2015/03/29

"حسن عبد الله القرشي" لأحمد إبراهيم العلاونة

"حسن عبد الله القرشي"
لأحمد إبراهيم العلاونة
 
 
صدر عن دار نعمان للثَّقافة في لبنان كتابٌ بعنوان "حسن عبد الله القرشي – دراساتٌ وببلوغرافيا" للكاتب الأردنيّ أحمد إبراهيم العلاونة.
ويتناولُ الكتابُ الأنيقُ سيرةَ القرشيّ، الشَّاعر والكاتب والقاصِّ السّعوديّ (1926-2004)، الذي نشأ يتيمًا، وتخرَّج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض عام 1964م، وعمل في عدة وظائف بوزارتَي المالية والإعلام، ثم عيِّن وزيرًا مفوضًا في وزارة الخارجية، فسفيرًا في السودان (1981)، ففي موريتانيا (1984)، وعاد إلى ديوان وزارة الخارجية سفيرًا فيه، إلى أنْ أُحيل على التقاعد، فتفرَّغ لأعماله الأدبية، وعيّن مستشارًا للأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز، الرئيس العام لرعاية الشباب. وجمع القرشيّ مكتبة ضخمة ضمَّت نحو عشرة آلاف كتاب، لا يكاد ينقصها ديوان شعر قديم أو حديث، واتصل بكبار الأدباء والشعراء العرب، وعقد صداقات معهم، وانتُخب عضوًا بمجامع اللغة العربية بالقاهرة ودمشق وعمَّان.
وأمَّا شعرُه، يقولُ العلاونة، فتضمَّن مختلف الأغراض ما بين دينية ووطنية واجتماعية وغزلية، وتنوعت قصائده ما بين القصيدة ذات الستة أبيات، والمطوَّلة التي تزيد عن مئة بيت. وكان بديع الإلقاء، وهو ممَّن ملك ناصيتَي الشعر والنثر، فإذا أرسل خواطره نثرًا فهو الشعر مصوغًا في قالب نثري.
وللقرشيّ أعمالٌ كثيرةٌ توزَّعت بين الشِّعر: البسمات الملونة (1947)، مواكب الذكريات (1951)، الأمس الضائع (1957)، سوزان (1963)، ألحان منتحرة (1964)، النغم الأزرق (1966)، بحيرة العطش (1967)، فلسطين وكبرياء الجرح (1970)، لن يضيع الغد (1970)، نداء الدماء (1970)، زحام الأشواق (1972)، عندما تحترق القناديل (1974)، زخارف فوق أطلال عصر المجون (1979)، رحيل القوافل الضالَّة (1983)، أطياف من رماد الغربة (1990)، عندما يترجَّل الفرسان (1994)، المشي على سطح الماء (1994)، ستائر المطر (1997)، رباعيَّات (2009)، الصّراخ في مدن النحاس (2013)، والديوانان الأخيران طبعتهما ابنتُه الدكتوره ليلى بعد وفاته خوفًا من ضياعهما.
        وأمَّا في القصَص والأدب فللقرشيّ: أنَّات الساقية (1956)، فارس بني عبس (1957)، شوك وورد (1958)، أنا والناس (1965)، تجربتي الشعرية (1972)، أصداء من الماضي (1994)، عرفت هؤلاء - لمحاتٌ من وعي الذاكرة (2007)، والكتابُ الأخيرُ طبعته أيضًا ابنتُه الدكتوره ليلى بعد وفاته خوفًا من ضياعه.
        وثمَّة كتبٌ كثيرةٌ خاصَّةٌ بالقرشيّ في آثار الدَّارسين، منها أطروحة دكتوراه (لِيَحيى أحمد الزهراني) وثلاث رسالات ماجستير (لِكلٍّ من مُنيرة عبد الله السدراني وعبد الرحيم علي حسانين وحنان بنت عبد الله الغامدي)، وأعمالٌ للباحثين الآتي ذكرُهم: صلاح عدس، والدكتور عبد العزيز شرف، وحسن فتح الباب، وأحمد الجدع، والدكتور ياسين الأيوبي، وجمال عبد الحي أحمد، وخالد محمد مصطفى، والدكتور عبد العزيز شرف، والدكتور أحمد فراج، والدكتور عبد العزيز شرف، والدكتوره ليلى حسن القرشي، ومحمد رضوان، والدكتور عبد العزيز الدسوقي، والدكتور عبد العزيز شرف؛ بالإضافة إلى دراسات عامَّة كثيرة تناولَته مع آخرين.
        ويجدُ أحمد العلاونة أن القرشيَّ هو أحد كبار شعراء السعودية في العصر الحديث إلى جانب: أحمد إبراهيم الغزاوي، ومحمد حسن فقي، وعبد الله بن خميس، وغازي القصيبي. ويقول: "أُعجبت بشعره عندما قرأت قصيدته "في آفاق لغة الوحي" المنشورة في مجلة العرب (آب وأيلول 1990)، ومطلعُها:
هفـا النَّجمُ يعنـو لأعتابها    وغنَّى الزمــانُ على بابها
ودان لها المجدُ وهو العصيُّ     وأرخى العنـانَ لِخُطَّـابها
        ويُردف: "تناوله كثيرٌ من الباحثين في دراسات خاصة وعامة، فيها الممتاز، وفيها الجيِّد، وفيها العادي، وفيها المتحامل، وفيها المجامل. ولأنِّي أحببت القرشي وشعره، أحببت أنْ أصطفي أربع دراسات جادَّة وعميقة تناولت شعره، ليس فيها مجاملةٌ ولا تحاملٌ ولا غلوٌ، وأنْ أجمعها في كتاب، يسبقها فصلٌ في سيرته، وفصلٌ آخر يضمُّ قائمة ببلوغرافية لكتبه، وما كُتب عنه في الكتب والمجلات والصحف... وأمَّا الدراسة الأولى فهي للدكتور بدوي طبانة، في كتابه "من أعلام الشعر السعودي المعاصر"؛ وأمَّا الدراسة الثانية فهي للدكتور أحمد الحوفي، نشرها في مجلة الأديب (حزيران 1970)؛ وأمَّا الدراسة الثالثة فهي للدكتور محمد العيد الخطراوي، في كتابه "شعراء من أرض عبقر"؛ وأمَّا الدراسة الرابعة فهي للدكتور عبد الله سليم الرشيد، في "قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية".
        هذا، وأحمد العلاونة باحثٌ أردنيٌّ في الدراسات التاريخية والأدبية، خصوصًا الشخصيات. له أكثر من عشرين كتابًا مطبوعًا، منها "ذيل الأعلام" في أربعة مجلدات، و"التذييل والاستدراك على معجم المؤلفين"، و"نظرات في كتاب الأعلام"، و"خير الدين الزركلي"، و"معجم الأسماء المتساوية بين الرجال والنساء"، و"معجم صور الشعراء بكلماتهم"، و"في الكتاب وأحواله".

ليست هناك تعليقات: