«جويدة» يكشف لـ«المصري اليوم» وقائع استبعاده من المجلس الأعلي للثقافة:
فاروق حسني أبلغني بخبر ترشيحي.. ومسؤول في المجلس أكد لي نفس الكلام
كتب أحمد شلبي ٢٧/٦/٢٠٠٨
بعيدا عن نفي أو تأكيد الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة، واقعة استبعاد الشاعر فاروق جويدة من المجلس الأعلي للثقافة، تحدثنا مع «جويدة» ليكشف لنا من وجهة نظره عن الأسباب الحقيقية للاستبعاد.. هل كلماته عن مافيا الأراضي وإهدار ثروة الشعب المصري، كانت السبب، أم أن علاقات ومصالح شخصية تدخلت؟!
* كيف تأكدت من قرار ترشيحك للمجلس الأعلي للثقافة خلفا للدكتورة فاطمة موسي؟
- منذ ٣ أشهر كان الوزير الفنان فاروق حسني يتحدث معي حول إحدي مقالاتي صباح يوم الجمعة، وقال لي إنه أرسل قرارا بترشيحي في المجلس الأعلي للثقافة إلي الدكتور أحمد نظيف خلفا للدكتورة فاطمة موسي، فشكرت الوزير، واعتبرت ذلك تكريما لشخصي المتواضع، وانتهي الأمر عند هذا الحد.
* هل رد مجلس الوزراء علي قرار ترشيحك؟
- بعد فترة من هذا الحوار مع الوزير حسني، كنت أتحدث مع أحد كبار المسؤولين بالمجلس الأعلي للثقافة، وسألته عن هذا الخطاب، فقال لي إنه بالفعل تم إرسال قرار ترشيحي إلي مجلس الوزراء، ولكن للأسف الشديد لم يأت الرد.
* هل حاولت البحث عن سبب يفسر عدم الرد علي قرار ترشيحك؟
- أنا شخصيا تعجبت من هذا التأجيل أو الرفض الصامت، أو التجاهل المتعمد، لأن الحال بقي علي ذلك ٣ أشهر كاملة، فلم يوقع رئيس الوزراء قرار ضمي إلي المجلس، وليس من الطبيعي أن يمكث خطاب من وزير لمدة ٣ أشهر في مكتب رئيس الوزراء.
* لماذا لم تستفسر من الوزير عن سبب الرفض؟
- قبل التصويت علي جوائز الدولة يوم الاثنين الماضي، كنت أتحدث مع فاروق حسني قبل الاجتماع بأربعة أيام، ولأن داخلي هواجس من موقف رئيس الوزراء طوال ٣ أشهر، سألت الوزير: ماذا حدث بشأن خطاب الترشيح الأول، فقال لي «الرد لم يأت من رئيس الحكومة، وأرسلت خطابا آخر بتجديد الترشيح»، وقبل التصويت بيوم واحد اتصلت بمصدر مسؤول في المجلس الأعلي للثقافة، فقال لي «خطاب رئيس الوزراء ضم ثلاثة أسماء هم: علي الدين هلال وصبري الشبراوي وعلي رضوان»، علي الرغم من أن الدكتور رضوان لم يكن مرشحا من قبل وزارة الثقافة.
* ماذا فهمت من هذا الكلام؟
- أدركت أن الموضوع انتهي وأنه تم استبعادي لأسباب غير معروفة.
* تردد أن الدكتور نظيف كان وراء قرار الاستبعاد.. فما رأيك في ذلك؟
- أنا شخصيا التقيت الدكتور نظيف ودار بيننا حديث طويل منذ أكثر من ٣ أشهر، ولم يصلني أي انطباع، وليس بيني وبين الرجل أي خصومة.
* هل مقالاتك عن بيع أراضي الدولة كانت سببا في الاستبعاد؟
- أنا لم أتحدث عن شخص الدكتور نظيف في كل ما كتبت، ولكنني تناولت قضايا مافيا الأراضي، ودور الحكومة في إهدار ثروة الشعب وبيع أصول الوطن، وتحدثت عن شركات ثم بيع أراضيها لتقام عليها العمارات وبيعت مصانعها في أسواق الخردة مثل شركة المراجل التجارية علي نيل المعادي، أو أراضي شركة النحاس بالإسكندرية.
وتحدثت عن أراضي العياط و٣٦ ألف فدان باعتها الحكومة لشركة كويتية بسعر ٢٠٠ جنيه للفدان، وتحدثت عن منتجعات الطريق الصحراوي، وقلت إن كارثة الأراضي هي أكبر جريمة في حق هذا الشعب، وطالبت بفتح هذا الملف، وهذا الزواج الباطل بين السلطة ورأس المال، وأن الحكومة يديرها الآن مجموعة من رجال الأعمال يصدرون القوانين ويحصلون علي الأراضي بلا مقابل، ويضاربون في سوق العقارات، وأن المسؤولين في الدولة متورطون في ذلك، وطالبت بإعادة الأراضي لأصحابها وهم الشعب المصري.
* ألا تعتقد أن هذا الكلام كفيل بغضب رئيس الحكومة منك واستبعادك؟
- أنا كتبت عن قضايا تخص الوطن والأمة، فلم أتعرض لشخص رئيس الحكومة، وإن كنت قد اقتربت كثيرا من سلوكيات بعض كبار المسؤولين. والحقيقة أن هذا الخلط بين قضايا الوطن وهمومه ومشاكله واهتماماته، وبين مواقف الأشخاص هو أسوأ ما يهدد حاضر مصر الآن ومستقبلها.
* هل تعتقد أن القضية تحولت إلي قضية شخصية بينك وبين كبار المسؤولين بالحكومة؟
- الذين حصلوا علي الأراضي دون وجه حق، حصلوا عليها لأسباب شخصية وعلاقات شخصية، والذين وصلوا إلي المناصب اغتصبوها لأسباب شخصية، والذين استبعدوا من العمل العام رغم تاريخهم وكفاءتهم استبعدوا لأسباب شخصية، والذين اعتدت عليهم الدولة سواء في حقوقهم أو كرامتهم، اعتدت لأسباب شخصية، فهل تتصورون أن يلقي بالدكتور عبدالوهاب المسيري في صحراء مدينة نصر مع زوجته لأنه خرج في مظاهرة أو أن يعاقب فاروق جويدة لأنه يدعو للحوار، المشكلة في مصر الآن أننا أصبحنا تحكمنا العلاقات الشخصية، ولا يحكمنا القانون والدستور وحكومة الشعب، فالحكومة عندما تعاقب شخصا مثل فاروق جويدة، وهو واحد ممن يؤمنون بأبعاد الحوار والرأي الآخر والنقد البناء، فهي تدمر آخر ما بقي من منظومة القيم في هذا المجتمع، القضية ليست عضوية مجلس، ولكنها قضية فهم خاطئ لحدود العلاقة بين السلطة والصحافة، أدبية الرأي والرأي الآخر.
* هل يمثل قرار استبعاد «جويدة» من المجلس الأعلي للثقافة خسارة له؟
- رغم تقديري الشديد للمجلس الأعلي للثقافة وتقديري لأعضائه الذين أعتز بهم جميعا، فإن هذا المجلس لن يضيف شيئا لتاريخي المتواضع، ولم أطلب الانضمام، ولكن وزير الثقافة هو الذي أبلغني بذلك وهنأني قبل أن يصدر القرار، ولهذا تعجبت كثيرا من تأجيل إصدار القرار ٣ أشهر كاملة، رغم إلغاء الأمر بكامله قبل اجتماع المجلس الأعلي للثقافة الأسبوع الماضي.
بعيدا عن نفي أو تأكيد الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة، واقعة استبعاد الشاعر فاروق جويدة من المجلس الأعلي للثقافة، تحدثنا مع «جويدة» ليكشف لنا من وجهة نظره عن الأسباب الحقيقية للاستبعاد.. هل كلماته عن مافيا الأراضي وإهدار ثروة الشعب المصري، كانت السبب، أم أن علاقات ومصالح شخصية تدخلت؟!
* كيف تأكدت من قرار ترشيحك للمجلس الأعلي للثقافة خلفا للدكتورة فاطمة موسي؟
- منذ ٣ أشهر كان الوزير الفنان فاروق حسني يتحدث معي حول إحدي مقالاتي صباح يوم الجمعة، وقال لي إنه أرسل قرارا بترشيحي في المجلس الأعلي للثقافة إلي الدكتور أحمد نظيف خلفا للدكتورة فاطمة موسي، فشكرت الوزير، واعتبرت ذلك تكريما لشخصي المتواضع، وانتهي الأمر عند هذا الحد.
* هل رد مجلس الوزراء علي قرار ترشيحك؟
- بعد فترة من هذا الحوار مع الوزير حسني، كنت أتحدث مع أحد كبار المسؤولين بالمجلس الأعلي للثقافة، وسألته عن هذا الخطاب، فقال لي إنه بالفعل تم إرسال قرار ترشيحي إلي مجلس الوزراء، ولكن للأسف الشديد لم يأت الرد.
* هل حاولت البحث عن سبب يفسر عدم الرد علي قرار ترشيحك؟
- أنا شخصيا تعجبت من هذا التأجيل أو الرفض الصامت، أو التجاهل المتعمد، لأن الحال بقي علي ذلك ٣ أشهر كاملة، فلم يوقع رئيس الوزراء قرار ضمي إلي المجلس، وليس من الطبيعي أن يمكث خطاب من وزير لمدة ٣ أشهر في مكتب رئيس الوزراء.
* لماذا لم تستفسر من الوزير عن سبب الرفض؟
- قبل التصويت علي جوائز الدولة يوم الاثنين الماضي، كنت أتحدث مع فاروق حسني قبل الاجتماع بأربعة أيام، ولأن داخلي هواجس من موقف رئيس الوزراء طوال ٣ أشهر، سألت الوزير: ماذا حدث بشأن خطاب الترشيح الأول، فقال لي «الرد لم يأت من رئيس الحكومة، وأرسلت خطابا آخر بتجديد الترشيح»، وقبل التصويت بيوم واحد اتصلت بمصدر مسؤول في المجلس الأعلي للثقافة، فقال لي «خطاب رئيس الوزراء ضم ثلاثة أسماء هم: علي الدين هلال وصبري الشبراوي وعلي رضوان»، علي الرغم من أن الدكتور رضوان لم يكن مرشحا من قبل وزارة الثقافة.
* ماذا فهمت من هذا الكلام؟
- أدركت أن الموضوع انتهي وأنه تم استبعادي لأسباب غير معروفة.
* تردد أن الدكتور نظيف كان وراء قرار الاستبعاد.. فما رأيك في ذلك؟
- أنا شخصيا التقيت الدكتور نظيف ودار بيننا حديث طويل منذ أكثر من ٣ أشهر، ولم يصلني أي انطباع، وليس بيني وبين الرجل أي خصومة.
* هل مقالاتك عن بيع أراضي الدولة كانت سببا في الاستبعاد؟
- أنا لم أتحدث عن شخص الدكتور نظيف في كل ما كتبت، ولكنني تناولت قضايا مافيا الأراضي، ودور الحكومة في إهدار ثروة الشعب وبيع أصول الوطن، وتحدثت عن شركات ثم بيع أراضيها لتقام عليها العمارات وبيعت مصانعها في أسواق الخردة مثل شركة المراجل التجارية علي نيل المعادي، أو أراضي شركة النحاس بالإسكندرية.
وتحدثت عن أراضي العياط و٣٦ ألف فدان باعتها الحكومة لشركة كويتية بسعر ٢٠٠ جنيه للفدان، وتحدثت عن منتجعات الطريق الصحراوي، وقلت إن كارثة الأراضي هي أكبر جريمة في حق هذا الشعب، وطالبت بفتح هذا الملف، وهذا الزواج الباطل بين السلطة ورأس المال، وأن الحكومة يديرها الآن مجموعة من رجال الأعمال يصدرون القوانين ويحصلون علي الأراضي بلا مقابل، ويضاربون في سوق العقارات، وأن المسؤولين في الدولة متورطون في ذلك، وطالبت بإعادة الأراضي لأصحابها وهم الشعب المصري.
* ألا تعتقد أن هذا الكلام كفيل بغضب رئيس الحكومة منك واستبعادك؟
- أنا كتبت عن قضايا تخص الوطن والأمة، فلم أتعرض لشخص رئيس الحكومة، وإن كنت قد اقتربت كثيرا من سلوكيات بعض كبار المسؤولين. والحقيقة أن هذا الخلط بين قضايا الوطن وهمومه ومشاكله واهتماماته، وبين مواقف الأشخاص هو أسوأ ما يهدد حاضر مصر الآن ومستقبلها.
* هل تعتقد أن القضية تحولت إلي قضية شخصية بينك وبين كبار المسؤولين بالحكومة؟
- الذين حصلوا علي الأراضي دون وجه حق، حصلوا عليها لأسباب شخصية وعلاقات شخصية، والذين وصلوا إلي المناصب اغتصبوها لأسباب شخصية، والذين استبعدوا من العمل العام رغم تاريخهم وكفاءتهم استبعدوا لأسباب شخصية، والذين اعتدت عليهم الدولة سواء في حقوقهم أو كرامتهم، اعتدت لأسباب شخصية، فهل تتصورون أن يلقي بالدكتور عبدالوهاب المسيري في صحراء مدينة نصر مع زوجته لأنه خرج في مظاهرة أو أن يعاقب فاروق جويدة لأنه يدعو للحوار، المشكلة في مصر الآن أننا أصبحنا تحكمنا العلاقات الشخصية، ولا يحكمنا القانون والدستور وحكومة الشعب، فالحكومة عندما تعاقب شخصا مثل فاروق جويدة، وهو واحد ممن يؤمنون بأبعاد الحوار والرأي الآخر والنقد البناء، فهي تدمر آخر ما بقي من منظومة القيم في هذا المجتمع، القضية ليست عضوية مجلس، ولكنها قضية فهم خاطئ لحدود العلاقة بين السلطة والصحافة، أدبية الرأي والرأي الآخر.
* هل يمثل قرار استبعاد «جويدة» من المجلس الأعلي للثقافة خسارة له؟
- رغم تقديري الشديد للمجلس الأعلي للثقافة وتقديري لأعضائه الذين أعتز بهم جميعا، فإن هذا المجلس لن يضيف شيئا لتاريخي المتواضع، ولم أطلب الانضمام، ولكن وزير الثقافة هو الذي أبلغني بذلك وهنأني قبل أن يصدر القرار، ولهذا تعجبت كثيرا من تأجيل إصدار القرار ٣ أشهر كاملة، رغم إلغاء الأمر بكامله قبل اجتماع المجلس الأعلي للثقافة الأسبوع الماضي.
نقلا عن المصري اليوم
فاروق حسني حاول تبرئة «نظيف» من استبعاد «جويدة»
ثم اعترف: «طلبت ترشيحه ولم يردوا»
كتب فتحية الدخاخني ٢٧/٦/٢٠٠٨
أثار انفراد «المصري اليوم» أمس باستبعاد اسم الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة من عضوية المجلس الأعلي للثقافة ردود فعل واسعة، حيث شهد مقر مجلس الوزراء ارتباكا واضحا منذ صباح أمس، وعقد فاروق حسني، وزير الثقافة، مؤتمراً صحفياً ظهر أمس، دافع خلاله عن د. أحمد نظيف، رئيس الوزراء.
كان الخبر الذي نشرت الجريدة تفاصيله، علي صفحتها الأولي أمس، قد أحدث غضباً في الأوساط الثقافية، كما بثته محطات تليفزيونية عديدة مساء أمس الأول، نقلاً عن «المصري اليوم»، ومنها برنامج «الحياة اليوم» الذي يذاع علي شاشة قناة «الحياة»، كما استهل المذيع البارز عمرو أديب برنامجه «القاهرة اليوم» بنقاش ساخن حول الخبر، نقلاً عن الصحيفة.
وقال فاروق حسني في المؤتمر : «رئيس الوزراء بعيد كل البعد عن موضوع الشاعر فاروق جويدة، ولو كان هناك خطأ فهو خطئي أنا، لأنني أبلغت جويدة أننا (نفكر في اختياره عضواً في المجلس الأعلي للثقافة)».
وزعم الوزير أن ما نشرته «المصري اليوم» كلام محرف تماما، لكنه عاد واعترف: «اتصلت منذ شهور طويلة بفاروق جويدة، وأخبرته أنني أنوي تعيينه في المجلس، وقد طلبت ترشيحه مرة واحدة وليس مرتين»، وأضاف: «إن مجلس الوزراء لم يقبل ولم يرفض ترشيح جويدة، وهذا الموضوع شأنه شأن موضوعات كثيرة لا يأتي فيها رد، وتحتاج إلي تذكير من جانبي».
وأشار الوزير إلي أنه كان ينوي ترشيح جويدة مرة أخري قبل انعقاد المجلس الأعلي للثقافة بأربعة أيام، لكنه وهو يتصفح أسماء المرشحين لجوائز مبارك وجد اسم جويدة بينهم، فعدل عن ترشيحه لعضوية المجلس، ورأي أن يتم تأجيله لمرة مقبلة، ورشح كلاً من الدكتور علي رضوان، والدكتور علي الدين هلال، والدكتور صبري الشبراوي.
وردا علي سؤال لـ«المصري اليوم» حول ترشيحه لرضوان، رغم أنه مرشح لجائزة مبارك، قال حسني: «عدم فوز جويدة بالجائزة أمر مختلف»، فسألته الصحيفة مرة أخري: ولكن جويدة لم يحصل علي جائزة مبارك أيضا؟.. فلم يعلق.
وقال حسني: «كان من المفترض أن أسأل جويدة هل تفضل عضوية المجلس أم جائزة مبارك، ولكنني توقعت أنه سيفضل الجائزة».
أثار انفراد «المصري اليوم» أمس باستبعاد اسم الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة من عضوية المجلس الأعلي للثقافة ردود فعل واسعة، حيث شهد مقر مجلس الوزراء ارتباكا واضحا منذ صباح أمس، وعقد فاروق حسني، وزير الثقافة، مؤتمراً صحفياً ظهر أمس، دافع خلاله عن د. أحمد نظيف، رئيس الوزراء.
كان الخبر الذي نشرت الجريدة تفاصيله، علي صفحتها الأولي أمس، قد أحدث غضباً في الأوساط الثقافية، كما بثته محطات تليفزيونية عديدة مساء أمس الأول، نقلاً عن «المصري اليوم»، ومنها برنامج «الحياة اليوم» الذي يذاع علي شاشة قناة «الحياة»، كما استهل المذيع البارز عمرو أديب برنامجه «القاهرة اليوم» بنقاش ساخن حول الخبر، نقلاً عن الصحيفة.
وقال فاروق حسني في المؤتمر : «رئيس الوزراء بعيد كل البعد عن موضوع الشاعر فاروق جويدة، ولو كان هناك خطأ فهو خطئي أنا، لأنني أبلغت جويدة أننا (نفكر في اختياره عضواً في المجلس الأعلي للثقافة)».
وزعم الوزير أن ما نشرته «المصري اليوم» كلام محرف تماما، لكنه عاد واعترف: «اتصلت منذ شهور طويلة بفاروق جويدة، وأخبرته أنني أنوي تعيينه في المجلس، وقد طلبت ترشيحه مرة واحدة وليس مرتين»، وأضاف: «إن مجلس الوزراء لم يقبل ولم يرفض ترشيح جويدة، وهذا الموضوع شأنه شأن موضوعات كثيرة لا يأتي فيها رد، وتحتاج إلي تذكير من جانبي».
وأشار الوزير إلي أنه كان ينوي ترشيح جويدة مرة أخري قبل انعقاد المجلس الأعلي للثقافة بأربعة أيام، لكنه وهو يتصفح أسماء المرشحين لجوائز مبارك وجد اسم جويدة بينهم، فعدل عن ترشيحه لعضوية المجلس، ورأي أن يتم تأجيله لمرة مقبلة، ورشح كلاً من الدكتور علي رضوان، والدكتور علي الدين هلال، والدكتور صبري الشبراوي.
وردا علي سؤال لـ«المصري اليوم» حول ترشيحه لرضوان، رغم أنه مرشح لجائزة مبارك، قال حسني: «عدم فوز جويدة بالجائزة أمر مختلف»، فسألته الصحيفة مرة أخري: ولكن جويدة لم يحصل علي جائزة مبارك أيضا؟.. فلم يعلق.
وقال حسني: «كان من المفترض أن أسأل جويدة هل تفضل عضوية المجلس أم جائزة مبارك، ولكنني توقعت أنه سيفضل الجائزة».
نقلا عن المصري اليوم
هذه بلاد لم تعد كبلادي
فاروق جويدة
كم عشتُ أسألُ: أين وجهُ بلادي
أين النخيلُ وأين دفءُ الوادي
لاشيء يبدو في السَّمَاءِ أمامنا
غيرُ الظلام ِوصورةِ الجلاد
هو لا يغيبُ عن العيون ِكأنه
قدرٌٌ .. كيوم ِ البعثِ والميلادِ
قَدْ عِشْتُ أصْرُخُ بَينَكُمْ وأنَادي
أبْنِي قُصُورًا مِنْ تِلال ِ رَمَادِ
أهْفُو لأرْض ٍلا تُسَاومُ فَرْحَتِي
لا تَسْتِبيحُ كَرَامَتِي .. وَعِنَادِي
أشْتَاقُ أطْفَالا ً كَحَبَّاتِ النَّدَي
يتَرَاقصُونَ مَعَ الصَّبَاح ِالنَّادِي
أهْفُو لأيَّام ٍتَوَارَي سِحْرُهَا
صَخَبِ الجِيادِ.. وَفرْحَةِ الأعْيادِ
اشْتَقْتُ يوْمًا أنْ تَعُودَ بِلادِي
غابَتْ وَغِبْنَا .. وَانْتهَتْ ببعَادِي
فِي كُلِّ نَجْم ٍ ضَلَّ حُلٌْم ضَائِع ٌ
وَسَحَابَة ٌ لَبسَتْ ثيَابَ حِدَادِ
وَعَلَي الْمَدَي أسْرَابُ طَير ٍرَاحِل ٍ
نَسِي الغِنَاءَ فصَارَ سِْربَ جَرَادِ
هَذِي بِلادٌ تَاجَرَتْ فِي عِرْضِهَا
وَتَفَرَّقَتْ شِيعًا بِكُلِّ مَزَادِ
لَمْ يبْقَ مِنْ صَخَبِ الِجيادِ سِوَي الأسَي
تَاريخُ هَذِي الأرْضِ بَعْضُ جِيادِ
فِي كُلِّ رُكْن ٍمِنْ رُبُوع بِلادِي
تَبْدُو أمَامِي صُورَة ُالجَلادِ
لَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجِعُ أرْضَهَا
حَمَلَتْ سِفَاحًا فَاسْتبَاحَ الوَادِي
لَمْ يبْقَ غَيرُ صُرَاخ ِ أمْس ٍ رَاحِل ٍ
وَمَقَابِر ٍ سَئِمَتْ مِنَ الأجْدَادِ
وَعِصَابَةٍ سَرَقَتْ نَزيفَ عُيُونِنَا
بِالقَهْر ِ والتَّدْليِس ِ.. والأحْقَادِ
مَا عَادَ فِيهَا ضَوْءُ نَجْم ٍ شَاردٍ
مَا عَادَ فِيها صَوْتُ طَير ٍشَادِ
تَمْضِي بِنَا الأحْزَانُ سَاخِرَة ًبِنَا
وَتَزُورُنَا دَوْمًا بِلا مِيعَادِ
شَيءُ تَكَسَّرَ فِي عُيونِي بَعْدَمَا
ضَاقَ الزَّمَانُ بِثَوْرَتِي وَعِنَادِي
أحْبَبْتُهَا حَتَّي الثُّمَالَة َ بَينَمَا
بَاعَتْ صِبَاهَا الغَضَّ للأوْغَادِ
لَمْ يبْقَ فِيها غَيرُ صُبْح ٍكَاذِبٍ
وَصُرَاخ ِأرْض ٍفي لَظي اسْتِعْبَادِ
لا تَسْألوُنِي عَنْ دُمُوع بِلادِي
عَنْ حُزْنِهَا فِي لحْظةِ اسْتِشْهَادِي
فِي كُلِّ شِبْر ٍ مِنْ ثَرَاهَا صَرْخَة ٌ
كَانَتْ تُهَرْولُ خَلْفَنَا وتُنَادِي
الأفْقُ يصْغُرُ .. والسَّمَاءُ كَئِيبَة ٌ
خَلْفَ الغُيوم ِأرَي جِبَالَ سَوَادِ
تَتَلاطَمُ الأمْوَاجُ فَوْقَ رُؤُوسِنَا
والرَّيحُ تُلْقِي للصُّخُور ِعَتَادِي
نَامَتْ عَلَي الأفُق البَعِيدِ مَلامحٌ
وَتَجَمَّدَتْ بَينَ الصَّقِيِع أيَادِ
وَرَفَعْتُ كَفِّي قَدْ يرَانِي عَاِبرٌ
فرَأيتُ أمِّي فِي ثِيَابِ حِدَادِ
أجْسَادُنَا كَانَتْ تُعَانِقُ بَعْضَهَا
كَوَدَاع ِ أحْبَابٍ بِلا مِيعَادِ
البَحْرُ لَمْ يرْحَمْ بَرَاءَة َعُمْرنَا
تَتَزاحَمُ الأجْسَادُ .. فِي الأجْسَادِ
حَتَّي الشَّهَادَة ُرَاوَغَتْنِي لَحْظَة ً
وَاستيقَظَتْ فجْرًا أضَاءَ فُؤَادي
هَذا قَمِيصِي فِيهِ وَجْهُ بُنَيتِي
وَدُعَاءُ أمي .."كِيسُ"مِلْح ٍزَادِي
رُدُّوا إلي أمِّي القَمِيصَ فَقَدْ رَأتْ
مَالا أرَي منْ غُرْبَتِي وَمُرَادِي
وَطَنٌ بَخِيلٌ بَاعَني في غفلةٍ
حِينَ اشْترتْهُ عِصَابَة ُالإفْسَادِ
شَاهَدْتُ مِنْ خَلْفِ الحُدُودِ مَوَاكِبًا
للجُوع ِتصْرُخُ فِي حِمَي الأسْيادِ
كَانَتْ حُشُودُ المَوْتِ تَمْرَحُ حَوْلَنَا
وَالْعُمْرُ يبْكِي .. وَالْحَنِينُ ينَادِي
مَا بَينَ عُمْر ٍ فَرَّ مِنِّي هَاربًا
وَحِكايةٍ يزْهُو بِهَا أوْلادِي
عَنْ عَاشِق ٍهَجَرَ البِلادَ وأهْلَهَا
وَمَضي وَرَاءَ المَال ِوالأمْجَادِ
كُلُّ الحِكَايةِ أنَّهَا ضَاقَتْ بِنَا
وَاسْتَسْلَمَتَ لِلِّصِّ والقَوَّادِ!
في لَحْظَةٍ سَكَنَ الوُجُودُ تَنَاثَرَتْ
حَوْلِي مَرَايا المَوْتِ والمِيَلادِ
قَدْ كَانَ آخِرَ مَا لَمَحْتُ عَلَي الْمَدَي
وَالنبْضُ يخْبوُ .. صُورَة ُالجَلادِ
قَدْ كَانَ يضْحَكُ وَالعِصَابَة ُحَوْلَهُ
وَعَلي امْتِدَادِ النَّهْر يبْكِي الوَادِي
وَصَرَخْتُ ..وَالْكَلِمَاتُ تهْرَبُ مِنْ فَمِي:
هَذِي بِلادٌ .. لمْ تَعُدْ كَبِلادِي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق