2014/10/31

تكريم العلماء والمبدعين.. بقلم: د.عمار الجنيدي



تكريم العلماء والمبدعين..


د.عمار الجنيدي
عندما تكون إرادة الإنسان أكبر من حجم المواجع المحيطة به واللابسة لبوس الإصرار؛ حينها ينثال البوح والإلهام حتى يصير لمذاق الحرف طعم الإدهاش المطعّم بالإبداع الطالع من ضمير الحكمة، ففي مثل هذه المِحَن يبرز المبدعون الحقيقيون ذوي الهمم والشهامات الكبرى، تماما، على قدر حجم الأمل والتحدّي.

الأمم الحيّة تحتفي بعلمائها وبمبدعيها وتُكرِّمهم وتسعى لتحفيزهم على المثابرة على الابداع والتميز، وتُعَزّز روح وقيم الإنجاز لديهم وتشجعهم على الاهتمام بالبحث العلمي، وتوفير بنية مناسبة تلبّي احتياجاتهم العلمية والإنسانية ، تكريس نهج الانجازات العلمية، من حيث توفّر واتاحت مكتبة الكترونية تحتوي على قواعد البيانات العالمية التي يحتاجها الباحث؛ فمن حق المبدع على المجتمع وعلى الدولة أن ينال قسطا من الانتباه والرعاية إذا ما خانته بعض أعضاء جسمه، ولا بد أن يُقابل صنيعه بالإجلال والإكبار والثناء عليه، وحتى نُحرِّض الجميع على المسير على نفس الطريق؛ ذلك أن المبدع الحقيقي لا يعترف أبدا بالبكائيات الساخطة؛ بعد مكابداته مع المحنة التي تضرب كيانه الإنساني بقساوة لا يشبهها إلا امتحان أصحاب العقائد بأبعادها الأخلاقية وبالأخص منها ما يتعلّق بأعضاء جسده أو ما يتعلّق بالصبر وقدرات التحمّل المنبجسة من الضمير الأخلاقي؛ تماما كما للوطن حق على المبدع أن يحمل همومه بين حنايا وتلافيف روحه وفكره وإنسانيته، ويجسّد ما أمكن من معاناة ترهق مجتمعه حدّ الوجع، ولتجسيد ما يمرّ به الوطن من إرهاصات في مواجهة المعيقات التي تعترض مسيرة النهوض والبناء والارتقاء التي من شأنها إدانة كل ما هو سلبي ومعيق للمسيرة.

وبحصوله على المركز الأول عالميا،  حسب تصنيف صادر عن مؤسسة تومسون رويترز الدولية في مجال المعادلات التفاضلية الكسرية، والتي تدخل في مجالات تطبيقية عديدة مثل الهندسة والأحياء والفيزياء وغيرها من العلوم المختلفة؛ حسب تصنيف موقع شنغاي العالمي للجامعات وتصنيف قاعدة البيانات العالمية سكوبس (Scopus)؛ حيث يقوم في اعتماده على عدد الأبحاث المنشورة للمتقدم في المجالات العلمية العالمية؛ إذ بلغ عدد أبحاثه العلمية المنشورة في مجلات علمية محكّمة مشتين وخمسين بحثاً علميّاً من الدرجة الأولى؛ يحتلّ الأستاذ الدكتور شاهر المومني؛ أستاذ الرياضيات التطبيقية في الجامعة الأردنية، والملقّب بالخوارزمي،   ويدخل بوّابة التاريخ الأكاديمي كواحد من أفضل عشرة علماء في العالم، وهي طبقة العلماء الدوليين الأكثر تأثيراً واستشهاداً بأبحاثهم، علماً بأن شاهر المومني هو أول أردني يدخل هذه الطبقة، بتقييمه حسب الباحث العلمي (Google Scholar) خلال شهر شباط 2014، وهو أعلى وأحدث تصنيف وتقييم علمي عالمي.

وصاحب أعلى تصنيف عالمي والأعلى في الأردن  في مجال عدد الأبحاث وعدد المعتمدين عليها من باحثين، والحاصل على جوائز علمية عالمية، كان أنشأ مجموعة بحثية أردنية في الرياضيات التطبيقية ، تضم نخبة من العلماء في العالم، لها سُمعة ونشاطات على المستوى العالمي، حيث تعتبر هذه المجموعة واحدة من أقوى المجموعات البحثية والتي يُعتمد عليها في مجال المعادلات التفاضلية الكسرية، ومنها المعادلات التفاضلية الكسرية التي تقدم حلولا عملية وواقعية عبر تقنية علمية خاصة، فتُـنَمذِجُها ثم تساهم في إيجاد الحلول لها؛ يساهم بعلمه وشهرته العالمية  في إعلاء شأن اسم وطنه عاليا، كونه أول أردني يصل الى هذه المرتبة المرموقة عالميا.

لم يكن انجاز الدكتور المومني في مجال البحث العلمي من أجل الترقيات الاكاديمية بل من أجل    خدمة العلم؛ ذلك أن البحوث العلمية التي يشتغل عليها هي بحوث علمية نوعية متخصصة في   علم الرياضيات، فمثل هذه الطاقات الاستثنائية والمتميزة لا بد من تكريمهم لتحفيزهم على البقاء في دائرة التفرّد  والتميّز وتحفيزهم على تعزيز قدراتهم ولتظلّ أكبر من حجم طموحاتهم حتى تظلّ بصماتهم شاهدة على الانجازات.

ليست هناك تعليقات: