2018/01/25

عدد جديد... مجلة آفاق أدبية



عدد جديد... مجلة آفاق أدبية

ياسمين خضر حمود
لم يتوارد إلى الأذهان أن مجلة (آفاق أدبية) التي تصدر فصلياً عن دار الشؤون الثقافية العامة هي المجلة التي تعنى بالإبداع الجديد وتصب في غلافها الخارجي والداخلي وتتيح فضاءاً واسعاً للقدرات الثقافية الواعدة في غاية الأهمية لتكون مفتتحاً للدخول إلى متون صفحاتها الـ (196) والإيغال في مشروعها الثقافي الزاخر بالمواضيع الثرة حيث تأخذنا من واحة ثقافية إلى أخرى حيث ننهل منها رؤى ودراسات نزور فيها قارات الدهشة ومحطات الذهول. فكان وجه الطوية الأولى للغلاف (مفكرة) هي قصيدة تحمل عنوان (لماذا تأخرت عن الحضور ياناظم السعود..؟) للشاعر عيسى حسن الياسري ومن هذا المنطلق نشير بصدور العدد الجديد الثالث والرابع / 2017  من مجلة (آفاق أدبية) التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة وكان محور العدد (ثقافة نبذ العنف).
وقد تعطرت المجلة بافتتاحيتها المعهودة ضمن سياقات مميزة فجاءت تحت   عنوان (إحتطام اليمام) بقلم رئيس التحرير الشاعر سلمان داود محمد جاء في خلاصتها: (باعتبار أن العنف هو الفعل المضاد لكل ما هو ثقافي وحضاري وإنساني أن مسألة العنف الذي يمارسه المثقف بشأن المثقف الشريك / القرين في بلد واحد ومتعدد في بلدان شتى فنرى حروب ثقافية شديدة الضراوة ولا طال منها ولا حدود سواء كان اختلاف في الأفكار وطرائق التفكير فتبدأ منظومة العنف الفكروي باستعمال أقصى معداتها وألاعيبها وشحت مخيلتها وهكذا يتفاقم العنف الثقافي حتى أصبح ظاهرة لأتقل عن ظاهرة العنف العمومي السائد في بنية حياتنا العامة التي لا تستقيم عود سلمها المجتمعي لا باستقامة عود سلْيمة الثقافة وأهلها عن طريق الحوار التفاعلي لا الانفعالي).   
ضم العدد أبواباً عدة ومحاور خاصة ضمن ملف العدد أول الذي شمل في (ثقافة نبذ العنف) مجموعة من المحاور (العنف وفريضة اللاعنف) / شذرات من تجربة شخصية للدكتور عبد الحسين شعبان فذكر في مقالته: (كان ينظر إلى العنف هو ضعف باعتباره نقطة ضعف وليس مصدر قوة، والقوة هي غير العنف بل هي ما أخذت عبّر عنه بالتدريج بوساطة لا عنف سوى أسميته أو لم اسميه خصوصاً الدور الذي يمكن أن تلعبه منظمات المجتمع المدني كقوة اقتراح واحتجاج في آن للتأثير على أصحاب القرار لأنها تتمثل في إدارة بالمواجهة والمقاومة والمجابهة بالوسائل إلا عنيفة وقد مثل العنف بالنسبة لي باستمرار ظاهرة غير شرعية وان شرعيتها ناقصة أو لم تكتمل بغض النظر عن مسوغاتها).
كما ذكر في نفس باب الأول (الهديل ملك الغابة) / نظرة في السِلم المجتمعي وما عداه للأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح، وننتقل إلى مقالة (تفكيك العنف) / بممكنات الفن التشكيلي للكاتب حسن عبد الحميد، وجاء موضوع (خطاب المديا) / وأثره في السلام والاحتراب للكاتب نزار عبد الغفار السامرائي حيث ذكر في مقاله اللغة الإعلامية والعنف حيث جاء فيها: (في الوقت الذي ينحصر تداول اللغة العلمية والأدبية الفنية في أوساط محدودة من المجتمع فأن لغة الإعلام تعد هي الاكثر شيوعاً وتداولاً ذلك أن الجمهور يتعرض باستمرار إلى مفردات التي تتداولها وسائل الإعلام مما يجعلها تترسخ في ذهنه أكثر من غيره.
والدكتور حسين الأنصاري مقالة بعنوان: (العنف الالكتروني وروادعه الناجعه) كما جاء في نفس الباب مقالة الكاتبة رندة أبو الحسن بعنوان (الوقوع في غرام الخرافة) / اللاعنف أسير المخيال واخيراً ذكرت مقالة الكاتب مهدي عباس بعنوان (أفلام اللاعنف) / ودواعي ندرتها في السينما العراقية.
نطالع في باب (رؤى) مقالة بعنوان (قبل ان يهرم المغني) / شبان الإصدار الأول للكاتب عمر السراي، ومقالة (خمس تلويحات في الافاق) / منتخبات من تجارب شعرية شابة قراءة لعدي العبادي جاء في هذه المقالة: (شكل المشهد الشعري العراقي الحديث انطلاق برواد الحداثة الشعرية أي ما عرف بالشعر الحر الذي خرج عن النظام العروضي الذي وضعه الفراهيدي وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي فكان سابقين في كسر القاعدة والمؤسسين للقصيدة عراقية حديثه).
نتقل إلى باب (الآخر الثقافي) فقد حمل دراسة بعنوان (حلم العالم في الترجمة) / هيلين كاردونا: (نحن كثيرون ومتنوعون وهذا يكفي) ترجمة خضير اللامي.
اما باب (مرآئ) فقد ضم مقالتي الأولى لضياء العزاوي (مغامرة بصرية مختلفة عن الرسم والنحت) حاوره خضير الزيدي. إما المقالة الثانية جاءت بعنوان (سرديات لطيف العاني الفوتوغرافية) / التنوع والتوثيق الكاتب جاسم عاصي. تميز الفنان لطيف العاني شأنه شأن الفوتوغرافي لقد جلى اهتماماته تنصب في حقل توثيق الصور الأمكنة كونه من المصورين الذين اهتموا بتصوير المكان من الجو أي (كما عرف بالتصوير الجوي) وقد برع في هذا مجال من توثيق وتميز يشهد له محترفي فن الصورة من الداخل والخارج كما تشهد له معارضه الذي كان رائداً في هذا المجال الذي عكس موهبته وتميز عن أقرانه).
وإما ما تطرقت إليه المجلة في باب (مرآئ) المقالة الثانية تحت عنوان: (اثر المنظور الفلسفي) على بعض المفاهيم الفنية للكاتب مؤيد جواد الطلال.
في باب (منصة) العدد ذكر قصة (أشباح بلا ظلال) لنزار سليم بقلم الدكتور خالد علي مصطفى قد تكون قصة نزار سليم أشباح بلا ظلال المنشورة في مجموعته الأولى الصادرة في بغداد 1950 أول قصة عراقية كتبت عن أوضاع اللاجئين الفلسطنيين اثر نكبة العرب الأولى في عام 1948 وقيام دولة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين وهو طرد مواطنين المناطق المحتلة منها وقد وقع اختيار الأول على هذه القصة الرائدة في مجالها لأنها أول قصة كتبت عن فلسطين ولما تركته من آثار نقدية).
إما في باب (تفكر) الذي عودنا على دراسات فكرية في ذاكرة المشتغلين في حقل الكتابات الفكرية زودنا بدراسة الأستاذ الدكتور عبد الرضا علي بعنوان (الغموض والإبهام في الشعر).
وبعد تلك الرحلة تأتي رحلتنا المضيئة مع باب (ضوء على اثر) إضاءة الدكتور فاضل عبود التميمي جاءت دراسته تحت عنوان (البئر الأولى) لمؤلفه جبر إبراهيم جبر.  
في رواية (في اللا أين) لـ طه حامد الشبيب إضاءة لرنا صباح خليل. وننتقل إلى موضوع (الدلالة اليومية في الصورة الشعرية) في (جنائن المعلقة) لـ عبد الرزاق الربيعي (أنموذجاً) للناقد أسامة غانم.
اما الكاتب مالك مسلماوي كانت له مقالة بعنوان (صدى الانكسار) في قصائد (ولو بعد حين...) لـ فليحة حسن.
وكانت قراءة للدكتور جاسم خلف الياس في (جماليات التشكيل البصري) قراءة في قصائد (أنقذوا أسماكنا من الغرق) لـ رعد زامل. 
في موضع (المقاربات الجمالية) في قصائد (أكثر من عكازه للقلب الوحيد) للدكتور فهمي صالح بقلم علاء حمد.
القصيدة الشعرية لدى الشاعر للدكتور فهمي الصالح لا تتوقف على شكل واحد في مراحل كتاباته أعطى تتطور ملحوظاً من خلال المفردات وتجانسها وكذلك نوعية المفردات الشعرية واشتباكها وما بين الحاضر والماضي ومن هنا نستطيع ان نرسم الجماليات المستحدثة أكثر من مقارباتها ما بين التواعد والتقارب.
وضم العدد في قصائد عباس السلامي (الانفلات عبر خرم ابرة نحو الرماد) بقلم ذياب شاهين.
وقراءة في قصائد حياة الشمري بعنوان (الهروب بأجنحة القطا) للأستاذ الدكتور نجاح هادي كبة.
وبأنتقالة إلى باب (شعراء منسيون) جاءت مقالة عبد الجبار العبدلي جدل الجمال والموت بقلم نصير الشيخ.
وفي باب (مسرح) الجمال مقابل الألم نبرة محمد خضير المضيئة للكاتب ياسر جاسم قاسم.
(العصا السحرية) مسرحية للأطفال بقلم حسين البعقوبي.
وفي باب (نصوص) ذكر فيها قصيدة مقطعية من شعر الأطفال الموجه للكبار بقلم حمد محمود الدوخي.
جاءت قصيدة (اركض) بقلم أسامة زقزوق.
(شبابيك معلقة في الهواء) احمد تمساح
(تأملات) حيدر أديب.
نتقل الى باب (سرود) (أوجاع ذاكرة) بقلم فلاح العيساوي.
(انا وهي ونجاة الصغيرة) بقلم عماد جاسم.
(حزيران الفرح) بقلم رجاء عبد الزهرة
(الغائب الحاضر) بقلم دولة بيروكي من المغرب.
إما باب (نقد نصوص العدد الفائت) بعنوان (شعرية المسافة) للدكتور رشيد هارون.
وبأنتقالة إلى واحة قناديل فقد كتبت أسرة تحرير المجلة خلاصة مكثفة من رواية (رنات الماسنجر تدق طبول الرواي) للكاتب ضرغام علاوي.
(ارتكزت مادتها الحكائية على محملين سردين يتجلى الأول في قدرة الراوي على بناء شخصية (ليلى) المصابة بالاكتئاب والفراغ العاطفي ويتجلى الثاني في إزالة الغشاء عن المتغيرات الاجتماعية التي أحدثت العطب داخل أسرة صغيرة متكونة من أب وأم وأربعة أبناء إما ميزة الإبداع في الرواية فتجسد في قدرة على الاستجابة لنداء الجسد والروح من دون مراعاة الحسابات أو الوقوف عند مطبات لذلك نعتقد أن هدف الرواية من جهة ما تمثل بالجرأة في تفجير الأعماق وتحطيم السرود ما بين الأحلام والأفعال.  

  
      

ليست هناك تعليقات: