2013/08/20

مصر في قبضة الشياطين.. بقلم: فؤاد قنديل



 مصر في قبضة الشياطين
فؤاد قنديل
           كنتَ يارب تريدنا أن نعرف الإخوان المجرمين على حقيقتهم بوصفهم تنظيما إرهابيا دوليا تموله الدول الكبري فسَهّلت لهم – عبر غباء بعضنا -  الاستيلاء على حكم شعبنا الوديع ، وخلال شهور قليلة ذُقنا على أياديهم القذرة كل شرور البشر والحيوانات البرية والثعابين والعقارب .. وتقلبنا على أسنة الخديعة والكذب والطمع والجهل والغواية والسرقة والطغيان والاستبداد ، ثم أكرمتنا بالثورة عليهم  وشعرنا بالفعل أن فضلك لا نهاية له وأننا قد تعلمنا الدرس ولن نعود إلى إشراك الإخوان  المجرمين ما حيينا في أية سلطة ولو خلت الدنيا إلا منهم ، وساعتها سوف ننتحر ولا نوليهم أمرنا  ، فماذا جري يا إله الكون بعد ذلك ؟ .. منذ تمت إزالة الورم السرطاني بمنطقتى رابعة والنهضة. خرجت من كل بقاع الأرض وانقضت على مصرنا الرقيقة  شياطين مختلفة عن شياطين خلقتها يارب .. نحن نعرف جيدا كل ألوان الجن بما فيها من أبالسة وشياطين ، فمنهم من يوقع بين الأخ وأخيه ومن يدفع الزوج ليطلق زوجته ومن يبث الفتنة بين الابن وأبيه ومنهم من يغوي امرأة بممارسة الفجور أو رجلا بإدمان الخمور ، لكن الشياطين التي انطلقت تمزق عمارات مصر ومروجها وتشعل الحرائق في دور العبادة  وتقتل بالمجان كل من تقابله ، لم نسمع بها من قبل .شياطين متلبسة بالهوس والجنون تتألم شوق للقتل والتدمير والترويع.
       الشياطين يارب التي منيت بها الكنانة من دون كل دول العالم لا نظير لها فهي تقطع الطرقات وتهدم الأبنية وتسرق السيارات وتشعل الحرائق في سيارات الإطفاء حتى لا تطفئ ما أشعلته ، وتعطل سيارات الإسعاف حتى لا تسعف مصابا وهي تلقي الناس من فوق الجسور و ترمي بالشرر في كل مكان حتى دور اليتامي والأحداث وتهاجم المستشفيات  وتفجر أقسام الشرطة وتقتل كل من فيها وتمثل بجثثهم ، لذة كبري لديهم يا الله في أن تقطع جسد المقتول  وتجعل كل قطعة من بدنه في جانب ثم تصب على وجهه ماء النار حتى يصبح شائها تماما ويتعذر التعرف علي بقاياه .
     من خلق هذه الكائنات الرهيبة العمياء يا رب ومن أطلقها علينا؟.. أعلم أنك الخالق الوحيد في الكون وقبل الكون وبعد الكون .. لقد تعلمنا الدرس فاسمح لنا أن نرفع لك أكف الضراعة حتى تساعدنا على عبور هذه المأساة التي لم يعشها شعب منذ خلقت الأمم . نرجوك يا رب السموات والأرض أن تخلصنا من هذه الكائنات الملعونة التي تشرب الدماء وتستمتع بالنيران المشتعلة فتنشرح صدورها وتنفرج أساريرها .. قرأنا عن الساديين المغرمين بتعذيب الآخرين ، فمنهم من يصر على ضرب ولده حتى يوشك على الموت بغرض تربيته ، ومن الرجال من يميل لضرب زوجته بلا مبرر فهذا يحقق له راحة ، وفي الجيوش أحيانا يكلف الضابط جنديا أن يحفر حفرة بطوله  ولما ينتهي يطلب منه أن يردمها  ثم يطلب منه مجددا أن يحفرها ، لكن هذه الشياطين  تقتل بعض رجالها ثم تتهم في قتلهم الشرطة ، ومنهم من جمعوا مئات الأطفال الأطهارمن سن الرابعة إلى العاشرة من دور الأيتام وحمّلوهم أكفانهم وكذلك النسوة ودفعوهم أمام الشرطة وقوات الجيش كدروع يحتمون خلفها أو كسواتر يعتدون من خلفها على كل من يقترب .
       مصر كلها يا رب الآن تحترق. المباني الحكومية والخاصة والمحاكم والكنائس والمحلات ووسائل النقل والسيارات والمتاحف والكباري والحدائق وكل المؤسسات ويفكون قضبان السكك الحديدية.  كنا نظن أن حريق القاهرة في 26 يناير عام 1952 من عجائب الحوادث في وادي النيل فإذا به نوع من الدعابة بالقياس لما يجري الآن ، وكان الحريق القديم في بعض المحلات بشارع فؤاد أما حرائق اليوم فتندلع في كل متر يتبع الدولة المصرية من أقصاها إلى أقصاها .. ويهاجمون الجراجات ويسرقون السيارات والدراجات ويهاجمون الوزارات ويسرقون محتوياتها من المستندات والأموال ، وقد دفعوا المليارات للصحف الأجنبية خاصة الغربية كي تهاجم مصر بأقصى ما يمكن تصوره ، حتى لتعتزم بعض الدول  الحجر على مصر وهي مؤسسة الحضارة وأم الدنيا .
      قالت قياداتهم : سوف نفجر مصر كلها .. سوف تجري في الطرقات أنهار الدم .. سوف نهدم كل مبنى في مصر .. وسوف نشوه صورة المصريين في كل مكان في العالم .. وقد نفذوا كل ما هددوا به .. فيا رب الكون تكرم  وانظر إلينا بعين عطفك وخلصنا من هذه الشياطين التي اتحد نصف العالم تقريبا لدعمها لتقوم بدور أسوأ مما قامت به إسرائيل في المنطقة ..إننا نغرق ونختنق ونحترق ونُشنق ونُسحق ونُعذب ويجري محو البلاد من الوجود .. تعلمنا يا رب كل الدروس لكي نصبح بعد ذلك أنقي وأصفي وأذكي وأنضج وأكثر اتحادا . فعاملنا برحمتك وكن معنا على القوم الكافرين .
كيف فض سيدنا على بن أبي طالب اعتصام حروراء ؟
 الحروراء منطقة خارج الكوفة اعتصم فيها عشرون ألف حافظ لكتاب الله تعالى وسُمّوا في ذلك الوقت (القراء) وكانوا من الزهاد والعباد. لأنهم رأوا أن سيدنا علي بن أبي طالب لم يطبق الشرع الشريف وحكم الرجال في قضية قتاله مع جيش الشام ولم يحكم كتاب الله، وكانت النتيجة أنهم كفروا عليا ومن معه بل غالوا بأن من معهم فهو المسلم ومن يعارضهم فهو الكافر..

سعي وساطاء كثيرون ومنهم سيدنا عبد الله بن عباس لحل الأزمة التي ستعصف بالمجتمع المسلم، لكن معتصمي  حروراء أصروا على رأيهم ووضعوا حلا لفض اعتصامهم والاندماج مرة أخرى في المجتمع المسلم إذا شهد علي بن أبي طالب على نفسه بالكفر ثم يعلن إسلامه  فبلغ سيدنا علي بما قاله المعتصمون فقال ماكفرت منذ أسلمت.

وتطور الاعتصام من اعتصام سلمي إلى اعتصام دموي وظلوا على تكفير المسلمين  ، فتركهم  سيدنا علي وشأنهم وقل : علينا ألا نمنعهم من مساجدنا ولا من الفيء ( الظل والمعونة )، ونهي أصحابه عن قتالهم إلا إن أحدثوا حدثا.
تطور الأمر حتى مر عليهم سيدنا عبد الله بن خباب بن الأرت، ومعه امرأته، وهو من سادات أبناء الصحابة  فسألوه: من أنت؟ فانتسب لهم، فسألوه عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، فأثنى عليهم كلهم، فذبحوه وقتلوا امرأته، وكانت حبلى، فبقروا بطنها.
وهنا أمر سيدنا أمير المؤمنين علي برفع الحالة القصوى في الجيش، والتجهز لفض هذا الاعتصام بالقوة وقتال هؤلاء المارقين.
فخاف معظم الجنود والقادة  أن يقتلوا هؤلاء لما رأوا من شدة عبادتهم، ومن فرط زهدهم، ومن كثرة تلاوتهم لكتاب الله تعالى، وكثرة صلاتهم وقيامهم لليل، حتى  تهرأت وتورمت ركبهم من الركوع والسجود.
لكن سيدنا علي بن أبي طالب الذي أخبره الرسول الكريم بأوصاف هؤلاء قال  : والله ما كذبت ، هم الذين أخبرني رسول الله بهم ، وهم الخوارج .، فعن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله يقول: يخرج من أمتي قوم يسيئون الأعمال، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم "، قال يزيد: لا أعلم إلا قال: " يحقر أحدكم عمله من عملهم، يقتلون أهل الإسلام، فإذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، فطوبى لمن قتلهم، وطوبى لمن قتلوه، كلما طلع منهم قرن قطعه الله عز وجل "، فردد ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشرين مرة أو أكثر وأنا أسمع

ليست هناك تعليقات: