الانتماء الوطني
بقلم : أحمد علي صالح
يعد الانتماء الوطني من المفاهيم العالمية والمهمة في عالمنا
المعاصر، وهو حاجة من الحاجات الهامة التي تُشعر
الفرد بالروابط المشتركة بينه وبين أفراد مجتمعه ، وتقوي شعوره بالانتماء للوطن
وتوجيهه توجيهاً يجعله يفتخر بالانتماء ويتفانى في حب وطنه
ويضحي من أجله.
وقد احتفلت مصر منذ أسابيع بالعيد الأربعين لنصر السادس من
أكتوبر 1973 م
، وكان احتفال هذا العام له مذاق خاص حيث عمت الفرحة ومظاهر الابتهاج جميع محافظات
الجمهورية احتفالاً بالنصر العظيم الذي حققه أبطال القوات المسلحة المصرية ، والذين
رووا شهاداتهم علي هذا الانتصار الذي كان ممزوجاً بالثقة في النفس والانتماء
العظيم لهذا الوطن حيث قدم هؤلاء الأبطال كل غالِ ورخيص لتحقيق هذا النصر المبين.
وراودني سؤال : هل قصرنا في حق الشباب المصري الذي لم يري النصر
العظيم دون قصد أو حين غفلة من الزمن ؟ وتركناهم فريسة للقاسية قلوبهم ، فملاءوا
عقولهم بما لا يتفق ومبادئ الأخلاق التي دعا إليها الإسلام ، ولا تتفق مع الانتماء
للوطن ، فلم يفهم هؤلاء الشباب معني الوطنية ، ولم يفهموا أن حب الوطن هو جزأ من
الإيمان ، فأصلحوا مشوهين الذهن ، وإلا لما رأينا الأعداد الكبيرة التي حاولت أن
تعكر صفو احتفالنا وفرحتنا بنصر أكتوبر المجيد.
ولكي نقي شبابنا من خطورة ما يعتقدون علينا العمل علي أمرين
هامين جدا ، الأول : يتعلق بفهم الدين فهماً صحيحاً ، فالدين دعوة إصلاح واعمار
للأرض ، وليس دعوة للتخريب أو الإفساد ، فالدين يجمع بين أبناء الوطن الواحد ولا
يفرقهم ، بل يحض علي احترام كلاً منهما الآخر ، والأمر الثاني يتعلق بالتربية
السياسية لهؤلاء الشباب.
فلا بد أن تتكاتف كل الجهود من أجل الوصول لتصحيح المغالطات
والأفكار المنحرفة في عقول هؤلاء الشباب لحمايتهم من المفسدين في الأرض لأن الشباب
هم عماد هذه الأمة وأمل المستقبل لهذا الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق