الشفرة الحادة
عبد الواحد
الرُّز يقي
بشفرةٍ حادة، تجزُّ غطاء سكينتها
الطفوليّةِ، تلك المرأة السمراء البدينة...
كانت تلعب في حقول القرية مع رفيقاتها،
تجري خلف الفراشات الملوّنة، ساقها إلى المنزل بيدين غليظتين بهما شقوق - يبدو
أنها كانت مخبأً للثعابين -، دفع بها إلى المرأة التي تجلس في صدر البهو، إلى
جوارها تقبع خالتُها.
انكمشتْ في نفسها، وأحسّتْ أنّ خطراً
يُحدّق بها، دخلتْ أمُّها تحمل طستاً، ومناشفَ، وأغطيةً بيضاء، وأشياءً أخرى...
وضعتها جميعاً على الأريكة، ما عدا الطست وضعته من تحتها، أمسكتْ برجلها اليمنى،
سارعتْ خالتُها وأمسكت باليُسرى، من الخلف قوّضَ ذراعيها.. أخرجت تلك السمراء
البدينة الشفرة من صدرها، وانقضتْ عليها كقصّابٍ يسلخ شاةً من دون ذبحها.. جارت
عليها، فار الدمُ، انهار جسرُ السكينة الذي يصل بها إلى الجنة ■
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق