2014/10/08

صعوبات التعلم إصدار جديد للكاتب والناقد الأدبي الأردني أيمن دراوشة



صعوبات التعلم


إصدار جديد للكاتب والناقد الأدبي الأردني أيمن دراوشة
عن دار الكلمة نغم المصرية - صدر كتاب جديد للكاتب والناقد الأدبي أيمن دراوشة بعنوان صعوبات التعلم :
       (مفهومها - أسبابها – خصائصها – تشخيصها – إستراتيجياتها)
قسّم المؤلف بحثه إلى ثلاثة فصول في 111 صفحة ، وخرج في نهاية الدراسة بمجموعة من النتائج والتوصيات التي يمكن أن تساهم في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلة صعوبات التعلم في الوطن العربي ، وهي مشكلة لا تقتصر على بلد دون آخر، بل هي مشكلة موجودة في كل الدول ، ولكن الاهتمام بها يختلف من بلد إلى آخر.                  
وظاهرة صعوبات التعلم من أهم الظواهر التي لاقت اهتماماً كبيراً من الباحثين ، فالتلاميذ ذوو صعوبات التعلم يمثلون نسبة ليست بالقليلة  في المجتمعات ، وتتزايد من وقت لآخر ، كما أنَّ نسبة انتشارها أكبر من نسبة انتشار أي فئة من الفئات الخاصة الأخرى.
وقد حاول المؤلف أن يحيط بهذه القضية من جميع الجوانب من ناحية مفهومها وأسبابها وخصائصها وتصنيفها ومعدلات انتشارها ، كما تناول بالبحث والتحليل الأسباب والعوامل المؤثرة فيها ، وخصائص ذوي الصعوبات التعليمية ، وأساليب التشخيص وخطواته ، وإستراتيجيات تدريس الطلاب من ذوي صعوبات التعلم ، وكذلك تناولنا البرامج التعليمية ومعالجة الخجل لدى طلاب الصعوبات ، ودور الأسرة في تغيير المفاهيم الخاطئة عن هذه الفئة من ذوي الصعوبات أو الاحتياجات الخاصة ، كما قام بإجراء الاستبيانات القبلية والبعدية المناسبة...
لم يكن لمجال صعوبات التعلم جهود من قبل تخصص واحد ، بل اشتركت وما تزال تشترك تخصصات متنوعة من حقول علمية مختلفة في البحث والإسهام في مجال صعوبات التعلم، إلا أن مدى ونوعية الإسهام تختلف باختلاف الفترة الزمنية التي مر بها الحقل أثناء تطوره، ويتضح من تتبع تاريخ صعوبات التعلم خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، إنَّ الاهتمام بهذا المجال في القرن التاسع عشر وبالتحديد قبل (1900م) كان منبثقاً عن المجال الطبي وخاصة العلماء المهتمين بما يعرف الآن بأمراض اللغة والكلام، أما دور التربويين في تنمية وتطوير حقل صعوبات التعلم فلم يظهر بشكل ملحوظ إلا في مطلع القرن العشرين، وما أن انتصف القرن العشرين حتى ظهرت الإسهامات الواضحة في هذا المجال من قبل علماء النفس والعلماء المتخصصين في مجال التخلف العقلي بالذات بين مجالات الإعاقة الأخرى.                      
واستمرت جهود العلماء والباحثين حول موضوع صعوبات التعلم، حيث في عام 1930م تم تحقيق تقدم في الموضوع، خاصة حول الإعاقات الكبيرة في القراءة، و"الكتابة المعكوسة، وفي مشاكل إدراكية بصرية غير عادية لأطفال لا يعانون من إصابات مخية ظاهرة أو معروفة، ويتمتعون على الاقل بقدرة ذهنية متوسطة" . ولقد شكل هذا العمل أساساً للكثير من برامجنا الراهنة الخاصة بأطفال يعانون من إعاقات التعلم ويعد جزءاً من أسباب الخلط بشأن ما إذا كان مجال إعاقات التعلم، يشكل الاهتمام الرئيسي لطبيب الأعصاب وطبيب العيون وعالم النفس والمتخصص في مجال القراءة أو معلم التعلم الخاص.                                                        

إنَّ قضية إعاقات التعلم قضية حَازتْ على الكثير من الاهتمام ، وتبدو المعارف والاكتشافات الجديدة واعدة فيما يخص وظائف الجهاز العصبي والدماغ البشري ، ويتوقع المؤلف أنَّ العلماء والمهتمين من مختلف التخصصات سوف يبذلون كل الجهود لاكتشاف أساليب وطرق جديدة تساهم في حل مشاكل الطلاب من ذوي صعوبات التعلم  والوقاية منها ، كما وستتزايد أعداد الخبراء والمهنيين المهتمين بهذه المشاكل ، وسيقومون على تطوير برامج صعوبات وإعاقات التعلم التي تُطَبَّق حالياً  في المدارس تمهيداً للدمج الكامل مع الطلاب الأسوياء. فالتحديات  كبرى المطروحة الآن على الساحة التعليمية هي قضية صعوبات التعلم.                                                    
وهذا الإصدار الجديد عن مؤسسة نغم الثقافية هام جداً ، نظراً لوجود بعض القصور في كيفية التعامل مع طلاب الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم ، وضرورة تفهم معلمي المدارس في جميع أنحاء الوطن العربي إلى أهمية الدمج ومدى تطبيقات التسهيلات والترتيبات بصورة واقعية.
وأخيراً فقد تعرض المؤلف لهذه القضية في دولة قطر وكيفية اهتمامها الكبير  بذوي الاحتياجات الخاصة ، فكانت من الدول السَّباقة في رعايتها الدائمة لهذه الفئــــــة التي ابتلاها الله بإحدى الإعاقات ، وحرصت الهيئات والمؤسسات الرسمية ، ومنظمات المجتمع المدني على طرح ومعالجة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة ، فضلا عن إطلاق العديد من المبادرات الرائدة لصاحبة السمو الشيخة موزة لوضع إستراتيجية شاملة لاحتياجات تلك الفئة وسبل دعمها والارتقاء بها وتنمية مهاراتها.                                               
وقد تكللت الجهود الرسمية وغير الرسمية بنجاح منقطع النظير في تفعيل مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في العديد من المجالات الحيوية ، بعد تأهيلها تعليمياً وعملياً للمشاركة في تلك المجالات ، ولا يغيب عن أذهاننا دور المجلس الأعلى للتعليم وجهوده الجبارة حينما قرر افتتاح قسم خاص في كل مدرسة مستقلة ، وتعيين ذوي الاختصاص في الاحتياجات الخاصة للقيام بمهام تعليم هذه الفئة التي هي في أمس الحاجة للرعاية والاهتمام ليس على مستوى قطر وإنما على مستوى العالم العربي حتى أصبحت قطر مثالاً يحتذى به في طرق تدريس ودعم هذه الفئة الهامة في المجتمع...

ليست هناك تعليقات: