2010/07/08

تجليات الثقافة فى الإبداع الأدبى بمؤتمر كفر الشيخ







تجليات الثقافة فى الإبداع الأدبى بمؤتمر كفر الشيخ
وهابية ماضى وفلوس الشهاوى ، وقنابل مجاهد ، ورحيل مطر.


كتب/إبراهيم حمزة

كان أحمد مجاهد مدهشا – كعادته – وهو يرتجل كلمته فى افتتاح المؤتمر الأدبى التاسع لإقليم شرق الدلتا ، حيث بدأ ممازحا المهندس مصطفى السعدنى قائلا له : " وأشكر صديقى الذى يعطينى من طرف اللسان حلاوة " ثم اعتذر له عن المزحة ، مناقشا كلمة رئيس المؤتمر الأديب م / أحمد ماضى ، الذى تحدث فيها عن معاناة المثقف تجاه مجتمعه ، ثم تحدث عن سيطرة السلفية والوهابية على المجتمع المصرى ، حيث رأى أن المجتمع (انقسم على نفسه .. نصفه أطلق لحيته ، وأبحر فى كتب السلف الصالح ، يخرج منها ما يعتبره تكفيرا للنصف الأول ) ثم تساءل أحمد ماضى عما يستطيع المثقف تقديمه وهو يرى القنوات الفضائية تستبيح لنفسها السيطرة على عقول المشاهدين ؟ أين يضع ثقافته ؟ لكنه أكد فى نهاية كلمته على الأمل ذلك القبس اليسير الكائن فى نهاية النفق "
وكانت نفس الأفكار التى تتناول حيرة المثقف وسط أمته محور حديث الشاعر مصطفى مقلد أمين المؤتمر ، والتى طرح أسئلته متسائلا " أين نحن من التاريخ ؟ وأين نحن من الوقت الذى يدهسنا ، ثم تحدث عن طوابير الخبز وصعوبات الحياة قائلا فى النهاية ( إخوانى : لنعترف بأنا ملفوظون وجميعا مطرود إلا من رحم ربى )
وبعد ردود من الدكتور مجاهد ، الذى فجر فيها بعض القنابل المدوية حين أكد بشكل مباشر أنعلى المثقف الحقيقى ألا ينحاز إلى الوهابية، وأن يكون مثقفًا مصريًا فكلنا مسلمون، ومن ينحز إلى الوهابية فليس بمثقف مصرى "
اللفتة الكريمة جاءت أثناء تكريم الشاعر الكبير محمد الشهاوى ، الذى مازحه المحافظ اللواء أحمد زكى عابدين محافظ كفر الشيخ ، قائلا : يعنى الواحد يتكرم وياخد سلطانية يرجع بيها البيت ، لا أنا أزعل جدا من موضوع الدرع والشهادة كده وخلاص ، ثم قرر منح المكرمين الاثنين (الشهاوى والشاعر تاج الدين محمد ) خمسة آلاف جنيها ، وقرر د. مجاهد منح الشهاوى نفس المبلغ .
ـ المشكلات المزمنة :
صراع على مكان للسكن
لا شىء جديد فى مؤتمرات الأدب بمصر ، قلة تنظيم رغم الجهد الذى حاول به إبراهيم الرفاعى مدير عام ثقافة كفر الشيخ تغطية القصور فى التسكين والتنظيم وتوزيع الحقائب ، تأتى مشكلة تضخم الأبحاث التى تخطت العشرة، وابتلعها الأكاديميون إلا قليلا ، فضلا عن الندوات الشعرية والقصصية ، والشهادات ، حيث قدم الأبحاث الكتاب دكتور أحمد عبد العزيز متحدثا عن الشر واصطناع الأسطورة ، ثم تحدث الدكتور نادر عبد الخالق عن تجليات الإبداع بين الفصحى والعامية ثم جاء الدكتور إبراهيم عبد العزيز متحدثا عن تجليات الثقافة فى الإبداع الأدبى ، فى الجلسة الثانية قدم الأستاذ د/ أحمد عبد الحى قراءة لرواية "البلاد وأشلاء العباد " للروائى أحمد ماضى ، ثم قدم الدكتور إبراهيم حسين بحثه حول التربية وفاعلية الإبداع الشعرى ، لتنتهى الليلة الأولى بأمسية شعرية ، عكر صفوها خبر وفاة الشاعر الكبير عفيفى مطر ، والذى عرف المؤتمر به لحظة الوفاة عن طريق مكالمة من الشاعر فريد أبو سعدة ، وقف الحضور دقيقة حدادا ، وانهارت بعض الشاعرات بكاءً ، ورثاه الشاعر محمد الشهاوى .
ـ اليوم الثانى :
فى اليوم الثانى قدم الشاعر الباحث محمد عيسى قراءة فى الأثر والتوظيف فى شعر الفصحى ، بينما قدم أكرم عقل ورقة حول تجليات الثقافة على القصيدة الشعرية ، الملفت أن أكرم عقل قد تناول نفسه كشاعر ضمن من درسهم فى بحثه ، وقد علق الكاتب الكبير فؤاد حجازى على البحثين متعجبا لعدم بحث الباحثين عن معنى الثقافة بمفهوم الرؤية الأعم الأشمل للدنيا ، بينما اهتم الباحثان بامور شكلية هامة كالتناص والرمز والتضمين إلخ .
فى الجلسة التالية تحدث الباحثان منى عبد الباقى وحمدى شتا – الذى قرأ بحثه الشاعر أحمد عنتر مصطفى حول القصة القصيرة والشعر ، ثم كان الختام البحثى مع دراسة عميقة للكاتب سمير الفيل بعنوان "الضوء والظلال ، الرؤى والدلالات قراءة فى شعر العامية ، ثم قدم دكتور ممدوح عبد الحميد درسة بعنوان "أسئلة الألم وتنويعات الأمل . ثم كانت شهادات الكاتب المميز محمود عرفات والذى حصل مؤخرا على التشجيعية فى القصة القصيرة حول مجموعته " على شاطىء الجبل " وقد أوضح عرفات أنه صار يكتب لأنه يستمتع بالكتابة ، الذى رآها السبيل الوحيد للانتصار على هزائمه " .
ثم تحدث الشاعر علاء عيسى عن تجربته فى شعر العامية الذى التقط خيط تأثير المكان عليه ، ومدى محبته لكفر الشيخ وأهلها ، بينما تحدث الأديب أمين مرسى قدم شهادة شديدة الإنسانية والبساطة ، متحدثا عن رحلته فى الحياة والعمل ، ... ثم كانت الأمسيات فى بيلا وكفر الشيخ
ـ فراغ الجلسات من الأباء صارت ظاهرة فاضحة ، ولو كنت مسئولا عن هذه المؤتمرات ، لأصدرت قراراا بإلغاء أى مؤتمر يحتوى جلسة أو ندوة لا يكتمل فيها نصف عدد الأدباء على الأقل .
ـ ما زالت المقهى هى الندوة الأكثر جذبا للادباء ، حيث خلت القاعة من الحضور ، وامتلأت المقاهى .
ـ ظاهرة الموبايلات ، يبدو أنها لن نتتهى أبدا .
ـ قطعة خشب كانت تفصل بين قاعة الجلسات البحثية وبين المطعم ، مما شوش على الجلسات ودفع بمقدم إحدى الجلسات للصراخ من الآكلين أن " كلوا وأنتم ساكتين " .
ـ كالعادة اشتعلت حرب الحقائب ككل مؤتمر ، لكن عالجها مدير الثقافة بكفر الشيخ مستغلا طيب علاقته بالأدباء.
ـ تصادف عقد صالون القرضا الذى ينظمه الهندس أحمد ماضى رئيس المؤتمر فى نفس يوم الافتتاح ، مما دفع عددا من الأدباء على رأسهم الشاعر الدمياطى أحمد الشربينى ، للحج ناحية القرضا ، لحرصهم على انتظام الصالون .
ـ حضر عدد كبير من الأدباء الكبار ، منهم فؤاد حجازى وأحمد عنتر وجار النبى الحلو والشهاوى ورجب سعد السيد وعبد الفتاح الجمل وسمير الفيل وغيرهم .
ـ عدد كبير من الأدباء فضلوا المكوث فى الهامش فى كل الأنشطة باستثناء نشاط واحد هو الأكل .
ـ كل مؤتمر وأنتم طيبين .

نقلا عن منتدى القصة العربية



ليست هناك تعليقات: