2011/07/14

صدور رواية " تأملات رجل الغرفة" لأحمد طوسون

طوسون يروي تأملات رجل الغرفة

شخصيات رواية أحمد طوسون كلها ثانوية عابرة تظهر وتختفي دون خصوصية تميزها عن الجموع باستثناء بطل الرواية.
 
ميدل ايست أونلاين

لن يكون لك إلا مصير واحد
القاهرة ـ تدور أحداث رواية "تأملات رجل الغرفة" للكاتب أحمد طوسون داخل مستشفى غرائبي يسير فيه كل شيء وفق قانون فوقي لا يستطيع أحد أن يخالفه، حيث لا يمكن التيقن من هوية أو مصير من يعيشون فيه.
والحقيقة الوحيدة التي يعرفها المرضى أن الجدران تحاصرهم من كل اتجاه.. "الجدران حولهم متعددة.. لا أول لها ولا آخر. .كل جدار خلفه جدارن أشد صلابة وقسوة.. جدران تكمن قوتها في إتقانها التخفي.. في براعتها أن تظهر فجأة دون مقدمات، وقدرتها أن تحبس أجسادنا وأرواحنا.
فلا يكفي أن نهدم جدارا أو نصنع به كوة كافية لتهريب أجسادنا لنجد أنفسنا أحرارا طليقين.. علينا أولا أن نبحث عن كوة تستطيع أرواحنا أن تنفذ منها وتهرب بعيدا."
كما أنه لا مكان للسؤال عن سبب تواجدهم بالمستشفى أو المرض الذي أصابهم أو الطبيب الذي من المفترض أن يتولى علاجهم، رغم أن أحدا لم يره يوما أو يستطع الوصول إلى المبنى المحصن الذي يسكنه "إن ألح سؤال وسقط من صاحبه لن يجد إلا إجابة واحدة..هل تعرفها يا عايد؟.
نعم..
إنها الغرفة.
إنها الإجابة الوحيدة التي يجيدونها..
إذا أحببت، إذا حلمت، إذا عرفت، إذا سألت، إذا تكلمت، إذا كرهت.
لن يكون لك إلا مصير واحد.. كأنه قدر على كل النزلاء أن يلقوه."
بطل الرواية "عايد" يستدعيه نداء قديم. نداء قادم من وراء الذاكرة الممحاة للبحث عن أسباب ما تعرض له من تعذيب وقهر وإذلال وألقى به داخل هذا المستشفى ويحاول بعد استشفائه من جروح البدن البحث عن هويته وعن سبيل يساعده على الخروج من المتاهة التي وجد نفسه يعيش داخلها.. "كانت الكافتيريا تضج بالمرضى حين دنا منه وسأله:
ـ أنت مسلم؟!
لم يخطر هذا السؤال بباله من قبل.. لم يخبره أحد عن ديانته!
كل ما صرح به المحقق مجرد اسم بلا تواريخ أو بيانات.. لم يفكر بينه وبين نفسه في هذا السؤال.. أي شريعة لا بد أن تقوده إلى يقين ما.. لكنه يجالس الوهم بين العنابر والغرف.
نجحوا أن يجعلوه يشك إن كان حيا أم ميتا.
لن يختلف الأمر عندهم أيا كانت ديانته."
يطغي عنصر المكان بثقله وانعزاله على العمل وشخوصه.. "ظل ينتظر ويترقب طيلة الوقت.. يتسمع لما يدور بين النزلاء من أحاديث، يبحث عن إشارة أو علامة تدلل على أن هذا المكان يعرفه البشر بالخارج."
فالشخصيات في الرواية ليست تقليدية الملامح ولا يعتني النص برسم تفاصيل حياتها أو ملامحها، حيث تبدو متشابهة، بلا تاريخ. وكلها شخصيات ثانوية عابرة تظهر وتختفي دون خصوصية تميزها عن الجموع باستثناء بطل الرواية الذي وإن كان يتشابه مع باقي شخوص النص في كونه بلا تاريخ وبلا ملامح مميزة إلا أنه يختلف عنهم في أنه حاضر مع الحدث، متشابك معه ويحاول أن يكون دافعا له في بعض الأحيان مقاوما لفكرة الذوبان داخل المجموع.
ويحاول الكاتب من خلال النص أن يكون إيقاع السرد رتيبا ضاغطا متوافقا مع كابوسية المشهد داخل الرواية ومع حالة التشظي التي يعيشها شخوص النص.
والنص رغم انتمائه للواقعية الرمزية وقابليته لأكثر من قراءة.. فإن هناك استدعاءات خبرية لحوادث وأخبار حقيقية داخل النص عما يجري في العراق وعن حريق بني سويف والتعذيب داخل السجون تساعد على ربط المكان الروائي بالواقع قبل ثورة 25 يناير والإسقاط عليه وبخاصة فيما يضفيه شخوص العمل من قدسيه وغموض على شخصية الطبيب المريض الذي يتشابه إلى حد كبير وحال بعض الأنظمة الحاكمة.
الرواية هي الثانية للكاتب بعد روايته الأولى" مراسم عزاء العائلة". وقد سبق لأحمد طوسون أن قدم أربع مجموعات قصصية صدرت آخرها الشهر الماضي بعنوان "فتاة البحر" بخلاف مجموعاته السابقة "مجرد بيت قديم"، "شتاء قارس"، "عندما لا تموء القطط".. كما أصدر عددا من الإبداعات والكتب الموجهة للأطفال.

هناك 22 تعليقًا:

غير معرف يقول...

http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=\ArtsAndCulture\2011\07\ArtsAndCulture_issue1374_day18_id342165.htm#.TiNzkWEZ-hE

غير معرف يقول...

http://www.albawaba.com/ar/%D8%A3%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A1/%D8%B5%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D9%81%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B7%D9%88%D8%B3%D9%86-383354

غير معرف يقول...

http://www.alapn.com/index.php?mod=article&cat=book&article=17672

غير معرف يقول...

http://www.almihlaj.net/news_view_2063.html

غير معرف يقول...

http://www.panet.co.il/online/articles/106/107/S-430439,106,107.html

غير معرف يقول...

http://www.middle-east-online.com/?id=114151

غير معرف يقول...

http://shaerna.net/vb/showthread.php?p=167661

غير معرف يقول...

http://qabaqaosayn.com/node/1469

غير معرف يقول...

http://www.alkhaleej.ae/portal/0b6b0239-9fb4-471f-abdb-69f9e2db1eb6.aspx

غير معرف يقول...

http://www.al-tagheer.com/news.php?id=31424

غير معرف يقول...

http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=483458&pg=12

غير معرف يقول...

http://www.alodaba.com/inf/news.php?action=show&id=2219

غير معرف يقول...

http://all.hala.ps/showthread.php?p=179480#post179480

غير معرف يقول...

http://www.aaram.net/article/31019/27/

غير معرف يقول...

http://www.elaph.com/Web/Culture/2011/7/668877.html?entry=cultureartnews

غير معرف يقول...

http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=406389

غير معرف يقول...

http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleNo=92640

غير معرف يقول...

http://elkamen.com/index.php/2011-06-30-16-06-56/44-2011-06-30-15-49-59/463-2011-07-14-19-27-05

غير معرف يقول...

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\24m12.htm&arc=data\2011\07\07-24\24m12.htm

غير معرف يقول...

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=461891&SecID=94&IssueID=168

غير معرف يقول...

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=285035

غير معرف يقول...

http://www.alwasatnews.com/3252/news/read/575672/1.html