2010/07/29

محمد حماد يتهم طارق إمام بسرقة فكرة هدوء القتلة!










نزاع بين طارق إمام ومحمد حمّاد حول فكرة الرواية: من كتب هدوء القتلة؟




(الموضوع نقلا عن صفحة أخبار الأدب بالفيس بوك وسينشر غدا بجريدة أخبار الأدب)
كتب/أحمد وائل
خلاف على فكرة ..كل من طرفى الخلاف ينسبها لنفسه.
محمد حمّاد ينسب فكرة رواية "هدوء القتلة" لسيناريو كتبه، وطارق إمام يدافع عن روايته، متهماً الآخر بالسرقة!
الحكاية لا تتصل بجائزة يحكم مجلس الدولة فى أحقية مؤلفها لنيل جائزة الدولة التشجيعية، بقدر ما تتعلق بالمفاجآت التى لا تزال رواية "هدوء القتلة" قادرة على تفجيرها..
المفاجأة فجرها هذه المرة المخرج والسيناريست الشاب محمد حمّاد..
المخرج الشاب تقدّم الأسبوع الماضى بمذكرة للمجلس الأعلى للثقافة يتهم فيها طارق إمام بسرقة سيناريو فيلماً مسجلاً بالشهر العقارى بعنوان "وجه الله أو القاتل". اتهم حمّاد إمام بسرقة السيناريو، من حيث الفكرة والشخصيات، والموضوع وكتابته فى روايته المعنونة بـ "هدوء القتلة".
الرواية محل النزاع كان المجلس قد سحب الجائزة التشجيعية مؤخراً من مؤلفها. ليفاجأ المجلس نفسه باتهام حماّد.
لم يلتفت المجلس لدعوى المخرج نظراً لأن مسألة تشجيعية "إمام" منظورة أمام مجلس الدولة للفتوى بشأنها.
لكن اتهام حماد يفتح الباب للكلام حول السرقات الأدبية، وكذلك يتطلب بعض التأمل فيما يخص الرواية محل النزاع.
يحكى حماد لأخبار الأدب أنه كان قد استعان بخبرة طارق إمام لكتابة سيناريو مستوحى من قصة سينمائية له- حماد- لكن إمام انسحب من المشروع، الذى كان حماد ينوى أن يخرجه ليكون أول فيلم روائى طويل له. لم يكمل إمام السيناريو، وأكمله حماد بمفرده، وتم تسجيله فى الشهر العقارى بعنوان مبدئى "وجه الله أو القاتل". السيناريو مسجل بتاريخ 5/ 5/ 2007، وكذلك صدرت رواية إمام فى نهاية العام نفسه.
بعدها فوجئ حماد بصدور رواية "هدوء القتلة"..ويقول :" وجدت أن الخطوط الأساسية بين العملين واحدة..قصة القاتل الذى يكتب الشعر هى حكاية بطل السيناريو نفسها. وهو كذلك يعمل بالمهنة نفسها، حيث يعمل بطلى، مثل شخصية البطل فى الرواية بالإحصاء وتعداد السكان، والشخصية تحمل اسم البطل نفسه..سالم.".
سالم، فى السيناريو كما الرواية، يتورط فى قصة حب مع صحفية شابة.. كما يشير حمّاد. نقطة أخيرة يتناولها حمّاد وهى: "الملمح السينمائى لمشاهد الرواية.. هذا لم يكن موجوداً فى أعمال طارق السابقة" هكذا يؤكد حمّاد التشابه، أو السرقة حسب تعبيره!
يستعيد المخرج الشاب فترة عمله مع إمام على مشروع السيناريو حينما تقابلا عام 2007، عرض الأول على طارق الفكرة كالآتى :" أريد أن يكون الفيلم مستوحاً من الحس الصوفى .. كأن الفيلم قصيدة حب صوفية عبر معالجة فنية لا تخلو من جانب تجارى يبرز عالم القاتل المتسلسل، الذى يعيش قصة حب مع صحفية شابة"، ساعتها أبدى إمام استحسانه للفكرة..
يقول حماد أنه لم يهتم وقت صدور الرواية بوجود التشابه: "كنت قد نلت أجرى كاملاً عن السيناريو، ولم أنشغل بهذه السرقة- على حد تعبيره- لكن الضجة التى أثارها إمام بعد سحب الجائزة "استفزتنى"، مما دفعنى للالتقاء بدكتور عماد أبو غازى لأفتح الموضوع بعد طول صمت". حمّاد يؤكد أنه لم يعد مشغولاً بتقديم نفسه ككاتب سيناريو، لأنه يركز على مشروعه كمخرج..لكن دفاع طارق إمام عن أحقيته بالتشجيعية دفعه للمطالبة بحقه فى السيناريو المسروق!
من جانبه علق صاحب الرواية على كلام حمّاد بقوله: "هذا عيار طائش.. وظهوره بهذه الطريقة الساذجة في هذا الوقت تحديدا يعني أن الهدف الوحيد منه هو التشويش على قضية حصولي على الجائزة وأحقيتي بها.. ومبدئيا فأغلب فصول الرواية فضلا عن فكرتها أو أفكارها الرئيسية منشورة بالكامل كنصوص مستقلة بين عامي 2001 و 2004 أي قبل أن يسجلها في الشهر العقاري كفكرة كما يزعم بثلاث سنوات على الأقل، ..(ونشرت النصوص بجرائد منها: أخبار الأدب والقاهرة والأهرام) وأنا أطالبه بأن يظهر صورة من تسجيل عقده بالشهر العقاري" ..

ويتابع إمام :" حكاية هدوء القتلة مع الأخ حماد بالمناسبة معروفة لعدد كبير من الأصدقاء الكتاب منذ فترة.. فقد قرأ الرواية مخطوطة عام 2006 مثله مثل عدد من أصدقائي الذين قرأوا مخطوط الرواية في ذلك الوقت.. وأبدى إعجابه الشديد بها ورغبته في تحويلها إلى فيلم ، ومن جهتي رحبت لكني اشترطت أن يحدث ذلك بعد نشر الرواية(كما هومتبع) ولكنه قال لي ان مراحل الفيلم طويلة من كتابة سيناريو لظروف الانتاج لاختيار ممثلين وأماكن تصوير وخلافه..وبالتالي فالفيلم سيظهر في كل الأحوال بعد صدور الرواية.. رحبت، وبالفعل حصلت على عربون مقابل الرواية(3 آلاف جنيه) قبل أن نبدأ كتابة السيناريو، وفي هذا الوقت كانت الرواية بالفعل في دار ميريت تنتظر النشر..

تطورت الحكاية كما يروى لنا إمام بالتفصيل:"فوجئت بعد ذلك بحماد يخبرني أن الشركة أخبرته أنه من الصعب أن يشارك شخصان في كتابة السيناريو لظروف الانتاج خاصة وأن الشركة، كما أخبرني، ستدفع مبلغا كبيرا لنقابة المهن السينمائية فيما أذكر كي يسمح له بالاخراج لأنه ليس مخرجا.. فوافقت أن أكتفي بدوري كصاحب للرواية رغم أنني كنت قد كتبت جزءا كبيرا من السيناريو معه.. الكارثة وقعت عندما علمت من صديق مشترك ( كان يخرج عملا آخر لحساب الشركة المنتجة) أن حماد قدم الفيلم للشركة باعتباره قصته وإخراجه.. فثارت ثائرتي واتصلت بحماد كثيرا لكنه لم يرد على تليفوناتي..أبلغت الأصدقاء المشتركين بأنني سألجأ للقضاء.. خاصة وأن الرواية كانت على وشك الصدور ،.. ورقم ايداعها في 2007 فضلا عن فصولها المنشورة في الصحف كما أسلفت في سنوات سابقة على خوض حماد بشحمه ولحمه تجربة السينما برمتهها.. واتصلت ب(دينا أمين) المسئولة عن الفيلم في الشركة المنتجة، والتي لدى علمها بما حدث أوقفت الفيلم واتهمت حماد بتهم يمنعني الخجل من ذكرها.. هنا فقط اتصل بي حماد وطلب مقابلتي، وطلب (بطيبة غريبة) أن نتقاسم اسمينا على القصة في التترات، مبررا ذلك بأنه يريد أن يكتب على الأفيش قصة وإخراج محمد حماد!!! .. رفضت طبعا.. وكدت اتخذ اجراءات قضائية عندما تدخل الأصدقاء من جديد (ومنهم باسم شرف وأحمد العايدي) وطلبوا أن تجمعنا جلسة في دار ميريت.. وهي الجلسة التي أكد حماد فيها أنه بصدد تغيير الفيلم وأنه سيصير مختلفا تماما عن هدوء القتلة وانه اتفق مع الشركة المنتجة على ذلك .. وقلت انني موافق لكن لو اكتشفت انه لم يفعل فسأحتفظ بحقي مجددا في اللجوء للقضاء..ظننت أن الأمر انتهى عند هذا الحد.. خاصة وان الفيلم لم يظهر، والرواية صدرت في أكثر من طبعة ثم حازت ساويرس وانتشرت وكتب عنها.."
وفى النهاية يطرح إمام عدة أسئلة:" أين كان حماد، طالما هو صاحب حق، طوال السنوات الثلاثة الفائتة؟ لماذا لم يقل هذا الكلام أو يرفع ضدي قضية طالما هو مسروق؟ .. وان كان حماد( وهو سيناريست ومخرج بينما أنا كاتب فقط) هو صاحب الفكرة.. لماذا لجأ إلي لكتابتها معه.. هل بصفتي سيناريست محترف أم لأنني صاحب العمل؟؟! .. ثم.. لماذا تقدم بمذكرة للمجلس الأعلى للثقافة؟؟ هل هو الجهة المختصة بالفصل في مثل هذه المشاكل أم لركوب موجة ولحصد قدر مجاني من الشهرة (على قفاي)؟ خاصة أن الكثيرين يعرفون أن حماد من هواة الشهرة واثارة الجدل!! أم أنه تشويش مقصود، ومؤامرة الهدف منها تشويه صورتي وتحويل دفة القضية بأكملها؟؟ أعتقد أن من سيقرأ هذا الكلام سيعرف الإجابة..."
حكاية حمّاد وإمام لم تنته بعد، خاصة أن سيناريو حمّاد ليس متاحاً، حيث لا يزال مستقبل السيناريو معلقاً، على العكس من رواية إمام.. والموضوع فى النهاية لا يتعلق بالفكرة بقدر ما يعتمد على أسلوب تقديمها.

ليست هناك تعليقات: