2013/11/30

البروفسُّور محمَّد ربيع "التَّدميرُ الذَّاتيُّ العربيّ"


البروفسُّور محمَّد ربيع
"التَّدميرُ الذَّاتيُّ العربيّ"
 
صدرَ عن دار نعمان للثَّقافة كتابٌ للبروفسُّور محمَّد ربيع بعنوان رئيسيٍّ "التَّدمير الذَّاتي العربيّ"، وبعنوانٍ ثانويّ: "تقويضُ سيادة الدَّولة وتمزيق النَّسيج الاجتماعيِّ للشُّعوب".
يقولُ النَّاشرُ الأديبُ ناجي نعمان في الكتاب: "الرَّأسماليَّةُ - وقد توَحَّشَتْ، وتملَّكَتِ الإعلامَ، مُعظمَه، واستَحوَذَتْ على الشُّعوب وأصحاب القرار العالَميِّ من غير الرُّؤيَوِيِّين والغَيريِّين – الرَّأسماليَّةُ المُتَوَحِّشَةُ تلك تَستغِلُّ الدِّيمقراطيَّةَ، أو قُلْ، بقاياها، والدِّينَ، أو قُلْ ظَلاميِّيه، لِتفرُضَ شروطَها على بقيَّةٍ من شُعوبٍ، لا لِشيءٍ سوى لسَلبِها ما في باطن أرضٍ وبحر، أو لإعادة إعمارها بعد تهديمها من داخلٍ و/أو خارج. ثمَّ إنَّ التِّكنولوجيا، بيَد شعوبٍ لا تاريخَ لها، وتقودُها دُمًى، تأتينا من بعيد، من آلاف الأميال؛ تأتينا بآلات الدَّمار كَيما تَنقَضَّ على ألفيَّاتِ حضاراتِنا الَّتي قيلَ إنَّنا لم نحافِظْ عليها، ولا على إنسانها. فهلاَّ نستيقِطُ، نتَّعِظُ، نُصلِحُ، نُقاوم؟!"
وأمَّا الأستاذ الدُّكتور محمَّد ربيع فيُعرِّفُ كتابَه كالآتي: "راحَ العربُ - في ضوء تخلُّفِهم اجتماعيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا وعلميًّا وتكنولوجيًّا، وضعفِهم عسكريًّا، وتشتُّتِهم سياسيًّا وفكريًّا، وبسبب ما لديهم من ثروات نفطيَّة - قلتُ، راحَ العربُ يمثِّلون فرصةً استثماريَّةً نادرة، ما شجَّع القوى الاستعماريَّة القديمة والجديدة على استغلالهم، وعلى الاتِّجاه للعمل على تكريس تخلُّفهم، والهَيمنة عليهم، والتَّحكُّم في مواردهم، وحرمانهم من فرص التَّقدُّم والتَّحرُّر والوَحدة. ولمَّا كانت تكاليفُ الحروب تتزايد يومًا بعدَ يوم، فيما احتمالاتُ النَّصر تتراجعُ، فإن القوى الإستعماريَّة قرَّرت، على ما يبدو، تبنِّي إستراتيجيَّة عسكريَّة سياسيَّة جديدة، تتَّصفُ بضآلة تكاليفها المادِّيَّة والبشريَّة، وارتفاع احتمالات نجاحها. وتقوم تلك الإستراتيجيَّة على تكتيكات عسكريَّة واجتماعيَّة وثقافيَّة ونفسيَّة وإعلاميَّة ترمي إلى تحويل الدَّولة المستَهدَفَة "دولةً فاشلةً" لا تستطيعُ بسطَ سيادتها على كامل أراضيها وشعبها، ما يجعلُها عاجزةً عن تحقيق أيِّ إنجاز يُذكر، وفي حاجة دائمة لحماية أجنبيَّة.
"يحاولُ هذا الكتابُ تحليلَ هذه الإستراتيجيَّة الشِّرِّيرة وكيفيَّة عملها، وشرحَ أبعادها وتبعاتها على حياة الشعوب التي تقعُ فريسةً لها، وتقويمَ مدى ما حقَّقته من نتائج على مختلف السَّاحات العربيَّة".
يُذكرُ أنَّ البروفسُّور محمَّد ربيع أستاذ الاقتصاد السياسي الدولي في كليَّة الحكامة والاقتصاد في الرّباط بالمغرب. دَرَسَ في جامعات مصر وألمانيا وأمِريكا، ودَرَّسَ في عددٍ من الجامعات العربيَّة والأمريكيَّة والأورُبِّيَّة، ولاسيَّما في جامعتَي جورجتاون وجونز هوبكنز بواشنطن. نشر عشرات الكتب ومئات الدراسات والمقالات، وشارك في عشرات المؤتمرات والندوات في العديد من دول العالم. تُشير اهتماماته وكتاباته إلى التزامه بقضايا الفقراء والمحرومين ومعضلة التنمية المجتمعيَّة، والدفاع عن قضايا الحريَّة والعدالة والمساواة وتحرير الشعوب من التبعيَّة، والدعوة إلى الحوار وحل الخلافات بالطُّرق السلميَّة، والعمل على تعزيز فرص السلام العالمي والإخاء الإنساني. له اهتماماتٌ أدبيَّة، سفير مؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان.

في أحدث دواوينه مسعود حامد يغني لقريته ولماجدة الرومي


في أحدث دواوينه مسعود حامد يغني لقريته ولماجدة الرومي
عن مطبعة الغد صدر حديثا ديوان" وجودها ملكوتي" للشاعر مسعود حامد ، الديوان هو الخامس في مسيرته الشعرية بعد دواوين " من فصول الفتى" و" أوراد ليست منشقة" و " الأخلاء" و "كتاب العتاب وما يليه:" وأخيرا " وجودها ملكوتي.يقع الديوان  في112 صفحة من القطع المتوسط، ويحوي ثمانية عشر قصيدةّ، متنوعة بين القصر والطول ، وتتوزع على الهم الإنساني والقومي والوطني. كتبت  أعلب القصائد بعد ثورة يناير وللآن ويظهر ذلك بجلاء في قصائد "العبوا" و"ناهيا " وهي قريته التي شهدت أحداث حصار واضطرابات، وكذلك "المرائي" التي يبدو أن كتبها في أحداث فض رابعة. تنوعت أشكال الكتابة بين النمط الخليلي والنمط التفعيلي، وتعد قصيدة وِرد المحبة من أطول قصائده الخليلية وإن كتبها على شكل سطور شعرية، وهي القصيدة التي يمتدح فيها رسول الله ،صلى الله عليه وسلم، يقول:
يتيمٌ أزهـرَ الدنيا..وأروىْ
وكان ليتمِـهِ مَطَرٌ ونيـْـلُ
وصانتهُ العنـايةُ ما قـَلتْـهُ
فعيناهُ المُنى والسلْسبيلُ
نقـيٌّ مبـتداه ومنتهـاه
فأوَّلـُهُ لآخرِهِ سليـلُ
يداهُ غمامتانِ ونجْمـتانِ
وَوَجْهٌ محمَّـدٍ حُلْمٌ جميلُ
كما قدم عبر ديوانه عددا من فصائد المقاومة كما في قصيدة نستطيع  يقول:  من هنا وهنا وهناكَ
نعم تستطيعُ تشلّ الحراكَ
وتمنع حريّةً بالأباتشي
وتقنصُ من قد تراه رآكَ
ومدرّعةٌ واحدةٌ ْ، لا تِسع، تكفي
لكيما تفضّ المقاهي
وتُخلي الحقول
وتنهي العراكَ".
ولا ينسى مسعود حامد في غمرة قصائده أن يكتب "ماجدة الرومي" اعتراف منه بولعه بها.

ومضات أدبية.. بقلم: خيري عبدالعزيز

 ومضات أدبية
خيري عبدالعزيز
·       البعض يكتب لأنه يفتقد الحياة, والبعض يكتب بحثا عن الحياة, والبعض يكتب لأن الكتابة هي الحياة ذاتها..
 
·       الكتابة الذكية كاشفة, تسبر الأغوار, وتنبش في المسكوت عنه؛ بدماثة عالم خلوق, وبراعة جراح ماهر..
 
·       الكتابة الذكية هي من تخلق شخصيات خالدة, يفرغ القارئ من العمل ويبقى الأبطال يمرحون في ذهنه, يحاورونه ويشاكسونه, وأبدا لا ينساهم..
 
·       الكتابة الذكية لا تكترث بدسامة الفكرة, ولكن العبقرية دائما تكمن في العرض, فرواية العجوز والبحر تدور عن صياد في عرض البحر يطارد سمكة..
 
·       الكتابة الذكية هي من تمسك بتلابيب القارئ وتجعله مدفوعا بشغف للمواصلة حتى الكلمة الأخيرة.. 
 
·       الكتابة الذكية هي أحيانا فن الصمت, فليس كل شيء يقال, وثمة سطور من المفترض أن يكتبها كل قارئ بنفسه, ليتحول العمل من أحادية الكتابة إلى تعدد القراءات..
 
·       الكتابة الذكية لا تطعم القارئ الفكرة كاملة تامة, ولكنها تستدرجه لمعركة ذهنية مع الكاتب

رقصة الفئران الأخيرة بالسنبلاوين




رقصة الفئران الأخيرة بالسنبلاوين
ضمن احتفالات فرع ثقافة الدقهلية برئاسة حسن خامد  و على مسرح لطفى السيد  قدمت فرقة أطفال مسرح السنبلاوين التابعة لبيت ثقافة السنبلاوين  مسرحية الأطفال " رقصة الفئران الأخيرة " تأليف الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف و اخراج محمود حبيب و ديكور إيمان النبوى  و موسيقى تصويرية محمد هشام و مساعد اخراج محسن النبوى و مخرج منفذ أحمد الليثى و  اشراف هشام فريد  و إدارة مسرحية كمال الهادى و عمرو ناصر و أحمد الشرقاوى  و تمثيل فريق نادى مسرح الطفل  بقصر ثقافة السنبلاوين  و ذلك بداية من 28 نوفمبر و حتى نهاية أعياد الطفولة  .
قام بالتمثيل  أحمد الليثى الذى لعب دور حكيم القرية و الحكواتى و الحاوى فى شوارعنا العربية  و الذى دعا الأطفال لعمل مسرحية عن نسر غربى ليس نبيلا و معه  مجموعة من الفئران التى تقرض سد مأرب لهدمه على رؤوس العرب  و أجاد  الأطفال عمرو المنسى و منه الهادى و محمود شوشة فى لعب دور الفئران التى تقرض عمدان السد و تتحالف مع النسر لتهديد العرب و السلام  و لعبت الطفلة ندى عمران دور حمامة السلام ببراءة و تمكن و تلقائية مدهشة  و لعب الطفل مجدى السنوسى دور النسر و أحسنت ايمان النبوى عمل أجنحته و ديكوراته و لكنه كان فى حاجة لتدريب أكثر و ارتفاع صوته رغم أنه قام بإداء الحركة المسرحية بشكل جيد  و لعب دور القط الطفل محمد المنسى  و لعب دور شباب القرية على هشام و منار الهوارى و نرمين حسام و محمد رفعت  و قد أدوا أدوارهم بخفة دم  و لباقة و قدرة مبهرة و كأنهن مارسوا التمثيل كثيرا  و لعب محسن النبوى دور النجار جيدا  .
 تدور أحداث المسرحية حول فكرة انهيار سد مأرب فى اليمن قديما بفعل الفئران التى تستغل غفلة و تهاون أهل اليمن و العرب المحيطين بالسد و انشغالهم بمعاركهم الصغيرة دون الاهتمام بالسد الذى بدأ ينهار بفعل قرض الفئران المستمر لها و كأن تلك الفئران تحافظ على وجودها بقرض و إتلاف السد الذى يمثل العمود الفقرى لتلك الأمة و كأن قرض هذا الخشب هو السبيل الوحيد لحياة تلك الفئران التى لا تعيش إلا على خراب الأمم و يرى المؤلف محمد ناصف أن الفئران تعطى رمزية لأعداء العرب الآن سواء كانت اسرائيل أو أى أحد يقف فى خندق العدو للوطن و هى  دلالة رمزية  تصلح لأى وقت   و المسرحية تمزج بين العروسة و العنصر البشرى   و يؤكد ناصف  أن رسالة المخرج محمد حبيب  و الفنانة ايمان النبوى مصصمة و منفذة الديكور قد وصلت بسهولة رغم بساطة و عمق الديكور و المسكات المستخدمة و التى لم تزد تكاليف انتاجها عن مائة و خمسين جنيها  فقط مما يؤكد على دور هواة المسرح الذين يقدمون أشياء جيدة و محترمة و مدهشة و جاذبة للطفل بملاليم و بانتاج فقير ماديا و لكنه  كان غنيا من الناحية  الفنية .


أدب المنيرة الغربية يناقش قانون التظاهر الإثنين القادم

أدب المنيرة الغربية يناقش قانون التظاهر الإثنين القادم 
 يناقش نادي أدب المنيرة الغربية الإثنين القادم قانون التظاهر . ويقول شريف العجوز رئيس النادي أن المناقشة باتت ملحة بعد كم الجدل الذي أحاط القانون ونصوصه وكيفية تطبيقه ومعايير هذا الطبيق . وأشار أن دور نادي الأدب لا يقتصر على النصوص الإبداعية فقط إنما نادي الأدب دائما لها دوره المناري في كل منطقة إذا لو احسن رواد نوادي الأدب هذا الدور سيكون لذلك دوره المؤثر في الرقي بالذوق والوعي العام للشارع . وبسؤاله عن الرقابة على المناقشات السياسية أضاف أنه لا مجال للحديث عن أي حظر في اي مجال فالممنوع دائما مرغوب ، وأنه سيكون هناك توصيات ترفع إلى الجهات المسئولة حول القانون

مجموعة النيل العربية تصدر رواية "عطر شاة" لنسرين بخشونجي

مجموعة النيل العربية تصدر رواية "عطر شاة" لنسرين بخشونجي 
 صدرت منذ أيام عن مجموعة النيل العربية، رواية «عطر شاة»، للروائية والقاصة المصرية الشابة «نسرين البخشونجي»، وتصميم الغلاف لإيمان عطية.. و«عطر شاة» هي العمل الروائي الثاني للبخشونجي بعد روايتها «غرف حنين»، التي صدرت في طبعتين، إضافة إلى مجموعتها القصصية الأولى «بعد إجباري»، التي أشاد بها الأديب العالمي علاء الأسواني، متنبئاً للكاتبة بمستقبل باهر. تدور أحداث الرواية فى إطار الغربة والوحدة، وما يدور داخل عقل كاتبة مغمورة تلح عليها فكرة نص جديد، وصراعها داخل الوسط الثقافى، ومحاولاتها للتواجد والنشر. طرحت «البخشونجى» مشاكل الأقليات الطائفية، والدينية فى المجتمعات العربية، علاوة على علاقة الكاتبة بالطبخ، والروائح وهى إحدى التيمات التى اعتمدت عليها فى النص الروائى من خلال لغة سردية رقيقة شفافة تهتم بأدق تفاصيل المكان والزمان

الصلاة .. قصة بقلم: خيري عبدالعزيز

الصلاة

  خيري عبدالعزيز
     يبدو على محياه النعيم؛ الوجه أبيض متورد بحمرة, والكرش يضغطه حافة المكتب. نهض بصعوبة. مد يد ناعمة كأنثى, متهللا بحفاوة لا يخفى علي سببها. توتر المهمة الأولى جعل الحقيبة في يدي تتأرجح كبندول ساعة.. عيناه تومضان معها في ذهاب وإياب.. جلست قبالته, واضعا الحقيبة على سطح المكتب الفخم. رغم وابل ابتساماته المصطنعة, شعرت بالهواء مشحونا بانفعاله. ضغط زرا وطلب قدحا من الشاي.. نظرت في الساعة, وقت العصر بات وشيكا, وأرغب في الخلاص من المهمة الثقيلة..
قلت للرئيس لحظة أن كلفني بالأمر:
"أعفني من هذا المهمة يا فندم.."
أجابني:
"أنت أكثر رجالي إخلاصا.."
قلت:
"ولكنني.."
قاطعني:
"ستكون من الآن ذراعي الأيمن.."
لحظتها ارتفع أذان الظهر, فأمني للصلاة, وقال بعدما سلم بأكثر أصواته وداعة:
"تلحق بصلاة العصر هناك بإذن الله.."
   وفيما أرتشف الشاي, عكف الرجل يعد حزم النقود بعناية, ووميض عينيه صار مخيفا. ما كاد يفرغ حتى أذن العصر. قال:
"على بركة الله.. هيا إلى الصلاة.."
أمني.. ربت على كتفي وعلى شفتيه ابتسامة ذات مغزى. قال:
"قل له اطمئن.."
أخذت الحقيبة الفارغة من نقود الرشوة, وانصرفت سريعا؛ كي ألحق بصلاة المغرب عند الرئيس..

2013/11/29

الصفعـة .. بقلم: رضا سالم الصامت

الصفعـة


 رضا سالم الصامت 
محمد عاش فقرا مدقعا ، تتكون أسرته من تسعة أنفار ، مات والده و هو في سن الثالثة ربيعا ، فكانت والدته هي الأم و هي الأب ، كدت و عملت و كافحت من اجل تربية أبنائها و تعليمهم . تلقى محمد تعليمه في مدرسة مكونة من غرفة واحدة في قرية سيدي صالح ، واضطر للعمل منذ العاشرة من عمره . كان هادئ الطبع بشوشا ، يحب الخير للغير أمينا و صادقا ، شديد الحساسية يساعد الناس قدر المستطاع...يعرف باسم بسبوسة يعرفه الداني و القاصي ، وكل الناس تحترم شخصه المتواضع و يحبونه كثيرا . حلمه أن ينجح في دراسته و ينال شهادته العليا و يصبح محاميا ، ليدافع على المظلومين ،و المقهورين ، لكن " ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن " ذات يوم زاره أهالي القرية لتهنئة البوعزيزي بالعربة التي نالت إعجابهم و اقترح البعض تزيينها و تزويقها و دهنها لتزداد بهاء و جمالا ... أما والدته فقد وزعت المشروبات على الحاضرين و قرر الجميع اقتناء حاجياتهم من عنده و اتفق الجميع أن يكون موقع العربة في وسط المدينة قرب السوق المركزية .
 ********
 كان البوعزيزي سعيدا جدا بعربته التى تحمل علم تونس و مخطوط " يا فتاح يا رزاق " و قرر أن يخرج بها إلى السوق القريب لاقتناء خضرا و غلالا و يبيعها للعموم . عم محمد الرجل المقعد المريض ، و الذي يعتبر في مقام والده المتوفي ، كان يراقب تحركات " البوعزيزي " من بعيد و هو فخور به . - البوعزيزي : يا عمي ، الله يخليك لنا ، أتحتاجني في شيء ؟ أجاب العم محمد: لا ابني ، إني فقط أريد أن أعطيك آلة الوزن هذه - الميزان .. فلا تستطيع أن تبيع و تشتري إلا بآلة وزن ... انت تعرف ان نظام حكمنا قاس و عليك ان تحترم كل قوانين البلاد و مع ذلك ربنا يستر! فرح البوعزيزي بهذا " الميزان" و قرر أن يشتغل بناء على قوله تعالى : وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ... وبدأ العمل و اكتسب تجربة على مدى السنين . نجح في عمله و طوره و أصبح بائعا ممتازا بفضل أخلاقه العالية و كرمه و ثقته و حسن تصرفه ، كان محمد يعيل عائلته ويقبض أموالا أغلبها من بيع الخضار والفاكهة في شوارع قرية سيدي بوزيد ... كان سعيدا بعمله الذي يسترزق منه ليعيل عائلته من عرق جبينه و بشرف . و في ذات يوم ،و بينما هو منهمك في أداء عمله اعترضت دورية شرطة عربة الفاكهة التي كان يجرها محمد البوعزيزي في بعض الأزقة محاولا شق طريقه إلى سوق الفاكهة وحاولوا مصادرة بضاعته. عم البوعزيزي هرع على كرسي متحرك لنجدة ابن أخيه وحاول إقناع عناصر الشرطة بأن يدعو " الولد و شأنه " يكمل طريقه إلى السوق طلبا للرزق. ثم ذهب العم إلى مأمور الشرطة وطلب مساعدته، واستجاب المأمور وطلب من الشرطية فادية حمدي التي استوقفت البوعزيزي برفقة شرطيين آخرين أن تدعه وشأنه. الشرطية استجابت ، ولكنها استشاطت غضبا لاتصال عم البوعزيزي الرجل المريض المقعد بالمأمور.
 ********
 بعد أيام ، عاودت الشرطية الذهاب إلى السوق مرة أخرى ، وبدأت في مصادرة بضاعة البوعزيزي و وضعت أول سلة فاكهة في سيارتها وعندما شرعت في حمل السلة الثانية اعترضها البوعزيزي، فدفعته وضربته بهراوتها. ثم حاولت الشرطية أن تأخذ ميزان البوعزيزي، وحاول مرة أخرى منعها، عندها كانت «الصفعة» التي أهانت البوعزيزي وأطاحت بنظام حكم بن علي الجائر دفعته الشرطية فادية هي ورفيقاها فأوقعوه أرضًا ونكلوا به و ضربوه ثم أخذوا الميزان بالقوة ... كان الشاب البوعزيزي يتمتم بكلمات غير مفهومة ، .بعد أن أحس بالقهر و الظلم وحاول جاهدا الدفاع عن نفسه حتى انهارت قواه، ولم يعد قادرا على الوقوف على قدميه. انفجر يبكي من شدة الخجل و الظلم و القهر و أحس بالاهانة وبحسب الباعة وباقي الشهود الذين كانوا في موقع الحدث، صاح البوعزيزي بالشرطية قائلا: " لماذا تفعلين هذا بي؟ أنا إنسان بسيط، لا أريد سوى أن أعمل عملا شريفا ، اكتسب به قوتي و قوت عائلتي ... لماذا تهينني هكذا ...ماذا فعلت ؟ ... و أمام هذا الظلم تمالك نفسه الى ان وصل الى مقر المحافظة ليروي للمسؤولين تفاصيل الحادثة ، تم طرده و ابتعاده عنهم بصورة تعسفية وحاول أن يلتقى البوعزيزي بأحد المسؤولين لكن دون جدوى.
 ******** 
ظل صامتا ولم يخبر أحدا لما حدث له ، فكر جيدا كيف ستكون ردة فعله فأخذ قلما و كتب وصية لوالدته و الدموع تنهمر من عينيه ، يبكي فيها حظَّه التعيس من هذا ‘الزمان الغدّار في بلاده غريب و كأنه يعيش في بلاد الناس’… رسالته الحارقة هذه والرافضة للذل والمهانة أكثر من رفضها للفقر والبطالة، وهي التي تلقاها نمرود قرطاج بالقول " فَلْيَمُتْ "، وفق ما ذكره في ما بعد أحد المقربين منه، هذه الرسالة انتقلت في الشارع التونسي مثل شحنة كهربائية صاعقة أتَتْ على اليابس من النظام القائم الحاكم ولم تأت على الأخضر من أحلام شعبه، هذا الشعب الذي كان لسنوات طويلة يتوق إلى الانعتاق من سلطة غريبة الأطوار إذ تجمع بين اللصوصية والقبضة الحديدية من ‘حظ البوعزيزي أنه ترك وراءه عائلة تمكنت من أن ترى بدلا عنه ما لم ولن يراه بعد غيابه، ليس فقط وصول لهيب جسده إلى قرطاج، التي سبق أن أحرقها الرومان قديما، بل وأيضا إلى مفاصل النخب السياسية والثقافية الجامدة والمُجمَّدة بفعل سنوات الخوف والتخويف… هذه العائلة التي تتقدمها الأم الثكلى التي رددت مع ابنتيها في جنازة ابنها باللغة العامية التونسية التي يفهمها الشعب : يا ناري على وليدي* يا ناري على خويا *، رأت أيضا كيف انتقل لهيب نار البوعزيزي وكأنه شعلة أولمبية، من بلد عربي هو تونس إلى آخر، لتلتهم عشرة أجساد عربية أخرى حاول أصحابها إعادة إنتاج معجزة النار، أملا منهم في استنساخها عربيا لم يكن البوعزيزي السباق في تاريخ الإنسانية، والانتحار بالنار احتجاجا ضد أمرٍ ما، هي ظاهرة عرفها التاريخ القديم والحديث. وكان آخرها على مدى قرن مضى، انتحار الموسيقي الأميركي ملاتشي ريتشر سنة 2006 في شيكاغو احتجاجا على غزو العراق. وقبله انتحار الراهب الفيتنامي ثيك كانغ دوك سنة 1963 عن عمر تجاوز السبعين سنة، احتجاجا على قمع البوذيين، مرورا في ما بعد بانتحار الأستاذ البولولني ريزارد سيوياك عام 1968 و التشيكي، الطالب في الفلسفة، جان بالاش والليتواني روماس كالانتا سنة 1972 وثلاثتهما انتحروا احتجاجا على الهيمنة السوفياتية. ثم ذاك الرجل الياباني تَكَاوِي هِيمُورِي عمره 54 عاماً الذي قرَّرَ أن يموت من أجل العرب، احتجاجا على جرائم إسرائيل وعلى حصار الرئيس عرفات، وذلك بإحراق نفسه في حديقة عامة في طوكيو سنة 2002 غير أن كلَّ حالات الانتحار حرْقا هذه، وأخرى غيرها لم تكن تُسفر عن ثورة كالتي حدثت في تونس وكان احتراق البوعزيزي ثورة رجال، فتيلَ لهيبها من صنع تونسي 
******** 
سميت بثورة الياسمين. صحيح أن نزوع الغرب الحديث إلى إضفاء نوع من الشاعرية على أحداث جسيمة كالثورات، ليس جديدا. فقد سميت الثورة البرتغالية في السبعينات بثورة القرنفل، ومثيلتها في أوكرانيا بالثورة البرتقالية، واتخذ من الورد شعارا لصعود اليسار في فرنسا، وها هي فرنسا تطلق اسم ثورة الياسمين على تونس ويتلقفها بعض التوانسة الفرانكفونيين بلا تردد. صحيح أن الياسمين زهر رائج في ربوع تونس وخصوصا في مدن سواحلها. وهو تقريبا الزهر الوحيد الذي كان ولا زال رجال تونس، ومنهم شباب تونس، يهدونه إلى أمهاتهم وكم نام البوعزيزي و هو صغيرعلى رائحة الياسمين، و في حضن والدته التي بقيت إلى اليوم تشتاق الى رائحة فلذة كبدها و الى رائحة الياسمين الزكية … لكن وفي رأي أكثر التوانسة فإن نعومة هذه الزهرة وموسميتها الصيفية، وذبولها صباحا بعد يُنوعٍ قصير وارتباطها بالسّياحة والسُّياح، كل ذلك يتعارض مع ثورة تونس الحارقة والخارقة والجارفة… كان ممكنا استعارة الزيتون الذي يعد بالملايين في تونس، ومنه يستخلص زيت القناديل.. أو النخيل، وهو أيضا بالملايين، على اعتبار أن النخلة شجرة سامقة، مثل قامة الثائر والشهيد.. غير أن للقيروانيين رأيا آخر أكثر إفحاما: إنها ثورة الصَّبار. وهي نبتة معروفة بصبرها على العطش مع احتفاظها بنضارة خضراء دائمة وبشوكٍ لا يرحم قاطِفَها… وهي سمات تستقيها من مخزونها الشّمسي المُرَكّز. وها أنا أعود من جديد إلى عنصر النار التي منها بدأ كل شيء و أنهى كل شيء 
******** 
وقف البوعزيزي أمام مبنى البلدية وسكب على نفسه مخفف الأصباغ وأضرم النار في جسده. اشتعلت النيران، وأسرع الناس وأحضروا مطفايات الحريق ولكنها كانت فارغة. اتصلوا بالشرطة، لكن لم يأت أحد. ولم تصل سيارة الإسعاف إلا بعد ساعة ونصف من إشعال البوعزيزي النار في نفسه. كان المسكين يصيح و يتلوي يمنة و يسرة و النار تأكل جسده النحيف ، و لا احد يستطيع إنقاذه ... كان منظرا مخيفا ، رهيبا و مرعبا . أدى حادث " البوعزيزي " إلى احتجاجات من قِبل أهالي بلدته في اليوم التالي، حيث قامت مواجهات بين مئات من الشبان في منطقة سيدي بوزيد وقوات الأمن. المظاهرة كانت للتضامن معه والاحتجاج على ارتفاع نسبة البطالة، والتهميش والإقصاء في هذه الولاية الداخلية. سرعان ما تطورت الأحداث إلى اشتباكات عنيفة و انتفاضة شعبية شملت معظم مناطق تونس احتجاجاً على ما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. خرج السكان في مسيرات حاشدة للمطالبة بالعمل وحقوق المواطنة والمساواة في الفرص والتنمية . 
******** 
كانت سيارتنا تتجه بحذر نحو مدينة سيدي بوزيد معقل ثورة الياسمين و الرجال ، كان السائق يتمهل أحيانا لتفادي الحفر المنتشرة هنا و هناك على الطريق ، رغم الأجواء المتوترة والتحليق المتواصل للطائرات العمودية في الأجواء التونسية ، و انتشار رجال الجيش التونسي في كل الأماكن ، و الوضع خطير جدا على اثر سقوط نظام الدكتاتور بن علي فكانت سيارتنا محل تفتيش في كل محطة عبور وقف الجندي وسط الطريق و أشار لنا بيده بالتوقف توقفنا و أسكتنا محرك العربة ، ثم تقدم نحونا و حيانا وقال مبتسما " تريدون زيارة منزل البوعزيزي ؟ - قلنا : نعم نريد تصوير العربة التي كان يستعملها في بيع الخضار و الفاكهة . ابتسم الجندي ثم أخذ يفتش السيارة في كل مكان قال له السائق : - يا أخي نحن صحفيون ، ربنا يكون في عونكم رد عليه قائلا : نحن مع أبناء شعبنا . أجاب السائق : - الجيش في خدمة الشعب. - و هو كذلك . التفتت نحوه لجره إلى الحديث ، فقلت له : هل أنت متزوج ؟ قال بعد تفكير و هو ينظر الي محدقا : نعم و زوجتي حامل في شهرها التاسع و قريبا ستضع مولودا ؟ قلت له : أكيد انك ستسميه بوعزيزي ! ظل صامتا وراح يتمتم في سره : - ماذا ؟، سأطلق على المولود اسم البوعزيزي . - و لكن هل يوافق أهل زوجتي على اسم كهذا ؟ - ابتسم ثم التفت إلي و قال : سأسميه تونس - تونس ، و قد ولدت من جديد و سمح لنا بالعبور .... 
******** 
وصلنا البلدة فوجدنا هناك أناس طيبون ، بأيديهم لافتات مكتوب عليها ارحل و أعلام تونس ترفرف عاليا ، فرحوا بنا و أدخلونا بيوتهم و أكرمونا فكنا سعداء بالحديث معهم دخلنا باب منزل متواضع جدا ، و رأينا في فناء المنزل عربة البوعزيزي مغطاة بلحاف أسود كدلالة عن الحزن ، و توجهنا نحو بيته فوجدنا على سريره الخاص صورته ، تقدم من عائلته أحدهم و قال لنا : " البقية بحياتك " لم نجبه ، و بقينا صامتين ، و على كرسي جلست مذهولا أقرأ سورة الفاتحة ترحما على روحه ، سألت أمه : " كيف انتحر و ما السبب ؟ فأجابتني و الحسرة تملأ عينيها : بسبوسة " لم ينتحر ، كان يريد إبلاغ صوته للمسؤولين فاستخدم البنزين و سكبه على جسده النحيل و أضرم فيه النار - ألم ينتبه إليه أحد ؟ - وقعت هذه الحادثة أمام مرأى و مسمع الجميع من بوليس بن علي - أين عمه ؟ - منهار تماما و هو في المستشفى . - و هل أصابته صدمه ؟ - كلنا أصبنا بصدمة ، بل الشعب التونسي كله صدم التفت إلى مرافقي فسمعته يقول : " تبا لحاكم ظالم مستبد مثل بن علي ! لقد أضر البلاد و العباد لا بد من محاكمته ؟ - نعم فالشعب يريد المخلوع ! يريد محاكمة من نهب أموال الشعب و عاث فسادا في البلاد !
 ********
 نظرت في وجه والدة البوعزيزي الشاحب و قلت لها : أرجوك كفي عن البكاء ، لقد مات البوعزيزي و انتهى ، و لكن تأكدي انه لم يمت لأنه وهب حياته لميلاد تونس الجديدة ، تونس الديمقراطية ، تونس الكرامة و فجأة أطلقت زغرودة : ري ري ري ثم قالت مفتخرة : إن ابني استشهد من اجل تونس التي تنتهج مسارا جديدا نحو الديمقراطية ، و ثلة من شباب تونس استشهدوا ابان ثورة الكرامة - ابني أوصل رسالة الى الشعوب المقهورة و المضطهدة الرئيس المخلوع، بن علي، لا سامحه الله ، ظل يحكم تونس طوال 23 عاماً، وكان ينظر إليها بوصفها دولة بوليسية راسخة. بعد أن غدر بالزعيم الروحي الحبيب بورقيبة و استلم في السابع من نوفمبر 1987 مقاليد الحكم بدعوى ان بورقيبة مريض و لم يعد قادرا على تحمل أعباء الدولة ... كان يضحك علينا و يستفزنا و لكنه فهمنا و نحن ايضا فهمناه !!!!! ولكن في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2010، أشعل ابني امحمد (26 عاماً) النار في نفسه احتجاجاً على قيام الشرطة بمصادرة عربة الفاكهة التي كان يبيع بواسطتها في الشارع للحصول على لقمة عيشه، وأيقظ هذا التصرف الرمزي غضباً مكبوتاً لدى سكان البلاد، من شمالها إلى جنوبها و من شرقها إلى غربها فيما بات يعرف لاحقاً بين التونسيين ب" ثورة الياسمين " بن علي قام بزيارة البوعزيزي في المستشفى، وعاش خريج الكلية لمدة ثلاثة أسابيع قبل أن يقضي متأثراً بالحروق التي أصيب بها، وذلك في الرابع من يناير/ كانون الثاني، غير أن هذه الزيارة لم تتمكن من تهدئة الغضب العارم في البلاد بعد عقود من الفساد وتدني مستويات المعيشة والقمع. وبعد أسابيع من الاحتجاجات، التي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 300 شخص، فرّ حاكم تونس المخلوع بن علي من البلاد في الرابع عشر من يناير/ كانون الثاني 2011. متجها الى السعودية ... غادرنا و لسان حالهم يقول " البوعزيزي كجسد مات و كروح لم يمت " حين ثار الشعب التونسيّ على الدكتاتور بن علي كان اسم محمّد البوعزيزي مرادفا للشرارة التي أشعلت نار الغضب، و عندما انتشر الحريق ليطال الوطن العربيّ الكبير اتسعت دلالة الاسم ليتجاوز المدلول البسيط من بائع متجوّل يدفع عربته أمامه و يتحدّى أعوان التراتيب البلديّة إلى ثائر جوّال عابر للبلدان يدفع العرب ليتحدّوا جبروت الحكّام و يطالبوا بإسقاط أنظمة الفساد و القمع... إنها الصفعة المؤلمة التي كانت كافية لاهانة البوعزيزي و كافية لنهاية مأساوية لشاب ما يزال في مقتبل العمر أشعل النار في جسده فكانت نهاية حكم بن علي الجائر.

حين أذكرك.. شعر ورسم: د.سوسن أمين



حين أذكرك
د.سوسن أمين
حين أذكرك.. يرق قلبي ويرق ..
كالطير السابح ..كشفاه الورد..  
  كلألئ بحر الوجد في جوف الليل ..
كجسور تمد .. كثريات تنير ليل السهد..
كأنوار منارة تهدي نفسي الأمارة ..
 وتمضي كالرعد..
كقطرات الندى .. وبزوغ الفجر .. 
كأنغام تأتي من السماء..
كينبوع ماء . .تفجر لتوه من بين الصخور..
كصوت الحياة.. وزقزقة عصفور..
كقبس من ضياء.. وشعاع نور..
 يتغلغل بكياني .. يطيب أحزاني .. وأملي المكسور..
 فتسمو روحي.. وتهدأ أركاني ..
وأحزاني..  تلف وتدور..  تريد المرور..
 من بين مسامي..
تاركة روحي النافرة.. غلالة بيضاء ساهرة ..
مهرة بيضاء من غير جائرة ..
 بشراع من أجنحة..
وقت الأصيل .. تريد الرحيل ..
إلى بعيد..  إلى الأمان بلا حدود ..
الى حيث الحب المطلق  وبذل العهود ..
حيث الأمنية ..
 ألا نهائية في عذوبة العبودية..
حيث أنت في كل مكان..
حيث لا شرور ولا أثام..
حيث تذوب ثلوج ذنوبي وقت الإحرام..
كدفئ العودة لقلبي الحيران ..
 كبذل العدل  لكفتي ميزان ..
فهل جزاء الأحسان إلا  الأحسان..
وبقلبي المشتاق  إلى حماك..  أراك ..
 في كل ذرة  من كياني أراك ..
حيث الوجود  يشع بنداك..
كقناديل صفاء..
وطهر  في النفس يفيض سخاء ..
من فيض رضاك..
 يعلوا في بحر الوجد ويزداد ..
ويصبح على وشك الترحال ..
لا محال.. إلى  بعيد ..
إلى واحة  الأمان.. إلى أنس الوجود..
إلى كل بديع وجديد ..إلى كل ما هو سعيد..
تاركة خلفي كل بغيض..

2013/11/28

" زى الشجرة اللى بتحمينا " ديوان جديد للأطفال للشاعرة فاتن شوقي

 " زى الشجرة اللى بتحمينا " ديوان جديد للأطفال للشاعرة فاتن شوقي
صدر للشاعرة فاتـــــــن شـــــوقى ديوان للاطفال بعنوان " زى الشجرة اللى بتحمينا " عن سلسلة "غزل البنات " الصادرة عن إقليم شرق الدلتا الثقافي. الديوان هو الفائز هذا العام بجائزة أدب الأطفال بالمسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة وقد صدر بغلاف رائع مميز للفنانة: سحر عبد الله ورسوم داخلية للفنانين : شوقى على سيد أحمد محمد حسنى غازى.
من أجواء الديوان:
التعلب المكّار 
 بيخّوف الكتاكيت
يطلع ليل ويا نهار

 ينّسد كل بيت
يمشي وسط الأزهار

ويقول على نفسه حويط
و يلّعب الأفكار

 بصباع وشَد الخيط