2013/08/21

الهروب إلى الأمام .. قصة: محمد نجيب مطر

الهروب إلى الأمام
  محمد نجيب مطر
مازال يتلفت حوله حذراً في كل مرة يخرج فيها إلى الشارع، لأنه مطلوب في قضية ثأر، وبالتأكيد خصومه يبحثون عنه، لقد قطع كل صلة له بالماضي وقطع كل الخيوط مع عائلته لكيلا يتوصلوا إليه، أهله هم الذين نصحوه بذلك من ثلاثين عاماً، غير اسمه وتزوج من عائلة لا تدري عن ماضيه شيئاً، أقنعهم بأنه بلا أهل فرحبوا بذلك واعتبروا ذلك ميزة يشكر عليها، وها هو اليوم يعرف أنهم توصلوا إليه، سألوا عنه الجيران وزملاؤه في العمل، وبعد طول تفكير هداه شيطانه إلى مركز التبريد الذي يجمد الجسم لمدة حسب الطلب، لكي يهرب من كل ما يعانيه، من الثأر القديم، ومن زوجته المتسلطة ومن أولاده المستغلون ومن أصدقائه الحاقدين على نجاحه السريع، سوف يعود أكثر شباباً وحيوية بعد راحة كل أعضاء الجسم لمدة طويلة، طلب تجميده لمئة سنة فهي كفيلة بأن تخرجه من الدائرة المميتة التي يعيش فيها، دخل إلى قبر التجميد وصبوا سائلاً ثم أغلقوه عليه، بعد مئة عام استيقظ من جموده وكأنها حلم جميل، فوجد حوله أوعية للتبريد قرأ ما عليها، فقرر أن يطلب تجميد نفسه ألف سنة أخرى في مركز آخر بعد أن غير اسمه، لقد قرأ أسماء خصومه ورسالة من أهله وأصدقائه أنهم فور علمهم بما فعل جمدوا أنفسهم لنفس المدة لأنهم لا يستطيعون الحياة بدونه.

ليست هناك تعليقات: