2010/08/28

ويسرى حسان يرد: كلما قلت له خذ قال هات

يسرى حسان يكتب: الأستاذ كرمبو الشهير بأبو جليل


بقلم/ يسري حسان

رئيس تحرير مجلة مسرحنا الصادرة عن هيئة قصور الثقافة

لا أحب لأصدقائى الوقوع فى الغلط، لكنى أيضا لم أعد قادرا على أن أبلع لهم الزلط.. تمنيت لو سألنى صديقى العزيز حمدى أبو جليل قبل أن يكتب مقاله المنشور فى اليوم السابع تحت عنوان "من يوقف هذا العبث الدائر فى قصور الثقافة.. لكنه لم يسأل فقلت أسال أنا: من أين استقيت معلوماتك يا حمدى عن انصراف جمهور القراء عن جريدة "مسرحنا"؟ حمدى أجاب بثقة متناهية أحسده والله عليها: من توزيع الجمهورية.. قالوا لى إن توزيع مسرحنا صفر.

حديثى مع حمدى كان تليفونيا لكنى أتصور شكله وطريقة ابتسامته وهو يصرح لى بهذه المعلومات الخطيرة التى استطاع حمدى كرومبو الحصول عليها من مصادره السرية بالجمهورية، شكرا ياحمدى وأهلا بك فى عالم المرح، الجمهورية رعاها الله وحماها ـ بالعند فى ابن عاق مثلى ـ لاتوزع مسرحنا .. الأهرام هى التى توزعها، لن أتهم حمدى بالكذب..حاشا لله.. حمدى رجل والرجال لايكذبون ..قولوا إذن إن الجمهورية ظنته قرويا ساذجا وضللته عندما سألها عن توزيع جريدة لا توزعها أصلا وقالت له إن توزيعها صفر، قولوا معى إن حمدى ليس كذابا .. لكنهم ظنوه قرويا ساذجا .. فضللته الجمهورية.لا تبتئس ياحمدى لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ولن نستعبط ـ بضم النون ـ بعد اليوم.

ضع يدك على كتفى ياصديقى ورزقى ورزقك على الله واحذر أن تحصل على أجر عن عمل لم تقم به على الوجه الأكمل وإذا سألت فاسأل الله ولاتسأل الجمهورية مرة أخرى.. منها لله ثورة يوليو أنشأت الجمهورية وعلمت أبناء الفلاحين أمثالنا .. فشلنا نحن فى أن نفرح لبعضنا البعض وأن نحب لأخينا ما نحب لأنفسنا .. بينما نجحت الجمهورية فى أن تضللنا وتمسخرنا ونحن نحب من يضللنا ويمسخرنا.

تذكر يا حمدى أننى انسحبت من مجلس تحرير الثقافة الجديدة عندما أدركت أن وجودى لن يضيف إليها فى ظل سياستها التحريرية التى لم تكن ترضينى وتعلم أن الراحل الكبير سامى خشبة أبقى على اسمى خمسة أشهر على ترويسة المجلة وبناء على ذلك صرفوا لى مكافأة عن هذه الشهور التى لم أقدم فيها شيئا للمجلة وتعلم أننى رددت هذه المكافأة التى ليست من حقى وكنت أنت وقتها أحد كتاب المجلة ولم تعترض على سياسة تحريرية أو سوء توزيع أو أى شىء من هذا القبيل رعاك الله وحماك وأكثر من أمثالك ياحمدى فأنت أمل مصر فى كأس بولاق الدكرور.

ومثلما استقى حمدى معلومة التوزيع من الهواء استقى أيضا معلومة سخط الغالبية العظمى من المسرحيين على مسرحنا لم يقل لنا من هم هؤلاء الذين يسخطون علينا ولماذا.. أعترف لك يا حمدى أن هناك من يسخط علينا من المسرحيين فعلا ولو كنت تقرأ مسرحنا لعرفت أسباب السخط ولأنك لن تقرأ فسأقول لك الأسباب فقد أخذت مسرحنا على عاتقها أن تتبنى مجموعة من النقاد الجدد بلغ عددهم والحمد لله أربعين ناقدا حتى الآن معظمهم ينشر لأول مرة فى حياته وهى مجموعة تفرح.. كلهم درسوا المسرح وتعاملوا مع العروض المسرحية ليس بمنطق كان الديكور موظفا والموسيقى من نسيج العرض والأداء التمثيلى كان رائعا.. وإنما بمنطق التحليل.. تحليل عناصر العرض يا حمدى هل سمعت به؟ وقد تسبب ذلك فى سخط سدنة النقد المسرحى الذين لم يكن على الحجر غيرهم وهم قلة والحمد لله.. لقد تابع هؤلاء الشباب العروض المسرحية فى الجامعات والمدارس والكنائس والمصانع والشركات ومراكز الشباب وقصور وبيوت الثقافة هل سمعت عن جريدة فى مصر أو غيرها تابعت النشاط المسرحى فى مثل هذه المواقع أوحتى كتبت عنه مجرد خبر؟ كما تابعوا عروض البيت الفنى والهناجر وعروض الهواة والمستقلين وكل نشاط مسرحى حتى لو أقيم فوق سطح أحد البيوت.. كل ذلك أربك البعض كما أربك أولئك الذين كانوا يعتبرون العرض المسرحى مجرد سبوبة يقام العرض وينفض دون أن يدرى أحد به.. فوجئوا بمن يتابع ويكتب ويقيم فسخطوا علينا يا صديقى وهم أيضا قلة والحمد لله.
ولأنك تتبع منطق التسفيه دون أن تملك دليلا وبنفس منطقك أقول لك إن كل كتاباتك سيئة وتافهة ولايقرأها أحد وتحظى بكراهية جمهور القراء.. هذا أسهل شىء لتسفيه أى إنجاز لكنى لن أفعل ذلك فمازال لى ضمير يا حمدى.. أعرف أنك تحبنى ولذلك توقعت أن تضع يدك الكريمة على بعض أخطائى وتوجهنى إلى إصلاحها.. يحتاج الواحد منا إلى صديق مخلص ينصحه خاصة إذا كان مثل العبد لله لا يدعى الكمال ولا يظن أنه يمتلك الحقيقة الكاملة واليقين المطلق لكنك لم تفعل ورحت ترمينا بالباطل فلم نستفد شيئا سوى الابتسام.. ابتسم أنت مع حمدى أبو جليل.
هذا ما يخص مسرحنا أما ما يخص الثقافة الجديدة فأترك الميكروفون للصديق طارق الطاهر وهو حر يرد أو لا يرد كل واحد وظروفه.
ويبقى الود يا حمدى مابقى العتاب أنت تعرف أننى أحبك.. بيننا عيش وملح وذكريات لاتنسى.. كما أنك وهذا هو المهم رجل مرح الأعطاف حلو اللفتات.. كلما قلت له خذ قال هات.
نقلا عن اليوم السابع

ليست هناك تعليقات: