2014/10/22

رواية "أيقونة بلا وجه" لهيفاء بيطار.. واقع إمرة سجينة بمشاعر الحب بقلم: عبد القادر كعبان



رواية "أيقونة بلا وجه" لهيفاء بيطار.. واقع إمرة سجينة بمشاعر الحب
بقلم: عبد القادر كعبان
لا تزال الرواية جنسا أدبيا يرتبط ارتباطا وثيقا بالواقع الذي تعيشه المرأة على وجه الخصوص بل و يتجاوزه في كثير من الأحيان الى أبعاد مثالية تعنى بطرح أفكار و عواطف و مكبوتات بطريقة غير مباشرة و خير دليل على ذلك رواية الكاتبة السورية هيفاء بيطار الموسومة "أيقونة بلا وجه".
تدور الرواية حول شخصية "نبوغ" و هي إمرأة تتلاطمها أمواج القدر لترمي بزوجها "بدر" وراء القضبان مدة اثني عشرة سنة بسبب تهمة سياسية لفقها له رئيسه في العمل و أعوانه الفاسدون. تجد البطلة نفسها وحيدة مع رضيعها "زياد" ذي الثلاثة أشهر تواجه قساوة الحياة و مصاعبها التي لا تعرف نهاية لها.
تتواصل أحداث الرواية حيث تظهر شخصية "أحلام" المرأة اللعوب التي تثور على العادات و التقاليد و القيم  حتى أنها تحاول التأثير على صديقتها "نبوغ" بالتحرر من قيود زوجها لكن تأبى هذه الأخيرة إلا أن تظل إمرأة مفتونة بالأخلاق و مجنونة بحب ذلك السجين الذي يقع  هو الآخر متلبسا بجرم أبشع يدعى "الخيانة" بعد خروجه من السجن مع توأم روح زوجته و أعز صديقاتها "أحلام".
لقد برعت الروائية في وصف أعماق و هواجس كل شخصية و الصراع الداخلي الذي يكتنفها  حيث أن كل واحدة كانت متمسكة بالأحلام، "نبوغ" فضلت الإخلاص لزوجها و الصمود أمام قساوة الحياة على عكس صديقتها "أحلام" التي استقبلتها في بيتها و التي رفضت الرضوخ لحب رجل واحد، و لذا فضلت تذوق طعم الفضيحة مع زوج صديقتها الذي ضحت من أجله زوجته الوفية اثني عشرة سنة من عمرها.
تسيطر ثنائية الأنوثة و الرجولة بشكل آخر في هذا العمل الروائي الذي تعكسه المبدعة هيفاء بيطار  ببراعة من خلال تضحية إمرأة سجينة بمشاعر الحب مقابل خيانة رجل تحرر من قضبان السجن متناسيا معنى الحب العظيم.
نلحظ مرة أخرى  براعة الروائية في قدرتها على كسر حاجز الصمت، فنجدها تطارد شبح التحرر الذي لا يخضع لمقاييس أخلاقية ليوقع صاحبه في متاهة الخيانة على حساب أسى شخص آخر ظل سجين الحب و الإخلاص لتمسكه بالقيم طيلة اثنا عشر عاما.
"أيقونة بلا وجه" رواية مليئة إجمالا بالعديد من الأطروحات كقضية الحب و الإعتقال و الصداقة و الأخوة و التحرر و التضحية و القسوة و الوفاء و الخيانة و غيرها أين تعكس تماسك الحبكة و عمق الشخصيات بإمتياز.

ليست هناك تعليقات: