2011/10/12

أدبي الباحة وملتقى الرواية والشعر

أدبي الباحة
وملتقى الرواية والشعر
بقلم: محمّد الشدوي

لم يكن التاسع عشر من شهر شوال عاديًا للمثقفين بمنطقة الباحة؛ فقد كان شاهدًا، وسيبقى شاهدًا على تميز نادي الباحة الأدبي، الذي لم ترض إدارته إلا بالتميز، ولم تسلك إلا العمل الجماعي الذي يحقق هذه الغاية النبيلة.
كان هذا اليوم شاهدًا على إخلاص رئيس النادي الأدبي وأعضاء مجلس الإدارة على الانحياز للإبداع من خلال تلك التظاهرية الأدبية التي أقامها النادي للاحتفاء بالفائزين بجائزة نادي الباحة الأدبي للنقد، وقد فاز بمركزها الأول الدكتور عبدالرحمن المحسني، وفاز بمركزها الثالث الدكتور محمد عبدالله الشدوي. وكان لأمير المنطقة حضور رائع، فكلمته قلّما أقول عنها إنها كلمة مثقف يعي دور الثقافة كحصن من حصون المجتمع، وحضور سموه كان باعثًا ودافعًا ومحفّزًا للإبداع؛ فالكلمة التي ألقاها في الاحتفال حملت رصانة الأمير، وحصافة المسؤول، وأسلوب الأديب، ولا أستغرب ذلك. وكان لكلمته صدى لدى الشعراء القادمين إلى الباحة.
وعلى هامش الجائزة كان للشعراء موعد مع تظاهرة شعرية جمعت قرابة ستين شاعرًا من داخل الوطن وبعض الدول الشقيقة، فكان رحيق شعر الدكتور عبدالله الفيفي مفتتحًا للملتقى، وامتزج بصوفية الدكتور محمد أبو دومة (مصر)، وشذا عيسى جرابا، وصعلكة محمد مسير مباركي، وشاعرية محمد يعقوب، وعروبة أحمد بخيت، وبردونية محمد زايد الألمعي، وحسرة الدكتور عبدالله الزيد على حال شعر الفصحى.. خمسون شاعرًا وشاعرة نقشوا إبداعاتهم في وجدان المتلقي.. كل ذلك جرى في نادي الباحة الأدبي، وكأن النادي أراد أن يقول: ما زال الشعر ديوان العرب.
وشهادتي في نشاط النادي مجروحة؛ لكوني أحد أبناء المنطقة الذين يفتخرون بوجود إدارة واعية لدورها، وخاصة عندما تكون الملتقيات ضخمة بهذا الكم، وتمثل الوطن وثقافته.
ثلاثة أيام كانت شاهدة على تميز ذلك الملتقى، فرئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة أصروا على التميز، وقد تحقق لهم ما أرادوا. وقد جمعوا تحت سقف الإبداع النقاد والشعراء في تظاهرة قلّما تحدث في الوطن في زمن طغى فيه النبطي، وتمددت الرواية حتى كادت أن تقصي الفصيح من المشهد الأدبي.
كانت التظاهرة محفزة للإعلام، فحضرت الصحافة وغابت قناة الثقافة الوحيدة للوطن (القناة الثقافية)، وإن حضرت فعلى استحياء. وغاب رجال الأعمال ما عدا الشيخ شنان الزهراني، وليت في بني قومي ألف شنان، فقد تكفّل بطباعة كل ما يصدره النادي في هذا الملتقى.
انتهت التظاهرة، وبقي المنجز شاهدًا على تميز نادي الباحة الأدبي، خاصة وأنه أقام خلال عام واحد تظاهرتين ثقافيتين؛ الأولى للرواية والثانية للشعر. عمل رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة بصمت ليتحدث المنجز عن نفسه بعيدًا عن جعجة الإعلام وقلّة الطحن.

ليست هناك تعليقات: