حوار مع الناشر المصري محمد الجابري
محمد الجابري:
الأنظمة الشمولية مازالت تحكم الحياة الفكرية
الرقابة تصدر قيوداً على الإصدارات في المعارض العربية ـ مشروع"القراءة للجميع" أثر سلباً على
حركة الترجمة في مصر
نطالب بإعفاء الناشرين من الجمارك
أخذ على عاتقه مهمة تنويرية وثقافية شاقة وهو
أحد أهم صانعي الثقافة في مصر ،مالك ومدير مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع
بالقاهرة التي تقوم بنشر وترجمة الأعمال الفكرية والعلمية وانتاج الأعمال الأدبية
شديدة التميز وذلك من أجل المساهمة في تنمية العقل الجمعي العربي إنه الناشر
المصري أ /محمد الجابري الذي كان لنا معه هذا الحوار
من اللافت للنظر ما وصلت إليه مجموعة النيل
العربية من نجاح ونود أن نعرف تاريخها باختصار ؟
مجوعة
النيل العربية، دار نشر مصرية وعربية ، تم أنشاؤها في 1 يناير 1998 وهي معنية
بأنتاج ونشر وترجمة الكتب العلمية والمتخصصة، بالأضافة الي المعارف العامة
والقواميس والمراجع وهي تعتمد بشكل أساسي علي ترجمة العلوم والمعارف من لغات
العالم المختلفة الي اللغة العربية بهدف المساعدة علي نقل أخر ما وصل اليه العالم
في البحث والمعرفة الي المواطن العربي . وفي هذا المجال أشير الي حصول الشركة بفضل
تعاونها المكثف وبأحترامها لحقوق الملكية الفكرية وأهتمامها بجودة المنتج النهائي
يضاهي الكتب الأجنبية التي ترجمتها الشركة بالتعاون مع كبريات دور النشر العالمية
الي حصولي علي تقدير دولي من مؤسسات دولية
كبري مثل موسوعة :
- لأعوام 2002/2011/2012who's who Historical Society Of
Professionals, USA
لعام
2002 International Association Of Business
Leadersوالمؤسسة
الدولية لقادة الأعمال بالعالم :
ولاتزال
الشركة تسعي بمزيد من العزم والجهد والألتزام المهني في الأستمرار علي النهج الذي
بدأت عليه عند تأسيسها للمساهمة في تطوير
وتشكيل العقل العربي من خلال حركة الأنتاج التي تقوم الشركة بأنتاجه سنوياً.
ما الصعوبات التي تواجهها كناشر في سبيل إتمام
عملك على أكمل وجه؟
صناعة
النشر في العالم العربي هي وبحق من أصعب الصناعات أن لم تكن أصعبهم علي الأطلاق
لما لهذه الصناعة من علاقة بتشكيل العقل المصري والعربي وبطبيعة الحال في ظل
الأنظمة الشمولية التي مازلت تحكم الحياة السياسية والفكرية في عالمنا العربي
فالصعوبات هنا تكون مزدوجة ، فبالأضافة الي الصعوبات الخاصة بالصناعة وعملية تسويق
الكتاب فهناك أيضاً الرقابة التي تفرض علي عملية تصدير وأستيراد ومشاركة بعض
الأصدارات في كثير من المعارض الدول العربية
_ واذا رجعنا الي السؤال الأساسي والصعاب المباشرة التي أواجهها يمكن تلخيصها في
محدودية مبيعات الكتاب العربي بشكل عام!! ..فهناك أحصائية تدلل علي هذا الطرح هو
التقرير الذي صدر عن اليونسكو منذ عدة سنوات يفيد بأن متوسط قراءة المواطن الأوربي
:12 كتاب بالسنة مقارنة بالأمريكي الذي يقراْ 16 كتاب بالسنة .... أما المواطن العربي فيقرأ ربع صفحة بالسنة!!!! .... ألا ترون صعوبات أكثر من
ذلك.... وهذا يكفي!!!!
ما هي المشاكل التي ترون أنها تربك سوق الكتاب المصري؟
في زمن الرئيس الأسبق حسني مبارك،تبنت سوزان مبارك مشروع "
مهرجان القراء للجميع" الذي يعتبر أحد الضربات الموجعة للناشر المصري لأنه في
ظل تدني عملية البيع أساساً للناشر المصري بسبب عكوف المواطن لشراء الكتاب بسبب
أرتفاع تكاليف أنتاج الكتاب، ظهر هذا المشروع وهو في ظاهره عسل ولكن في باطنه السم
للناشر المصري بسبب لجوء الفئة المثقفة فقط ودون غيرها الي شراء الكتاب من هذا
المشروع لأنه مدعم وبشكل كبير - ولم يضيف قارئ جديد ( سعرة يكاد يكون أقل من تكلفة
الكتاب الأساسي) فبالله عليك كيف تكون هناك منافسة في هذه الحالة وأن وجدت فهل هي
عادلة!! بالأضافة الي ماسبق معلوم أن هذا المشروع كان ولايزال يدور في فلك عدد
محدود وثابت ومتكرر لمجموعة معينة من الناشرين يحصل علي أطراف العلاقة علي ملايين
الجنيهات سنوياً وعلي حساب الدولة.. وأنا شخصياً حصلت منذ مايقرب من 7 سنوات علي
حق أنتاج كتابين فقط في هذا المشروع وكانت تجربة مريرة قررت الا أخوضها مرة أخري
بسبب الأدارة المتعسفة والغير محترفة لهذا المشروع..... الا ترون أرباكاً لسوق
الكتاب المصري أكثر من ذلك وبمشاركة الدولة .. ولو كانت الدولة جادة في هذا الأمر
لقامت بشراء كميات محددة من كل الأصدارات الجديدة التي تصدر عن دور النشر المصرية
وتقوم بتوزيعها علي المكتبات العامة والتابعة لهيئة قصور الثقافة وصندوق التنمية
الثقافية ومراكز الشباب ولكن بشرط العدالة في الشراء ومن كل الناشرين حسب عدد
منشورات كل ناشرسنوياً.
هل ترون أن دعم وزارة الثقافة لإنتاج الكتاب في مصر كاف للنهوض بسوق
الكتاب؟
في حالة تحقيق العدالة التي كانت ولازالت مفقودة حسب ما جاء في ردي
علي السؤال السابق ... في هذه الحالة لن تكون هناك مشكلة وربما يكون هناك أمل في
النهوض بسوق وصناعة الكتاب بمصر. ولايخفي علي أحد أن نسبة الأمية بمصر تتراوح بين
40 - 50% .. ولايخفي أيضاً علي أحد أن أفضل أستثمار،هو الأستثمار في البشر وبالتحديد
عقول البشر عن طريق التعليم وتشكيل الفكر الوجداني والأنساني للأنسان، وبطبيعة
الحال لايأتي ذلك بدون الكتاب فهو الأصل في كافة الأحوال - ولأن مكونات الكتاب في
مصر تتكون معظم دواخلة من مواد مستوردة الا القليل!!! .. فلو الدولة قامت بأعفاء
الناشرين من الجمارك علي مكونات صناعة الكتاب ..او منح الشركة الوطنية للطيران
مثلاً أسعار خاصة أو أعفاء الناشرين من تكاليف الشحن للمعارض الدولية التي يشترك
فيها الناشر المصري كما يحدث بتونس منذ سنوات عديدة أو تخفيض الضرائب أو أعفاء
نشاط النشر من الضرائب من منطلق الدور الذي يساهم فيه بمساعدته علي محو أمية
المواطن المصري ...كل السابق أو بعضه وهذا دور مهم للدولة ربما يساهم في النهوض
بسوق الكتاب المصري.. نأمل يسمع صوتنا هذا...
كيف تنظرون إلى علاقة الناشر والموزع والمكتبي؟
للأسف
العلاقة ضعيفة للغاية ، خاصة بمصر !!! ففي الدول المتقدمة لايقوم الناشر بعملية
البيع المباشر للجمهور أو للمكتبة، بل يقوم بذلك مايسمي بوكيل البيع أو وكيل
التوزيع - والناشر يتفرغ فقط للأبداع والأنتاج الجديد الذي يحتاجة وينتظره القارئ.
أما الناشر في مصر فهو مظلوم للغاية حيث أنة يقوم بكل شيئ من البحث عن الفكرة الي
من ينفذ الفكرة الي أنتاج الفكرة وطباعتها في شكل كتاب الي تخزين الكتاب الي تسويق
وبيع وتحصيل قيمة الكتاب ..... أذا ما تم بيعة بطبيعة الحال!!! فلايوجد حل سوي علي
الأقل هو وجود شركات تسويق ضخمة تكون مسؤلة عن تسويق وبيع الكتاب ليتفرغ الناشر
الي عملية الأبداع فقط.
وان لم
يحدث ذلك فا المشكلة تظل بلا حل... وسوف تعتمد عملية العلاقة بين الناشر والموزع
والمكتبة علي الأجتهادات والعلاقات الشخصية!!!
كيف تنظر إلى أهمية القراءة عند الجيل الجديد والجيل القديم من القراء؟
القراءة
كما جاءت في القرأن الكريم أمر من الله عز وجل في أول أية كريمة نزلت علي رسول
الله صلي الله عليه وسلم "أقرأ بأسم ربك الذي خلق"
هذا
الأمر للأسف تضائل أو تراجع مع زيادة مشاكل الحياة ، خاصة البحث عن لقمة العيش
التي يعاني منها نسبة كبيرة من الشعب المصري!! وهذا سواء للجيل الجديد أو القديم،
بالأضافة الي ذلك دخول وسائل حديثة أثرت كثيراً علي عملية القراءة أو علي الأقل
القراءة المطبوعة بدخول الوسائل الحديثة مثل الكمبيوتر والأنترنيت والآي باد
ووسائل التواصل الأجتماعي التي أنتشرت علي الشبكة العنكبونية "
الأنترنيت" - وكما أسلفت سابقاً أن أفضل أستثمار هو الأستثمار في البشر من
خلال التعليم والثقافة المبنية علي القراءة والتي يجب أن تعود كحصة أساسية كما كان
يحدث في زماننا وهي حصة المكتبة بالمدارس والتي للأسف لم تعد موجودة - وفي هذا
المجال أرجوا ألا ننسي أن أن الكتاب المصري كان مصدر الدخل القومي المصري التالي
بعد تصدير القطن !!!
ما هي الكتب التي ترون أنها تستقطب القراء كونكم ناشر؟
الكتاب الديني دائماً هو سيد الموقف _- فا الدين كما يعلم الجميع هو
المحرك والمؤثر الأكبر في نفوس الناس حتي وأن لم يكن مؤمناً بحق!! فهو دائماً يلجئ
للكتاب الديني في أي أمر في حياته سواء عن قناعة أو أدعاءاً !! فوجود الكتاب
الديني في كل مكتبة منزلية يكاد يكون القاسم المشترك في كل مكتبات المصريين. يلي
ذلك كتاب الطفل ثم الكتاب السياسي ويأتي بعد ذلك الكتب الأدبية والتاريخية والسير
الذاتية وفي زيل القائمة يأتي دائماً للأسف الكتاب العلمي والأكاديمى!!! الذي يشكل أنتاج شركتي منه مايقرب 90% وهذا عن
أيماني بالهدف أو أحد الأهداف التي يجب علي الناشر أن يكون له دور علي في نقل
التقدم العلمي الهائل بالعالم الغربي الي القارئ والباحث العربي في كل مكان، فهي
رؤية شخصية ودور لابد أن يكون للناشر وجود فيه..
نقرأ كثير من الأخبار عن مشروع أدبي ضخم تقومون حالياً
بالإعداد له..ما حقيقة الأمر وما هي
الأعمال التي ستنشر ومن الكتاب ؟ ومتى؟
في
الواقع هذا الخبر حقيقي - وهي محاولة جديدة نسعي من خلالها طرق مجال جديد نعتقد
أننا سوف نقدم فيه مجموعة متميزة من الكُتاب الذين لهم باع طويل وسابق في مجال
القصة والرواية ومنهم من حصل علي جوائز عدة عن أعمال صدرت لهم سابقاً... ولكن هذه
المرة نقدمهم بشكل مختلف ومضمون رواياتهم أعتقد أنها سوف تلمس كثير من مناطق
حياتية تهم كل قارئ ، ربما تصادف وقائع حقيقية تلمس مشاعر ووجدان وأحداث يكون ربما
القارئ هو أوهي بطلة تلك الرواية - فنسعي من خلال هذا المشروع تقديم شيئ جديد ومميز
... يصدر هذا المشروع خلال أيام قليلة بأذن الله.
من كُتاب
الروايات التي ستصدر بأذن الله، الأديبة المبدعة وفاء شهاب الدين ،الأستاذ محمود
رمضان الطهطاوي ،الأستاذ مصطفي البلكي ،الأستاذ مراد ماهر، الأستاذ مصطفي عبد
التواب،الأستاذ عبد الجواد خفاجي،الدكتور محمد نجيب،الأستاذ محمود أحمد علي،الأستاذة
نسرين بخشونجي والأستاذ محمد عبد الحكم
من المعروف
ان حركة النشر حديثاً تتجه وبقوة فى اتجاه كتب الشباب الجديده حتى ان بعض
الاسماء الكبيرة تراجعت مبيعاتها أمام ظاهرة كتب الشباب الصغير فهل تتجه الدار فى
نفس الاتجاه ؟
الشباب كما يقولون هم
"نصف الحاضر وكل المستقبل" .. ولكن علي الأقل لن يكون معيار السن هو
الأساس في قبول أو رفض أي عمل .. فالأبداع لايعرف سن والشواهد علي ذلك كثيرة سواء
في التاريح أو في وقتنا الحاضر - فمنهجنا بالشركة هو المحتوي والمضمون للعمل
المقدم وليس شيئ أخر.
فى النهاية هل تجد هناك المزيد من العواقب التى تواجه الدار؟
في سياق أجاباتي علي بعض الأسئلة في هذا الحوار ، أجبت علي بعض العواقب،
لو تم حل بعضها أعتقد أن باقي الصعاب ستزال تباعاً بأذن الله - ومع ذلك أنا أطلب
من وزير التعليم العالي التفكير وبصدق في أنشاء كلية أو قسم للنشر بمعناه الواسع
يضم لأي كلية من الكليات التطبيقة أو الصحفية أو الأعلامية أو حتي كلية الأداب ،
وهذا ليس ببدعة!! فهناك أقسام للنشر بجامعات أنجلترا تهتم بصناعة النشر والكتاب -
يتخرج منها أفراد مؤهلين تأهيل عالي لأدارة مؤسسات النشر - وهذا ما نعاني منه في
مصر وهو وجود الكوادر المؤهلة للمشاركة في عمل هذه الصناعة الهامة وهي" صناعة
النشر"
ما معايير
النشر لديكم وما الآلية التي تسير عليها الدار؟
* ان يكون المضمون مراعي للعادات والتقاليد والديانات بشكل عام ...
بأختصار أحترام كل الأخر!!!!
* أن يقدم العمل قيمة تعود علي القارئ والمجتمع بأفادة سواء، فكرية أو
ثقافية أو وجدانية أو علمية أو تربوية
* يفضل أن يكون مقدم العمل لديه خبرة في مجال كتاباتة أو صدر له أعمال
سابقة - ومع ذلك فنحن نرحب بأعمال الشباب الجدد ومستعدين لتبني أعمال المواهب
الجديدة التي تسعي الي التواجد - وسوف نسعد بتلقي أي أعمال للشباب والتعاقد معهم
طبقاً لخطة العمل والنشر السنوية للشركة بأذن الله بعد أجازة تلك الأعمال من لجان
الفحص والتقييم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق