2016/11/16

«السهو والخطأ».. أحدث مؤلفات حسن عبدالموجود القصصية

«السهو والخطأ».. أحدث مؤلفات حسن عبدالموجود القصصية

أصدر حديثًا، الكاتب والروائى حسن عبدالموجود، مجموعته القصصية الجديدة "السهو والخطأ"، ضمن مطبوعات دار "الكتب خان" للنشر والتوزيع.

وقدمت الناشرة كرم يوسف الكتاب بالتأكيد على أن حسن عبدالموجود فى كتابه القصص الأحدث، يبرع فى تشييد عالمٍ سردى اختُبرت عناصره بأشد الطرائق الفنية رهافةً وحدّة. نصًا تلو الآخر، ينهض الفرد، وحيدًا وأعزل، على أنقاض صورةٍ ثقيلة يتركها الوجود على حائطه. صورة زائفة فى الغالب لا سبيل لمقاومتها سوى بصورتها الضد، حيث عالم افتراضى يدفع به الفرد مدعومًا بالسلاح الوحيد الذى يلائم أعزل: السخرية التى تطفو بثقل الواقع نحو خفة حلم اليقظة. بهذه الطريقة فقط، يمكن للطرافة أن تصير وجهًا فنيًا للكابوس، وهو ما تجسده النصوص الـ15 التى ينتظمها "السهو والخطأ".

وقالت إن هذه قصص تقتات على أطراف المدينة أو أمكنتها التى تلائم العابرين. الضواحى البعيدة، أماكن العمل الضيقة المقبضة، الشقق المتاحة للغرباء، والبارات المنسية هى الأمكنة الأثيرة هنا، حيث العزلة أكيدة، ولا فارق كبير بين بيت وشارع، أو غرفة ومقبرة. ثمة دائمًا بطل ترك بطولته فى مكان ما، ولم يعد يملك سوى التأكد من أنه ما يزال موجودًا، بتمرين يائس على رفع اليد أو محاولة عبثية لتمييز زوجته بين أختين متطابقتين أو حتى بمجرد التأكد من أن جاره شخص حقيقى. فى جميع الأحوال ستطل الغرابة برأسها من أشد اللحظات عمومية: هكذا يتقاطع وقوع كلب من شرفة منزلية، مع سقوط سرب سيارات على المارة من فوق "كوبرى السيدة"، مثلما يرجّع احتضار شجرة.. صدى  صرخة قطيع غربان.

ومجددًا، يبرع صاحب "ساق وحيدة" فى استخدام شديد الخصوصية للغة، حيث تجيد اللغة التواصلية، وقد نُزعت عنها تعقيدات البلاغة الفائضة، اختراق السطوح الظاهرية للمشاهد، لتحول فعل السرد إلى فعل استبطان، مدعوم بطاقةٍ إيحائية توظف اللغة السردية أقص إمكاناتها، كاشفةً فى الأخير عن تعقيد الذات الإنسانية وهى تواجه ضجيج العالم بأعمق طرق المقاومة: تحويل الوجود لمشهد لا وجود له إلا فى مخيلة صاحبه، وحيث "صورنا فى المرآة ليست متطابقة تمامًا".

حسن عبد الموجود كاتب مصرى مواليد نجع حمادى 76، حصل على ليسانس الآداب والتربية جامعة جنوب الوادى 98، له روايتان هما "عين القط" و"ناصية باتا"، ومجموعتان "ساق وحيدة" و"السهو والخطأ"، وقد حصل على جائزة ساويرس 2005 فى الرواية عن "عين القط" التى تُرجمت أيضًا عن دار "لسان فيرلاج" بسويسرا إلى الألمانية، كما حصل على جائزة دبى للصحافة الثقافية 2003.

ليست هناك تعليقات: