2010/07/07

د. أيمن تعيلب في حوار مع يسري السيد بجريدة الجمهورية اليوم

د. أيمن تعيلب في حوار مع يسري السيد بجريدة الجمهورية اليوم:
وزير الثقافة ورئيس أكاديمية الفنون "نفياني" إلي تركيا
مهران سرق مستقبلي.. ووعود الوزير فض مجالس وتخدير للرأي العام!!
دخلنا مرحلة ثقافة الفساد بعد مرحلة فساد الثقافة في وزارة الثقافة
الأتراك لا يعرفون عنا شيئاً.. والطريق ممهد لعمل ثقافي مشترك

رحلت إلي تركيا بعد أن رحل عني الوطن.. كانت الغربة مريرة قاتلة.. لي أولاد يحسون بالقهر لرحيل ابيهم عن وطنه دون سبب.. كنت اقرأ لابنتي الصغيرة اشعار الطفولة الرقيقة.. وفجأة لم تجدني بجوار سريرها الجميل لأنني رحلت عنها جبريا بسبب ظلم فاروق حسني وزير الثقافة لي وعدم تدخله لانصافي من ظلم د. سامح مهران رئيس اكاديمية الفنون حين خطف وظيفتي وقضي علي مستقبلي داخل مصر..
هكذا وبمرارة شديدة بدأ د. أيمن تعيلب استاذ الأدب العربي العامة من تركيا بعد أن قضي العام الدراسي في تدريس الأدب العربي في جامعة "أولو داغ" التركية.
** قلت: لماذا كل هذه المرارة؟
* قال: شيء قاس أن ترحل وتنخلع غصبا عن وطنك بعد سن الخمسين ظلما وقهرا. والعجب أن ترحل وتنفي لمجرد النفي. قديما كان الاحرار يرحلون عن مصر بسبب السياسة أو الافكار الجريئة. لكن المثقفين اليوم ينفون مجانيا لمجرد النفي. نفي لمجرد أن تعيش بعد أن تحول الفساد الثقافي في مصر من حالة فساد الثقافة إلي ثقافة الفساد.
** قلت: وما الفارق؟
* قال: فساد الثقافة يعني أن يفسد أي قيادي ثقافي مرة أو مرات لكن تظل لديه قابلية للاصلاح ولو لمرة واحدة. لكن أن يحترف الفساد بمهارة واقناع وفخر واعتزاز فهذه ثقافة الفساد. وفيها ينقلب الفاسد إلي مفسد عن وعي واحتراف..
** قلت: بعيداً عن الشعارات.. ماذا تقصد علي أرضاً لواقع؟
* قال: في هذا المكان اثيرت قضيتي بعد اغتصاب رئيس اكاديمية الفنون لوظيفتي كأستاذ للادب العربي رغم تخصصي الدقيق فيه بأبحاثي ورسالتي الماجستير والدكتوراة وابحاث مابعد الاستاذية ود. سامح مهران متخصص في المسرح والأدب العبري.. وفارق كبير بين العبري والعربي!!
** قلت: لكن وزير الثقافة وعد في هذا المكان بتحويل الملف إلي مجلس الدولة؟
* قال: نعم قال ذلك.. لكن مضي اكثر من 7 شهور ولم نشاهد أي أثر. ذهبت مرارا أنا والمحامي ولم نجد أي أوراق قد تحولت لمجلس الدولة.. في الحقيقة كان كلام الوزير مجرد فض مجالس لتهدئة الرأي العام أو كشكل من اشكال المراوغة وحماية رجاله.
** قلت: الوزير وعدني بعدم حماية رجاله لذلك حول الملف إلي مجلس الدولة؟
* قال: أنا أصدقك وأصدق وعد الوزير لكن الواقع غير ذلك تماما وأنا حاولت مقابلة الوزير أكثر من مرة لكن يبدو أن هناك سياجاً حديدياً حول مكتب الوزير فرضه د. مهران حتي لا يصل صوتي للوزير.. لقد تحولت اكاديمية الفنون في عهد مهران إلي عزبة خاصة به واستغل اموال الدولة في الاعلان عن وظائف وهمية. فقد امتلك د. مهران الوظيفة ولم يشغلها.
** قلت: كيف؟
* قال: الامتلاك حالة من حالات القهر والسيطرة والاغتصاب. أما الاشتغال حالة من حالات النشاط والانفتاح علي المستقبل..
** قلت: أنا واثق في الوزير؟
* قال: لكن ثقتي في تعمية د. مهران للحقيقة أشد.
** قلت: بعيدا عن هذه المعركة.. كيف رأيت الحركة الثقافية في تركيا"؟
* قال: المثقفون هناك شريك اساسي في صناعة سياسات تركيا الداخلية بل سياسات الشرق الاوسط .. لكن هناك شيئاً غريباً جدا أوحي به لي عميد الكلية التي أعمل بها بأن المثقفين العلمانيين في تركيا لا يميلون إلي العرب في حين أن السلطة السياسية تحترم الثقافة العربية والمصرية علي وجه الخصوص أما عندكم. المثقفون المصريون يحترمون الثقافة التركية علي حين أن السلطة السياسية عندكم لا تحبنا مثلما تحبكم السلطة التركية.
* قلت: لندخل إلي دهاليز الثقافة والمثقفين الاتراك".
* قال: الأديب والمفكر جميل ميرج يقول "إن اليد التي تمتد إلي القاموس تمتد إلي الناموس؟! والناموس باللغة التركية تعني العرض.. وكثير من المثقفين الاتراك يسألونني لماذا تردت الاوضاع الثقافية وارتبكت عندكم إلي هذا الحد.
** قلت: العالم كله يمر بارتباكات ثقافية في ظل تسارع التغيرات السياسية والاقتصادية.
* قال: نعم.. لكن تحتفظ الدول هناك بقدر من النسيج الثقافي والحضاري الخاص الذي يحميها من الذوبان بصورة مطلقة في الكل العالمي المجرد. وتركيا احدي هذه الدول التي تتبني قوة ثقافتها واضحة وجلية وسط القرية الكونية.
** قلت: الثقافة المصرية ايضا لها خصوصيتها.
* قال: نعم لكم لكن أكبر ظني أنها تعيش الآن أهش لحظاتها قاطبة. فلا يوجد هذا
التماسك المصري في الرؤية والتعدد والتطلع للمستقبل. فالمثقف المصري يستمرئ ثقافة الاتباع علي ثقافة الإبداع. وثقافة الهامش علي ثقافة المتن الوطني المدني الواسع وثقافة العشوائيات النفعية الوقتية علي ثقافة الاستراتيجيات الحضارية.. المثقف يبحث عن أب يحميه بعد أن فقد ذاتيته النقدية المستقبلة..
** قلت: وما هو مستقبل المثقف من وجهة نظرك؟
* قال: إذا استمر بهذا الوضع ستكون النتيجة الحتمية هي انقراض العقل المصري. والثقافة لابد أن ننظر لها كقضية أمن قومي وحضاري. لأننا نعيش عصر المعلومات وليس عصر العضلات. عصر القوة العقلية لا عصر القوة البدنية "وهيله هيلا يا رجالة".
** قلت: في رحلتك لتركيا لماذا لا تساهم في نقل الثقافة والإبداع التركي للعربية والعكس"؟
* قال: حتي الآن لم يتم ترجمة الأدب العربي المعاصر لتركيا وهم لايعرفون شيئا يذكر عن ثقافتنا الجمالية المعاصرة. لقد سألت بائعة سوبر ماركت هناك: هل النساء في مصر يستطعن الحديث مع الرجال بحرية. وهل تستطيع امرأة أن تختار من تتزوجه.. وأسئلة كثيرة يسألها الطلاب لي.. وهذا ينبيء عن غياب الثقافة المصرية والحال الاجتماعي لنا عندهم وعندما أتكلم مع طلابي وكثير من أساتذة الجامعة عن شعراء مصريين مثل صلاح عبدالصبور أو عفيفي مطر. وأمل دنقل أو نقاد كبار يتعجبون كثيرا ويقولون هل يوجد شعراء ونقاد كبار في مصر؟!
** قلت: وهل يعرفون نجيب محفوظ؟؟
* قال: عندما كنت اقرأ بعض روائع محفوظ كانوا يتعجبون جدا لهذا المستوي الجمالي الرفيع ويقارنونه بأديبهم الكبير جميل ميرج.
** قلت: وهل هناك دور للملحق الثقافي المصري في تركيا؟
* قال: أنا لم أعرف أي دور له. وأتعجب عندما أقارن بينه وبين عبدالوهاب غرام حين كان ملحقا ثقافيا لمصر في باكستان ترجم لنا محمد إقبال وغيره من روائع الأدب الهندي والباكستاني والأوروبي والفارسي.. وفي ظل غياب الثقافة والدور المصري هناك تنمو ثقافة القلق والحذر والتشويش والاضطراب بل وثقافة سوء الظن.
** قلت: وهل هناك صحوة ثقافية تركية تجاه العرب؟
* قال: هناك صحوة للدور الثقافي ومشاركته في العملية السياسية هناك بشكل عام. وبالنسبة لنا هناك توجه عام بعدم تعيين أساتذة الجامعة والمعيدين إلا بعد تعلم اللغة العربية في الجامعة التي أعد لها..
*. قلت: أخيرا ماذا تفعل في الأيام القادمة؟
*قال: أطرق كل الأبواب.. القانون والمحاكم وجمعيات حقوق الإنسان داخل مصر.. وعلي فكرة هناك بعض جمعيات حقوق الإنسان في تركيا وعدتني بالتدخل لمناصرتي في المحافل الأوروبية ضد بطش وظلم رئيس أكاديمية الفنون في مصر ضدي.

نقلا عن صفحة أدباء الأقاليم بجريدة الجمهورية

ليست هناك تعليقات: