2013/12/31

إنهم ينقبون في "بلاغة الرواية"



إنهم ينقبون في "بلاغة الرواية"

عن مكتبة الآداب بالقاهرة صدرت الطبعة الأولى من كتاب "بلاغة الرواية" لثلاثة من النقاد الشباب، الذين عرفوا بدراساتهم الجادة طوال السنوات الخمس السابقة: د.أحمد يحيى علي، ود.أحمد عبدالعظيم محمد، ود.علاء عبدالمنعم إبراهيم. يقع الكتاب في عدد 472 صفحة من القطع المتوسط، ويعد هذا الكتاب حلقة ثانية في مشـروع نقدي ابتدأه الباحثون الثلاثة بكتاب "بلاغة القصة"، كما أفادوا في هذا الكتاب -كذلك- من كتابهم في حقل النقد الروائي: "سلطة التراث وبلاغة المتخيل". يقول المؤلفون في مقدمة هذا الكتاب: "وفي المعالجات التطبيقية التي تحتويها هذه الدراسة إشارة لطيفة إلى سمة بلاغية تضفي على وجه هذا الفن الحكائي -على وجه التحديد- شخصية تميزه؛ إنها هذه الطبيعة المرنة التي تحطم ما يمكن أن نطلق عليه جمود القانون أو المعيارية الثابتة التي يمكن القياس عليها؛ فمن خلال هذه النماذج التي تم الاستشهاد بها في داخل هذا الفضاء التأليفي نستطيع القول: إن البنية الروائية في عمومها بنية احتمالية لا تعرف قانونا شكليا ثابتا تأتي التجارب السردية المنضوية تحت هذا النوع مرضية له؛ لذا فإن ما يمكن أن نطلق عليه بلاغة التجربة الروائية هي تلك التي تنبع من خصوصية تشكيلها. إذًا فإن هذا التركيب الإضافى الساطع عبر صيغة عنوان هذا العمل "بلاغة الرواية" تتحرك بنا فى نشاط رحلى على المستوى الذهنى والوجدانى فى اتجاهات عديدة: - من المرجع بمعطياته إلى الفن بلعبة الخيال المميزة له عموما. - من الفن إلى الفن فى إطار رؤية تناصية أفقية تعرج رأسيا من الواقع إلى الفن ثم أفقيا من تجربة جمالية إلى أخوات لها. - من نسق تشكيلى له خصوصيته إلى نسق تشكيلى بخصوصية مغايرة إلى حد بعيد تفرضها سلطة، يتطلب البحث عن ملامحها اقترابا من منهجية هذه الذات المرجعية (المؤلف) وسيرتها والمؤثرات المعرفية والواقعية التى ألقت بظلالها عليها. - الحركة من القيمة الشكلية العائدة إلى الصياغة الظاهرة باتجاه القيمة الفكرية الأيديولوجية الساكنة فى الأعماق، وهذا يتطلب مطابقة/ انسجاما بين وظيفتين لمستوى القراءة: الوظيفة الواصفة المحللة التى تسلم نتاج عملها إلى وظيفة أخرى هى الوظيفة الكاشفة المؤولة التى تتولى مهمة إصدار الأحكام وصياغة النتائج. إن مصطلح البلاغة فى جوهره النابع من حضوره اللغوى والاصطلاحى يجعل من الفعل الروائى بمثابة أيقونة تحوى بداخلها ليس فقط النص الحكائى، بعناصره التى يتركب منها، وصاحبه، إنما تضيف إليه السياق المرجعى ومتعلقاته، والمتلقى، وسلطة الشكل الذى جاءت على هواه التجربة السردية فى تجليها بالنظر إلى عنوانها أمام القارئ، ولا شك فى أن هذه السلطة الأخيرة، هى فى حقيقتها، نتاج لسلطة مضمرة تنبع وتسكن فى سيرة تلك الذات المرجعية وفى وعيها الذى تتضافر فى تكوينه عوامل متنوعة متعددة متشابكة. ومن هذا العناق الذى تعبر عنه صيغة العنوان بين البلاغة والرواية، يطوف الدرس التطبيقى فى رحلته بين تجارب لذوات ذكورية وأخرى لذوات أنثوية فى إطار ما يطلق عليه (الأدب النسوى)؛ ناشدة فى النهاية ترسيخ هاتين الطبقتين اللتين يقوم عليهما عماد العمل النقدى برمته: طبقة الوصف التحليلى الظاهرى للصيغة، وطبقة التأويل الكاشف المؤسس لفضاء الدلالة".

ليست هناك تعليقات: