2013/12/19

" الطرديات في الشعر العربي"، إصدار جديد للشاعر والناقد رشيد الخديري



" الطرديات في الشعر العربي"، إصدار جديد للشاعر والناقد رشيد الخديري

عن دار النايا للنشر والتوزيع صدر للشاعر والناقد رشيد الخديري كتابه الموسوم بـ " الطرديات في الشعر العربي"، وهو محاولة لسبر أغوار هذا الفن الشعري التراثي، ونبش في مكوناته الجمالية والتعبيرية، من التقديم نقرأ:
يحتاج التريض في حدائق شعرنا العربي القديم، لأكثر من حاسة حتى نستطيع النفاذ إلى أعماقه وسبر أغواره التاريخية والجمالية، إنه شعر كوني و إنساني يضيء الدروب المعتمة، ويرفع الذات إلى مقامات الرقي والجمال، فلا عجب أن يستهوي الدارس العربي وغير العربي على الخوض في تفاصيله والنهل من معينه الذي لا ينضب، فهو مرآة تعكس شغف الأمة العربية بلغتها و انخراطها الكلي في سيرورة الآداب الإنسانية.
إن الشعر مظهر من مظاهر عبقرية الإنسان العربي، وجامع لغتها وقاموسها الغني ، المتفتح على كل جديد في المعنى والصياغة والرؤيا، ذاك أن عمر اللغة العربية يجاوز أعمار كثير من اللغات الحية، وأن ما يروى لنا من شعر عربي يمتد إلى مائة وخمسين سنة قبل الإسلام، وهاهي حتى وقتنا الراهن لغة معبرة عن انشغالات الأمة، متطورة بتطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا، فمعجم الشاعر الجاهلي ، يختلف عن معجم الشاعر الأموي أو العباسي أو المعاصر، وذلك، لعمري مثال حي على تطور اللغة، رغم اختلاف الرؤى والأزمنة والسياقات التاريخية.
وتراثنا الشعري_ ككل تراث إنساني_ تتنوع روافده و تتعدد أغراضه، فيه الخالد الباقي على كل عصر، وفيه ابن زمنه الذي لا يستطيع التحليق أبعد من سمائه، وهذا حال كل شعر، يخفت ويعلو حسب درجة الشاعرية والإبداع،فصنف الشعراء إلى أصناف، وقسم الشعر إلى معلقات و مفضليات و أصمعيات، وما إلى ذلك من سير تتناول أخبار الشعر والشعراء في مختلف الأصقاع، من هنا، انبثقت فكرة التغلغل في أعماق هذا الشعر، ومحاولة سبر أغواره السحيقة، عبر نفض الغبار عن " قصائد الطرديات "، كغرض شعري، جدير بالاهتمام والرصد.

ليست هناك تعليقات: