2012/05/21

"مدرسة نموذجية " شعر: أحمد حسن


مدرسة نموذجية
((إلى المدرِّسة التي كانت تغتصب منا عبوات "البسكوت" التي نتسلّمها من المدرسة، وتعطيها لابنها – سينما شعرية من واقع مدارس قريتي صافور))
أحمد حسن
جَرْسٌ.. وَطَابُورٌ..
عَصًا وَمُدَرِّسُ
وَقَطِيعُ أَطْفَالٍ يُسَاقُ لِيَدْرُسُوا
وَفَتًى بِعَيْنَيْ فَأْرَةٍ مِنْ زُخْمَةٍ كَالْبُومَةِ انْقَضَّتْ
وَجِسْمِيَ قُنْدُسُ
وَعَصًا بِكِتْفِ شُجَيْرَةِ كُسِرَتْ...
تُثَبَّتُ فِي ذِرَاعِ مُعَلْم ...( يَتَجَبَّسُ)
لِيُدِيمَ خُضْرَتَهَا فَبِاسْمِ زِرَاعَةِ الأَجْيَالِ فِي جِلْدٍ طَرِيٍّ تُغرَسُ
وَفَتًى سِتَارَةُ جَفْنِهِ لَمْ تَرْتَفِعْ إِلا بِفَارِقِ نَظْرَةٍ تَتَوَجَّسُ
إِنْ فَاجَأَتْهُ عَصًا فَخَلْفَ سِتَارِهِ
إِنْ يَنْكَشِفْ تَرَ قَلْبَهُ يَتَجَسَّسُ
وَمُدَرِّسٌ مَشَّوْهُ خَلْفَ حِمَارَةٍ
إذْ كَانَ طِفْلاً عَجْزُهُ مُتَكَدِّسُ
يَلْهُو بِذَيْلِ حِصَانِ شَعْرِ الْبِنْتِ!
يَدْفَعُهَا وَيَجْذِبُهُ،
وَفُوهَا مُخْرَسُ
وَمُدَرِّسُ...
مَعَهُ ابْنُهُ الْمَحْرُوسُ يَنْهَقُ فِي التَّلامِيذِ الضِّعَافِ
وَيَرْفُسُ
فَغَدَوْا أَوَانِيَ مِنْ دَمٍ تَغْلِي....
بِبِنْتٍ مِنْ بُخَارِ رِئَاتِهِمْ لَمْ يَنْبِسُوا
"بَسْكُوتُهُمْ" فِي بَطْنِهِ...
مَصْرُوفُهُمْ فِي جَيْبِهِ!
مُسْتَيْقِظُونَ وَيَنْعَسُ
وَلَّاهُ وَالِدُهُ عَلَيْهِمْ  كابسًا=أَنْفَاسَهُمْ...
وَبِلذةٍ هُوَ يَكْبِسُ
فَارْفَعْ دِمَاغَكَ إِنَّكَ ابْنُ مُدَرٍّسٍ
فِي حِينِ أَرْؤُسُهُم جَمِيعًا نُكَّسُ
إِنْ أَنْسَ (مَرْيَلَتِي) تُذَكِّرني بها
وَبِجَيْبِهَا يَدُهُ تَعُومُ وَتَغْطِسُ
تَصْطَادُ حَبَّاتِ اللآلِئِ كُلَّهَا
لَمْ تُبْقِ لِي فَصًا.... وَقَصْدِي: التُّرْمُسُ
يابن الأوزَّةِ...
هَلْ أَكَلْتَ الْحَبَّ أَمْ فِي حَبَّتَيْ قَلْبِي وَعَيْنِي تَفْرِسُ
شَفَتَاكَ –أَذْكُرُ- وُسْع بَابِ جُنْيَنَةٍجَرْدَاءَ...
وَالأَنْيَابُ فِيهَا أَفْؤُسُ
فَاشْرِبْ شَرِبْتَ الْمُرَّ....
إِنَّ زُجَاجَتِي غَرِقَتْ بِفِيكَ كَمَنْ بِبِئْرٍ يُغْمَسُ
رَاحَتْ تُعَاتِبُنِي، وَتَغْسِلُ فُمَّهَا سَبْعًا
وَمِنْ بَابِ الْمَزِيدِ تُخَمِّسُ
وَأَبُوكَ طَالَبَنَا بِقُرْصِ حَلاوَةٍ لَمَّا تَرَقَّى...
وَالْجَمِيعُ تَحَمَّسُوا
يَا لَيْتَنَا كُنَّا اشْتَرَيْنَا قُرْصَ شَمْس شَاوِيًا أَفْوَاهَكُمْ
كَيْ تَخْرَسُوا
وَيَكُونُ أَجْمَلَ لَوْ تَسَاقَطَ فِي رِئَاتِكُمُ بَقَايَاهَا
فَلا تَتَنَفَّسُوا
وَنَزُورُكُمْ فِي أَيِّ مُسْتَشْفًى حُكُومِيٍّ بِقُرْصِ شَمَاتَةٍ
نَسْتَأْنِسُ
فَلَعَلَّنَا
-بِقَلِيلِ مَا فِي قُرْصِ شَمْسٍ سَابِقٍ يَقْلِيكُمُ-
نَتَشَمَّسُ
وَمُدَرِّسُ..
يَمْشِي عَلَى قِشْرِ الْهُمُومِ، فَلا يَرَى فَصْلاً
وَيَنْسَى كُلَّ مَا سَيُدَرِّسُ
وَمُدَرِّسُ...
طُرُقَاتُ فَصْلِي لا تَرَى نَعْلَيْهِ...
فِي جَوِّ الطَّرَاوَةِ يَجْلِسِ
وَيَدَاهُ مُمْسِكَتَانِ بِالْكُوبِ الَّذِي يُبْدِيهِ لِصًّا
وَالْيَدَانِ الْمحْبسُ
لَوْ كَانَ مَاجِسْتِيرُ شَايٍ، فَهْوَ قَدَ نَالَ الشَّهَادَةَ بِامْتِيَازٍ يَفْرِسُ
وَلَوِ الْمُقَرَّرُ كُوبُهُ...
فَالشَّرْحُ مِنْ تَكْرَارِهِ زَهَقَتْ بِجِدٍ أَنْفُسُ
فِي الْبَيْتِ أَشْرَبُ كُوبَ شَايِي مَرِّتَيْنِ...
وَفِيهِ يَقْعُدُ يَدْرُسُ
وَمُدَرِّسُ
فَلاحُ أَوْصَافٍ، يَرُشُّ سِمَادَهُ...
فِي رَشِّهِ مُتَحَمِّسُ
هَذَا غَبِيٌّ وَابْنُ كَلْبٍ، وَالَّذِي بِجِوَارِهِ بَغْلٌ وَهَذَا أَوْكَسُ
وَكَأَنَّهُ لَيْسَ ابْنَ كُلِّيَّاتِ آدَابٍ وَتَرْبِيَةٍ... وَمُعْظَمُهُمْ نَسُوا
تَقْدِيرُهُ الْمَقْبُولُ:
كَالْكَنَّاسِ فِي بَلَدٍ، وَفِي بَلَدٍ يَقُولُ: مُهَنْدِسُ
وَمُدَرِّسُ
ومدرسُ
ومدرسُ
ومدرسُ ومدرس
ومدرسُ

ليست هناك تعليقات: