شعراء
ثلاثة يتألقون في فضاءات عمَّان
بقلم: زياد جيوسي ومنى عساف
عدسة: زياد جيوسي
عدسة: زياد جيوسي


(المخيمات ازددن اليوم ألف خيمة
هذا يعني أن هناك ميتين جدداً
أمر طبيعي جداً
فنحن اعتدنا على رائحة الموت الباردة
في منازلنا المهدمة
وحكايا الجدات النازفة قبل النوم)
ليكمل الألق أيسر من خلال قصيدته (لا نتبع
الأنبياء .. لا نكره التتار)، وهي قصيدة متميزة بالموضوع والفكرة والبناء والصور،
وبعض منها:
(كانوا سيمكثون لو أنهم نزعوا وجوهنا
عن مؤخرة القصيدة
لكنهم رحلوا
وقالوا اتركوهم في الرُّقاد
فإنهم ميتون
وإنهم لا يعرفون الفرق بين الأنبياء
وسادات القبيلة)
لينهي تألقه بقصيدته نساء القمح يرقصن حول
الغريبة حيث تألق فيها وبعض مما ورد في القصيدة:
(لا شيء يشبه نساء القمح
حين يجدلن شعر الغريبة
ثم يرقصن مثل مفردات القصيدة حولي
أو تحت كائنات الغيم الصغيرة
هنّ يقصصن الحكاية كلها
برقصتهن الغريبة )
ليعتلي
المنبر الشاعر كايد العواملة ويلقي عدة قصائد منها "اعترافات
امرأة متزوجة "و "صباح
الخير" و "لو كنتُ بيتك" وبدأ بنص نثري عنوانه: ما القصيدة؟ يقول
ببدايته: (القصيدة آخر ما لها علاقة بالشعر.. فأنت قد تكون شاعراً ولم تكتب
قصيدة واحدة في حياتك. ما نفع القصيدة إذا لم يرافقك الشعر إلى الشارع.. وإلى كل
المقاعد والمقاهي.. وفي كل ما تقول. العالم لا تنقصه البشاعة بل يحتاج لمن يستخرج
الجمال من كل شيء كما يستخرج الذهب من عروق الصخر).
لينتقل بنا بعدها في فضاء الشعر في
"اعترافات امرأة متزوجة" ومن القصيدة الطويلة كان هذا المقطع:
) أنا منذُ
دَهْرٍ هَجَرتُ فِراشِي
بُرودي!
كباقي النِّساءِ.. أُماشِي
فما
عادَ يعني غِيابُ القماشِ
وأتعَبَ
عِطري غِيابُ الفَراشِ)
لينقل بعدها الى "صباح
الخير" ويهمس في بعضها:
(صباحُ
الضوءِ يغويني
ويرجوني
فأطفؤهُ
وأشعلهُ
وأحياناً
أحالفُهُ
فيكشفُ أرضكِ المصباحَ)
ومن ثم
القى قصيدته "لو كنتُ
بيتك" وقال في مقطع منها:
(لو كنت
بيتك لألغيتُ أبوابي التي لا تدخلُني عليك
وسمّرتُ شبابيكي التي لا تُطل عليكِ ولرميت
الممرات التي لا تنتهي بك
فطريقٌ
لا يؤدي إليكِ لا يعول عليه).
ليحلق الشاعر الشاب الجميل محمد
أبو زيد فيحلق بقصيدته الالقة "مريم .. تراتيل على خاصرة
الوجع"، فيثير الوجع ويولد الألم ومن قصيدته قوله:
(مريم .... يا مريم أورثتنا حزن الصليب
أوجاع
الكنائس والمسيح
رعشة
الأجراس في وقت الصلاة
يا
مريم ... إني هززت
كل نخلات الوجود
ما
تساقطت منها تمرة
ولا
رطب
ولا
ظللت أحلامي
ولا أناخت راحلة أوجاعي لتستريح من هذا التعب .)..!!
ليحلق بعد مريم في قصيدته " صباح ال ....... يا مِسكا":
(تعرقي
مِسكا
من كل صوب
تعرقي
وأنجبي
من مسامك المسك والشهداء
أورقي
في زحمة الرصاص في السماء
أورقي
بالحمام
وبالغمام
وبالمطر
أورقي
كي نولم للحياة ما قد بطن منها وما قد قُتل ....) !!!
ليحلق بعدها في " وردٌ لمعناك ..." فيهمس:
(للموت
ورد
وأنت
تسير إلى قبرك خذ كل هذا الرد معك
كي
تفقه معناك حين تتفتق من رحم الأرض ورد ...)
ليختم الأمسية بنصه الجميل " فَزِع..." ويهمس ببعض منه:
(صدقي ..
فزعٌ من النوم فيكِ
كي لا أحلُمَكِ ثم أصحو الوحيد في زِقاق الوقت
فزعٌ
من انشقاقي مني إليكِ او عليكِ
من ذهولي
وانعزالي)
لتختتم الأمسية بتكريم الشعراء الثلاثة بالدروع وشهادات التكريم، وبرضا
الجمهور على مستوى الشعر والقصائد، فحقيقة استمعنا للشعرواستمتعنا به وحلقنا في
لوحات من جمال ومعاني منقوشة بالكلمات، فكانت أمسية تركت أثرها في أرواح الحاضرين
الذي حلقوا مع الشعراء في فضاءات أخرى، حيث جمال الكلمات والصور، وكأننا حلقنا في
مركب فوق الغيوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق