«المتكأ الثقافي» يعلن نتائج مسابقته للقصة القصيرة جداً
أصدر المتكأ الثقافي بياناً أعلن فيه فوز القاص المغربي رشيد محمد
الخديري في مسابقة القصة القصيرة جداً «ق.ق.ج» التي دشنها في شهر سبتمبر/
أيلول 2012 وفتح باب المشاركة فيها للروائيين والكتاب من جميع الأقطار
العربية حتى نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2012.
وأعلنت لجنة
التحكيم التي يرأسها الروائي مصطفى لغتيري فيما ضمت في عضويتها القاصة
السعدية باحدة، في تقريرها، عن فوز الخديري براويته «يوم واحد من العزلة»
لتقديمه القصة بلغة سردية ناضجة ومحايدة، تغترف من مخيال أدبي عالمي ممثلاً
في رواية «مئة عام من العزلة» الذائعة الصيت، لصاحبها غابرييل غارسيا
ماركيز، ما أهل القصة لتوظيف تقنية التناص واستدعاء شخصية أدبية عالمية،
غنية بإيحاءاتها الدلالية العميقة لتكون عمق النص.
الشخصية المقصودة
هي «عملاق القصة خوخي لويس بورخيس وخاصة فيما يتعلق بثيمة الحلم» وأضاف
التقرير أنه وعلى «رغم ضعف تكثيف القصة» إلا أنها «تقدم نموذجاً جيداً لجنس
القصة القصيرة جداً، وتؤشر على إمكانيات واعدة جدا لصاحبها» ما جعلها
تستحق «أن تتقدم باقي القصص الفائزة».
أما الجائزة الثانية فذهبت إلى القاص السعودي المهند عبدالله موسى الكاملي عن قصة «المرأة/ الظلّ».
وبحسب
التقرير فقد استحقت القصة المرتبة الثانية لما فيها من «توظيف جميل للبعد
الفانطستيكي أو ما يسمى بالعجائبي، ما منح القصة أبعاداً دلالية متعددة.
كما أن القاص تحكم في لغته، فكانت جمله قصيرة وبرقية، وتستغل نقط الحذف،
كما أن قفلة القصة كانت لامعة».
الجائزة الثالثة كانت من نصيب قصة
«مشاعر» للقاص الأردني حسن علي الحلبي، فقد «قدمت نفسها بكثير من الاقتصاد
اللغوي الفعال، معتمدة على تجسيد الأحداث بكثير من الإتقان. كما أن
نهايتها قوية ولامعة، والحمولة الإنسانية في القصة لا غبار عليها، علاوة
على أن الملمح العجائبي زادها ألقاً».
وقد أعلن المتكأ في بيانه
الصحافي أن قيمة الجوائز النقدية بلغت 1500 دولار موزعة على الفائزين
الثلاثة، كما سيتم منح شهادات مشاركة لأفضل عشرة نصوص. بالإضافة إلى ذلك
سيتكفل «المتكأ الثقافي» بطباعة إصدار خاص يجمع كل المشاركات التي أجازتها
لجنة التحكيم للنشر وسيحمل الإصدار عنوان النص الفائز وستتم الإشارة فيه
لأفضل عشرة نصوص داخل المجموعة تشجيعاً للمشاركين وتقديراً للفائزين.
المنسق
العام للمسابقة القاص عبدالعزيز الموسوي أكد أن عدد النصوص المشاركة في
المسابقة بلغ 241 نصاً جاءت من 14 دولة عربية، وأشار إلى أن المشاركات
البحرينية احتلت ثاني أعلى نسبة مشاركة في المسابقة حيث بلغ عدد النصوص
البحرينية المشاركة 49 نصاً ما يدلل على أن هذا الجنس الأدبي يحظى باهتمام
كبير من الشباب القادر على المنافسة وأضاف الموسوي أن «المشاركات من
المملكة العربية السعودية جاءت في المرتبة الثالثة حيث بلغت 32 نصاً، فيما
احتلت المشاركات المصرية المرتبة الأولى بعدد مشاركات بلغ 58 نصاً».
أما
رئيس لجنة التحكيم الروائي مصطفى لغتيري فقال إن «عدد النصوص المشاركة
يدلل على أهمية المسابقة وعلى الإشعاع الذي يحظى به نادي المتكأ الثقافي
عربياً».وأفاد بأن لجنة التحكيم «توصلت بالنصوص مرقمة تصاعدياً وغفلت من
أسماء أصحابها وجنسياتهم. وبعد أن حددت اللجنة منهجية في العمل تتميز
بالفعالية والنجاعة، وحددت الوعاء الزمني المطلوب والذي قدرته في أسبوع
واحد، قامت اللجنة بغربلة أولية للنصوص، فاستبعدت القصص التي لم تحترم
معايير المشاركة في المسابقة، وخاصة فيما يتعلق بكونها نصوصاً منشورة
سابقاً. كما عمدت اللجنة إلى إقصاء النصوص الضعيفة جداً التي لا تتوافر على
أية قيمة أدبية، أو تلك التي انزلقت نحو جنس الخاطرة، وقد استقر رأي
اللجنة بعد المناقشة الطويلة والجادة على تتويج النصوص الفائزة».
من
جانبه، أبدى الموسوي سعادته بالنتائج التي أعلنتها لجنة التحكيم واصفاً
إياها بالإيجابية «على جميع الأصعدة سواء من حيث المشاركة الواسعة من الدول
العربية، على رغم عدم وجود الدعم الإعلامي، كما أثبتت هذه التجربة وهي
الأولى من نوعها أنها سبيل ناجع لتحفيز المبدعين وكسب خبرة للنقاد أيضاً
فالتعاون مع الأشقاء بالمغرب العربي هو بمثابة ورشة عمل حقيقية أكسبتنا بلا
شك الكثير ونحن بدورنا نوجه لهم التحية ونتطلع لمزيد من التعاون في شتى
مجالات الإبداع مستقبلاً والشكر يمتد لكل من ساهم بدعم مادي أو معنوي لنجاح
المسابقة».
المصدر: الوسط البحرينية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق