2013/12/17

كتّاب ومثقفون لبوابة فيتو: «أدب الطفل في ذمة الله»

كتّاب ومثقفون لبوابة فيتو: «أدب الطفل في ذمة الله»
عماد ماهر 


"أدب الطفل" قصص وحكايات وروايات، لا يستطيع أحد أن يغفل دورها في تثقيف الطفل المصري، لكن تقلصها مع رحيل نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، والتي تبنته سيدة مصر الأولى آنذاك، سوزان مبارك، يطرح علامات استفهام كثيرة.
يقول الدكتور جمال التلاوي، رئيس الهيئة العامة للكتاب السابق: إن هناك نظرة سائدة بين المثقفين يعتبرون أن أدب الطفل، من الدرجة الثانية، وهو مفهوم خاطئ، ولتعديل هذه الفكرة هناك الكثير من الإجراءات، مع العلم أن كتب الأطفال هي الأكثر مبيعا وربحا.

وأشار التلاوي إلى أن وزارة الثقافة لا تعير اهتماما لأدب الطفل، فلا توجد سوى مجلة واحدة، كما أن أدب الأطفال ليست له سلاسل محددة، بالإضافة إلى جوائز الدولة التشجيعية، التي تتبع المجلس الأعلى للثقافة، لم تحدد منها جائزة ثابتة لأدب الأطفال، إلى جانب جوائز التفوق والتقدير التي يمكن أن تمنح لكاتب الأطفال غير موجودة.

وأضاف أن هناك أخطاء شائعة في الوسط الثقافي المصري، وهو أن جيل الرواد فقط له النصيب الأكبر في تمثيل مصر في الجوائز الكبرى داخليا وخارجيا، وتساءل هل يظل هؤلاء العظماء دائما فوق الأجيال الجديدة؟ وطالب بثورة حقيقية في الثقافة عامة، وثقافة الطفل خاصة.

وأوضح أن هناك مشكلة في كُتاب الأطفال، فعدد كبير منهم لم يدرك أن ثقافة الطفل تغيرت، فتعدت مرحلة قصص السندريلا، وغيرها، بل أصبح الطفل الآن يولد فوق الكمبيوتر، وللأسف فالموضوعات وطريقة التناول ما زالتا كسابق عهدهما، ولابد أن يضع الكاتب في اعتباره أن أدب الأطفال هو الأخطر.

واستنكر التلاوي أن عددا كبيرا من الكتاب استهواهم أدب الأطفال، وهم غير مهيئين لها، خاصة أنها الأسهل والأكثر ربحا. 

فيما قال الكاتب محمود قاسم إن أدب الطفل، تراجع منذ عزل الرئيس الأسبق حسني مبارك، والذي كانت زوجته سوزان مبارك، تهتم بالطفل وتثقيفه، من خلال مهرجانات القراءة للجميع، وغيرها من الأنشطة.
وأشار قاسم إلى أن أنشطة الأطفال عموما تقلصت عقب رحيل مبارك، والتي كانت تسعى زوجته، لتنشيط وتثقيف الأطفال، وتحفيزهم، من خلال الجوائز المختلفة، حتى نادي سينما الأطفال لم يعد له دور في الفترة الحالية.
وأضاف أن القائمين على أنشطة الأطفال كانوا جادين في أعمالهم إرضاء لزوجة الرئيس، وبعد رحيلها تراخى القائمون، حتى الناشرون أنفسهم لم يعودوا يهتمون بهذا النوع من الأعمال.

وأكد أن الأطفال وكتابهم، كان عصر مبارك بالنسبة لهما هو أزهى عصورهما، حيث انتشرت الأنشطة المختلفة، لكن الآن دور النشر لا تنشر كتبهم، خاصة مع الأحداث السياسية التي طفت كثيرا على أدب الطفل، وأصبح الأطفال الآن بلا راع، ودخلوا وراء التاريخ. 

ومن جانبه قال أحمد طوسون عضو لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلي للثقافة، إنه من ناحية الإبداع هناك تقدم كبير في كتابات الأطفال، لكن على مستوى المؤسسة، فهناك تراجع كبير، وتتفوق علينا الدول العربية، فلا توجد جوائز كبيرة لأدب الطفل مثلما يحدث في الدول العربية.

وأشار طوسون إلى أن وزارة الثقافة تعاني تقلص الميزانيات وهو ما أثر بشدة على النشاط في مجال ثقافة الطفل، بالإضافة إلى الأحداث التي أعقبت ثورة يناير أثرت سلبا على ثقافة ونشاط الطفل، خاصة أطفال الشوارع الذين استخدموا لتنفيذ مخططات سياسية معينة، وهذا ما يجعلنا نقول إن الحالة السياسية لم تتح المجال لأنشطة ثقافية، كما أن المؤسسة الثقافية تحتاج للإبداع بعد تحول عملها لروتين، بسبب غياب الكوادر الجديدة.

ولفت إلى أنه بعد رحيل سوزان مبارك غاب الدعم والاهتمام بثقافة الطفل، ورغم أن العمل مع سوزان كان محصورا في مجموعة قريبة منها، لكن كان هناك دعم حقيقي لأدب الطفل، مضيفا أن الخلل يكمن في الأوضاع السياسية التي تلقى بظلالها على الثقافة أو القيادات التي شاخت، في أماكنها، فنحن نحتاج لإحلال وتجديد، واختتم قائلا: إن الوضع السياسي الحالي جعل أدب الطفل على هامش اهتمامات الدولة.
 https://www.vetogate.com/748721

ليست هناك تعليقات: