2013/11/20

عُودِي.. قصيدة للشاعر: عادل البطوسي



عُودِي
عادل البطوسى

عُودِي ..
نَوْرسَةُ البَحرِ ..
تَبوحُ بِسرِّ أمومتكِ إلى شَاهِدَةِ القَبرِ ..
بدَمعَةِ عُصفُورٍ ..
قَبلَ رَحيلِ الأُنشُودَةِ لِسِيَاجِ الكَرمَةِ ..                                    
وَتَكَالُبِ أضغَاثِ النَّدمِ علىَ عُنقُودِي
عُودِي...
كَيفَ سَأطردُ أشبَاحَ هُجُودي
عُودِي ..
إنَّ تَفَاصيلَ عَذَابَاتِكِ ..
كِنصَالٍ تَذْبَحُني حَدَّ المَوتِ ..
رُؤىً تَقذِفُ قَارَاً ..
وَرَمَادَاً في رُؤيَا أحلاَمي
تَحفُرُ بَرزَخَ أملُودِكِ بالنَّارِ علىَ أمْلُودِي
عُودِي ..
مَنْ غَيرُ السَّيدة ِالوَردِ ..
تُضَفِّرُ أعرَاسَ الوَردِ ..
وَتسكُبهَا فَوقَ لحُودِي
عُودِي ..
مَازلتُ أحِّبُكِ جدَّاً ..
أفتقدُكِ ...
وَحدكِ مَنْ أحتاجُ إليهَا ..
مَا شَكلُ العُمر بدُونكِ يا سِرَّ وجُودِي
عُودِي ..
إنِّي أبكيكِ بنَزفِ الرئَتينِ ..
بكَمَدٍ ..
وأُسَندِسُ مَوْتَكِ
في مقْصَلةِ الفَاتحِ منْ مَوتي
أعزفُ ألحانَ الفَقدِ على عُودِي
عُودِي ..
إنَّ نحيبَ النَّاي المُتحشرج في حنجَرتي
يَخنُقني ..
وطقُوسُ الحزنِ تُكحِّلُ عَيْنَيْها بنحيبي ..
تتوَّشحُ بحدادِ الرُّوحِ
وتُدْمي وِرْدِي وورُودِي
عُودِي ..
نَقرأُ فوقَ النسرين فصولَ خلودكِ ..
ننقشُ في أقراط الداليةِ المُتَهدِّلةِ ..
بشمع السُحب الدمعَّيةِ ..
فَجْرَاً
يَسْكُبُ تَاريخَ أمومتكِ على سجَّاد سجُودي
عُودِي ..
لحظةً واحدةً
واحدةً ..
لأُقبِّلَ قدميكِ ..
وأخطُو
أشرَفَ خطوَاتِ خُلودِي
عُودِي ..
عُودِي ..
عُودِي ..

ليست هناك تعليقات: