الحكاية
الحكاية أَن لا حكاية
تلك التي قالها القبطان كانت خرافة
كي يسلِّي المسافرين في المحيط المديد
والحكايةُ الأخرى كانت خرافة أيضاً
كي يسلِّي الذين يغرقون.
الحكاية أنْ لا أحد في البستان
ولا أحد في الخيمة
ومن كان ينام ويزرع كان خيالاً
لا خيمة ولا بستان لكنْ قيل ذلك
كي يظنَّ الشجر أنَّ له ظلاً
ويظنّ التراب
أنَّه أُمّ.
الحكاية أَنْ لا أُمَّ
ولا قبطان ولا مركب ولا ظِلَّ
ولا حكاية.
يا جاك كيرواك
كثير من الأخطاء في الإشارات والأسماء على الطريق يا جاك كيرواك
الأسهم المشيرة إلى أمكنة
توصل إلى أمكنة أخرى
واليافطات المكتوب عليها ينابيع
صحارى.
ماذا جرى يا جاك كي أرى السهل حوتاً يريد أن يبتلعني
والفراشةَ جداراً؟
وهل السنونوة التي سقطت ميتةً أمامي
كانت تعبر كي ترسم الطريق أم كي
تمحو العبور؟
يا جاك، يا جاك، إنزعِ اليافطات عن الطريق
إلغِ الينابيع والغابات والأمكنة
دلَّني فقط إلى الممرِّ الذي بلا إشارات ولا أسماء
أريد أن أعبر.
إلى سركون بولص وبسَّام حجَّار
اعطني رداءك يا سركون
بردتُ
أَدفئني قليلاً بترابك
وأَنعشْ هذا التراب يا بسَّام
ادلقْ عليه
كأسك.
على المحطَّة قطارٌ بعد، اصعدا قبل أن يمضي
نذهب معاً في نزهة
نرى الغابات، نرى البطَّ في البحيرات، نرى البيوت وكيف
تطويها المسافات
وتطوي الساكنين فيها
لا يزال قطارٌ بعد
وبعده تقفل المحطَّة
اصعدا
فإنْ مضى هذا القطار
أين نقضي هذه الليلة؟
إنَّه القطار الأخير، اصعدا
قد نذهب في نزهة
قد نرى ذاك النبع الذي حلمنا به طويلاً
ينبثق من المياه الجوفيَّة لأحلامنا
اصعدْ يا سركون
قد يمرُّ هذا القطار في مدينتك
اصعدْ يا بسَّام
قد نرى مروة.
الذي عبَرَ اسمَهُ
كتبَ اسمَهُ على الحائط كي يتذكّر العابرون أنه مرَّ من هنا
كتبَ اسمَهُ وذهب
وحين عاد
حاول عبثاً أن يتذكَّر
من هو هذا الاسم المكتوب على الحائط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق