإنسان إلى أجمل بقاع الدنيا يظل وطنه هو المطمح الحقيقي بأعماق وجدانه.
كما تنجز المبدعة نصها تحت وطأة الحاجة لتطهير روحها من قسوة الواقع حولها ولمواجهة استلابه لها وإحساسها بالاغتراب والتهجير القسري عن وطنها ولاحتماله بآن ، وهو نوع من التجديد في الرواية باستنساخ بنيات جديدة ذات ملامح مختلفة وتقنيات حداثية تتمرد على التقنيات التقليدية .
استخدمت الكاتبة أيضا تقنية السرد الذاتي التي تتضمن التذكر والاسترجاعات الماضية لكل فعل عايشته في طفولتها وفي صباها وشبابها،  وتسرد الأحداث بتفاصيلها كما حدثت في الواقع لتنقل القارئ إلى قلب النص.
ويأتي وصف العادات الفلسطينية في الطعام وأصنافه ممتعا وثريا وجاذبا للقارئ ليعايش تلك الحياة برهة من الزمن يتمنى لو طالت فنحن نعيش النص ولا نقرؤه فقط بل نعيش فيه ونغوص في أعماقه ليخرجنا من دائرة ذواتنا وواقعنا.
وتابعت علا حسان قراءتها النقدية بقولها : تأخذك روعة السرد في رواية الست زبيدة، وتنقلك إلى مدينة مختلفة بطقوس وعادات وقيم نبيلة ومثل عليا في حقبة ما قبل نكبة 48 وما بعدها واحتلال فلسطين والتهجير من يافا. وتحتل مأساة فلسطين الصدارة كبؤرة أساسية ومنطلق نوعي للعمل الروائي قتصف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني والمجازر المروعة تحت سمع وبصر بريطانيا العظمى.
كما اختتمت علا حسان  بعرض نصوص مؤثرة من الرواية وقراءتها قراءة شجية ممتعة .

ليست هناك تعليقات: