2011/11/04

محمّد الكامل بن زيد يصدر ( قلنا اهبطو منها جميعا )

محمّد الكامل بن زيد يصدر ( قلنا اهبطو منها جميعا )
بقلم عبد الله لالي
في ليلة ماطرة غزيرة المطر ..أرعدت فيها السماء وأبرقت وسالت فيها بالمياه أوديّة وشعاب ؛ جاءني الصّديق الكريم والمبدّع المتميّز ، القاص محمّد الكامل بن زيد بمجموعته القصصيّة الجديدة ( قلنا اهبطوا منها جميعا ) وكتب لي إهداء لطيفا أعتز به وأشكره عليه ...
المجموعة كان لي بها سابقة من قبل ، فقد كنت أتتبع القاص محمّد الكامل بن زيد وهو ينشرها في مختلف الفضاءات الثقافيّة لاسيما الفضاءات الافتراضيّة منها التي صارت أكثر جذبا للمبدعين وللقرّاء على حدّ سواء، بما تتميّز به من عالميّة وفوريّة في التعليق والنقد ، وكنت أحيانا أبدي له ملاحظاتي ونقداتي المتواضعة وفي كثير من الأحيان أبدي إعجابي ودهشتي من هذا القلم المتميّز حقا دون تحفظ أو تلكؤ ..
هذه المجموعة تأسرك منذ أوّل وهلة بعنوانها اللافت – مثلما هي معظم عنواين محمّد الكامل بن زيد – هذا العنوان المقتبس من القرآن الكريم نصّا وروحا ..وإذا أضفنا إلى ذلك الطبعة الأنيقة والتي هي بطبيعة الحال من إصدار مطبعة علي بن زيد ؛ فإنّ المجموعة قد اكتمل لها الحسن والبهاء.
في هذه المجموعة يقف محمّد الكامل متأملا المجتمع من حوله ، يسجل أحداثه ويعلق على مشاهده المختلفة تعليق الفنّان المأخوذ بروعة اللحظة وأسر المشهد المثير، فنراه تارة يغوص في عمق الحارات البسكرية نافضا التراب عن خفياها ، وتارة أخرى يتتبع الأحداث العربيّة التي جرت في باب العزيزيّة أو في تونس مؤسسة الرّبيع الثوري العربي الحديث كما اصطلح على تسميّته ، وتارة ثالثة يشتاق إلى ارتشاف قهوة أمّه اللذيذة الطعم المختلفة عن كلّ المذاقات الأخرى.
في هذه المجموعة التي التي احتوت عشر قصص قصيرة ، واختتمها بثلاث قصص قصيرة جدّا ؛ نجد محمّد الكامل بن زيد يرسم لوحة فنيّة جديدة متنوّعة الألون والظلال والأضواء ، ويعطي حقا للقصّة إضافة نوعيّة ومتميّزة في سماء الثقافة العربيّة.
وما يأسرني أكثر في قصص محمّد بن زيد هو اللمسة الخاصة والجذابة في عنواين قصصه، ( أحلام ليلى الورديّة ، جرذان باب العزيزيّة ، قهوة أمّي ، جسر جدّتي ميمونة ، الكتابة إلحاد ..)
ولعلّ هذه الإشارة الموجزة للتعريف بالمجموعة غير كافية ، وتحتاج ( قلنا اهبطوا منها جميعا ) إلى وقفة أخرى متأنيّة وشارحة ومشرّحة ..تهانينا للصديق محمّد الكامل بن زيد بالمولود الجديد.



ليست هناك تعليقات: