2015/03/13

مغادرة قصة قصيرة للدكتورة سوسن أمين

مغادرة
د. سوسن أمين

جدران الحزن تستمر في الأرتفاع من حولي حتى تكاد تخنقني وتدفنني في حظيرة يأسي .. ما بين الظلمة والضوء لا شيء ..  أيام تسلمها ليالي .. فقط أريد الرحيل .. فقط أريد ان أبتعد بعض الوقت ..أن اترك لهم المكان وأمضي .. أستنهاض الأمل كل يوم يعذبني ..
كل يوم  أقود سيارتي وأذهب إلى أقرب الكباري .. فما أن أصل إلى بدايته حتى تتوقف أنفاسي وتدور الدنيا من حولي وهو دائم في تمرجحه من تحتي يمينا ويسارا هو وما عليه حتى يوشك على السقوط في الماء لا لشيء إلا لمجرد وجودي..
أحساس الموت يعتريني يبدأً من أطرافي حتى يصل إلى قلبي .. كل هذا والعقل في غلايانه المتنامي فلا يمكنني من التحكم في نفسي بل يبقي خوفٍي  في داخلي بصرخاتي المكتومة  "سوف أغرق مثله .. يارب أدركني" ..

ضربات قلبي تفقد أنتظامها وتتحرر من عقدها الأبدي وتزداد سرتعها وقوتها في سباقها المجري  يلاحقها أضطراب أنفاسى الذي يذداد صعوبة وسرعةً دقيقة وراء دقيقة  وكأنه يأمرني  "أهرب .. أهرب .. ولا تعد إلى هنا .. إنك تستطيع فلا تبالي".    العرق البارد يبلل ملابسي والقشعريرة تأخد بتلابيبي و فكرة الموت تسيطر على فتات الوعي الباقي مني  بأستحضار صورته المخيفة التي تنتظرني بأجتياز الكبري.
عشرون دقيقة أم عشرون عاما .. لا أدري .. بعدها يعود الهدوء لنفسي التي تنحو تجاه الرجوع  التدريجي وفكرة الموت تخبو وتخبو كضوء شمعة تتلاعب بها أيادي ريح عاتي ..
كانت الفاجعة كبيرة عليها أكثر منا .. فقد الأبن مرض أخر خبيث كمرضها ،غير عادل وغير عادي .. جاءت إصابتها به مؤخرا إجراء حتمي لليالي من البكاء لا تنتهي .. تذكرني دائما بالمرة الوحيدة التي تركته يمضي .. تحملني الذنب وتتمنى موتي نظراتها تعيق حياتي.
ما أن أعطي ظهري للكبري حتى أعود هذا الشخص الصحيح .. المتعافى وتلك الأعراض الذهنية والنفسية والجسدية التي تلاحقني كظلي تتلاشى فأدر محرك سيارتي وأواصل سيري بهدوء وسكينة في شوارع  جزيرتي الجميلة وأنا كلي شوقا للذهاب مباشرةً إلى المنزل بدلاً من أي مكان آخر.

في الطريق للمنزل يلح علي خاطر المغامرة والمغادرة مرة اخرى فألتف بالسيارة إلى الجهة التي توصلني إلى ثاني الكباري .. فما أن أصل إلى بدايته حتى تتوقف أنفاسي وتدور الدنيا من حولي وهو دائم في تمرجحه من تحتي يمينا ويسارا هو وما عليه حتى يوشك على السقوط في الماء لا لشيء إلا لمجرد وجودي..
 أحساس الموت يعتريني بدأً من أطرافي حتى يصل إلى قلبي .. كل هذا والعقل في غلايانه المتنامي فلا يمكنني من التحكم في نفسي بل يبقي خوفٍي  في داخلي بصرخاتي المكتومة  "سوف أغرق مثله .. يارب أدركني " .. ضربات قلبي تفقد أنتظامها وتتحرر من عقدها الأبدي وتزداد سرتعها وقوتها في سباقها المجري  يلاحقها أضطراب أنفاسى الذي يذداد صعوبة وسرعةً دقيقة وراء دقيقة  وكأنه يأمرني  "أهرب .. أهرب .. ولا تعد إلى هنا .. إنك تستطيع فلا تبالي "  . العرق البارد يبلل ملابسي  والقشعريرة تأخد بتلابيبي و فكرة الموت تسيطر على فتات الوعي الباقي مني بأستحضار صورته المخيفة التي تنتظرني بأجتياز الكبري.
عشرون دقيقة أم عشرون عاما .. لا أدري .. بعدها يعود الهدوء لنفسي التي تنحو تجاه الرجوع أدراجي وفكرة الموت تخبو وتخبو كضوء شمعة تتلاعب بها أيادي ريح عاتي ..
أجمع الأطباء أن الحادثة هي سبب شلله الكلي .. أصبح بعد موته دائما غير واعي..  أمام الحافلة وقف مذهولا بعد رؤيه وجهه في زجاجها الأمامي ..أطاحت به على أحد الأرصفه.. التجمع الدموي بالمخ كان من الصعوبة بحيث أن الوصول إليه  كان مستحيلا .. يحملني الذنب ويتمنى موتي .. نظراته تعيق حياتي .
ما أن أعطي ظهري للكبري حتى أعود هذا الشخص الصحيح.. المتعافى  وتلك الأعراض الذهنية والنفسية والجسدية التي تلاحقني كظلي تتلاشى فأدر محرك سيارتي وأواصل سيري بهدوء وسكينة في شوارع  جزيرتي الجميلة وأنا كلي شوقا للذهاب مباشرةً إلى المنزل بدلاً من أي مكان آخر.
في الطريق للمنزل يلح علي خاطر المغامرة والمغادرة فألتف بالسيارة إلى الجهة التي توصلني إلى ثالث الكباري .. فما أن أصل إلى بدايته حتى تتوقف أنفاسي وتدور الدنيا من حولي وهو دائم في تمرجحه من تحتي يمينا ويسارا هو وما عليه حتى يوشك على السقوط في الماء لا لشيء إلا لمجرد وجودي..
أحساس الموت يعتريني بدأً من أطرافي حتى يصل إلى قلبي .. كل هذا والعقل في غلايانه المتنامي فلا يمكنني من التحكم في نفسي بل يبقي خوفٍي  في داخلي بصرخاتي المكتومة  "سوف أغرق مثله  .. يارب أدركني " .. ضربات قلبي تفقد أنتظامها وتتحرر من عقدها الأبدي وتزداد سرتعها وقوتها في سباقها المجري  يلاحقها أضطراب أنفاسى الذي يذداد صعوبة وسرعةً دقيقة وراء دقيقة  وكأنه يأمرني  "أهرب .. أهرب .. ولا تعد إلى هنا .. إنك تستطيع فلا تبالي "  ..
العرق البارد يبلل ملابسي  والقشعريرة تأخد بتلابيبي و فكرة الموت تسيطر على فتات الوعي الباقي مني  بأستحضار صورته المخيفة التي تنتظرني بأجتياز الكبري.
عشرون دقيقة أم عشرون عاما .. لا أدري .. بعدها يعود الهدوء لنفسي التي تنحو تجاه الرجوع أدراجي وفكرة الموت تخبو وتخبو كضوء شمعة تتلاعب بها أيادي ريح عاتي ..
نوبات الهياج العصبي التي تجتاحها تذداد شيئا فشيئا خاصا بعد رحيله  .. حالة من الهلاوس والإرتياب والذهان تنتابها تصاحبها إلى حافة الجنون.. عشت أتمنى طفلا .. عدم رغبتها في الحياة معي بعد موته أكدت لي ظنوني .. تحملني الذنب وتتمنى موتي نظراتها تعيق حياتي.
ما أن أعطي ظهري للكبري حتى أعود هذا الشخص الصحيح .. المتعافى  وتلك الأعراض الذهنية والنفسية والجسدية التي تلاحقني كظلي تتلاشى فأدر محرك سيارتي وأواصل سيري بهدوء وسكينة في شوارع  جزيرتي الجميلة وأنا كلي شوقا للذهاب مباشرةً إلى المنزل بدلاً من أي مكان آخر.

يتشبث ثالوث حياتي بثالوث تدميري اليومي .. والثلاثة متأمرين مع ثالوث محاولاتي .. لاشك في هذا .. إذ ما الذي حدث لي في يوم وليلة جعلني على ما أنا عليه.. كل شيء يدمر أعصابي .. يفتت عظامي .. جميعهم .. ما الذي يريدونه مني .. كلهم متأمرين لمنعي .
ما ينتابني يحدث لي فجأة دون أي مقدمات أو إشارة .. وهذا ما يجعله مخيفا ودراميا بشكل غير عادي .. أكبر مخاوفي أن يفاجئني وأنا لست وحدي فينكشف أمري ..ماذا سيقولوا عني .. أستاذ العمارة الذي يعتني بأستقامة المباني من المنظور العلمي والأنساني لا يستقيم عقله لثواني هي مدة تمكنه من عبور أي من تلك الكباري. العجيب أن الجميع مصر على استبقائي إلا التي تحيرني بجرأتها بتدخلها في حياتي  ودائما ما تناشدني التخلص منهم ومن الماضي ..


ليست هناك تعليقات: