2013/04/12

ناجي نعمان في سِفر أوَّلَ من سَفَرِه: مع متري وأنجليك

ناجي نعمان في سِفر أوَّلَ من سَفَرِه:
مع متري وأنجليك
 
في إطار استمرار الاحتفال بمئويَّة الأديب والشَّاعر الرَّاحل متري نعمان (1912-2012)، أصدرَت مؤسَّسة الثَّقافة بالمجَّان كتابًا جديدًا عن سيرة الأديب وسيرة عقيلته أنجليك، وحياتهما الأُسَريَّة، وفضائلهما، وأعمالهما، وعلائقهما الاجتماعيَّة، بقَلم ابنهما، ناجي نعمان.
والكتابُ جُزءٌ أوَّلُ من سيرة المؤلِّف التي ستصدرُ تباعًا في أجزاء مُعَنوَنة "سِفرٌ من سَفَر"؛ وهو يقعُ في 190 صفحة، ويوزَّعُ، بطبيعة الحال، مجَّانًا.
من المقدَّمة نقرأ:
"رُبَّ مُتَطَفِّلٍ غيرِ مُقَدِّرٍ الأبوَّةَ والأمومَةَ، سائِلٍ، عن حُسن نيَّةٍ، أو سوءٍ فيها، أنْ مَن تُراه يَكون، مِتري، أمولييرُ فرنسا هو، أم شِكسبيرُ بريطانيا، أم سيبَوَيهُ بلاد العُرْب؟ ومَن تُراها، أنجِليكُ، أرابعةُ العَدَويَّةُ إيمانًا، أم ماري كوري عِلمًا؟
"لِمِثل هذا أقول: إنَّ مَن لا خَيرَ منه في مَن أَوجَداه ورَبَّياه، لا خَيرَ يُرَجَّى منه، في الواقِع، في كلِّ ما يَفعَل. وأيًّا يَكُنِ الوالِدان، عاديَّين، وربَّما بَسيطَين، فهما، لأبنائهم وبناتهم، كلُّ شيء: الأصلُ والخَيرُ والبَرَكَة!...
"ما بين اليدَين، إذًا، تكريمٌ منِّي لوالِدَين، وذكرى، قبلَ أنْ أخسَرَها، الذَّاكِرةَ؛ وأيضًا، محاولةُ اكتِشاف جيناتٍ مَوروثَةٍ، وتربيةٍ، وغَوصٌ في جيناتٍ خاصَّةٍ، وبيئةٍ، وظروفٍ، وجهدٍ خاصٍّ، وعملٍ على الذَّات، وسَبرُ جيناتٍ أورَثْتُ، وتربيةٍ، لابنةٍ منِّي، وابنَين، على أمَل أنْ تُساعدَهم بيئتُهم وظروفُهم، وأنْ يَعمَلوا على ذواتهم، كَيما يَكونوا غَيريِّين خَيِّرين للوطن والمجتمع".
       ومن الخاتمة نقتطف:
"مِتري، أخَذْتُ منك حُبَّ الكلمة، وبساطةَ الفِكر، وتَواضُعَ العارِف، وسذاجةَ المُتَفَهِّم، وتسامُحَ المُحِبّ؛ وأنجِليكُ، أخَذْتُ منكِ الاندفاعَ للإنتاج، والشَّكَّ للتَّيَقُّن، والطُّموحَ للعَطاء. وتلك، تَاللهِ، صفاتٌ أفادَتْني يومًا، وأضرَّتْني أيَّامًا، ولكنَّها صَنَعَتني، وأراحَتْ ضَميري دومًا، وأنا فَرِحٌ بما أنا عليه.
"مِتري وأنجِليك، شُكرًا لكُما، فكِتابةُ هذا السِّفْر من أسفار حياتي، المُتَّصِلِ بكُما، سمَحَ لي أنْ أُطلِقَ ضَحَكاتٍ وأذرِفَ دُموعًا. وإنَّ الكتابَ الحاليَّ فيكُما، وإنْ لم يُوَفِّكُما حقَّكُما، منَحَني غبطةَ العودة إلى الوراء، إلى الزَّمن الجميل، وإلى الزَّمن الأقلِّ جمالاً. فالعودةُ إلى الوراء هي كالعَيش معكُما من جديد؛ وهَل أروعُ من عَيش الحياة معكُما، مرَّتين، وأكثَر؟ وهَل أطيَبُ من استِعادة ذكرياتي معكُما كلَّما أرَدْت؟"
 

ليست هناك تعليقات: