2012/12/30

جائزة ساويرس تعلن عن قائمتها القصيرة في الرواية والقصة والسيناريو

جائزة ساويرس تعلن عن قائمتها القصيرة في الرواية والقصة والسيناريو

مجلس أمناء جائزة ساويرس الثقافية يعلن القوائم القصيرة لشباب الكتاب

تتشرف مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية ومجلس أمناء جائزة ساويرس الثقافية بإعلان القوائم القصيرة لشباب الكتاب والأعمال الأدبية والسينمائية التي استقرت عليها أراء السادة أعضاء لجان التحكيم في أفرع الجائزة المختلفة. وبهذه المناسبة، يسعد مجلس الأمناء أن يهنيء السادة المبدعين الذين وصلوا لتلك القوائم القصيرة، متمنين لهم التوفيق في التصفية النهائية، ومؤكدين لهم حرصنا علي بذل أقصى الجهد لتسليط الضوء إعلامياً علي الأعمال التي اختارتها لجان التحكيم للقوائم القصيرة.
 وذلك لحين إصدار لجان التحكيم قرارتها بأسماء الأعمال  الفائزة بالجائزة  وإعلان النتائج النهائية في الثانى من شهر فبراير 2013.
 كما ينتهز السادة أعضاء لجان التحكيم وأعضاء مجلس أمناء الجائزة هذه الفرصة للإشادة بجهد كل مبدع ومبدعة ممن حرصوا علي الاشتراك في مسابقة ساويرس الثقافية في دورتها الثامنة، متمنين للجميع حظاً أوفر في الدورات القادمة بإذن الله.
 القوائم القصيرة لأفضل الأعمال المتقدمة لجوائز الشباب في الأفرع التالية:
(الترتيب بحسب الحروف الأبجدية لأسماء الكُتاب)
أولا: فرع الرواية والمجموعة القصصية (شباب الأدباء)
الكاتب 
اسم الرواية
أمير علي فكري عبدالغني
مناورة بين ملفات كيميائي
اسلام مصباح عبدالمحسن
ايموز
محمد سالم
راقص التانجو
محمود الغيطاني
كادرات بصرية
ياسر أحمد محمد
عكس الاتجاه

الكاتب
اسم المجموعة القصصية
أحمد الفخراني
مملكة من عصير التفاح
أميرة حسن الدسوقي
بس يا يوسف
محمد رفيع
أبهة الماء
محمد فاروق شمس الدين
سينما قصر النيل
محمد محمد مستجاب
ثعبان يبحث عن مشط
 ثانيا: فرع السيناريو (شباب الكتاب)
الكاتب
اسم السيناريو
رفيق مكرم لبيب
المتحذلقون
شريف البنداري
ريشة في هوا
محمد أمين راضي
عاصمة جهنم
محمود العربي
تقرير
محمد صلاح العزب
وقوف متكرر

نتائج مسابقة إحسان عبدالقدوس الأدبية لعام2012


نتائج مسابقة إحسان عبدالقدوس الأدبية لعام2012
انتهت لجنة تحكيم مسابقة إحسان عبد القدوس الأدبية من فحص وتقييم الأعمال
المقدمة لها ، وتكونت من واحد وثلاثين رواية و97 قصة قصيرة و18 دراسة نقدية ،
وجاءت النتائج النهائية على النحو التالي:
أولا : الرواية:
الاسم العمل البلد
الفائزالأول : سامي عبد الوهاب العودة إلى الجنوب المحلة الكبري
الفائز الثاني : محمود أبو عيشة امرأة في المنام طوخ – قليوبية
الفائز الثالث : محمود أحمد على ثورة العرايا فاقوس- شرقية
ثانيا : القصة القصيرة :
الفائزالأول: محمد أحمد الناغي دم الأخوين بور سعيد
الفائزالأول (مناصفة) مجدي القوصى متتالية القاهرة
الفائزالثاني: مصطفي محمود زكي ميكي القاهرة
الفائز الثاني ( مناصفة )حسام المقدم الشبح الآخر الدقهلية
الفائزالثالث : محمدنجيب توفيق مطر لعبة الثورة الجيزة
الفائز الثالث( مناصفة ) د. فاطمة فوزي مرافئ السفر طنطا
الفائزالرابع: محمد محمد زيدان مصير القليوبية
الفائز الرابع (مناصفة) : خالد بيومي فهمي أسفل كوبري المشاة الجيزة
ثالثا : الدراسات النقدية:
الفائزالأول : أحمد مصطفي على "أحلام فترة النقاهة " أسيوط
رؤية أبعد من الواقع ولكل واقع
الفائز الثاني : محمود أحمد ذكري رواية "صح النوم" القاهرة
الشخصية الروائية وإمكانيات التأويل
مع تمنياتنا بالتوفيق .
المشرف العام ورئيس لجنة التحكيم
الروائي فؤاد قنديل

"رأس الديك الأحمر" مجموعة قصصية جديدة للكاتب الكبير أحمد الخميسي.


"رأس الديك الأحمر" مجموعة قصصية جديدة للكاتب الكبير أحمد الخميسي.


عن الكتب خان للنشر والتوزيع بالقاهرة تصدر هذا الأسبوع مجموعة قصصية جديدة للكاتب الكبير د. أحمد الخميسي.
 الناقد والروائي علاء الديب قدم للمجموعة قائلا:
"أنا لا أقدم أحمد الخميسي ، فالحياة الثقافية والأدبية تعرفه جيدا . إنه كاتب استثنائي يضع القارئ أمام أخطر وأهم القضايا السياسية والاجتماعية بدون مباشرة أو خطابية . إنه يأخذ كلماته بقدر نادر من الجدية ويشتغل على جمله وقصصه ومعانيه كصائغ يشتغل في الذهب الغالي أو كمحارب يدافع عن أرض الوطن . وهو صاحب إدراك مثقف لمعنى ووظيفة الأدب وصاحب حس جمالي لايرضى إلا عندما تشف اللغة وتستقر على شاطيء الموسيقى . كان قد أصدر في مطلع شبابه ( 1967) مجموعة قصصية ، ونشر بعد ذلك عددا كبيرا من الكتب والمترجمات التي تجمع بين الفن والدراسة الملتزمة . وأصدر مجموعة قصصية نادرة باسم قطعة ليل عام 2004 ، استعرض فيها قدراته ككاتب أستاذ قادر على التعبير الموجز النافذ المشحون بالصور . وأخيرا نشر عام 2010 مجموعته كناري التي فازت بجائزة ساويرس لأفضل مجموعة بين أعمال كبار الأدباء . وقد قارنت بين مجموعته " كناري " والعمل الخالد لعبقري القصة المصرية يوسف إدريس " أرخص ليالي" الصادرة عام 1954 ، وقلت إن " كناري " أجمل مجموعة قصصية بعد أرخص ليالي التي - إلي جانب قيمتها الفنية - ارتبطت بشكل أوبآخر بثورة 1952 ، كما ارتبطت " كناري " بدون افتعال أوتزيد بالأجواء التي كانت مقدمة لثورة يناير 2011 . أهم ما في العالم القصصي لأحمد الخميسي البلاغة والاقتصاد اللذان تتميز بهما جمل الكاتب والعناية الفائقة بشكل القصة وبنائها بما يكشف عن عمق قضيته وأبعاد موضوعه. هو باختصار قصاص وكاتب نادر ".

الاتجَاهَات الحديثة في الكِتابَة للأطفال (في الوطن العربي) بقلم: مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ

الاتجَاهَات الحديثة في الكِتابَة للأطفال
(في الوطن العربي) 
وَرَقَة مُقدِّمَة من
 مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ
إلى ورشة عمل أدب الأطْفال المنعقدة في مركز الأميرة سلمى للطفولة في الزَّرْقاء في شهر أكتوبر 2010م
واقع الكِتابَة للأطفال الآن

هُنَاكَ تطورات ملحوظة في عالم الكِتابَة للأطفال في الوطن العربي، وَمَع ذلِكَ فإنها لا ترقى إلى ما هُوَ مَطْلُوب، وَهُنَاكَ أشكاليات كَثِيرة تواجه هَذَا الأدب، لَنْ نتطرق إلى معظمها، وَلَكِن الكاتِب سيركز في هَذِهِ الوَرَقَة عَلَى توجهات الكِتابَة للطفل في العصر الحديث، وخاصة ما يَكْتُب لَهُ خارج المنهاج المدرسي، من شعر وَقِصَّة. 
تتميز الكِتابَة للأطفال الآن بعدة سمات مِنْهَا:
أولاً: الكِتابَة في كثير من الأحيان بِالأسلوبِ القديم، وهَذَا يظهر من خِلال الُّلغَة المسْتَعْمَلَة، والأفكار المطروقة، والالتقاطات التَقْلِيدِيَّة، وعدم التقيد بعالم الأطْفال، ابتداء من قاموس الطِّفْل المتخصص، وَمُروراً بِطَرِيقَة تركيب الجمل، وَانْتِهَاء بمعالجة القصة، أوْ تَقْدِيم الشعر.
ثَانِياً: بَعْض الأدباء يخلطون بَيْنَ دور أدب الأطْفال، ووظيفته في الحياة، وَبَيْنَ دور الْمُدَرِّس، والمربي، دونَ مراعاة تقنيات الأدب، وإعطائه الأولوية القصوى.
ثالثاً: كثير من أدباء الأطْفال تحولوا بالأساس من كتاب قِصَّة، وشعر للكبار، إلى الكِتابَة للأطفال، وَبعْد مرور سنوات طَوِيلَة عَلَى ممارستهم الكِتابَة، وهَذَا فِيهِ إيجابيات عديدة، وَلكِن أولئك الأدباء في الغالب لا يتحررون من عالم الكبار فِيمَا يكتبون، فتأتي مؤلفاتهم لتدور، وتحوم حَوْلَ ما يهتم بِهِ الطِّفْل، دونَ الولوج -عادة- في عالمهم الخاص.
رابعاً: هُنَاكَ إشكالية بسبب وجود المثالية الزائدة فِيمَا يكتب للطفل، وَتَقْدِيم العالم له وكأنه جَمِيل جداً، خال من الاشكاليات، وإذا حَصَلَ، فإن الصراع يحصل بَيْنَ الخير الخالص، والشر التام، فَلَيْسَ هُنَاكَ حلول وسط، ولا مَكَان للألوان الأخرى في الْحَياة، غَيْر الأسود والأبيض، وهَذَا يؤدي إلى ترسيخ التفكير المثالي لَدَى الطفل بِطَرِيقَة لا عَلاقَة لَها بالواقع، أوْ عكس ذلِكَ تَمَامَاً.
خامساً: ما زالَ أدب الطِّفْل يركز عَلَى (ما يجوز)، و (ما لا يجوز)، وهَذَا ليْسَ عَيْباً، لَكِن العيب أن هَذَا الأمر أثر عَلَى الشكل الفني لِلقِصةِ، وَعَلَى ثرائها بعالم الامتاع والجذب للطفل، وَلَمْ يُعْطِ مَجَالاً لتنويع الكِتابَة للطفل.
سادساً: ما زالَ كثير من الأدباء غارقين في عالم التقسيم التقليدي للطفل، ضمن مراحل عمرية جامدة، رغم ان هَذَا التقسيم قَدْ لا يفيد في الحَالَة العَرَبية في جوانب مُعَيَّنَة، وهُوَ يَحْتاجُ إلى دراسة أعمق عَلَى الطِّفْل العربي، خاصة فِيمَا يتعلق المراحل القرائية.
سابعاً: لَمْ يدرك كثير من أدباء الأطْفال ان طِفْل اليَوْم هُوَ غَيْر طِفْل أمس ( واقصد بِهِ الطِّفْل الَّذِي عَاشَ بيننا الأسبوع المَاضِي، وَليْسَ في العِشْرين سنة الماضية)، وهَذَا لَمْ يقنع الكثيرين لتغيير أساليب كتاباتهم، ليتحولوا هم أولاً إلى (أدباء ديجتال) ليواكبوا (أطفال الديجتال).
ثامناً: البعض يركز عَلَى أدب الأطْفال كمَجَال لكسب المال، وهَذَا لا يشكل عَيْباً بحد ذاته، لَكِن أن يتحول المرء ليكتب في هَذَا الحقل ليتكسب فَقَطْ، دونَ ان يَمْتَلِك أدواته، أو يؤمن برسالته فهنا المُشْكِلَة.
تاسعاً: بَعْض دور النشر ما زالت تعيش في عالم الإرهاب الفكري، والمادي، والمعنوي للكاتب، وَهِيَ تَتَعامَل مَع الأدباء كعامل ثانوي فِيمَا يكتبون، بَلْ وَهُنَاكَ دور نشر لا تضع اسم الكاتب عَلَى الغلاف الخارجي لِلْكِتابِ، وكأن الأمر لا يعنيها، وَمَع كل ما تجنيه بَعْض دور النشر من أرباح خيالية من بيع كتب الأطْفال، فإن حصة الكاتِب تَكُون محدودة جداً، وَبَسيطَة، ونجاح الكِتاب يعزا لقدرة دار النشر، أمَّا الفشل– إذا فشل  الكِتاب–  فسببه الكاتِب.
عاشراً: بَعْض دور النشر تصدر الآن كُتُبَاً بإخراج فَنِّي جَمِيل، وَقَدْ تمكنت بعضها من تجويد هَذِهِ الصناعة، والارتقاء بِهَا، وَلَكِن هَذِهِ الدور (كلها) لا تعمل عَلَى تلميع الكاتِب، وترويجه، وتسويقه بالشكل الصحيح.
حادي عشر: بَعْض الأعمال الأدبية الَّتِي تختار في المناهج المَدْرَسِيَّة، لا تنتمي إلى جنس أدبي مُحَدَّد، فَقَد تجدها قِصَّة غَيْر مكتملة العَنَاصِر، أوْ جنس أدبي تحتار في تصنيفه، وَلِهذا نتائج سلبية عَلَى الطَلَبَة.
ثاني عشر: بَعْض دور النشر تطلب من الأدباء أن يصبحوا خياطين، ويقوموا بتفصيل قَصَص مُناسِبَة لأمينات المَكْتَبات، وَالمَدَارِس، بغض النظر عَنْ توجهات الطَلَبَة، بَلْ إن بَعْض هَذِهِ الدور ما زالت تطبع القَصَص الكلاسيكية، وتعيد نشرها، وهَذَا ليْسَ عَيْباً، لَكِن العيب أن تنشر أكثر من عشرين دار نشر عَرَبِيَّة قِصَّة أطفال واحدة، وكأن الدُّنيا خلت من أي شَيء جَدِيد.
ثالث عشر: غياب شبه كَامِل لنقد أدب الأطْفال، وعدم تركيز بَعْض الكليات الأدبية عَلَيْهِ.
رابع عشر: عدم وجود تخصصات مُعَيَّنَة في الجامِعات تغطي أدب الأطْفال بِشَكْل مقبول.
خامس عشر: عدم وجود مَبَادِئ تحكيم عادلة، ومهنية لتقويم الكتابات الموجهة للطفل، خاصة في دور النشر، والمجلات، وعدم اعتماد مفهوم الدليل الارشادي للتعامل مَع هَذِهِ المؤسسات من قبل الأدباء.
سادس عشر: عدم الاهتمام الكافي من وزارات التَّرْبِيَة والتعليم في العالم العربي بتزويد مكتباتها بالنتاج العربي من أدب الأطْفال، بَلْ ووضع طَرِيق عقيمة للشراء من الكاتِب. كَمَا أن تِلْكَ الوزارات لا تشترط عَلَى المدارس الخاصة إنشاء مكتبات للأطفال، أوْ تزويدها بالحد الأدنى المقبول من الكُتُب بِشَكْل عام.
اقتراحات لتحسين واقع الكِتابَة للأطفال
أولاً: شمول الكِتابَة للأطفال باجناس أدبية، وكتابية أخْرَى، وإدخال مفهوم الكِتاب الشامل للأطفال بِشَكْل أوسع، وتعويد الأطْفال عَلَى القِرَاءَة بمجالات أخْرَى غَيْر القصة والشعر.
ثَانِياً: زيادة الحساسية لما يَكْتُب للأطفال، والتقاط الأفكار الَّتِي يكتب من خلالها بذكاء كَبِير، وَبِطَرِيقَة تَكُون قَرِيبَة جداً من عالم الطفل.
ثالثاً: إنشاء دار نشر وطنية تعنى بنشر كتب الأطْفال بشروط عادلة في كل دولة عَرَبِيَّة.
رابعاً: إدخال مفهوم تلميع الكاتِب والاستثمار باسمه إلى عالم النشر، والعمل عَلَى الترويج لَهُ من خِلال القراءات المَدْرَسِيَّة، واللقاءات الصحفية، وإنفاق الأموال من قبل دور النشر لِهذا الغرض، لأنَّ الأمر ينعكس عَلَى مبيعاته، وزيادة أرباحها وأرباحه من البيع.
خامساً: الكِتابَة بلغة بَسيطَة، والإتفاق عَلَى قاموس خاص للأطفال، والابتعاد عَنْ الُّلغَة الخشبية في الكِتابَة، واستبعاد الألفاظ الميتة من الُّلغَة المُقَدِّمَة للطفل.
سادساً: تطبيق مقولة (الشكل الفني أولاً) في الكِتابَة للأطفال، مَع التوازن مَع العَنَاصِر الأخرى.
سابعاً: تشجيع الكتاب الشباب لخوض غمار الكِتابَة للأطفال.
ثامناً: دُخُول الأدباء عالم الديجتال، والرقمية الحَديثة ليتمكنوا من التَعَامُل مَع الأطْفال.
تاسعاً: وضع معايير واضحة لتحكيم أدب الأطْفال، وإدخال أدلة استرشادية لدور النشر، وَمَجلات الأطْفال، وَالمُسابَقات العامَة، ليتعامل مَعْهَا الأدباء بمهنية عالية.
 تاسعاً: عمل دِرَاسَات وأبحاث لتحديد ما يُحِبُّه الأطْفال وما يُرِيدُه، خاصة الإجابة عَلَى سؤال: هَلْ ما زالَ الأطْفال يحبون القَصَص البوليسية، وَقَصَص الخيال العلمي؟
عاشراً: عمل برامج حكومية فاعلة لدعم أدب الأطْفال، وتشجيع الأطْفال عَلَى القِرَاءَة، وإعفاء مدخلات كتب الأطْفال من الضرائب، والرسوم، وتسهيل انتقال هَذِهِ الكُتُب بَيْنَ الدُّوَل العَرَبية.
وَبعْد،،، أدب الأطْفال مهم جداً في عملية بناء الطِّفْل العربي، وهُوَ (سلعة استراتيجية) يَجِبُ الاهتمام بِهَا، لأنها تشكل أحد أهم السدود في مواجَهَة الغزو، والاستلاب، وَبعْد هَذَا الكَلام كله يُمْكِنُ تلخيص المُشْكِلَة الَّتِي نعيشها في هَذَا المجال، هُوَ انه ينقصنا الارادة والإدارة.
الارادة كَيْ نصنع أدباً راقياً يتحول مَع مرور الوَقْت إلى خبز الأطْفال اليومي وزادهم، والإدارة الَّتِي تحول هَذِهِ الأحلام والطموحات إلى إجراءات عملية، وبرامج واقعية تحقق هَذِهِ الأهداف.
للمزيد:
Www.facebook.com/mrajaby7


مركز عماد على قطري للإبداع و التنمية الثقافية والإصدار الأول للمبدعين المصريين


مركز عماد على قطري للإبداع و التنمية الثقافية والإصدار الأول للمبدعين المصريين

يعلن مركز عماد على قطري للإبداع و التنمية الثقافية عن فتح باب نشر الإصدار الأول للمبدعين المصريين في المجالات التالية :
1- ديوان شعر الفصحى
2- ديوان شعر العامية
3- مجموعة قصصية
4- الرواية
و ذلك حسب الشروط التالية :
1- ألا يكون العمل المقدم منشورا من قبل ورقيا أو إلكترونيا
2- ألا يزيد عدد الصفحات عن مائة صفحة من القطع المتوسط " نصف مقاس A 4"
3- صورة من البطاقة الشخصية للمتقدم مع تعهد بأن العمل غير منشور من قبل مع العنوان البريدي و البريد الإلكتروني و رقم الهاتف في ملف مرفق
4- ترسل الأعمال المقدمة لصفحة المركز على الفيس بوك وتوضع كملف وورد لإطلاع القراء عليها
5- القراء هم الحكم المشارك بنسبة النصف 50 % في الحكم على نشر العمل بالتصويت للعمل الإبداعي على صفحة المركز
6- رأي لجنة التحكيم له نسبة النصف الآخر المكمل 50 %
7- العمل الحاصل على أعلى نسبة تصويت من القراء وعلى أعلى تقدير من أعضاء اللجنة ينشر في دار إيزيس أو دار وعد أو مركز المحروسة للنشر على نفقة مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية و يسلم الفائز خمسين نسخة من عمله المنشور
8- يقام حفل توقيع جماعي للأعمال الفائزة على هامش حفل توزيع جوائز مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية صيف 2013 م إن شاء الله
9- تطرح الأعمال على صفحة المركز من 1 يناير حتي 31 يناير 2013 م و في نهاية المدة المحددة تجمع أصوات الجمهور و يعلن الفائز في كل فرع
10- لا يحق للمبدع المشاركة في أكثر من فرع من فروع الجائزة بل يكتفى بفرع واحد لإفساح المجال للجميع
11- لا يشترط عمر المبدع بل المسابقة للجميع في كافة المراحل العمرية
12- المسابقة للمبدعين المصريين فقط
13- لجنة الإشراف على المسابقة :
1- الأستاذ الدكتور نادر عبدالخالق
2- الأستاذ الدكتور رمضان الحضري
3- الأستاذ الدكتور هشام السحار
4- الروائي و الناقد قاسم مسعد عليوة
5- الروائي و الناقد محمود رمضان الطهطاوي
6- الشاعر السيد الجزايرلي
7- الشاعر محمود مغربي
8- الشاعر سعيد شحاته
9- الشاعر أشرف عزمي منسقا إعلاميا
10- الفنانة سوزان التميمي منسقة النشر للأعمال الفائزة
هذا و يأمل مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية أن تساهم هذه المسابقة في ضخ دماء جديدة و إثراءالحركة الإبداعية و الثقافية في مصر المحروسة و إحداث حراك ثقافي يسعى لإعلاء قيمة الإبداع و المبدعين
مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية
الأمين العام
الشاعر عماد قطري

أشرعة حسن النجار في أفق القصيدة العربية المعاصرة

  د. محمد عبد الرحمن يونس
 حسن النجار, شاعر عربي مبدع استطاع أن يثبت حضورا جماليا إبداعيا متميزا في الخطاب الشعري العربي المعاصر, وهو يعد من الجيل الثاني من جيل الرواد, الجيل الذي قامت على يديه معمارية القصيدة العربية المعاصرة تشكيلا ورؤية وإبداعا ، هذا الجيل الذي كان له دور كبير في رسم معالم الخطاب الشعري المعاصر.

 وحسن النجار مخلص في كتاباته الإبداعية , وطني نبيل في انتمائه  وثقافته وقومي مبدع في توجيهات خطاباه الشعري ، وأممي في همومه وبعده الإنساني . ولا نغالي إذ قلنا انه من أكثر شعراء جيله عطاء إبداعيا وإخلاصا لفنه ورؤى قصيدته. لماح قادر على استنفار الشرط الإنساني المعرفي وتوظيف هذا الشرط على صداقته وفنه وأدبه .

 تعددت مواضيع خطابه الإبداعية, فقد كتب للثورات العربية. وكتب للأحلام العربية الملغاة, و يطمح إلى وطن حضاري تتحقق فيه إنسانية الإنسان وكرامته وحريته . وكتب قصائد جميلة ملونة بشفافية البحار, وجمال الأشرعة المرتحلة صوب مدن نظيفة لم تتلوث بعد .

 وتعد قصائده  في المرأة وشفافيتها, وجمالها من أجمل التجارب العربية في القصيدة العربية المعاصرة .
عمد حسن النجار في خطابه الشعري على جملة قصيرة مكثفة في بعدها الاشاري والدلالي ,  تارة تميل إلى ترميز وتارة تستمد بعض مكوناتها من الإرث المعرفي التاريخي  والأسطوري .

لقد قرأ التراث العربي قراءة الفاحص المتبصر بجماليته, وامتداده الزمني والتاريخي, ومن هنا نجد إشارات عديدة إلى رموز من هذا التراث  واطلع على الأساطير العربية القديمة,ووظفها توظيفا جماليا إبداعيا في خطابه الشعري متجاوزا دلالتها القريبة , لتصبح في خطابه ذات بعد حضاري وإنساني. ومعاصر تشير إلى الهم العربي في واقعه وامتداده داخل جسد الأمة الواحد .

 إننا عندما نقرا قصيدة حسن النجار فإننا نقرا تجربة عميقة في بعدها وفي لغتها,وفي رؤيتها , واستشرافها لمستقبل يتمناه الشاعر مشرقا قادرا على تخطي واقع الاستلاب والهزيمة بكل أبعاده ،هذا الواقع الذي يخيم على الذات العربية عقودا طويلة, واسهم في تعطيل طاقتها وقدرتها على ان تكون ذات فعالية مبدعة .

لم تكن قصائد حسن النجار تعبيرا عن هم فردي, وداني ضيق, بل في بنيتها العميقة تعبير صادق عن هم جمعي إنساني في رؤيته وأطروحاته .
ورغم بلوغه الخامسة والسبعين لازال يكتب بهمة الشاعر الشاب المتدفق , والقارئ التواق الى مزيد من التحصيل المعرفي.
 إنني وإذا احتفي من بعيد بقصائد هذا الشاعر المبدع فإنني احتفي احتفاء القارئ المحب للشعر واحتفاء الصديق واحتفاء الباحث عن جماليات الخطاب الشعر المعاصر .
ومن حق الشاعر حسن النجار علينا أن نحتفي بشعره وان نوليه مزيدا من الدراسة والنقد والتحليل, طالما نحن نحتفي بالشعر المعاصر وآفاقه وتجلياته .
وإنني أرى وفاء لهذا الشاعر الذي اخلص زمانا طويلا لهم قصيدته وبعدها المعرفي وبالتالي لهم الشعر العربي المعاصر في بعده ، أن تقوم شعب الدراسات العليا في الجامعات العربية المعاصرة بدراسة شعر هذا الشاعر الكبير وحق طلابنا الباحثين على تسجيل بعض مواضيع رسائلهم وأطروحاتهم الجامعية في بنية الخطاب الشعري وأبعاده عند حسن النجار، لان المواضيع التي طرحها  في شعره قادر على إثارة المزيد من الإشكاليات النقدية ، وبالتالي المزيد من الدراسات لشعر هذا الشاعر الثر المتدفق نبلا وسحرا وجمالا , وبعدا متعدد الاتجاهات ومن هنا تأتي أهمية دراسة شعر هذا الشاعر وأهمية الرسائل الجامعية التي تتناول شعره لأنها ستضيف جديدا إلى حركة النقد العربي المعاصر وبخاصة نقد الشعر, وأفاق الجديد.
إن ماأكتبه الآن عن حسن النجار ليس دراسة معمقة ، وهو يستحقها ، وليس تقدمة ، بل هي اقتراب من شاعر كبير نضجت علي يديه وعلي أيدي جيله من الرواد أجيالا متعاقبة من الشعر .

      __________________

  د. محمد عبد الرحمن يونس

أستاذ بجامعة جين جي الوطنية –تايوان- الصين

رئيس قسم اللغة العربية في كلية اللغة العربية بجامعة ابن رشد- هولندا- التعليم المفتوح

2012/12/29

النحات أ.د/علي الصهبي (ضيف شرف) صالون البورتريه بالإسماعيلية

النحات أ.د/علي الصهبي (ضيف شرف) صالون البورتريه بالإسماعيلية

افتتح أمس صالون الدولي الثامن "بورتريه" بقصر ثقافة الإسماعلية والفنان أ.د/علي الصهبي أستاذ النحت بكلية التربية النوعية، الأستاذ سعيد الهمشري رئيس إقليم القناة وسيناء.
وتلى الافتتاح حفل تكريم النحات أ.د/ علي الصهبي كضيف الشرف المكرم بالصالون، وقد شارك في الصالون بعمل نحتي ملون نال إعجاب المشاركين في المعرض والجمهور. وقد تسلم النحات علي الصهبي الدرع وشهادة التكريم في حفل غنائي وثقافي أحاط فيه بالنحات أ.د/علي الصهبي المسئولون عن الصالون ومجموعة6...

حين يجتمعون الشعراء في عزا وات الحبيبة يعيش الموت، ويحيا في ضوء الشعر.. بقلم: هدلا القصار


حين يجتمعون الشعراء في عزا وات الحبيبة
 يعيش الموت، ويحيا في ضوء الشعر 
بقلم/ الكاتبة والشاعرة هدلا القصار
وكأننا كنا بحاجة ماسةٍ للتحليق بفضاءٍ يتسع للغات الطيور المجنحة بألوان الحزن القائم، بين سيسولوجية الوطن، وسيكولوجية الشعب، وبين قذائف الكلمات التي أطلقوها الشعراء على غربان الزمن، لنكسر بحروف حضورهم حواجز غربة الروح التي جمعت صهيلِ شعراء تركوا قبلات حروفهم في المخيلة، لنتلمس جهازهم الذاتي.... قبل أن نترك حضورهم المتجلي على مصنفات الفكر والإبداع الجميل .
 شعراء لامسوا الألم الغزي وزرعوا أرضها لغة الشعر، كي تظل بندقية الكلمات شريكة القلم أبدا، وليظلوا الشعراء  يصرخون الشعر من ضلوعهم ... واقفين خلف تألق الكلمات ووقفات المعاني... عبر " منتدى الأدب و الفن و الفكر التقدمي " الذي جمعنا بالأديب والشاعر المتمرد توفيق الحاج، والشاب الهادئ والمتميز محمد الزقزوق، اللذان شاركا جراح الأديب والشاعر الجدلي الفلسطيني سميح محسن، الذي أتي من نابلس إلى غزة ليشارك هذه المدينة صراخ الصمت في بوح شذا الشعر، ويفرد بساط الكلمات، على رهيف إبداعات نصوصه التي تحمل نفساً حكائياً، فوق  طبقات أوراق تركت لغة الشاعر تأخذ راحتها بجرعات شعرية، تسرب الواقع والوقائع، بطريقة سردية، تنقلية،...لنستلذ من قصائده الهاربة من ادمع البلاء...، إلى ابتسامات محنية بأفكار ضبابية تحجب المسافة بين الشفاه، وحروف الشاعر سميح محسن، بأجنحة المظللة رحلة تنبض بمواجع الأصدقاء :

لكم أيها الأصدقاء

(1)
لكم أيها الأصدقاءُ الأحبةُ أن تعتبوا
فغزةُ تغرقُ بالنارِ
تؤنسها عتمةُ الوحدةِ القاتلةْ
(2)
لكم أيها الذاهبونَ إلى الموتِ
في عتمةِ الوقتِ
أن تبحثوا عن أنيسٍ يُهَوِّنُ وقعَ الصواريخِ
فوقَ سطوحِ المنازلِ
بيارةِ البرتقالِ
حقولِ الورودِ
صفيحِ المخيمِ
دورِ العبادةِ
والنبتةِ الذابلةْ

حمل الشاعر سميح محسن أورق صفصاف حقوق إنسانية الإنسان، في جو جدلي مع الموت والحياة .... هذا الموت الذي صوره الشاعر كصهيل حصان غير مروض ... يقتسم صحوت أقلام شاعريته، كلما راقصته حمرة الدماء على صور الأم، والابن، والشاب، والشيخ، اللذين حولوا قصائده إلى أمواج عامرة بمصابيح الشموع على أرواح من رحلوا فوق سطور الألم الغزية وندائه في سطوره :

(6)
تشبّثَ في يدِهِ بالشهيقِ الأخيرِ
وأمسَكَ بالوقتِ
من طرفِ الخيّطِ
طائرةٌ في بياضِ الفضاءِ ترفُّ
على جنحِ ليلٍ سيدخلُ في عتمةِ الروح والبيت
دماءُ الصبيّ التي التصقتْ في شظايا الصواريخِ أنَّتْ
على وَجَعِ القلبِ حينَ توقفَ نبضُ الحنينِ إلى دُميَةٍ
ظلّ يمسكُ أطرافَها اليابساتِ
وفيها تشبّثَ حتى الزفيرِ الأخير
لهُ الآنَ أنْ يستفيقَ على عجزِنا
أن ينامَ قريباً من اللهِ
يمضي إلى نومِه آمناً، مطمئناً
لَهُ الآنَ أن يستفيقَ
ويُعْلِنَ منّا براءَتَهُ
غزّةُ الآنَ عادَتْ تُدَثِّرُ أطفالَها بالشظايا
ولا تستريح

ليل
لغزةَ مقلةٌ تمتدُ من عينيّ امرأةٍ {{أسمّيها البلادَ}}
إلى ينابيعِ المياهِ تفجّرت من تحتِ إبطِ سحابةٍ
رسمت تضاريسَ الجليلِ،
وتعتلي نيسانَ،
تفرشُ أرضَهُ بالتوتِ والحنّاءْ
تفيضُ دماً
ودمعاً
كلّما مرت غماماتٌ محملةٌ بأطنانِ القذائفِ والمنايا

لغزةَ مقلةٌ تمتدُ من عينيّ امرأةٍ
تُمَشّطُ شعرَها في الليلِ
تصبُغهُ بماءِ الوردِ والدحنونِ

ربما كان الشاعر لم ينتهيِ بعد من رسم لوحات ما تواجهه مدينة غزة، التي رسم على جبينها خرائط الموت وتراتيل المواجع .... في قبلات نصوصه المحملة بصرخات موزعة بين ألواح الوطن، وبين غزة وولديها الطفل الذي لم يذهب ابعد من ثدي جذوره، بكلمات تتلوى من عمق الجرح المتناثر على توابل قصائد الشاعر سميح محسن، الذي لا ينضب من نهر حروفه الموغلة في قضايا المجتمع الفلسطيني، وهويته المصبوغة بلون الدم،  وبين أنواع الرصاص ....الموزع بين  قصيدة " لكم أيها الأصدقاء" وقصيدة " آمناً مطمئناً" و" ليل" و " إنْ لَمْ تُثِرك دماؤهمْ" حيث حلق الشاعر، كطائر أتم صراخ الوجع الإنساني ورغبته التي أصبحت كبقايا مركب تحطمت تحت شمس دخلت قدرها ....،  وخرجت من سخونة حكايات أخذت تلك الصور والأسماء من توابيت ذكرى موتانا ليقول لهم في:
قصائد قصيرة جداً

على صدرِ غزةَ علّقتُ قلبي، ونمتُ،
على نَبضِها في الصباحِ أقومُ من النومِ
أفتحُ عينيّ
وأضبطُ إيقاعَ يومي
على نَبضِها أحتسي قهوتي
تارةً تُنعِشُ القلبَ، تَمنحُهُ الدفءَ
أخرى تكونُ مبلّلةً بالدماءِ
وثالثةً مرّةً في المذاقِ
ورابعةً باردة،
وخامسةً دونَ طعمْ...
صباحكِ مجدٌ وعزّة...

على شاطئِ البحرِ تفردُ غزةُ ذاتَ صباحٍ جديدٍ جدائِلَها
كيّ تُنظّفَها من بقايا الرّصاصِ،
وتَضحكُ في سرّها...
بعدَ ليلٍ طويلٍ من القصفِ تنجو من الموتِ
تَنظرُ للبحرِ
والبحرُ يضحكُ في وجهِها...

يُشكّلُ سربُ الحمامِ غلافاً لقلبِ المدينةِ،
سَدّاً أمامَ القذائِفِ والطائراتِ
سواترَ تحمي البناياتِ
من حِمَمِ النّارِ
سربُ الحمامِ يصيرُ لطفلٍ كَفَنْ...

لِأُمّي التي شيَّعَتْ بينِ قافِلتينِ من الشهداءِ بَنيها
أخرُّ لها راكعاً
ساجداً لَها،
لستُ أعني هنا غيرَ غزةَ،
هذا العلو،
وهذا الشموخُ،
وإنْ كانتِ الآن تمشي على الرملِ حافيةً دونَ نعلْ ...
لقدْ خَلَعَتْ نعلَها
قدْ يكونُ لأمرٍ جَلَلُ ...    
}{على مَنْ على رأسِهِ بطحةٌ أنْ يحاذرَ}{

يرقص الشاعر فوق الكلمات، كوتر عود ناي زرع في جوفِ عصفور يرفرف إلى ما يشاء، يرتل الشاعر محسن، بذاكرة تغني حمائم الشعر الممشط على إيقاعه الإنساني، المنثور على بياض أوراق حقوق الإنسان الفلسطيني، الذي يمطر أمنيات جديدة بعد كل وعد ليتحد بتراب أجساد التحفت بملائكة السماء:  

لَها،
لستُ أعني هنا طفلةً غيرَها،
تنحني في السماءِ ملائكةُ الرّبِ طَوعاً لَها،
في المساءِ اطمأنتْ،
وقالتْ بأنّ الصواريخَ تخطئُ أهدافَها في الظلام،
وكانَ مساءُ المدينةِ قد عادَ من نزهةٍ في شواطئِ غزّة،
كأمّ رءومٍ أعدّتْ حليباً لدُميتِها
هَدْهَدْتها
ونامَتْ على حِجْرِها في سكينةْ،
وفي غفلةٍ صَعَدَت للسّماءِ
مكللةً بالبياض...
على شرفاتِ مقابرهم يجلسُ الشهداءُ وحيدينَ هذا المساء...
وحيدينَ يسترجِعونَ تفاصيلَ ما أحدثَتْهُ الصواريخُ في مشهَدِ الحربِ،
لا ينظرونَ إلى شاشةِ التلفزيونْ،
لقدْ ضجروا
ليسَ من مَشْهَدِ القتلِ
بل من أحاديثِ ساسةِ هذي البلاد...

أزيزُ الرّصاصِ يُغَطّي سَماءَ المدينةِ
يَرسمُ شارةَ نَصْرٍ على جَبْهةِ البَحرِ
يجْفِلُ سربُ الحمامِ
يطيرُ،
يَحطُّ على سَطحِ بيتٍ تَقَوّسَ بالأرض،
أنينٌ لِطفلٍ تَدثّرَ بالرّدمِ
صوتُ شَهيدٍ يُهَدّهِدهُ
كيّ ينامْ....

مَطَرٌ على الأبوابْ،
صباحٌ غائمٌ بالغيبِ
والشهداءُ ينتظرونَ قَهوَتَهم
على وَجَعِ الغيابْ

وراءَ جِدارٍ تَشبَّثَ بالرّيحِ
طفلٌ يراقِبُ مِنْ كوةٍ بالجِدارِ
اصطفافَ الكِبارِ
على صَهوَاتِ الخِطَابةْ
بكى، عندما أسقطوا أمّهُ
أختَهُ
جَدّهُ
عمّهُ
خالَهُ
وأباهُ الذي ماتَ وهو يُجمِّعُ أشلاءَهم،
من نصوصِ الكتابَةْ
بكى، واختفى
غابَ في غابةٍ من كآبةْ

ها كم الأديب سميح محسن، لم يحاول أن يلبس ثوب غير ثوبه ليلاقي الآخر في منتصف الطريق، بل اتخذ طريق التعبير عما يجول في كاميرا عيناه ومشاعر قلبه الذي يحمل إنسانية الإنسان، وجوده على الأرض التي تحمل دمائه، في صدى مشاعره وثقافته الوطنية التي احتضنت سحابات الأنا واتحادها بالآخرين، لينقل همومه وما جال في خاطره من أفكار وتطلعات سامية، إنسانية صوفية، تعبر دهاليز العقل الذي رسم معالم طريق الواقع على ارض كنعان ....
*********

( يقول الشاعر البلجيكي " دونات شاينر" أن للشعراء أوطان، فهناك شعراء تجذبهم أجواء المدينة والحياة فيها ... وهناك شعراء تشدهم الأحاسيس الإنسانية في دواخل الإنسان..، وهناك شعراء تجذبهم المشاعر الثورية...النضالية، وهناك من يدخل عمق وطنه، وجذوره، وبيئته) .
كما جاء في نص الأديب والشاعر المتمرد والجريء توفيق الحاج، الذي شارك الشاعر سميح محسن، مرحبا بإقامة الصلات على السياسة والسياسيين، ومن تسيسوا بمفاتن كاذبة، وعلي المجتمعات المتكالبة على الكراسي, وبائعي المواقف المغلفة بالنفاق، في قصيدة تحمل من عشرون عاماً، لكنها ما زالت تصهل شذرات تلك المواقف التي لم تبتعد عن امتدادها حتى يومنا بعنوان (انتصار الأسئلة)  وهذا العنوان قد يكون انتصر على أسئلة الشاعر، الذي تنبئ بتلك الأسئلة .... وقد تكون هذه الأسئلة ما زالت منتصرة على شفاه الأوراق التي احتملت عشرون عاما، دون صدى لانتصار الأسئلة التي وردت في قصيدته :
انتصار الأسئلة
1
الوقت يسرقنا..
تنهشنا بذاءات الرماد
لا أكابر..حين تسلبني مزاريب السياسة كل صبح..
لا  أكابر..
هاهمو..نهبوا التهاليل..البدايات.. الضفيرة
وامتطى وطني لعاب المدعين..
أهل الفخامة والزعامة والإمامة..
والحكايات المثيرة..!!
2
أعذروني..
إن تكن مني القتيلة هذه المرة ..ليلي غجرية..!!
ما عدت أحتمل القوافي..
ما عدت أحتمل الليالي
ما عدت أحتمل البلاط ،وسجدة الشعراء..
حبا في العطايا المخملية..!!
وبهذه الصرخات المحمرة الوجه، والعينان الذاهبتان للبعيد، وبصوته الخشن أطلعنا الأديب والشاعر توفيق الحاج، على خط سير ذاك التاريخ، وخصوصا تاريخ الفكر الضالي، والسياسي، الذي قيمه الشاعر من خلال هذا النص كنوع من تحليل العقل العربي ومكوناته، وبنيته الثقافية، واللغوية، والأخلاقية، وقضايا مستقبل سليم معافى من مفاوضات ما زالت نائمة مع أهل الكهف .
3
يا رفاقي..
هلا سألتم نهركم عند التجلي..؟!!
كم من الأسماء فارق في مسارات الهوية..؟!!
كم من الأمراء باعوا.. ،واستفادوا ..
من دهاليز القضية..؟!!
4
اغفروا لي انفجاري..
في مواويل تعشش في زوايانا خرافة..
نحن بأنفسنا بنينا..كل أصنام البطولة ،والبلاغة، والحصافة
وجعلنا من تلاميذ القوافل ..أنبياء
وبكينا .. حين أدركنا المسافة..!!
5
أخشى عليكم ..
أخشى على نفسي..
من العزف  الغبي على وتر المحبة..
الصدق  والإيمان بالثورات لا يكفي ..
ولا تكفي المحبة..
علمتني جذوة الغزوات..
أن لا شيء أقسى من وساوس جائع استأنس الأوجاع..
وأضاع العمر بين الجائعين..
جرحي الأكبر..حلمي
نشوتي الأخرى التي ذهبت بعيدا
بينما خدم المليك من الشمال إلى اليمين
ومن اليمين إلى اليمين
الصاعدين النازلين
الحاصرين الغائبين
الملحدين المؤمنين..
يسرقون ،ويهربون ،ويدعون..
أنهم آباء كل الثائرين..!!

لكي لا يستغرب المتلقي أمام هذه النبوءة الزمنية، للشاعر توفيق الحاج، الذي وضع محتويات العقل السلطوي، نقول له: بان لا يستغرب هذه الواقعة، لان لكل كوكبة مكانة ولكل حكاية نورها، ومعناها، في علامات من يجاور السارد ورسائله الدالة على ما تيسر من ضلوع الشاعر، لنرى أنفسنا أمام اعتبارات تعني بالكلم الأدبي، والخصائص المميزة باللغة والأسلوب الجمالي... وفق رؤية مؤرشفة دالة للحظات مخبأة في صدر الشاعر توفيق الحاج، للرفاق الذين تاهوا وراء العولمة والخصخصة والبهرجة ..... 
6
يا رفاقي..
اسمحوا لي أن أمزق عنكمو صلف الثقافة
بعض من الترف المضلل.. لونه أجمل ..
لكن..
طفلنا المحروم يعرف..
آن للصادق وعد..
بينما للكاذب ..مليون ارتجافه..!!
7
آمنت جدا.. ان الشاعر الثوري شبهة..
وبراعة الزحف المنمق فوق جمر الضاد شبهة..
ومراودة الأماني دون وعي الشوق شبهة

يبحث الشاعر توفيق الحاج، عن من يتوحد مع مفهوم، فلسفته، وعمق تفكيره، اتجاه القضية التي أصبحت في خزائن بورصة العالم، والمتلاعبون بتجارة القضية الفلسطينية في الماضي، الذي ما زال يتلوى في اضطرابات حتى هذا الجيل ...

8
جئنا إلينا..
كي نمارس لهونا..
ونعد نضالنا التحتي في الغرف الوثيرة..
لحظة..يتضاءل المخدوع ..يسأل
كيف طاوعني شراعي..
أشرب الكاسين..
أهذي.. تحت اضواء الشموع
يا الهي..
كيف طاوعني شراعي..
وفي المخيم من يموت..
ومن يجوع..؟!!
يا الهي..
صور المآدب لا تساوي كف رمل من بلادي..
مهما تباكت..
فالدماء هي الدماء
والدموع هي الدموع..!!

9
لا ..
ليس حقدا..أعلن العصيان
من حقي..
أن ازدري الأصنام
ألا أشارك في سجود الذاهلين..!!
أن أبين..
كيف يخدعنا ..بريق الأغنية..؟!!
خذوا مثلا..
أولياء العشق في المنفى أرادوا
شهوة الأعشى تبول على سطوع الشنفرى
أرادوا.. عروة بن الورد يسجد ليزيد..
شاكرا..!!
أمراؤنا..
نحتوا البحار المعدنية
احتسوا خمر البغايا..
في كؤؤس الوطنية..
يا رفاقي..
أصبح الشعر حشيشا..
بيع من أجل  القضية..!!


وهكذا رأينا أن الشاعر، الذي لم يكن من بين الذين يبحثون عن الأضواء، وليس هو من بين اللذين يتنقلون كل يوم من مرحلة إلى مرحلة، ولا هو من احد المغمورين...، بل ما زال في نشاطاته الأدبية المتنوعة ..... وما زال ملتزم بحمل ثوابته القيمة، الآتية من الزمن النشط إلى زمن انعدم فيه صدق النضال الصادق ... فهو يمثل الاتجاه الأدبي القريب من الفلسفة الميتافيزيقية، العقلانية التي تجمع بين " المختلف والمؤتلف،" في الأخيلة الفكرية التي تدلت من سيمفونية "انتصار الأسئلة" وتكهنه للمفاهيم، في رحلة العزف على أوتار الزمن الشبيه بأسئلة الحاضر، المرتبط بالماضي، الذي عاش ومات في مهبط وحي الشعر والحكمة ...

وهكذا يذكرنا الأديب والشاعر توفيق الحاج، أن تلك الكلمات التي سبق وتنبئ بها... ما زالت تشبه ما يحصل على ارض الواقع.. ، ليطلع عليها ناشئ هذا الجيل الجديد، وليروا وما يدور من تحت الطاولات، وخلف الستائر المبهرة

10
قمر ..كما الشاطر حسن
كنا نصلي للخلاص بأغنياته
عشنا نثرثر كل شيء عن مزامير تلاها للبيادر
اكتشفنا فجأة ..
أن منقذنا ..توظف في شؤون المدح
يحمل صورة الوالي..
ويهرع في اتجاه السرب ليلا ..
ويغادر..!!

11
فرح.. كما عرس الشجن
أهدى إليه حزبه..
بعض نكهته، وال المعرفة
نادى طويلا بالتمترس ،والأغاني النازفة
رغم التشاؤل..
شاخت بدايته  فاهدي طعنة للدرب
عللها ..
بانحناء الاغنيات.. امام قصف العاصفة..!!
لا ..
لا..يارفاقي..
هذا هارب..
شكله الاممي غافلنا..
فاخجلنا انهزام الاغلفة...!!

11
لا تدهشوا..
بيننا نفر.. يجيد الغوص  في كل البحار
يراقص ألف غانية ،وينسى..
يدعى الحرص على شرف السبايا..
يطلب الحرب..
ويأسى..
ثم  يؤذن بالفرار..!!
بيننا.. من لا يزال يبيعنا وهم السلام
وبيننا ...من مزق الوطن الغريب لأجل ليل ..
قطعتين..!!
لمن..؟!! وكيف يامولاي..؟!!
أين..؟!!
يا ذا الحطام.. أنعى مصالحة تموت..
،والكل يشنقه السكوت..!!
بينما الأمراء ،والتجار ،والفجار ،والأنفاق، والأزلام تهتف:
يحيا الانقسام..!!

12
فليهنأ وا..
بقصائد المدن التي لم يعشقوها مثل روحي المحبطة..
فليفرحوا .. بموائد الإفتاء في بصرى الغبار.. الساقطة
وليرسموا..خطو العراة اللابسين..مطابع الأمراء..
اللاجئين إلى العواصم أغنياء..
مهما تدور الخارطة..!!

13
كذبووووووووا
وقالوا... ألف ملحمة عن الوطن النهار
سرقوا قصائدنا..
سحلوا أغانينا..
قتلوا أمانينا..
وقالوا :قاتل الله الحصار..!!
كتبوا... على نغم  المدافئء..
وصفا لبرد الاعتقال..
وحكوا فضائل نفيهم..مجد الخطايا في النضال
دوما ..اعدوا شعرهم..
رقصوا على حبل المواقف.. ،وارتشوا
قبضوا لكل قصيدة ثمنا..
وكانوا في دفاترنا...
رجال..!!
جعلوا لبيت الشعر سعرا في الدواوين المضيفة
أثروا دعاة ..لاهثين
وراء طاغية .. ،وجيفة
هاهمو.. في جوعنا امتشقوا
الفنادق ،والكواكب ،والقطيفة
لو أنهم صدقوا..
وكانوا بين أنات الأزقة ،ووصايا الراحلين
لو انهم صدقوا..
وكانوا وحي أبناء الحجارة..قبل قطف الياسمين
لكنهم ركبوا حكايانا
تباكوا.. في وداع العاشقين..!!

14
يا رفاقي..
تكلم وجوه الراقصين ..الحالقين ..الملتحين
على بساط المرحلة..!!
تكلم  قواف فارقت أحلامنا..
والقافلة..
هذا البريق المتباهي..
هذا الصراع على الفتات..
هذا اللهاث..
سينتهي عند انتصار الأسئلة
سينتهى..
عند انتصار الأسئلة..

********
لم يبقى لدينا سوى أن نلج بزوايا نزهة الشاعر الشاب محمد الزقزوق الذي تستفز حبر القلم  الذي شدته كهولة الشعر، وتسلق في سماء المخيلة كنورسه يبحث عن اصطياد المهد من غابات ليل مخبأ في خزائنه الساهرة فوق أوراقه، المستسلمة لحلم يقظته، وأطراف رؤيته التي منحته الإبحار في عرش يفوق مخيلة شاعر تهيئ للشعر....

في إطلالة خفية حمل الشاعر الشاب صهيله الغني بدلالات وصياغات محكمة البيان، في تراتيل صوفية مبدعة، تليق بحزن شاب اغتيلت مواهبه الشبابية بين حرب وحرب، وبين موت وموت، وبين قرار سياسي وبيان، والقصف والطائرات، وبين العزاء والعزاء، وبين النظرة وحزن القلب، بحروف تحمل فاكهة الإبداع، وبجمالية ذائقة التي نقلها للمتلقي، عبر مفرداته المغمسة بشهد المدى المكبل بالخوف على "غزة" في مجموعة حكايات من الحرب:

تَـــخـوف
أخشى أن تُصبِحينَ نُصباً تِذكاريا ً أو مزاراً لهُواةِ المغامرة يأتونَكِ من شتى بِقاعِ الأرض لالتقاط الصُورِ التِذكارية أو كِتابة قصص الدراما و المُغامرة أو رُبما مكاناً لِلبحثِ العِلمي أو مُختَبراً للفِزائين , أخشى أن يَنزعَ عنكِ المؤرخون بزتك العسكرية ويُلبِسوكِ ثِياب الأمم المتحدة كوني بخير يا مَدينتي الصغيرة

وكأنه الشاعر محمد الزقزوق، ينام ليكتب، ويكتب ليهدأ ما في داخل حروفه السرمدية  المقتحمة أبواب التأمل والصمت حيث يرفع الشاعر لجام الشباب لينتزع من الوجود أدواته ومفرداته التي بإمكانها أن تجمعه بمن سبقه من الشعراء عمرا.... يعيش في حيرة تساؤلات تحمل عبير الأنفاس المتكئة على ظله، المرتسم فوق تابوت الورق، كغدير توضأ للصلات .... بسطوة مرارة الحزن والغضب
المتجلي على توظيف مفرداته المنتشرة في منازل الجار والأخ والصديق والشاب والعجوز وحب الحبيبة في جسد غزة، إلى  تحول كرمال فارس اقتحم الشعر، وتواشيح أوتار الوفاء، في صوت يخفق كصدر دوري يبث غدير التساؤلات :


تَســـــاؤل

كَيفَ تَتَسعُ أماكِنُكِ الضَيقة لضَجرِ العاطِلينَ عن العمل ولِصَخبِ سياسيوكِ الجدد , الحَربُ ضَيفَتُكِ المُعتادة تُكرمينها حتى البذخ يَومين أو أكثر تَترُكُك وقد اتفقتما على زيارةٍ أخري , يا مدينتي الصَغيرة كيفَ تُناوئين وكأنكِ أكبر مُدنِ العالم , أليس منَ الظُلمِ أن تَكونين أنت وحدك آخر المُدنِ التي ما زالت تَعرف قيمة الحرية وتدافع عنها , حبيبتي سَتكونين سيدة المدائن وجميلة الجميلات

أما في مقطوعة " قادة الحرب "  تحرك الشاعر محمد الزقزوق، في دائرة من جداول الشعر، ورغبات تطوف بحوارات شريدة، ليسطر أناه في جسد مدينة "غزة" في حوار مبتور الإجابة، المبحرة في لمعة عيناه الغائرتان السابحتان، في أغوار مواقف يترنح  في صوته المتجه نحوى مدينته التي تموت وتحيا أمام أعين القادة :    
قادة الحَرب

مَدينَتي الصَغيرة من يَصُدُ الضَرباتِ عَنكِ الآن هم صِغارك , يا لهم من بارِعون حتى بَعد أن يَموتوا تَبقي دمائَهم تقاتل الجُناة , أخبريني كيف أمسك هؤلاء الصِغار بِيدكِ عندما أردتِ أن تَتَجاوزي الطَريق ما قَبل الآخرة نحو النصر , وكيفَ هدءوا من روعك كُلما على ضجيجُ الحرب , ها هم يقودون المَعركة وكروش نعاج العرب ما زالت تكبر أكثر وأكثر , هم أسطورتُك الضاربة في أعماقِ الأرض

بين الموت والضوء المنعكس على تماوجات متعبة انفرد الشاعر الشاب محمد الزقزوق" الذي ذهب إلى ما بعد الروح في حروف تروي ما يكفي لجرعات تساهم في أعادة ترميم الأنفس التي تكسرت في معبدها، المتمايل بين البسمة والحزن في صهيل يوحد أصوات الشعراء في صراخ قد كان يجب أن يتغنى بأهازيج الحب والوجد :

صُــــراخ

غَزة أنا الان عاجِزٌ عن التَفكير أو القِراءة أو التَدخين بِالشكلِ المُعتاد كل ما أفعَلهُ الان هو تَأمُلِكِ , يا الله ما هي تِلكَ الأرض التي تَحمِلك أنت وحدك فيما الإنسانيةُ رجلٌ مُسِنٌ أبكَمٌ معصوم العنين مدمنٌ كُلما على ضَجيجك تناولَ جُرعةً منَ الأفيون وكلما ازداد نَزفكِ تَناولَ جُرعةً إضافة يا مدينتي الصغيرة كيف تَتَسعين لِكل هذا , صواريخ , قنابل , دماء, أشلاء, موت , حرب, ضرب, ضجيج, ضجر, صخب, فتور, قوة ., ضعف, ألم , سعادة , نشوة , هدنة , لا هدنة , عرب, جرب, عاشقون , محاربون , سياسيون, إعلاميون , وقت , لا وقت , يا الله كيف لا تصرخين , كفااااااا

وهكذا طاف الشاعر الشاب محمد الزقزوق، في بكائه على الجميلة "غزة" باندفاع وشعور سام،  وآماله تخالطها آثار السنين الهاربة من عوامل الشباب والوجد ... ليتخذ قمر الشباب رفيق درب معاناة شعبه، في موسيقى الشعر  قبل ان يفر العمر من سجن الأيام  
***********