2013/04/19

حوار مع الكاتب المصري أحمد محمد مليجي



حوار مع الكاتب المصري أحمد محمد مليجي
حاوره: عبد القادر كعبان 
 الجزائر
أولا.. كيف يقدم أحمد محمد مليجي نفسه للقراء؟
في البداية أسمح لي ان أرحب بك أستاذي الكريم عبد القادر كعبان ، وأن أعبر لك عن تقديري و سعادتي بهذا الحوار وأشكرك شكراً جزيلاً على اتاحة هذه الفرصة لكي يتعرف القارئ الكريم على رحلتي الأدبية والثقافية المتواضعة ، وأنتهز هذه الفرصة أيضاً لأبعث تحياتي وتقديري لكل أصدقائي ولكل من يتابع كتابات أحمد مليجي في الجزائر وفي وطننا العربي الكبير ، أما بالنسبة لسؤال حضرتك الأول : أقول للقراء الاعزاء ان أحمد مليجي إنسان بسيط جداً ولله الحمد والشكر  ولد في  ديسمبر عام 1967 في قرية أبو جرج وهي احدى قرى جمهورية مصر العربية التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا
الحالة الاجتماعية : متزوج ورزقني الله بثلاثة أبناء ولله الحمد
بداية مشواري كان مع المقالات الاجتماعية والأسرية وكذلك الاقتصاية ، لكن من حيث الأسلوب والمضمون في الكتابة عامة سواء كانت مقالات أو قصص قصيرة كان همي الأكبر في التركيز على معالجة الظواهر والسلبيات المنتشرة داخل المجتمع العربي بصفة عامة والمجتمع الإسلامي بصفة خاصة ، حيث كنت ولا زلت أرى أن هذه الظواهر باتت سبباً رئيسياً في تأخر تقدم الشعوب العربية والإسلامية في الكثير من المجالات عن الشعوب الآخرى ، بل  واعاقة تقدم شعوبنا ومجتمعاتنا بشكل ملحوظ وكبير، لذلك انشغل  فكري كثيراً في محاربة تلك السلبيات وتوقفت كثيراً عند البحث عن حلول لها  للتخلص منها،  فلم يكن أمامي سوى القلم الذي كان ولا يزال سلاحي الوحيد في محاربة الظواهر السلبية والقضاء عليها أو على الأقل الحد من انتشارها ، فكانت مقالاتي الاجتماعية والأسرية بفضل الله عبارة عن رسائل تربوية وأحياناً دعوية وتحذيرية بأسلوب بسيط ومتواضع موجهة بصورة مباشرة إلى شباب الأمة و الأسرة بكافة أفرادها ، وإلى المجتمع العربي والاسلامي بكافة فئاته أيضاً ، وبهذا المنهج  الذي اتخذته سبيلاً في كتاباتي كانت بدايات الانطلاق لنشره في الصحف والمجلات العربية من صحيفة الرسالة التي تصدر عن جامعة الملك سعود حيث نشر أول مقالاتي على صفحاتها تحت عنوان ( أين نحن من التقدم التكنولوجي ) ثم توالت بعد ذلك المقالات في نفس الصحيفة وفي أكثر من عشرين صحيفة ومجلة مصرية وعربية آخرى ، فكتبت عن دور الآباء في تربية أبنائهم ، و عن رعاية الأبناء لآبائهم عند الكبر ، وعن صلة الرحم وعن الترابط الأسري وعن مكانة المرأة في الإسلام والكثير من الموضوعات الاجتماعية والأسرية والاقتصادية التي تعالج بصورة مباشرة الظواهر والسلبيات التي تعيق تقدم الفرد والمجتمع ، وكذلك جاءت كافة مؤلفاتي القصصية ومشاركاتي في العديد من التحقيقات الصحافية التي اجريت معي على هذا النحو وبهذا الأسلوب ولله الحمد والشكر
مؤلفاتي : وفقني الله في تأليف كتاب ( إليك أيتها الأسرة المسلمة ) صدر عن مكتبة الايمان الحديثة عام 2010 ، وكذلك صدر لي المجموعة القصصية الأولى تحت  عنوان ( المنحوس ) ، كما شاركت ايضاً في تأليف كتابين آخرين مع مجموعة من الأدباء والشعراء العرب كان عنوان الكتاب الأول ( عصير العقول ) والثاني ( قطرات المسك )
من ابرز شهادات التقدير والتكريمات التي حصلت عليها حتى الآن كان
بفضل الله حصلت على شهادة شكر و تقدير من سفير مصر بالمملكة العربية السعودية في احتفالية السفارة المصرية بنصر أكتوبر المجيد التي اقيمت في مدينة الرياض يوم 6 أكتوبر 2011، كان ذلك تقديرا لنشاطي الأدبي والثقافي  خلال  عام 2011حيث أقيم وأعمل في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
حصلت على درع تكريمي من المستشار الثقافي المصري في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية عام 2010 على ضوء الندوة الأدبية التي اقيمت حول كتابي ( إليكِ أيتها الأسرة المسلمة وهي الندوة التي  حضرها المستشار أحمد عبد المجيد نائب القنصل العام المصري في الرياض في ذلك الحين
حصلت على الجائزة الأولى في القصة القصيرة ( رحلة مع عصفور وطفل ) عام 2010 من منتدى عاطف الجندي الأدبي
أما هذا العام فقد حصلت على شهادة دكتوراه تقديرية من المبادرة العالمية لتكريم القيادات الانسانية ومقرها الأردن ، وحصلت أيضاً على شهادة دكتوراه فخرية من الجمعية الدولية الحرة للمترجمين واللغويين العرب
كما كرمت في أواخر شهر ديسمبر عام 2012 بشهادة شكر وتقدير من رابطة الأدباء والشعراء الثقافية وذلك على ضوء مؤتمرها الأول الذي أقيم في قصر ثقافة في مدينة أبوقرقاص بمحافظة المنيا بجمهورية مصر العربية

كيف ترعرع عندك ميول الكتابة أستاذ أحمد؟
الحقيقة بداياتي مع الكتابة كان في سن مبكر جداً ربما كان عمري 12 سنة وكانت المحطة الأولى مع الشعر وربما تأثرت مشاعري في ذلك الوقت بما كنت اشاهده في النشرات والتقارير الاخبارية من ظلم واعتداءات مستمرة على الفلسطينيين من قبل العدو الصهيوني المحتل ، ثم انتقلت بعد ذلك إلى القصة التي عمدت في البداية على تسجيل ذكرياتي والأحداث التي كنت أعيشها وتجري معي في حياتي اليومية بأسلوب الحكي ، لكن توقف عن الكتابة فترة طويلة ربما سنوات بسبب وفاة والدي يرحمه الله ، والمسؤولية التي حلت على عاتقي فجأة من بعد وفاته ، وسافرت الأردن للعمل لكن رحلتي لم تستغرق أكثر من 6 شهور تقريباً كان ذلك في أواخر سنة 1989
بمن تأثرت في بداياتك؟ من شجعك على مواصلة المشوار؟
تأثرت كثيراً بالأسلوب النقدي الذي كان يتبعه الأديب العالمي نجيب محفوظ  في كتابة مقالاته وفي طرق معالجته للكثير من الظواهر السلبية التي جسدها لنا في الكثير من قصصه ورواياته أيضاً ، وكذلك كانت مقالات الاستاذ الكبير أنيس منصور وروايات الأديب الكبير يوسف السباعي ، أما عن الأدب العالمي قرأت الكثير من روايات إرنست همينغوي أذكر منها رواية ( الشيخ والبحر) ورواية ( الشمس تشرق أيضاً ) كان يعجبني تركيزه على الجانب النفسي والإنساني في تأليف روايته – أما عن من شجعني على الكتابة ونشر مقالاتي في الصحف فهو صديقي وأخي العزيز الأستاذ الدكتور شباب الحارثي لن أنسى جميل هذا الرجل وهو سعودي الجنسية وبالنسبة لكتابة القصص القصيرة كان يشجعني دائماً صديقي العزيز وأخي الكبير الأديب مجدي شحاتة وأعتبر ان الانطلاقة الحقيقية التي دفعتني إلى الاستمرار في كتابة القصة القصيرة كانت نشر أعمالي في العديد من المواقع الأدبية والاجتماعية أذكر منها ( موقع ملتقى الجالية المصرية في السعودية و منتدى عاطف الجندي الأدبي ومنتديات اتحاد الكتاب والمثقفين العرب وموقع مملكة تايمكوم وملتقى الأدباء والمفكرين العرب ) استفدت كثيراً من تفاعل وتعليقات الأعضاء ونقدهم الايجابي وتعقيبهم على أعمالي فهذه المواقع التي أشرف بعضويتها تضم خيرة النقاد والأدباء العرب
حدثنا عن تجربتك القصصية؟
بداية الانطلاق كانت مع القصة القصيرة جداً وأذكر ان أول قصة كتبتها كان عنوانها ( وصية زوج ) وهي لا تتجاوز الثلاث أسطر ،وبعدها كان فوز قصتي ( رحلة مع عصفور وطفل ) بالمركز الأول في المسابقة الشهرية التي يقدمها المنتدى لرواده التي منحتني ثقة أكبر واستمراراية في مواصلة الكتابة في هذا الجنس الأدبي الممتع

كيف تتعامل مع ثلاثية "اللغة /الحوار/عنصر التشويق" في كتابة قصصك؟
بكل تأكيد عناصر التشويق التي ذكرتها حضرتك لها مفعول السحر في نجاح العمل خاصة اللغة وأسلوب التعبير الذي يجعلك في موضع تحاور مستمر مع القارئ في كل عمل تقدمه ، لذلك كان التركيز الأكبر في أعمالي والعناصر الهامة التي أحرص عليها قبل الشروع في كتابة القصة أو المقال هو مضمون هذا العمل ، والفائدة التي تعود على القارئ منه ،وكذلك الرسالة التي أريد أن أوصلها للناس في كل حرف أكتبه قبل نشره و خروجه لعامة الناس .
إلى أي مدى يشغلك تفاعل القارئ مع ما تكتبه؟
عندما أكتب أتخيل نفسي  مكان المتلقي لأرى بعينيه نقاط الضعف والقوة في قيمة هذا العمل ومدى تقبله والاستفادة منه ، لذلك أكون حريص جداً على مراجعة العمل قبل نشره في الصحيفة أو أي موقع، وتفاعل القارئ مع ما اكتبه يهمني جداً حتى لو كان هذا التفاعل نقدي يدفعني إلى مواصلة الكتابة ، وإلى الاستفادة من هذا النقد وتصحيح أخطائي في الاعمال القادمة ، وبالفعل تصلني رسائل كثيرة على أميلي رداً على مقالاتي وقصصي وكذلك أتابع بصفة مستمرة تعليقات القراء في الصحف والمواقع التي أنشر فيها أعمالي .
كيف ترى واقع الكاتب خصوصا بعد ثورة 25 يناير؟
من وجهة نظري ان من سلبيات ثورة 25 يناير انها جعلت القارئ في حيرة شديدة من أمره فأصبح فاقد الثقة في الكثير من الكتاب بسبب تناولهم للأحداث والقضايا التي تهم الشارع بصورة غير منطقية في الكثير من الاحيان، وهذا بالطبع نتيجة الحرية المفرطة التي خلفتها الثورة وخصوصا ما نراه ونشاهده في بعض برامج الفضائيات وما نقرأه في بعض الصحف والمجلات الالكترونية ، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كـ فيسبوك وتويتر وغيره ، فللآسف الشديد نرى بعض الكتاب وقد أصبحوا يعبرون في كتاباتهم عن انتماءاتهم الشخصية والحزبية فقط بعيداً عن مصلحة بلاده وأمنها واستقرارها ، ومع الآسف بعضهم يتفاعل مع الاشاعات والاكاذيب والفتن بصورة تدعم كل ما يُنشر في هذا الصدد دون التحقق من حقيقية المادة المنشورة أو من مصدرها.
هناك إختلاف قائم بين السلطة و المثقف اليوم فما تعليقك؟
أعتقد أن هذا الاختلاف هو صراع أزلي بين السلطة والمثقف وسوف يستمر هذا الاختلاف وهذا التنافر إذا استمرت السلطة في رفض الأفكار وقاومت التغيير والإصلاح بأساليب القهر والقمع بحجة أنها تعيق برامجها وعملها السياسي ، وسيستمر المثقف في أداء رسالته الاجتماعية والاقتصادية وفي كافة المجالات فهذا دوره في إرساء القيم والتنوير والاصلاح لمجتمعه .
ماذا عن أحمد مليجي الروائي؟
بالنسبة للرواية قدت قصة واحدة من ثلاثة أجزاء واعتبرها بعض النقاد رواية مصغرة بعنوان ( وفاء وبراثن الذئب )، لكن حالياً أوشكت على الانتهاء من رواية آخرى ستكون جاهزة للطبع قريباً إن شاء الله
كيف تبدو معالم الحداثة في الرواية اليوم؟
معالم الحداثة الرواية  تغيرت تغييراً ملحوظاً عن العصور الماضية ، وشمل هذا التغيير كل أقسام الرواية بما في ذلك نماذج النص وطرق التعبير والصور الجمالية والإبداعية التي يقدمها الروائي ، إلى جانب العناوين الداخلية والخارجية فأصبحت أكثر تعبيراً تماشيا مع الزمن الذي نتعايش فيه وبالطبع كان للعالم الرقمي والفضائي دور كبير في هذا التغيير الذي أصبح في متناول الجميع ..
ما هو جديدك الأدبي؟
إن شاء الله لدي مجموعة قصصية للأطفال ورواية سيصدران في القريب العاجل بإذن الله تعالى ..
كلمة ختامية للشباب العربي؟
أقول للشباب أرجوكم لا تضيعوا الوقت في اشياء غير مفيدة لا تستحق ضياع أوقاتكم فيها ، استغلوه طاقاتكم وصحتكم وإمكانياتكم العلمية والعملية في اشياء تفيدكم وتفيد مجتمعاتكم وأوطانكم فأنتم أمل الأمة العربية ومستقبلها في التقدم والازدهار والتنمية بكافة أنواعها ، وأنتم نواة خير وعطاء مثمر لأوطانهم ، ولعل الثورات التي قامت في بلدان الربيع العربي أثبتت أن لكم طاقة  ينبغي استغلالها والاستفادة منها في كافة المجالات .
 

ليست هناك تعليقات: