2012/12/06

شعاع الليزر ..قصة: محمد نجيب مطر


شعاع الليزر

محمد نجيب مطر
كان المهندس يسير في طريقه وعقله يفكر بعمق في اللاشئ، وفجأة سقط  على عينيه بريق شعاع ليزر أخضر، جعله ينتبه فجأة، ويوجه بصره تجاه مصدر الشعاع فوجد طفلاً صغيراً يعاكسه من بعد وبمجرد أن لمح الطفل المهندس يتجه إليه أطفأ مصباح الليزر وظل واقفاً في مكانه وكأنه ينتظره ولا يخاف منه، وصل المهندس إليه وابتسم في ود، وسأله هل تعرف نوع الضوء الذي تسقطه على عيني؟ فقال الطفل في ثقة : أنا لم أسقطه على عينيك كنت أسقطه على الأرض ألاعب به القطة وعندما رفعته بالصدفة سقط على عينيك، وهو شعاع ليزر أخضر قوى يمكنه الوصل إلى أماكن بعيدة في قوة، فسأله المهندس : الليزر ضوء كأي ضوء وما الذي يجعل ضوئه قوياً إذا ما قارناه بضوء المصباح الكهربي مثلاً؟ فسأله الطفل: ولماذا تسأل؟ إن كنت تعرف الإجابة فلا معنى للسؤال أما إذا كنت تريد أن تختبرني فلن أجيب عليك لأني شبعت من الدراسة ووالاختبارات والدروس وأنا خارج لألعب الآن، فأسرع المهندس وقال له : إننا نلعب الآن، فقال الطفل في حدة : كيف تكون تلك اللعبة السخيفة؟ فقال له احضر أصدقائك لنلعب سوياً ، نادى الطفل على أقرانه فتجمعوا بسرعة وكأنهم كانوا ينتظرون، فكون المهندس مجموعتين، قال للمجموعة الأولى الأكثر عدداً والتي يختلف أطوال أفرادها وأوزانهم: قفوا هناك وعندما أنادى عليكم يسرع الجميع إلى ولكن تأتوني واحد واحداً وكل واحد منكم عندما يصل إلى يوجه لي ضربة في مكان مختلف، وكون فريق ثاني أقل في العدد ولكنهم متشابهين في الطول والوزن، وقال لهم عندما أنادي عليكم تأتوني كلكم معاً وتضربوني جميعاً في وقت واحد ومكان واحد، نفذ الأطفال في سعادة ما طلب، وتوجع من ضرب الفريق الأول وهم يتضاحكون، وعندما جاء دور الفريق الثاني أصابته اللكمات بشدة وسقط على الأرض متوجعاً والأطفال في غاية السعادة طلبوا منه أن يعيد اللعبة مرة ثانية فرفض ولكنه وقف بينهم يقول: الفريق الأول كان كضوء المصباح أو ضوء الشمس تخرج الأشعة مشتتة كل شعاع يضرب في منطقة، وأيضاً لا تصل الأشعة كلها في وقت واحد كما فعل الفريق الأول، ولكن الفريق الثاني كان مختلفاً فقد بدأ كله في وقت واحد ووصل كله في نفس الوقت وكله ضرب في نفس المكان، ولهذا كان أشد تركيزاً وأقوى، هذا هو شعاع الليزر، تكون فيه الأشعة كلها من لون واحد وتبدأ كلها معاً وتصل معاً لتتقابل في مكان واحد، وسألهم هل عرفتم الفرق، كان أحد الآباء يراقب ابنه من الشرفة وعندما وجد الأطفال يركضون ويضربون المهندس هبط سريعاً لكي يمنعهم من ضربه وعندما سمع الحوار أعجبه، وقال للأطفال : كلام هذا الرجل الطيب صحيح، إن الاتحاد قوة وما هزمنا الأعداء برغم كثرتنا إلا لأننا كضوء المصباح الكهربي لا نبدأ معاً ولا نصل معاً وكل واحد منا له طريق مختلف ليذهب إلى هدف مختلف، وانتصرت علينا إسرائيل لأنهم برغم قلتهم لون واحد عندما يتعلق الأمر بنا، ويصلون معاً إلى عدوهم ويضربوه في مكان واحد في وقت واحد ضربة قوية ثم ينصرفوا لضرب هدف آخر في مكان آخر، وهكذا حتى ينتهوا منا، نحن ضوء المصباح الشاحب القابل للكسر والعطب بسبب تفرقنا وهم كشعاع الليزر بفضل توحدهم.

ليست هناك تعليقات: